ملتقى دعوتنا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ملتقى دعوتنا


 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
سحابة الكلمات الدلالية
اليمن العلم تاريخ مسابقة الطلبة السلاسل بهذا مفاهيم الزمنية افريل الذي مخيم المسلمين أوراق العشرين تربوية ولماذا الاخوان الصحابي مسرحية
المواضيع الأخيرة
» أنشودة / قريبٌ على بُعدٍ أنا منكِ
حاجة الدعاة إلى التواضع  Emptyمن طرف Chabab El Ikhwane الخميس 22 يناير 2015 - 18:00

» حمل واستمع اروع البوم انشادي....
حاجة الدعاة إلى التواضع  Emptyمن طرف خميس حدودة الأحد 7 أبريل 2013 - 14:26

» أخي أنت حر وراء السدود
حاجة الدعاة إلى التواضع  Emptyمن طرف خميس حدودة الأحد 7 أبريل 2013 - 14:23

» لا قيـــــــادة مـــن غـــــر إقـنـــــــاع
حاجة الدعاة إلى التواضع  Emptyمن طرف صاحب قضية الجمعة 22 فبراير 2013 - 7:09

» مكانة الإنسان المسلم ورسالته في الحياة
حاجة الدعاة إلى التواضع  Emptyمن طرف عماري جمال الدين الثلاثاء 11 ديسمبر 2012 - 11:07

» قراءات.. استوقفتني..
حاجة الدعاة إلى التواضع  Emptyمن طرف فداء الجمعة 30 نوفمبر 2012 - 18:48

» مختارات من فيديوهات الشيخ محفوظ النحناح رحمه الله..
حاجة الدعاة إلى التواضع  Emptyمن طرف فداء الجمعة 30 نوفمبر 2012 - 0:56

» سلسلة الفهم لفضيلة الشيخ محفوظ نحناح رحمة الله عليه
حاجة الدعاة إلى التواضع  Emptyمن طرف Chabab El Ikhwane الثلاثاء 6 نوفمبر 2012 - 12:21

» شرح كيفية جعل مساهمات المنتدى تنشر فـ الـ facebook تلقائيا
حاجة الدعاة إلى التواضع  Emptyمن طرف Chabab El Ikhwane الثلاثاء 6 نوفمبر 2012 - 12:17

» سجل حضورك اليومي بالدعاء للمسجد الأقصى المبارك
حاجة الدعاة إلى التواضع  Emptyمن طرف نسمة التغيير الثلاثاء 6 نوفمبر 2012 - 8:53

