السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
إخواني أخواتي...
الإيمان هو أهم عامل لإحداث التغيير في المجتمع و كذا في تحقيق القدوات على الطريق. الإيمان في الحقيقة هو القضية. هو أهم شيء بل كل شيء للإنسان و هو يبدو بدونه لا شيء. فالحياة الحقيقية للإنسان هي حياة قلبه بالإيمان و ليس حياة الجسد التي يماثلنا فيها الحيوان . الإيمان حينما يعمر القلب يغير صاحبه تغييرا جذريا شاملا و كاملا يصحح التصورات و المقاييس و الموازين لتكون كلها ربانية موافقة لدين الله الإيمان الصادق يفجر في نفس صاحبه كل معاني الخير و الصبر و التضحية و الجهاد و حب الإستشهاد ....
و الإيمان ليس ادعاء باللسان و لكنه اعتقاد بالقلب و تصديق بالعمل الصالح لذا نجد لفظي اليمان و العمل الصالح مترادفين في كثير من آيات القرآن. و القدوة الصالحة على طريق الدعوة كما ننشدها لا بد لها من توافر الإيمان الصادق القوي بل نريدها من تلك الصفوة من المؤمنين الذين وصفهم الله بقوله( من المؤمنين رجال) رجال صدقوا في إيمانهم و صدقوا في التزامهم بتعاليم إسلامهم و صدقوا في عهودهم مع ربهم و ثبتوا على الحق دون تبديل أو تغيير فأشاد الله بهم في قوله( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه و منهم من ينتظر و ما بدلوا تبديلا ليجزي الله الصادقين بصدقهم)
ثم نحن على طريق الدعوة نتمنى الثبات و النصر و التمكين لدين الله و قد وعد الله عباده المؤمنين بهذه الأمور. لذا فالإيمان أيضا من ألزم الأمور لتحقق وعد الله لنا بالثبات و النصر و التمكين.
الإيمان هو الأساس في بناء الفرد و البيت و المجتمع و هو الذي يدفع إلى كل خير و الطريق لتحقيق كل خير فإلى الإيمان الصادق و العمل الصالح لنفوز بالنصر و التمكين و السيادة في الدنيا و الفوز و النعيم و الرضوان في الآخرة
و نختم حديثنا عن الإيمان بعبارة للإمام الشهيد وجهها إلى الشباب: "فجددوا أيها الشباب إيمانكم و حددوا غاياتكم و أهدافكم و أول القوة الإيمان و نتيجة هذا الإيمان الوحدة و عاقبة الوحدة النصر المؤزر المبين فآمنوا و تآخوا و اعملوا و ترقبوا بعد ذلك النصر... و بشر المؤمنين"
كتاب القدوة على الطريق .. سلسلة افهم و اعمل .