لقد انحرفت حركة حمس كثيرا عن اهدافها في نظر العديد من مريديها و مناضليها و تخلت على الكثير من مبادئها مع تنامي اهتمامات القادة بالعمل السياسي و توزيع الحقائب الوزارية والانشغال بالمناصب و المكاسب التي كان الكثير يدعي انها لتثبيت و تعميق العمل الدعوي و تراجع مقابل ذلك العمل الدعوي نفسه الذي كانت قد تاسست حماس من اجله
و بعد ان رفض الحمسيون لعبة السياسة مع بداية التعددية ظهر انهم هم الذين بقوا فيها بعد ان تشتتت و اندثرت كافة الحركات الاسلامية السياسية
و انفردوا بساحة العمل الذي كانوا قد حذروا منه في البداية
لم تنجح حمس في المحافظة على انسجامها و بدات تتشقق الصفوف و تتصدع المباني التي شيدها نحناح امام ضربات السياسة التي عكرت صفوة الاخوة بالمناصب و المكاسب
هذه الوضعية ادت الى ظهور حركة الدعوة و التغيير التي يراسها عبد المجيد مناصرة احد قادة حمس البارزين كوسيلة تصحيحية حسب ادعاء اصحابها كي يعودوا بقاطرة حمس الى الدعوة التي لم تعد تحتل حيزا يذكر في اهتمام ابوجرة سلطاني و اشياعه و ظهرت مجموعة تدعو الى تصحيح الموقف و التصالح مع المنابع و المنطلقات و نبذ التسيس المفرط الذي ذكت نيرانه المغانم السياسية الملعونة
و لنضع المتتبعين لشان حمس في مجريات الاحداث ارتأت القباب ان تحاور احد اقطاب الحركة و هو السيد بوصبيع بشير احد نواب الحركة السابقين و اول برلماني محلي عن حمس و هذا بطرح العديد من الانشغالات التي احببنا الاجابة عليها ، فكان هذا الحوار
القباب : لماذا حركة الدعوة و التغيير في هذه الظروف ، الا يعد ذلك شقا للصف ؟
بوصبيع بشير : لم تكن حركة الدعوة شقا للصف اطلاقا و لكنها وسيلة لتصحيح مسار كامل من العمل الذي بدا ينحرف عن مناهجه و اسسه المبنية على الدعوة و الاصلاح و التربية و الدفاع عن قيم و مبادئ الدين الاسلامي الحنيف و يجب ان يعرف الجميع ان هناك تهميش كبير للجانب التربوي و الدعوي الذي سطره الشيخ نحناح في اهتمامات حمس الان ، و في المقابل يوجد اهتمام مبالغ فيه بالجانب السياسي و مغانم هذا الجانب و هي اشياء قلبت موازين المبادئ التي قامت عليها الحركة و اثارت حفيظة الكثير من محبيها و مناضليها و لم يكن ظهور هذه الحركة في الحقيقة الا بعد ان فشلت كل محاولات الاصلاح و الترميم التي بذلها الاخوة ، كما كنا نريد تغليب الجانب الدعوي و احيائه في الحركة لان اصلها هو هذا في الحقيقة
و غياب الحوار و انعدامه جعل الكثير منا يختار هذا المسار الذي لم نكن نحبذه فقد ذهب البعض هنا في الوادي لى حد منع الاخ مناصرة عبد المجيد و هو نائب لرئيس للحركة من الالتقاء بالمناضلين و اغلق في وجهه الأبواب حتى لا يبلغ صوته و يشرح مواقفه لابناء الحركة و هي ممارسات تاتي لتعمق الاختلاف و التناقضات و المشاكل التي كنا نسعى الى ترميمها بالحوار و مع كل المحاولات التي بذلت لتصحيح منهج الحركة لم يكن هناك مفرا من الخروج بهذه الحركة كتعبير عن استحالة اصلاح الوضع
القباب :و لكن الا ترون الاخ بشير ان الحركة لا تضم وجوها مهمة في تاريخ حماس و لا يبدو ان هناك من يسندها من هذه الوجوه على الاقل اعلاميا ؟
بوصبيع بشير :لا اتفق معك في هذا الطرح لان حركة الدعوة و التغيير تمتلك الكثير من الوجوه المهمة و يكفي ان أقول لك بأنه يوجد اكثر من 20 عضوا بالبرلمان هم الآن مع الحركة و اعلنوا صراحة ولائهم و تأييدهم لها ، كما يوجد أيضا الكثير من الأسماء الكبيرة التي اختارت حركة الدعوة و التغيير ،فاذكر على سبيل المثال مناصرة و بن قرينة و فريد هباز و غيرهم كما يوجد العديد من المؤسسين الاوائل الذين انظموا الى هذا الموقف مثل مصطفى بلمهدي و هناك طالب قشي ايضا وهو من المؤسسين و عضو مجلس امة سابق و السيد محجوبي العيد و هو ايضا عضو مؤسس و كان امين التربية و عضو مكتب وطني و لكن هناك العديد من الوجوه و القيادات التي بقيت مترددة بسبب عدم وجود اعتماد من طرف السلطات المحلية و لو ننجح في الحصول على الاعتماد فسينتقل الكثير من الوجوه الى حركة الدعوة و التغيير
القباب : ماذا عن محاولات الصلح بين التيارين ؟
بوصبيع بشير :هناك العديد من المحاولات التي ارادت التقريب بين وجهات النظر مع وساطة بعض الشخصيات و الشيوخ حتى من خارج الوطن لكن لم يكن هناك توافق و لا تنازلات