المواضيع الأكثر نشاطاً
سجله دوما فهذا شعارنا الداااائم ..
ورد الاستغفار... ليكن لك نصيب من استغفار فى ملتقانا
سجل حضورك اليومي بالصلااااة على النبي المصطفى (صلى الله عليه وسلم
سجل حضورك اليومي بالدعاء للمسجد الأقصى المبارك
سلسلة تاريخنا الاسلامي .... (1) قصة الفتنة الكبرى
قصة عن اعضاء المنتدى.... انتم الابطال اليوم...
دعوة عااااامة ....
فرّغ قلبك ....///(فضفضة)///....
.... عابرة فقط
فاصل ...ونواصل
المواضيع الأكثر شعبية
تحميل سلسلة محاضرات الدكتور راغب السرجاني كاملة
حتي يحفظ الله رابطتنا ((ورد الرابطه )) للإمام الشهيد حسن البنا-رحمة الله عليه-
.. يــــــــــــــــوم العلــــــــــــــــم 16 أبــــريـــــــــــــــــــل ..
ورد الاستغفار... ليكن لك نصيب من استغفار فى ملتقانا
من اقوال الامام الشهيد حسن البنا....
تحميل كتاب "أيام من حياتي" .. لزينب الغزالي
اقوال رائعة
نشيد ... رددي يا جبال .. رددي يا سهول .. أننا بالفعال .. نقتدي بالرسول mp3
**كتاب**فهم الإسلام في ظلال الأصول العشرين // تحميل
سجله دوما فهذا شعارنا الداااائم ..
التسجيل
التسجيل السريع
سجلاتنا تفيد بانك غير مسجل .. يرجى التسجيل..
اسم العضو
البريد الالكتروني كلمة السر
ملاحظة
كلمة السـر يجـب أن تتكـــون مـن حـروف وأرقــام.
يوم شهر عام
هل أنت موافق على قوانين المنتدى؟
أفضل 10 فاتحي مواضيع
شباب مجددون
حاجة الدعاة إلى التواضع  Vote_rcapحاجة الدعاة إلى التواضع  Voting_barحاجة الدعاة إلى التواضع  Vote_lcap 
سيف الإسلام
حاجة الدعاة إلى التواضع  Vote_rcapحاجة الدعاة إلى التواضع  Voting_barحاجة الدعاة إلى التواضع  Vote_lcap 
فداء
حاجة الدعاة إلى التواضع  Vote_rcapحاجة الدعاة إلى التواضع  Voting_barحاجة الدعاة إلى التواضع  Vote_lcap 
أنوار الإسلام
حاجة الدعاة إلى التواضع  Vote_rcapحاجة الدعاة إلى التواضع  Voting_barحاجة الدعاة إلى التواضع  Vote_lcap 
bel1267
حاجة الدعاة إلى التواضع  Vote_rcapحاجة الدعاة إلى التواضع  Voting_barحاجة الدعاة إلى التواضع  Vote_lcap 
شهيدة الأقصى
حاجة الدعاة إلى التواضع  Vote_rcapحاجة الدعاة إلى التواضع  Voting_barحاجة الدعاة إلى التواضع  Vote_lcap 
مجاهد
حاجة الدعاة إلى التواضع  Vote_rcapحاجة الدعاة إلى التواضع  Voting_barحاجة الدعاة إلى التواضع  Vote_lcap 
سراء برهوم
حاجة الدعاة إلى التواضع  Vote_rcapحاجة الدعاة إلى التواضع  Voting_barحاجة الدعاة إلى التواضع  Vote_lcap 
حبيبة أمتي
حاجة الدعاة إلى التواضع  Vote_rcapحاجة الدعاة إلى التواضع  Voting_barحاجة الدعاة إلى التواضع  Vote_lcap 
~شعلة التغيير~
حاجة الدعاة إلى التواضع  Vote_rcapحاجة الدعاة إلى التواضع  Voting_barحاجة الدعاة إلى التواضع  Vote_lcap 
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
فداء - 1475
حاجة الدعاة إلى التواضع  Vote_rcapحاجة الدعاة إلى التواضع  Voting_barحاجة الدعاة إلى التواضع  Vote_lcap 
سيف الإسلام - 1468
حاجة الدعاة إلى التواضع  Vote_rcapحاجة الدعاة إلى التواضع  Voting_barحاجة الدعاة إلى التواضع  Vote_lcap 
أنوار الإسلام - 1000
حاجة الدعاة إلى التواضع  Vote_rcapحاجة الدعاة إلى التواضع  Voting_barحاجة الدعاة إلى التواضع  Vote_lcap 
شباب مجددون - 740
حاجة الدعاة إلى التواضع  Vote_rcapحاجة الدعاة إلى التواضع  Voting_barحاجة الدعاة إلى التواضع  Vote_lcap 
سراء برهوم - 558
حاجة الدعاة إلى التواضع  Vote_rcapحاجة الدعاة إلى التواضع  Voting_barحاجة الدعاة إلى التواضع  Vote_lcap 
نسمة التغيير - 557
حاجة الدعاة إلى التواضع  Vote_rcapحاجة الدعاة إلى التواضع  Voting_barحاجة الدعاة إلى التواضع  Vote_lcap 
جراح أمتي - 462
حاجة الدعاة إلى التواضع  Vote_rcapحاجة الدعاة إلى التواضع  Voting_barحاجة الدعاة إلى التواضع  Vote_lcap 
bel1267 - 407
حاجة الدعاة إلى التواضع  Vote_rcapحاجة الدعاة إلى التواضع  Voting_barحاجة الدعاة إلى التواضع  Vote_lcap 
أسامة عبد الإله - 314
حاجة الدعاة إلى التواضع  Vote_rcapحاجة الدعاة إلى التواضع  Voting_barحاجة الدعاة إلى التواضع  Vote_lcap 
مجاهد - 205
حاجة الدعاة إلى التواضع  Vote_rcapحاجة الدعاة إلى التواضع  Voting_barحاجة الدعاة إلى التواضع  Vote_lcap 
أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر
لا يوجد مستخدم
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم

 

 حاجة الدعاة إلى التواضع

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
شباب مجددون
عضو ذهبي
عضو ذهبي
شباب مجددون


التكاليف فريق الفايس بوك
الأوسمة لا شيء
انثى

الولاية الولاية : 16- الجزائر العاصمة
عدد المساهمات : 740
نقاط : 106569
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 05/09/2010

حاجة الدعاة إلى التواضع  Empty
مُساهمةموضوع: حاجة الدعاة إلى التواضع    حاجة الدعاة إلى التواضع  Emptyالجمعة 17 سبتمبر 2010 - 1:20

التواضع



حبذا المزيةُ الطيِّبة ! ونِعْمَ الخصيصةُ المحبَّبة في القلوب النبيلة!

