الحركة الواعية تنظر إلى الواقع بموضوعية و تنظر إلى الذات بموضوعية و تستعمل أدواتها التغييرية بواقعية أيضا تدرك أنها أمام ألوان من النفسيات و الأمزجة و المخلفات الجاهلية و التطلعات المستقبلية و التحولات التارخية و التشكيلات السياسية فلا تتبرم ببطء سيقيم الفكر و لا تنزعج من مستعجل غشت عينيه الشبهات فهو:
مستعجل يريد اللحاق بموكب التاريخ المشع قبل الأوان او مستعجل يريد قطف الثمار قل اكتمال النضج
ا و مستعجل يريد تحقيق مأرب ذاتية و أنية او مستعجل يريد مزاحمة مناكب الأواهين و الحزانى او مستعجل يريد دفع الموكب نحو الهاوية او مستعجل يريد انطلاقا مجنحا بدعوى الخروج من الفتور و اليأس او مستعجل مستغل لأمناتك التي استأمنته عليها
و يعمل على إفساد ذات البين". أو مستعجل يريد السير فوق أنقاض و جماجم من قلبه .
و بعض المستعجلين يضعون صيغا تبريرية لاستعجالهم و قد يكون اجتهادهم في الإستعجال بدافع الخوف على الحركة من التميع او التصدع او التوجع لكن يبقى لاستكمال أدوات الأستعجال الإستعانة بجملة من المتعجلين الذين إذا
ما أسند إليهم أمر كانوا أعجز عن حمله و إذا ما ولوا مسؤولية كانوا لها أضيع وإذا ما استأمنوا كانوا لها أخون.بل قد يكون مصير هذه النوعية كالتي نقضت غزلها من بعد قوة انكاثا و كالذي يستعمل إناء للإستطعام حتى إدا ما فرغ منه لوثه و قد يرقى به من عل.
ولا ينفي هذا أن ثمة مستعجلين يريدون الخير و لا يبغون به بديلا كما لا ينفي أن يكون ثمة مستعجلون خشوا أن تفوت الفرصة
كما لا ينفي أن ثمة مستعجلين يتجاوزون المتعارف و المتفق عليه إلى المختلف فيه و الذي يفرض العودة إلى ما تتبناه مرجعية الحركة للخروج من دائرة توقع التصادم اثناء وضع لبنات الدعوة .
الوعي بالحركة هو إدراك تموقعها من خريطة العمل الحركي و السياسي وإحاطتها بكل ما من شأنه أن يسيجها ليحميها مما يسبب لها, و قد يكون التسييج لوجود إحتمال أن ثمة من يفترسها على حين غفلة من أهلها و قد يسيجها لتحقق أن ثمة لها أكلة نهمين,بحيث يفرض على الحركة الواعية أن تسيج و تحكم التسييج على أعتبار أن الأكلة كالأرضة التي تأكل المنسأة أو على اعتبار أن الأكلة مثل الجوائع التي تأتي على الزرع و الصرع "وإذا قيل لهم لا تفسيدوا في الأرض قالوا إنما نحن المصلحون".(1)
و هذا فرض أن يكون لدى ابناء الحركة الاحتمالين معا,وضع الأدوية النافعة فيها إذا أصابها داء و الأدواء أنواع :أدواء مزمنة
و ادواء عرضية ,و إذا اختل ميزان الفهم لدى الحركة يتصور البعض ابنائها او رداتها(2) او المنتسبين إليها المزمن عرضي و العرضي مزمن و يعمل بعض المنتسبين لعلم الطب على إستعمال أدوية في غير موضعها فتكون الهلكة لا قدر الله .
إن الحركة الواعية في جماعيتها و طواعيتها و تساميها عن الدنايا و وضوح رؤيتها و التزام منهجها و عدم تلويث صفائها و حسن إقبالها على الله واعتصامها بحبل لله الذي لا يقطع و اجتناب ما من شأنه إثارة ما يدعوا إلى التأكل و الإشارة الدائمة إلى ضرورة التزام النصح ذهابا و إيابا " و تواصوا بالحق و تواصوا بالصبر" . (3)
(1) سورة البقرة الأية 11
(2)رادتها:روادها
(3)سورة العصر الأية 3