رئيس شبكة راحة للجمعيات الإنسانية في الجزائر الأستاذ عيسى بن الأخضر ضيف "مباشر مع"
• المجتمع المدني شريك اجتماعي ليس منافس سياسي. • الجمعيات لا تسد مسد الدولة ولن تكون بديلة عنها. • التبشير في الجزائر مرفوض. • تصريحات كوشنير وحد أكثر الجزائريين.
"واقع العمل السياسي والخيري في الجزائر"، موضوع حصة "مباشر مع" التي تبثها قناة "الجزيرة مباشر" القطرية، وكان ضيف الحلقة التي بثت مباشرة يوم 25 ربيع الأول 1431هـ، الموافق11 مارس 2010م، الأستاذ عيسى بن الأخضر رئيس شبكة راحة للجمعيات الإنسانية في الجزائر.
- الحرقة (الهجرة الغير الشرعية).
- الفساد المالي في الجزائر.
- واقع الحياة الجمعوية والسياسية في الجزائر.
- الجرائم النووية للاستعمار الفرنسي في الجزائر ...
محاور تطرق إليها ضيف الحصة، والذي قدمه منشط الحلقة الصحفي الجزائري الأستاذ محمد دحو، على أنه ترأس جمعية الإرشاد والإصلاح الوطنية، ويرأس شبكة راحة للجمعيات الإنسانية في الجزائر، وعضو النداء العالمي لمكافحة الفقر منذ سنة 2006م، وعضو الأمانات العاملة لمؤسسة القدس الدولية.
فعن واقع الجمعيات في الجزائر وحجم حضورها وتفاعلها في الساحة، أشار رئيس الشبكة إلى مظهر البطء في تدعيم الساحة بفضاءات جديدة، قياسا مع الوتيرة المتسارعة التي عرفتها الساحة مع نهاية ثمانينيات القرن الماضي، حيث فاق عدد الجمعيات (على الورق) الـ: 80 ألف، وهو ما يمثل –حسب المتحدث- معلم حيوية وحراك ايجابي اجتماعي، رغم سلبيات تعثر المسار الجمعوي بالنظر إلى الافتقار إلى الآليات الحديثة والجديدة في التشبيك والتنسيق والتجمع.. ينضاف إليها طغيان الثقافة الإدارية وإشكالية الشريك الاجتماعي، حيث لا زال ينظر إلى المجتمع المدني على أنه منافس سياسي بينما الأحرى أن يعتد ويعامل على أنه شريك اجتماعي، قادر على المساهمة في الكثير من المشاريع الاجتماعية التنموية الكبرى في البلد، مثلما ما هو حاصل مع نهاية التسعينيات وبداية الألفية الجديدة حيث كانت الجمعية شريكة في الكثير من المشاريع الحيوية الكبرى، والتي عرفت في نهاية المطاف تعثرات عديدة.
ليؤكد رئيس الشبكة على أن الجمعيات لا تسد مسد الدولة ولن تكون بديلة عنها، وإنما تعمل على تغطية الثغرات وردم الفجوات في المجتمع، على غرار عمليات الإغاثة في الزلازل والكوارث الطبيعية، مثلما ما حدث في فياضانات باب الوادي وزلزال بومرداس - ماي 2003م.
وعن ظاهرة الهجرة الغير الشرعية (الحراقة) أرجع رئيس الشبكة تفشي الظاهرة إلى عدة عوامل خاصة وأن الجزائر تمثل منطقة انطلاق وعبور إلى الضفة الشمالية، فالعامل الإعلامي له تأثير كبير على الشباب في تصوير الضفة الأخرى على أنها جنة ونعيم، كما لم يخف المتحدث العمل السري للشركات والمؤسسات التي ترغب الشباب على خوض التجربة المريرة، معرجا على القوانين الأخيرة التي مفادها التهديد والعقوبات التي لا تمثل الحل في نظره، وإنما الطريقة المثلى في التوعية والتحسيس، توفير أساليب العيش الكريم، إطلاق مشاريع التنمية عبر الشراكة.. وما توقيف تلك الإجراءات العقابية الأخيرة إلا مؤشر يبعث على التفاؤل في المعالجة الإيجابية للظاهرة.
وعن ظاهرة التنصير في الجزائر قلل رئيس الشبكة من الأرقام المتداولة في وسائل الإعلام، رغم أن الظاهرة موجودة حتى بعد الاستقلال مرجعا ذلك إلى الثقافة الاستعمارية الفرنسية التي تريد أن تضرب هوية الشعب الجزائري في لغته ودينه وحضارته، مؤكدا بأن العمليات التبشيرية في الجزائر مرفوضة حكومة وشعبا.
وعن مظاهر الفساد المالي والاقتصادي في الجزائر، أشار رئيس الشبكة بأن رغبة طموحات رئيس الجمهورية في مكافحة الفساد لم تواكبها عوامل وآليات تنفيذية تترجم المسعى، داعيا إلى تحرك العدالة وتحمل مسؤولياتها كاملة في مكافحة الفساد والحد من الآثار السلبية للظاهرة.
وفي الأخير تطرق رئيس الشبكة إلى ملف الجرائم النووية في الجزائر إبان الاستعمار الفرنسي، منتقدا في ذات السياق التصريحات الأخيرة لوزير الخارجية الفرنسي، والذي حسبه أدت إلى ردود فعل عكسية من خلال مظاهر التوحد والتعاطف والترابط حول القضية وحقوق الضحايا في التعويضات والاعتذار عن تلك الجرائم من قبل فرنسا، موجها في المناسبة تحية إجلال وإكبار للعائلة الثورية من مجاهدين وشهداء وعائلاتهم وذويهم، والذين ما زالوا في الذاكرة الشعبية، مذكرا بمعاناة الشعب الفلسطيني الأعزل أمام طغيان وغطرسة الكيان الصهيوني.
تقرير: أحمد غميط.
المصدر: الحادي أون لاين
بواسطة : الأمين