تلك القلوب التي فتَّشت عن جميل السَّجايا في ذَواتها، فسقَتها، ونمَّتها حتى تَرَعرَعَت في خميلة نفسِها، ففاحَت عطراً جذبَ إليه الفراشات المزركَشَة التي تعشَق الجمال، واستقطَبَت البلابلَ التي تبحثُ عن الأمان والسَّلام.


إن بَذرةَ التَّواضُع في النفس أشبهُ بالدالية التي تتقدَّم فِناء منزل عَتيق تغطِّي باخضِرارها ونُضارة أوراقها الممتدَّة ملامحَ هذا المنزل ليبدوَ للناظر لوحةً فنيةً ساحرة.


فما بالُكَ إذا تقدَّمت هذه الدَّاليةُ إطلالةَ بيتٍ جميل مَتين البناء، عالي الأسوار؟

فلا جَرمَ أنَّ منظرَهُ سيكون فاتناً، وكذلك فإنَّ جَمال مَظهر الإنسان عندما يَلتقي مع مَخبَره فإنه يَغدو يَنبوعاً متدفِّقاً يُفيض من جَنباته النَّفع والصَّلاح.

التواضعُ * مزية تدلُّ على النبل والكرم ونقاء السَّريرة وصفاء الطويَّة؛ لأنها لمسةٌ من لمسات الخالق أودَعَها في نُفوس عباده فتمثَّلها الأنبياء والرسُل والصالحون، والنبلاء والمفكِّرون من البشر، الذين عَرَفوا قُدرة الخالق، وضَعف المخلوق، ووَعَوا رسالةَ الحياة الغَرورة القصيرة.


تأمَّلوا قولَ الخالق -عزَّ وجلَّ- في حثِّه على التواضُع: {واخْفِض جَناحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ المؤمِنين}[1].


المتواضع قمرٌ يَهَبُ النور، وشمسٌ تَمنحُ الدِّفْء، وابتسامةٌ تَتَكَلَّل بالفَرَح، وعَندليبٌ يُطرب الأَيك. والمتواضع رسالةُ سلام تَمشي على الأرض، وقلبٌ مِعطاء يُقدِّم للآخَرين إنسانيته ومعروفَه على طَبَق من ذَهَب، فيَسعدون بلُقياه؛ لأنهم يَجدون فيه جانباً آمناً وطريقاً سهلةً مَحفوفة بالزَّهر خاليــةً من الأشواك. وقديماً قالت العرب: ((لا حَسَبَ كالتَّواضُع، ولا شَرَفَ كالعِلم))[2].


قرأتُ التواضعَ قصيدةً مباركة في حياة الأنبياء، ورأيتُه مَنظراً بديعاً في انحِناء السَّنابل، وفِطرةً نقيَّة في سُجود الكائنات لله.


عِشتُه فَرَحاً في أعيُن التلاميذ عندما يُبادرهم معلِّموهم بالسَّلام والابتسامة.

وأجمل ما رأيتُه في نفوس المتخاصِمين عندما يبدأُ خَيرُهم بالسَّلام على أخيه فيَخرُج دخانُ الحِقد، ويَصفو بلَّور النفس، ويحلُّ الوِصالُ بعد الهَجر، والحبُّ بعد الكُره.


التواضع دليلٌ صريح على ازدِهار الصحَّة النفسية عند الإنسان؛ لأن غِيابَه ينمُّ عن اضطِراب في تَكوين الشخصيَّة. وحسبُ المتواضع فَخراً أنَّ الله يُحبُّه والملائكةُ ومن ثَمَّ جميع الناس.


ولو استَنطَقنا التاريخَ عن خاتمة المتواضِعين من العُلماء والملوك والأُمَراء والقادَة وعامَّة الناس لأجاب بإكبار، ولأدَّى التحيةَ لهم.