القباب : المحور الاساسي الذي تمفصلت حوله هذه الصراعات بينكم و بين الحمسيين هي مسالة اعتراف الاخوان المسلمين بمناصرة او بابي جرة سلطاني حيث يعد هذا الاعتراف عاملا اساسيا في حسم الخلاف بينكم ، الا تظن بان الاخوان في مصر لم يكن لهم دور في هذه القضية ؟
بوصبيع بشير : المسالة ليست اعراف اة عدم اعتراف و ليس هناك شيء اسمه اعتراف من طرف الاخوان المسلمين بمصر و ما يحدث بين الشقين المتنافسين و تنظيم الاخوان بمصر نوع من التواصل التربوي و تعاون و تنسيق
القباب : ما هو تقييمك لانتشار الحركة في الوادي ؟
بوصبيع بشير : هناك نوع من التريث لدى الكثير بسبب الوضع القانوني للحركة
القباب : هل يفسر ذلك عدم وجود نشاط تعبوي لضم اشخاص من حمس للحركة ؟
بشير بوصبيع : الوضعية الان تتسم بالتردد و هناك من العديد من الأشخاص الذين لم يحسموا امرهم بعد و يتحينون الفرصة لاستجلاء الوضع و اتضاح الامور اكثر و هناك من ينتظر في اعتماد الحركة فعندما تحصل الحركة على اعتمادها القانوني سيكون هناك شان اخر ، فالكثير من القواعد و المناضلين ابدوا استعدادهم للإنضمام و لكن الامر مرهون بالحصول على الاعتماد الذي سيحسم الامور بشكل كبير
القباب : هل لديكم برنامج محدد ؟
بشير بوصبيع : الأولوية الان للجانب التربوي و البناء الداخلي ففي هذه المرحلة نحن نركز على هذا الجانب بالاساس
القباب : اقصد الجانب الدعوي ما دامت الحركة قد تاسست بهدف التركيز على الجانب فالاعتماد لا يمنع الحركة من المباشرة في تنفيذ برنامج برتبط باهداف دعوية ؟
بشير بوصبيع : هذا الجانب يعتمد على توفر الغطاء القانوني و الرسمي للنشاط فبرنامج الحركة رهين الاعتماد القانوني
و اذا كنت تتكلم على برنامج دعوي رسمي يقترن باسم الحركة سواء كان البرنامج ثقافيا او تربويا فان ذلك يرتبط بالغطاء القانوني لهذا البرنامج و هو الإعتماد اما النشاط الدعوي العادي فذلك امر لم ينقطع و لن ينقطع فالشيخ احمد بن موسى احد رموز هذه الحركة لم يتوقف عن النشاط و هو خطيب في احد المساجد بالوادي و يقدم عملا دعويا كبيرا في الوادي
القباب : هل يندرج نشاط جمعية الأقصى الثقافية التي تتراسها ضمن نشاطات حركة الدعوة و التغيير ؟ و هل يمكن اعتبارها كاحد روافد الحركة ؟
بشير بوصبيع : نشاطنا كاشخاص هو رافد دعوي للحركة و لكن في اطار الجمعية هناك اشخاص لا يمتون للحركة باية صلة و الجمعية تنشط بمعزل عن حركة الدعوة و التغيير
القباب : هل يمكن القول ان لا وجود لاية فرصة من اجل احداث توافق بينكم و بين حمس الان و انه قد حدث طلاق بينكما ؟
بشير بوصبيع : ليس هناك اية فرصة هم اختاروا طريقهم و نحن اخترنا طريقنا فحمس اصبحت تفتقر للحوار الداخلي و لا حرية للراي فيها
بل ان مناصرة و هو نائب لرئيس حمس لم يسمح له هنا بالوادي بان يلتقي بالمناضلين من اجل شرح وجهة نظره و اغلقت في وحهه ابواب مكتب الحركة بايعاز من جهة ما و هي ممارسات مع الاسف تغيب الحوار و الراي الاخر و تضيق على الاختلاف و الشورى و الديمقراطية
القباب : هناك اسماء كبيرة كانت تبدو حاسمة في ترجيح الكفة لصالح حركة الدعوة و التغيير هنا بالوادي لو انها أعلنت انظماهما اليكم من هذه الاسماء الشيخ عبد الكريم بلقط الذي لم يلتحق بكم و ظل منضويا تحت راية حمس ، الا تعتقد انكم خسرتم هذه الشخصية المهمة ؟
بشير بوصبيع : و الله الشيخ عبد الكريم بلقط في البداية كان " ماشي معانا " و لكنه بعد ذلك تراجع
القباب : كان متعاطفا معكم ؟
بشير بوصبيع : لم يكن متعاطفا فقط كان متفقا معنا في البداية و لكن بعد ذلك غير رايه و تراجع ربما تعرض لضغوط او لأشياء اخرى لا ادري
القباب : علاقتكم معه مستمرة ؟
بشير بوصبيع : علاقتنا مستمرة مع الجميع و متواصلة مع كل الاخوة
القباب : هل لديكم كلمة اخيرة ؟
بشير بوصبيع : ارجو من موقع القباب ان لا يوظف هذا الحوار في اتجاه يسيء الى علاقتنا بالاخوة في حمس و ان لا تشوه بعض المقاصد و السياقات حتى لا تفهم منها اشياء اخرى و ان تعملوا على المحافظة على روح التوافق بيننا و بينهم
القباب : حتما سنكون اوفياء لروح الحوار و نصه و نشكركم على سعة الصدر