أكدت "رابطة علماء فلسطين" أن جدار مصر الفولاذي، الذي تبنيه على طول حدودها مع قطاع غزة، والذي هو بإشرافٍ وتمويلٍ وتخطيطٍ أمريكي صهيوني؛ هو حرام شرعًا، بل هو من الكبائر؛ لأنه يتسبَّب في قتل الشعب الفلسطيني المحاصر في غزة.
وطالبت الرابطة، خلال مؤتمر صحفي، أمس الاثنين (4-1-2010م)، عقدته بساحة "المجلس التشريعي الفلسطيني" بمدينة غزة، الحكومة المصرية بوقف بناء "الجدار الفولاذي"، والعمل على إزالته فورًا، داعين علماء الأمتين العربية الإسلامية للخروج عن صمتهم والكشف عن خطورة هذا الجدار.
وتابعت: "نناشد كلاًّ من "الجامعة العربية"، و"منظمة المؤتمر الإسلامي" القيامَ بدورهم الواجب عليهم، وحثَّ الحكومة المصرية للتراجع عن بناء هذا الجدار وإزالة ما بني من أجله، موضحين أن جدار مصر هو بمثابة امتداد لجدار الفصل العنصري الذي أقامه الاحتلال لحصار الضفة الغربية المحتلة.
بدوره قال الدكتور سالم سلامة نائب رئيس "رابطة علماء فلسطين" خلال المؤتمر: "إن بناء الجدار يسبِّب أخطارًا بيئيةً على الحياة في غزة؛ لما له من آثار مدمرة على المياه الجوفية، مستدركًا بالقول: "الشعب الفلسطيني ما يزال من أكثر الشعوب حرصًا على قضايا الأمة والأمن القومي المصري على وجه الخصوص، لافتًا إلى أن "الأطماع الصهيونية" للعالم العربي والإسلامي لا تقف عند حدود.
وأضاف سلامة: "بعد أن مضت سنوات عدة على حصار الفلسطينيين في غزة، كان المنتظر والمأمول من الحكومة المصرية أن تلعب الدور الحقيقي في نصرة إخوانها المظلومين المحاصرين، وتعمل على فكِّ الحصار بكل الوسائل، وهذا ما تمليه حقوق الإسلام والأخوَّة والجار"، متسائلاً: "ما بال الحكومة المصرية اليوم تتسابق مع هذه المؤامرات!!".
وتابع نائب رئيس الرابطة: "تفاجأنا ببناء هذا الجدار الذي يسلخ مصر عن دورها المتوقع منها أن تقوم به عربيًّا وإسلاميًّا ودوليًّا"، هذا الجدار الذي يعكس استسلامًا لما أملته رايس وليفني، أثناء الحرب الصهيونية على غزة، وقالت الحكومة المصرية حينها "إن هذا الاتفاق تجرُّؤٌ على السيادة المصرية وهو مرفوض".
وضمَّ نائب رئيس "رابطة علماء فلسطين" صوت الرابطة إلى صوت العلماء في "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين"، الذين أكدوا حرمة هذا الجدار، وأن المقصود من بنائه سدّ كل المنافذ على سكان غزة لتجويعهم وإذلالهم.
وانتقد سلامة الفتوى الذي صدرت عن شيخ الأزهر، والتي أجازت إقامة "الجدار الفولاذي"، مثمنًا فتوى رئيس "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين" يوسف القرضاوي.
وأوضح أن الرابطة ستقوم بجمع تواقيع علماء الأمة عربًا وعجمًا، حتى يبينوا مواقفهم من هذا الجدار الذي يحاصر المليون ونصف المليون فلسطيني في القطاع.