أما أولئك المتكبِّرون فقد حَصَدوا ما زَرَعوا، وخلَّفوا سِيَراً مَشؤومَة تَفوح بالكراهية.

وعن أبي هريرةَ رضي الله عنه أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلَّم قال: ((ما نَقَصَت صَدَقةٌ مِن مال، وما زادَ اللهُ عَبداً بعَفوٍ إلا عِزّاً، وما تواضعَ أحدٌ لله إلا رَفَعَه الله)) [رواه مسلم]. وهذا ابن المعتزِّ يقول : "أشدُّ العلماء تواضعاً أكثرُهم علماً، كما أنَّ المكانَ المنخفِضَ أكثرُ البِقاع ماءً"[3].

ومَن ظنَّ أن التواضعَ ضعفٌ فقد أخطأَ الفهم، وجانبَ الصواب؛ لأنَّ التواضعَ ثمرةُ الإيمان، والإيمانُ لا يسكنُ في القلوب الخرِبَة ذات الشرايين المتقطِّعة والجوانب المتصدِّعة، وإنما يسكنُ القلوب القويَّة الراسية، ويألَفُ النفوسَ المتسامحة الزكيّة.

فعن أبي هريرةَ رضي الله عنه، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلَّم قال: ((لو دُعيتُ إلى كُراعٍ أو ذِراعٍ لأَجَبتُ، ولو أُهدِيَ إليَّ ذِراعٌ أو كُراعٌ لأَجَبتُ)) [رواه البخاري].


وما أروعَ هذا القولَ من رسول الله صلى الله عليه وسلم لأحد الرجال : ((هَوِّن عليكَ، فإنِّي لستُ بمَلِكٍ، إنما أنا ابنُ امرَأَةٍ مِن قُرَيش كانت تأكُلُ القَديدَ بمَكَّة)).


فيا أيها الآباءُ والأمَّهات والمربونَ أعينوا أبناءكم على تنميةِ هذه البَذرَة في نُفوسِهِم، وخيرُ وسيلة لتنميتها أن تكونوا مُتواضِعين معهم تَنبِذون ما نَبا من سُلوكهم وألفاظهم، وما خالفَ الفِطرةَ السليمة، رغِّبوهم بالتواضع ونفِّروهم من التكبُّر، وأَنعِشوا أَسماعَهُم بالقصص التي تُبرزُ قيمةَ التواضع.

ودونَكم بعضَ الأقوال في التواضُع:

- ليس للمَرءِ سوى مَجدٍ واحدٍ حَقيقي، هو التواضُع[4].

- التواضعُ اكتسابُ المجد، واجتلابُ المجد[5].

- أَلِن جانِبَكَ لقَومِكَ يُحبُّوك، وتواضَع لهم يَرفَعوك، وابسُط لهم يَدَك يُطيعوك[6].

ورحم الله الشعراءَ الذين قالوا:

- مَلأَى السَّنابلِ تَنحَني بتَواضُعٍ *** والفارِغاتُ رُؤوسُهنَّ شَوامِخُ

- تَواضَعْ تَكُنْ كالبَدرِ لاحَ لناظِرٍ *** عَلا طَبَقاتِ الجَوِّ وهوَ رَفيعُ

- تَواضَعْ إذا مانِلتَ في الناسِ رِفعةً *** فإنَّ رَفيعَ القَومِ مَن يَتَواضَعُ


ولتَعلَموا أيها الإخوةُ أنَّ التواضعَ مَجلبَةٌ للسَّعادة والاطمئنان، ومَدعاةٌ لحُصول المحبَّة، وطريقةٌ مَأنوسَةٌ لنشر ثقافةِ السلام، وإعلانِ الصُّلح بين الإنسان ونفسِه، وبينه وبين خالقِه، وبينه وبين البَشَر كافَّة. وقد قال ألفرد دو موسِّيه: "التواضعُ الحقيقيُّ أبو كلِّ الفَضائل".


ولا أُغالي إن قلت: إنَّ التواضعَ أحدُ أهمِّ الأسلحة في نشر العِلم والسلام والمحبَّة في أرجاء المعمورَة.


