كلمة الشيخ مصطفى بلمهدي رئيس حركة الدعوة والتغيير في لقاء المبادرات من تجل التغببر
08/02/2011
الحادي
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
تحية طيبة فالسلام عليكم ورحمة الله وبعد
ينعقد اجتماعنا هذا عي ظل تحولات اقليمية ووطنية ودولية هامة جدا
حيث يمثل التحول الاقليمي اهم الاحداث التي اوصلت الى نتائج تغيير في ظروف لم تكن فيها اية بوادر لحصوله بهذه السرعة وبهذه القوة والتاثير
حيث اهتزت كيانات ظلت مستقرة في تونس وفي مصر خلال فترة قياسية جدا وبايدي شباب خال من الالتزامات السياسية
ولكنه لم يفهم ولم يستسغ لماذا تبقى صورة الزعيم الذي فتح عينيه عليها تلاحقة حتى يفتح ابناؤه ( ان كان له ابن وزوجة وسكن ) اعينهم عليها ويصابوا بالذعر منها كما اصيب هو من قبل خلال عقود من الزمن
وان تداعي هذه الحالة من الرفض سينتقل من مكان الى آخر حتى يعم خيره العديد من الاوطان
وكما تحررت العديد من الدول بمجرد اعلان الجزائر لثورتها على الاستعمارفي نوفمبر 1954فان العديدة من الانظمة والدول ستتغير بعد ثورة الياسمين الخشنة في تونس
ولعل الوضع الوطني ليس بعيدا في عموم حاله عن الوضع في هذه الدول التي ظن اهل الانظمة فيها انهم قادرو ن عليها فاتاها امر الله من حيث لم يحتسبوا فاصبحوا لاترى الا مساكنهم بما ظلموا وكانوا غافلين عن حقوق شعوبهم وحرياتهم و اطعامهم من الجوع وتامينهم من الخوف
واشعارهم بانهم يتمتعون بمقتضايات المواطنة الحقيقية التي تؤدي الى الشعور الحقيقي بان حب الوطن من الايمان فالايمان بالقبم لايكون حال غياب مقاضياتها والحدوث المستمر لنواقضها ومنها عدم السماح بالتعبير عن الذات السياسية والخيارات الاجتماعية التي تكفلها كل الاعراف والنظم والقوانين والمواثيق الدولية والمثل العليا
ايها السادة
ان النظام العربي كان يعيش تحت المظلة الغربية التي تحكمها في المقام الاول قواها ومصالحها وعلاقتها مع هذه الانظمة ترتبط اساسا بما تقدمه لها من خدمات والتزامات
وان النظام العربي لم يستطع ولم يرد ان يمد جذوره في تربة الشعب ولم يتغذ من غذائها ولم يستق من مائها ولذلك لم يستقر فيها بل عاش على سطحها فما كان له فيها من قرار واهتز مع اول السيول الشعبية التي توالت اشكالها في الاسقاط ولاتزال
وان هذا التحول في الموقف الدولي ليس بالضرورة لصالح الجنوب فالشمال عودنا ان مصالحه مقدمة على مصالحنا
ولذلك فان حراك التغيير الذي يشهده وطننا العربي ليس من الصعب ان يسرق منا ومن امتنا ان لم يجد الغرب مصالحه مع نتائج التغيير
وان لم يجد هذا التغيير في الامة قوى حية ومتعاونة في شكل تشاركي وايجابي يضمن تامين التغيير وحمايته ويعمل على ان يكون التغيير ايضا في اتجاه الاصلاح الذي يعود على الامة بالخير في قضاياها الاساسية والكبرى كقضية فلسطسين والرشاد في الحكم والديمقراطية والحريات وحقوق الانسان والاستغلال الصالح للثروات في خدمة الثورات
ايها السادة
ان حركة الدعوة التغيير تعتبر ان الكبت هو الذي ادى الى الانفجار وان التفرد والانغلاق لايؤدي ابدا الى الاستقرار ابدا
واننا نحس ايضا بذلك المواطن الذي يحتاج الى اللقمة التي يسد بها جوعه والمسكن الذي ياوي اليه والعمل الكريم الذي يجني منه حلالا رزق اطفاله وان يرى الفرص التي تعطيه الامل في المستقبل الآمن و المستقر والتنمية الحقيقية التي تعود عليه بالخير
واننا نحس ايضا بثقل الركود السياسي الذي يضرب الساحة باكملها ويلقي بظلاله على مختلف الملفات والقوى السياسية التي أصبح بينها وبين المواطن برزخ لا يبغيان فلا هي تصل الى التكفل بهمومه ولاهو اصبح يثق فيها وليس ذلك بسببه او بسببها بل هو بسبب التراجع الحاصل في الاصلاحات السياسية التي تتاخر دائما ثم بسبب التلاعب المستمر بالممارسة الحزبية وتشويه الفعل الانتخابي
ونحس ايضا بهذا الشباب الذي اصبحت الحرقٌة والحرق هما السبيل لاطفاء حرقته على الوطن والمستقبل والسبيل المتاح امامه للتعبير عن رفضه وقلقه الذي يمكن ان يلهب اشياء لم يكن في الحسبان ان يصل اليها اللهب
ان حركة الدعوة والتغيير تحب ان تكون دائما طرفا في الحل رغم انها لم تكن ابدا طرفا في التازيم ولذلك فهي قد بادرت من قبل الى مثل هذه المبادرات والعمل التشاركي الذي تعتبره صورة راقية للحوار الايجابي القادر على صناعة مقدمات الحلول وليس الحلول ذاتها لان المشكلات اكبر والجزائر حررها الجميع ويبنيها الجميع ويحميها الجميع ويحل مشاكلها الجميع ايضا