مهارات لا بد منها لكل مربي ..
عماري جمال الدين / الجزائر
ب) تابع مهارة إدارة الوقت
تطرقنا في الومضة السابقة إلى قيمة وأهمية الوقت، انطلاقا من كتاب الوحي قرآنا وأحاديث نبوية صحيحة، كما إشرنا إلى بعض أقوال أهل العلم ممن تركوا بصمات أفكارهم وتجاربهم في عبارات موجزة. أجدر بنا أن نقف عندها وأن نقرأها، لنقتبس من أنوار مشكاتها ما يرشد ويسدد مسيرة حياتنا بصفة عامة، ورسالتنا التربوية بصفة خاصة، حتى نكون خير خلف لخير سلف . وما دام الوقت هو الحياة وأننا نسأل عنه يوم القيامة، فالأمر جد وليس بالهزل، وماعلى المرء إلا أن يعرف كيف يقضي بياض يومه وسواد ليله فيما يرضي الله عز وجل. لذا بات من الضروري الإجابة عن الأسئلة التالية:
* كيف ندير أوقاتنا؟
وهو سؤال جوهري ومهم، أي ما هي الآليات والوسائل والطرائق، التي أتمرس بها لتحقيق الأهداف المرسومة. والأمر هنا يتعلق بالمنهجية المعتمدة التي إذا اعتمدناها وواظبنا عليها، نكتسب مهارة التحكم في الوقت شيئا فشيئا. وبالتالي نتجاوز المعضلة، ونعالج أكبر إشكال يواجهنا في حياتنا اليومية.
1) مامعنى إدارة الوقت؟
هو النجاح في تحقيق هدف محدد، في وقت محدد، من خلال تفعيل الانسان لذاته وللآخرين وللامكانيات. هو أن ننجز أعمالنا، بأقل جهد، وفي أسرع وقت، وبفعالية ومهارة.
2) وضوح الغاية (غاية الغايات).
بالإجابة عن الأسئلة الكبرى
من أنا؟ وماذا أريد أن أكون؟ وما الغاية من وجودي) إن الهدف الأسمى في هذه الحياة الفانية، هو القيام بأمر الله تعالى على أفضل وجه ممكن، والفوز برضوانه، وهذا الملمح في غاية الأهمية، لأن ضياع الهدف الأكبر يعني أن تصبح حياة الانسان بلا معنى، وهذا يعادل فقد الوجود ذاته. وأن باقي الأعمال يفترض أن تصب في صالح هذا الأمر، وأن لا تتصادم ولا تتناقض معه. ولذلك قال ابن القيم – رحمه الله – " لكل همة وقفة" أي قبل أن تقبل على أي قول أو عمل أو موقف، أي مبادرة، ينبغي كمؤمن أن تتوقف برهة، وتتأمل وتنظر في نيتك وقصدك. هل هذا العمل لوجه الله تعالى، أم تلبية لشهوة من شهوات الدنيا وما أكثرها، أولحظ من حظوظ النفس الخفية؟ وهل تقدر عليه وحدك، أم تحتاج إلى من يساعدك على إنجازه؟ وهل حان وقته أم لا؟ وهكذا .. فتمضي في أمرك أو تعدل أو تتوقف.
3) تحديد الأهداف.
أن تضع نصب عينيك أمرا تسعى إلى تحقيقه، أي أن تقصد في مشيك. قال تعالى:" أفمن مشي مكبا على وجهه أهدى، أمن يمشي سويا على صراط مستقيم." (آ.22 من سورة الملك) لذلك قيل إذا لم ترسم هدفا تتجه إليه فقد تتجه اتجاهات أخرى. فمن تحديد الهدف إلى الرغبة الشديدة لتحقيقه، إلى الإصرار على تحويل هذه النية المصرح بها إلى إنجاز، تتحقق البطولة.
قطع المهمات الكبيرة المعقدة إلى أجزاء صغيرة مقبولة، استفرد بكل مهمة على حدة ولا تنتقل إلى غيرها حتى تنهيها، ركز على أهم مهامك، تذكر أن الأهرامات قد بنيت حجرا حجرا، وأن مسافة الألف ميل تبدأ بخطوة، وأن النجاح في أساسه عبارة عن نجاحات صغيرة.
4) مواصفات الهدف الجيد
- الوضوح: ليس فيه غموض ولا عموم.
- التحديد: له مدة زمنية يجب تحقيقه خلالها.
- الواقعية: يمكن تحقيقه في أرض الواقع.
- الطموح: يتحقق من خلاله إنجاز جيد.
- القياس: قابلا للقياس.
5) ترتيب الأولويات
بعد تحديد الأهداف يتم تحديد الأولويات، أي ترتيب الأهداف حسب أهميتها ، وهو عنصر مهم من عناصر إدارة الوقت واستثماره. ولعل ذلك يتضح جليا من خلال وصية النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل رضي الله عنه حين بعثه إلى اليمن، " إنك ستأتي قوما أهل كتاب ......" وكان الهدف من بعثه دعوة أهل اليمن إلى الإسلام. نلحظ من سياق هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قد حدد لمعاذ أهداف البعثة، ورتب له أولويات الدعوة، حتى لا تذهب جهوده سدى. وقد رتبت الأهداف ترتيبا منطقيا حسب أهميتها وأولويتها، أي بدأ بالأهم فالأهم وهكذا ..
6) مركبات الخطة
- حدد الأهداف ورتبها حسب أولويتها.
- حدد الوقت ( البدايات والنهايات).
- حدد المفاهيم والمضامين والأنشطة التي تحقق الأهداف.
- ماهي الوسائل والإمكانيات المطلوبة لتحقيق الهدف؟
- حدد من سيعمل معك لتحقيق الهدف.
- حدد المكان المناسب لتحقيق الهدف.
- فكر في الخيارات المطروحة لتحقيق الهدف.
- افترض حدوث عوائق ومشاكل، وفكر في الحلول.
- اسع للتنفيذ متوكلا مستقويا بالله عز وجل، فهو الموفق لكل خير.
- بعد الإنجاز قيم جهودك، برصد نقاط القوة ونقاط الضعف. - يتبع -