فهرست
[إخفاء]

* ١ التواضع والحلم
* ٢ حاجة الداعي إلى التواضع..
* ٣ التواضع خلق مهم للداعية
* ٤ من تواضع لله رفعه
* ٥ وعكس التواضع.. الكبر
* ٦ الحلم..
* ٧ وعكس الحلم.. الغضب
* ٨ الهوامش:

[تحرير] التواضع والحلم

"التواضع" خلق مهم للداعية.. فهو يخالط الناس ويدعوهم إلى أخلاق الإسلام فكيف يكون عارياً منها؟ ومن طبائع البشر أنهم لا يقبلون قول من يتعالى عليهم.


حث رسول الله { على التواضع وبيّن لنا فضله وعاقبته فقال: "وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله"(أخرجه مسلم).

وحين سئل الفضيل عن التواضع قال: "هو أن تخضع للحق وتنقاد له، ولو سمعته من صبي قبلته، ولو سمعته من أجهل الناس قبلته"، وقال الحسن: "التواضع أن تخرج من منزلك ولا تلقى مسلماً إلا رأيت له عليك فضلاً" (7). وقد ضرب لنا رسول الله { المثل في التواضع. فقد ورد أن رجلاً سأل عائشة رضي الله عنها: هل كان رسول الله { يعمل في بيته شيئاً؟ قالت: نعم كان رسول الله { يخصف نعله ويخيط ثوبه ويعمل في بيته كما يعمل أحدكم في بيته. (رواه أحمد).


والتواضع: "هو خفض الجناح ولين الجانب، وقبول الحق ممن كان والانقياد له"(Cool. قال تعالى: وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما (63) (الفرقان). وعن أنس بن مالك } أنه مر على صبيان فسلم عليهم وقال: كان النبي { يفعله.(البخاري).



[تحرير] حاجة الداعي إلى التواضع..

والداعية أحوج ما يكون إلى التواضع؛ حيث إنه يخالط من الناس أصنافاً شتى تتفاوت مستوياتهم ويحتاج إلى القرب منهم، وكسب قلوبهم، فلو ظن بنفسه أنه أفضل منهم وأعلى مقاماً، أو أن له فضلاً عليهم، أو احتقرهم لدنو منزلتهم وطبقاتهم، فقد نأى بنفسه عن خلق يجب ألا ينفك عنه في دعوته؛ بل في حياته كلها ولعرّض نفسه لمقت الله وسخطه، وفي الحديث: "لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر" (مسلم).


[تحرير] التواضع خلق مهم للداعية

"فهو يخالط الناس ويدعوهم إلى الحق وإلى أخلاق الإسلام، فكيف يكون عارياً من التواضع، وهو من ركائز أخلاق الإسلام؟ ثم إن من طبيعة الناس التي جبلهم الله عليها أنهم لا يقبلون قول من يتطاول عليهم ويحتقرهم ويستصغرهم ويتكبر عليهم، وإن كان ما يقوله حقاً وصدقاً(9).
[تحرير] من تواضع لله رفعه

التواضع خلق كريم، يزيد صاحبه رفعة وعزاً، ويحببه إلى قلوب الآخرين، إذ من تواضع لله رفعه، وفي الحديث ( مَا نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِنْ مَالٍ وَمَا زَادَ اللَّهُ عَبْدًا بِعَفْوٍ إِلَّا عِزًّا وَمَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ لِلَّهِ إِلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ ) ومن تكبر عليه أو على عباده أذله ووضعه، لأن الكبرياء من أخص صفات الله سبحانه وتعالى, ففي الحديث ( الْكِبْرِيَاءُ رِدَائِي وَالْعَظَمَةُ إِزَارِي فَمَنْ نَازَعَنِي مِنْهُمَا قَذَفْتُهُ فِي النَّارِ(.


وقد وصف الله عباده الذين ينتسبون إليه بأنهم " وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْن " يمشون متواضعين هيّنين ليّنين، يمشون بسكينة ووقار، لا بتجبر ولا استكبار، لا يستعلون على أحد، لا ينتفشون على أحد، لا يمشي أحدهم، وكأنه يقول: يا أرض انهدي ما عليك قدي، لا إنه يمشي مشية من يعلم أنه من الأرض وإلى الأرض. وقد جاء في وصايا الله في سورة الإسراء: " وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً ".


مهما دببت برجليك، فلن تخرق الأرض،ومهما تطاولت بعنقك وشمخت برأسك، فلن تبلغ الجبال طولاً، فامش إذن متواضعاً حتى يحبك الله، وحتى يحبك الناس، فالله لا يحب كل مختال فخور، لا يحب الذي يفخر على عباد الله، أو الذي يختال في مشيته، وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك أشد التحذير، فقال: ( مَنْ تَعَظَّمَ فِي نَفْسِهِ أَوْ اخْتَالَ فِي مِشْيَتِهِ لَقِيَ اللَّهَ وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ ) وقال: ( بَيْنَمَا رَجُلٌ يَتَبَخْتَرُ يَمْشِي فِي بُرْدَيْهِ قَدْ أَعْجَبَتْهُ نَفْسُهُ فَخَسَفَ اللَّهُ بِهِ الْأَرْضَ فَهُوَ يَتَجَلْجَلُ فِيهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ) وهكذا خسف الله به الأرض لاختياله وإعجابه بنفسه.


والعجب يوجد الرضا عن النفس، والرضا عن النفس يتفرع عنه الكثير من الأمراض، كالغرور وازدراء الآخرين، حتى اعتبر العارف بالله ابن عطاء السكندري الرضا عن النفس أصل كل بلاء، قال رحمه الله: ( أصل كل معصية وغفلة وشهوة الرضا عن النفس، وأصل كل طاعة ويقظة وعفة عدم الرضا عنها، ولئن تصحب جاهلاً لا يرضى عن نفسه خير لك من أن تصحب عالماً يرضى عن نفسه، فأي علم لعالم يرضى عن نفسه، وأي جهل لجاهل لا يرضى عن نفسه ) إن المسلم الكيس هو الذي يحذر من العجب، بما وُفِق إليه من طاعة، أو نصر على أعداءه، أو فوز على خصومه، وإذا فرح بما وُفِق إليه، فإنه يفرح بالحق بأن هذا تم بفضل الله ورحمته، ولا يفرح فرح الباطل الذي نهى الله عنه ( إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ ) فهذا فرح المزهوين المغرورين. لهذا قال علي رضي الله عنه: ( سيئة تسوؤك خير من حسنة تعجبك ) سيئة تنكد عليك وتندم عليها وتنكر نفسك من أجلها، خير من حسنة تُعجب بها وتغتر، وما أدراك ربما شَابَ هذه الطاعة رياء فتفسد، لذلك قال ابن عطاء السكندري رحمه الله: ( ربما فتح الله لك باب الطاعة، وما فتح لك باب القبول، وربما قُدر عليك المعصية فكانت سبباً في الوصول، معصية أورثتت ذلاً وانكساراً، خير من طاعة أورثتت عجباً واستكباراً ).


إن المستكبرين والمتجبرين أجهل الناس، وإلا علام إذاً يستكبرون ويستعلون على غيرهم ؟ لو نظروا إلى أنفسهم لوجدوا – كما قال الغزالي – أن أباهم الماء المهين وجدّهم التراب.

رأى مطرف بن عبد الله بن الشّخّير: المهلب بن صفرة يمشي متبختراً عليه حلة من خز، فغمزه ونهاه عن هذه المشية، وقال: إن هذه مشية يبغضها الله عز وجل، وكان المهلب قائداً من القواد الكبار، فقال له: أما تعرفني ؟ قال له: نعم، أعرفك وأعرف أولك وآخرك، أولك نطفة مذرة وآخرك جيفة قذرة، وأنت فيما بين ذلك تحمل العذرة ! ومثل هذا قولَ الحسن البصري: عجبت لمن يغسل الخُرء بيده مرة أو مرتين كل يوم كيف يتكبر على جبار السموات والأرض. وقولَ الأحنف بن قيس: عجبت لمن جرى في مجرى البول مرتين كيف يتكبر.


فكيف يزهو مَن رجيعه أبد الدهر ضجيعه.... فهو منه وإليه وأخوه ورضيعه لماذا يتكبر الإنسان ؟ وآخره الموت الذي يسوي بين الكبير والحقير، والغني والفقير. الأرض التي يمشي عليها هذا الإنسان مرحاً، تُرى كم وارت من الكبار ؟ كم وارت من الأثرياء ؟ كم وارت من الأمراء والملوك ؟ وفي هذا يقول الشاعر:


ولا تمش فــــوق الأرض إلا تواضعــاً فكــــم تحتها قوم همـــو منك أرفـــــع

وإن كنت في عـــز وجاه ومنعــــــة فكم مات تحتها من قوم همو منك أمنع


ويقول أبو العلاء المعري:


صــــاح هـذي قبـــــورنا تمـــــلأ الأرض فأين القبـــــــــور من عهد عــــــاد ؟

خفف الوطء، ما أظــــــــن أديــــــم الأ رض إلا من هـــــــذه الأجســـــــاد !

سر إن استطعت في الهواء رويـــــداً لا اختيالاً على رفـــــــات العبــــــاد !

فقبيح بنــــــــــا وأن قـــدم العهـــــد هـــــــــوان الأبــــــــاء والأجــــــداد

وقال آخر:

يا مظهر الكبر إعجـــــاباً بصـــــــــورته انظــــــر خَــــلاك فـإن النتن تثريب

لــو فكر الناس فيما في بطونهــــــــم ما استشعر الكبر شبـان ولا شيب

هل في ابن آدم مثل الرأس مكرمــة وهـــو بخمس من الأقذار مضـــروب

أنف يسيل وأذن ريحهـــــــا سهـــــك والعين مرفضــــة والثغر ملعـــــــوب

يا ابن التراب ومأكول التراب غـــــــداً أقصــــــر فإنك مــــأكول ومثـــــروب


والكبر مظاهره عديدة منها: الترفع عن مجالسة الفقراء والمساكين والضعفاء، ومخاطبة الناس باستعلاء، والرغبة في التكريم والتعظيم، والاستخفاف بحديث الآخرين وعدم النظر إليهم، وحب المدح والثناء، وكراهية النصيحة والتأفف منها، والغرور بما عنده من العلم، وتنقيص الآخرين والتهجم عليهم،والمجادلة بالباطل وعدم الرضوخ للحق لذلك فسر النبي صلى الله عليه وسلم الكبر بأنه ( مَنْ بَطِرَ الْحَقَّ وَغَمَطَ النَّاسَ ). ومن مظاهره: الرغبة في أن يتبعه الناس ويسيرون خلفه، وحب الجلوس في صدر المجالس، والغضب إذا لم يقف الآخرون تعظيماً له، والتفاخر بالأحساب والأنساب.

وأما علاج الكبر فيكون:

بتقوى الله وخشيته، ومعرفة حقيقة النفس، وحقارة المتكبرين في أعين الناس، فضلاً عن رفعة المتواضعين عند الله وعند الناس، ومن العلاج مجالسة الفقراء والمساكين، والمسح على رأس اليتيم..
[تحرير] وعكس التواضع.. الكبر

حقيقة الكبر: جاء في قول النبي {: "الكبر بطر الحق وغمط الناس" (رواه مسلم).


والداعية بشر قد يخطئ في بعض الأوقات أو يوصل معلومة خطأ عن سهو أو نسيان أو خطأ؛ إذ ليس معصوماً من ذلك، وعندئذ وجب عليه ألا يمتنع عن تصحيحها أو قبول تصويبها من غيره من العلماء، ولا يكابر ويرفض الحق حتى لا يظهر مخطئاً، فالغرض إيصال الرسالة إلى الناس، كما أن الاعتراف بالحق فضيلة، وإلا سكن نفسه الكبر، ودخل قلبه العجب، فيؤدي ذلك إلى نفرة الناس من دعوته وردها عليه. وفي الحديث الشريف: "ثلاث مهلكات: شح مطاع وهوى متبع وإعجاب المرء بنفسه"(الطبراني).


رسول الله.. المثل والقدوة: ألا فليكن لكل داعية من رسول الله { المثل والقدوة في التواضع، وليتواضع لعباد الله.. قال تعالى: ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحا إن الله لا يحب كل مختال فخور 18( لقمان). وليعلم أن ما عنده من علم فمن الله وحده واهب العلم، وما فُضّل به من فصاحة وبلاغة فمنه سبحانه هو مطلق الألسنة بالكلام، وليحذر أن يسلبه هذا أو ذاك إن تطاول به على عباد الله أو تكبر بسببه، أو نسب ذلك لنفسه دون فضل الله، كما أن عليه أن يحفظ لسانه عن القدْح في إخوانه من الدعاة أو أن يحقرهم أو يقلل من قدر أعمالهم لترجح كفته أمام الناس إعجاباً بنفسه وعمله، أو أن يخالفهم فيما أجمعوا عليه، ظناً أنه وحده على صواب، فليحذر ذلك. وإن حدثته نفسه بشيء منه فليتذكر مَن هم أفضل منه منزلة عند الله وأكثر علماً وأوسع، وهم صحابة رسول الله { الذين كانوا يأخذون أنفسهم بالتواضع ويلزمونها به.


فها هو الصحابي الجليل أبو هريرة }، حامل العلم الكثير وراوي أحاديث المصطفى {، وكذا حذيفة وأبيّ وابن مسعود رضي الله عنهم كانوا "يحملون حزم الحطب وجرب الدقيق على أكتافهم، وكان أبو هريرة يقول وهو والي المدينة والحطب على رأسه : طرّقوا لأميركم"(10).


[تحرير] الحلم..

إن الدعوة إلى الله تحتاج الداعية الحليم الذي يتصف بخلق الحلم ، فلا يغضب لنفسه؛ وإنما يكظم غيظه ويعفو ويصفح. وقد اتصف أنبياء الله بالحلم وهم لا يستغنون عنه في مشوار حياتهم ورحلتهم الدعوية إلى أقوامهم، قال تعالى: ...والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين 134 (آل عمران).


الحلم: "هو ضبط النفس، وكظم الغيظ، ومقابلة السيئة بالحسنة. وهو لا يعني أن يقبل الإنسان الذل أو الهوان. وإنما هو الترفع عن شتم الناس، وتنزيه النفس عن سبهم وعيبهم"(11).


والحلم: "وسيلة لنيل محبة الناس واحترامهم، فقد قيل: أول ما يُعوّض الحليم عن حلمه أن الناس أنصاره"(12).

وبه يتجنب الداعية الوقوع في الخطأ ويكسب ثقة الناس وحبهم. وفي طريق دعوته الطويل يحتاج للتزود من هذا الخلق العظيم ليقوى على المسير. وقد قال الله تعالى لنبيه الكريم: ...\دفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم 34(فصلت).


وكان رسول الله { أحلم الناس.. فعن جابر } قال: "بينما رسول الله { يقسم مغانم حنين إذ قام إليه رجل فقال: اعدل، فقال: لقد شقيت إن لم أعدل" (رواه أحمد).


[تحرير] وعكس الحلم.. الغضب

والغضب خلق مذموم إذا كان لغير الله، ولا يليق بالداعية المسلم أن يتخلق به إذ كيف يقبل الناس دعوة من يغضب عليهم ويعاملهم بجفاء؟ وقد نهى النبي { عنه فقال: "لا تغضب" (البخاري).





[تحرير] الهوامش:

[1] سورة الشعراء، الآية: 215.

[2] موسوعة روائع الحكمة ص 172.

[3] المصدر السابق.

[4] ألفرد دو موسِّيه.

[5] قول يوناني.

[6] العماد الأصبهاني.


(7) الإمام أبو حامد محمد الغزالي: إحياء علوم الدين ج2 تحقيق سيد بن إبراهيم ابن صادق بن عمران. دار الحديث القاهرة 1998، ص488.

(Cool الأستاذ نعيم يوسف: الداعية إلى الله مقوماته وصفاته، الطبعة الأولى، دار المنارة المنصورة2001م ص34.

(9) الدكتور عبد الكريم زيدان، أصول الدعوة، الطبعة الثانية، مؤسسة الرسالة بيروت 1987م، ص 363.

(10) الإمام أبو حامد محمد الغزالي، إحياء علوم الدين ج2 ص323.

(11) مجموعة باحثين وأساتذة جامعات، موسوعة الأسرة المسلمة (الأخلاق)، دار المعارف، 1998م.

(12) موسوعة الأسرة المسلمة (الأخلاق)، مرجع سابق، الصفحة نفسها.

(18) شبكة مساجدنا الدعويّة


مجلة المجتمع عدد1804 تاريخ 31/05/2008

* بدر بن محمد عيد الحسين. إجازة جامعية في الأدب الإنجليزي من جامعة حلب 1994م. - دبلوم في التأهيل التربوي من جامعة حلب 1998م.

Laughing أبو سمية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
حاجة الدعاة إلى التواضع
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» وقفات مع الدعاة في رمضان
» التواضع " حين بكى الامام القرضاوى "

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملتقى دعوتنا :: المنتـــدى الشــرعـــي :: القســم الشرعـــي العـــام-
انتقل الى: