رئيس المنتدى العالمي للبرلمانيين الإسلاميين الأستاذ عبد المجيد مناصرة في حوار شامل مع موقع المنتدى
2 مشترك
كاتب الموضوع
رسالة
سيف الإسلام فريق الإدارة
الولاية : 25- قسنطينة عدد المساهمات : 1468 نقاط : 115906 السٌّمعَة : 34 تاريخ التسجيل : 16/09/2010
موضوع: رئيس المنتدى العالمي للبرلمانيين الإسلاميين الأستاذ عبد المجيد مناصرة في حوار شامل مع موقع المنتدى الجمعة 10 ديسمبر 2010 - 19:58
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] "إن المنتدى بعد المؤتمر التأسيسي بجاكارتا بدأ العمل ضمن مرحلة التعريف، وهو الآن ينتقل إلى مرحلة الترويج". "إن المنتدى أظهر صورة مشرفة عن البرلماني الإسلامي الذي يحسن تمثيل الإسلام ويتواصل مع الأخر ويتوافق مع الديمقراطية والحريات ويناصر قضايا الوطن والمواطن والأمة". "قام المنتدى باقتراح مشروع قانون لمقاومة وتجريم التطبيع تبناه برلمانيون في الكثير من الأقطار العربية والإسلامية". "هذه تفاصيل زيارتنا مؤخرا إلى المملكة العربية السعودية".
في هذا الحوار، طرحنا على رئيس المنتدى العالمي للبرلمانيين الإسلاميين الأستاذ عبد المجيد مناصرة، الكثير من الأسئلة المتعلقة بعمل المنتدى، والمحاور التي يتحرك فيها، وموقفه من عديد القضايا والتطورات، وجاءت إجابته بالكثير من الإيضاحات، لهذه القضايا وغيرها من الانشغالات والتساؤلات، وهذا نص الحوار:
مر على تأسيس المنتدى العالمي للبرلمانيين الإسلاميين سنتين، بما يعني أنه حديث النشأة، فما هي محاور التحرك التي اعتمدها إلى اليوم؟ رئيس المنتدى: يعتبر المنتدى العالمي للبرلمانين الإسلاميين وليدا وحديث النشأة فقد مر عليه سنتين ونصف من التأسيس، لكنه مع ذلك هو كبير بطموحاته وقوي بأعضائه، واستطاع التحرك على جملة من المحاور، بغية تطوير العمل البرلماني، وتفعيل أداء البرلمانيين، ليكونوا في مستوى ثقة الناخبين، ومستوى التحديات التي تواجه الأوطان والأمة العربية والإسلامية، التي تجمع جميع البرلمانيين، ويمكن القول أن المنتدى بعد المؤتمر التأسيسي بجاكارتا بدأ العمل ضمن مرحلة التعريف، وهو الآن ينتقل إلى مرحلة الترويج، ومن بين المحاور التي تحرك المنتدى ضمنها: المحور التنظيمي: مع استمرار دورية لقاءات هيئات المنتدى وعقدها كل مرة في بلد من البلدان بما أعطى صورة عالمية للمنتدى، وتواصل عدد المنتسبين في الارتفاع ليبلغ أكثر من 350 منتسب بما يعني أن العدد تضاعف في هذه المرحلة مقارنة مع التأسيس، واعتماد أربع فروع قطرية جديدة للمنتدى (الكويت، الأردن، الجزائر، إندونيسيا)، والعمل جاري لتأسيس فروع أخرى، ونحن نستقبل في كل اجتماع لمجلس إدارة المنتدى طلبات لمنتسبين جدد وهدفنا في 2010 أن يكون للمنتدى 500 برلماني منتسب. وفي المحور التدريبي، نظم المنتدى العديد من الدورات التدريبية، في مجالات التشريع، والعمل البرلماني والرقابة البرلمانية، وكذلك دورات تدريبية في تقنيات الاتصال، لمجوعة من البرلمانيين، من مختلف الدول العربية والإسلامية، ودورة تدريبية خاصة للبرلمانيين العراقيين. وفي محور العلاقات العامة، عمل المنتدى كما هو محدد في سياسته وأهدافه، على مد جسور التواصل، وفتح الحوار، وإقامة العلاقات، مع العديد من الأطراف والدول والهيئات والمنظمات القطرية والإقليمية والدولية، حيث التقت قيادة المنتدى مع كبار المسؤولين في العديد من الدول منها: إندونيسيا، اليمن، الكويت، السودان، المملكة العربية السعودية، تم في هذه اللقاءات، التعريف بالمنتدى وإبراز مواقفه وطروحاته ورؤاه وأهدافه، كما قام المنتدى بتوقيع اتفاقيات تعاون مع بعض المؤسسات والمنظمات، والهيئات بما يخدم أهداف المنتدى، حيث تم توقيع مذكرة تفاهم مع مركز الوسطية الكويتي، كما سيتم عقد اتفاقية تعاون مع "منظمة برلمانيون ضد الفساد". ويقوم المنتدى بالمشاركة التحضيرية لمؤتمرات دولية مع الكثير من الهيئات والمنظمات الدولية، مخصصة لقضايا هامة، مثل المؤتمر الدولي للقدس، المؤتمر الدولي لحق العودة، المؤتمر الدولي لنصرة دائمة لفلسطين. وفي المحور الإعلامي، حرص المنتدى على الحضور الإعلامي البارز والدائم، لاسيما وهو ينتقل من مرحلة التعريف إلى مرحلة الترويج، حيث أجرت قيادة المنتدى العديد من الحوارات، مع مختلف وسائل الإعلام المكتوبة والمسموعة والمرئية ومع عديد المواقع الالكترونية، أوضحت من خلالها مواقف المنتدى وأهدافه، كما غطت وسائل الإعلام مختلف الأنشطة التي قام بها المنتدى في مختلف المواقع والبلدان. وفي هذا المحور أيضا، عمل المنتدى على إدخال تحسينات على الموقع الالكتروني وهو محل تحسين وتطوير بشكل دوري ودائم، كما أصدر نشرية الكترونية هي الآن في الأعداد التجريبية. وفي سياق متصل ونظرا لأهمية التواصل في بنية ووظيفة المنتدى استطاعت قيادة المنتدى أن تكرس وتشجع التواصل بين البرلمانيين الإسلاميين في مناسبات كثيرة ساهمت في تمتين العلاقات وتنسيق المواقف وتبادل الخبرات. وفي محور الحوار كانت للمنتدى العديد من الأنشطة والفعاليات، بين تنظيم ندوات والمشاركة في مؤتمرات إقليمية ودولية والقيام بزيارات لدول وهيئات برلمانية ورسمية وشعبية وإجراء محادثات مع المسؤولين. وفي هذا الإطار قام المنتدى بتنظيم ندوة دولية حول الحوار بين الحركات الإسلامية والغرب بأكادير بالمغرب التي أوضحت فيها قيادة المنتدى رؤيتها لموضوع الحوار مع الغرب والأسس التي يقوم عليها، والتي أطلق فيها المنتدى مبادرة حوار جديد تواكب المستجدات الحاصلة في علاقات الغرب مع العالم الإسلامي ضمن أهداف وأولويات تنسجم مع واقع الأمة واحتياجاتها وتحدياتها. وفي المحور التشريعي، قام المنتدى باقتراح مشروع قانون لمقاومة وتجريم التطبيع تبناه برلمانيون في الكثير من الأقطار العربية والإسلامية وكذلك إعداد مقترحات لقوانين تسمح بتصحيح السياسات المالية والنقدية والمصرفية وتحمي الاقتصاديات العربية والإسلامية وتوفر معايير الشفافية وأدوات الرقابة البرلمانية على الأموال. ويمكن القول في الأخير، أن المنتدى أعطى صورة مشرفة عن البرلماني الإسلامي الذي يحسن تمثيل الإسلام ويتواصل مع الآخر ويتوافق مع الديمقراطية والحريات ويناصر قضايا الوطن والمواطن والأمة.
يتعرض الفلسطينيون في غزة إلى حصار جائر بعد حرب مدمرة، ثم ها هي القوات الصهيونية تعتدي على المقدسات وتنتهك حرمات المسجد الأقصى، كيف كان تحرك المنتدى تجاه الحصار والعدوان على غزة وانتهاك حرمات الأقصى؟
رئيس المنتدى: إن فلسطين تمثل أهمية كبرى في صلب اهتماماتنا بقضايا الأمة، فهي قضية مركزية وهي أحد أبرز محاور تحركنا، لما تمثله من بعد عقدي وحضاري واستراتيجي، ولما تمر به في هذه المرحلة من تحديات خطيرة على المستويات الميدانية والسياسية والدولية والإستراتيجية وغيرها..، لذلك شكلت القضية الفلسطينية حيزا هاما في برنامج عمل المنتدى متابعة واهتماما وانشغالا ودعما. وقد قام المنتدى بالكثير من التحركات والأنشطة بهذا الاتجاه، حيث شارك بوفد من قياداته في أشغال الملتقى الدولي لحق العودة الذي انعقد يومي 23 و24 نوفمبر 2008م بالعاصمة السورية دمشق. كما شارك وفد هام من المنتدى، في المؤتمر الشعبي العالمي لنصرة فلسطين، بالعاصمة التركية اسطنبول، يومي 22 و23 مايو 2009 تحت شعار: "نحو نصرة دائمة لفلسطين"، وقام كثير من برلمانيي المنتدى في الكثير من الدول بمظاهرات واحتجاجات ووقفات داخل البرلمانات وخارجها أمام المؤسسات والمنظمات الأممية، كما وجهوا مراسلات مطالبين فيها المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لوقف العدوان الصهيوني على غزة. كما دعا المنتدى يوم 28 ديسمبر 2008، في رسالة وجهها إلى البرلمانيين في مختلف الأقطار إلى القيام بوقفات وتظاهرات تضامنية على مستوى برلماناتهم نصرة لإخواننا في غزة، وكان المنتدى قد قام بتحضير سفينة كسر الحصار على غزة، وكان سيشارك فيها نواب من بعض الدول العربية والإسلامية والأوربية وكانت ستحمل على متنها مساعدات طبية وأدوية لولا أن تأجل موعد انطلاقها بعد أن تعرض "قارب الكرامة" الذي انطلق من ميناء لارنكا من قبرص باتجاه غزة صبيحة يوم الثلاثاء 30/12/2008م إلى الإصابة في واجهته الأمامية والتهديد من الزوارق الحربية للكيان الصهيوني. وتضامنا مع أهالي القطاع في غزة ومع زملائهم نواب المجلس التشريعي الفلسطيني توجه نواب جزائريون أعضاء بالمنتدى إلى غزة ولم يسمح لهم بالدخول، كما توجه يوم 28-01-2009 وفد برلماني مصري من بينهم أعضاء في المنتدى إلى غزة من أجل التضامن مع أهاليها الصامدين والشهادة على المجزرة والدمار الذي لحق بالقطاع، لكنهم منعوا أيضا من الدخول. فيما دخل الوفد البرلماني المغربي القطاع يوم 27-01-2009م عبر معبر رفح وكان ضمن الوفد أعضاء مؤسسون للمنتدى، وأعضاء منتسبون وعقدوا مؤتمرا صحفيا مع نظرائهم الفلسطينيين في قاعة المجلس التشريعي الفلسطيني الذي تعرض للدمار. وحرص المنتدى على التمثيل والمشاركة في كل فعالية تنظم حول فلسطين وحول الأقصى وإبراز موقف المنتدى تجاه القضية الفلسطينية العادلة وحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة وحماية المقدسات والمسجد الأقصى من الاعتداءات والانتهاكات الصهيونية والتواصل والتنسيق بين أعضاء المنتدى في موضوع فلسطين والأقصى وقيامهم بالأدوار اللازمة في برلماناتهم والتواصل مع المنظمات الحقوقية والبرلمانية من أجل فلسطين وقضية الأقصى، وتنشيط الفعاليات في كل قطر من الأقطار الممثلة في المنتدى حول الأقصى وقضية فلسطين، وإصدار البيانات والتصريحات حول المسجد الأقصى وما يتعرض له من اعتداءات، ونشير إلى أن مجلس الإدارة للمنتدى سيبحث التطورات الأخيرة التي يعرفها الأقصى في ندوة مخصصة لهذا الموضوع في الأيام القليلة القادمة.
وماذا عن قضية النواب الفلسطينيين المختطفين والمعتقلين في سجون الاحتلال الصهيوني؟
رئيس المنتدى: لقد تبنى المنتدى قضية النواب الفلسطينيين المختطفين والمعتقلين في سجون الاحتلال منذ الوهلة الأولى، وحملها إلى مختلف المحافل الدولية ونحن نتابع قضيتهم، وما يستجد فيها خطوة بخطوة على المستوى الفلسطيني وكذلك على المستويين الإقليمي والدولي وقد أصدر المنتدى بشأنها الرسائل والبيانات والتصريحات ويحرص على تنشيط الفعاليات في كل قطر من الأقطار الممثلة في المنتدى لمناصرتهم وإبراز قضيتهم والدفاع عنها ومن هذه الفعاليات الندوة التي نظمت بالقاهرة بتاريخ 10-11-2008م تحت عنوان "النواب الأسرى في سجون الاحتلال الصهيوني". ونشير إلى أن هناك نواب فلسطينيون مؤسسون للمنتدى، وآخرون أعضاء فيه، يوجد بعضهم في سجون الاحتلال، هناك من أفرج عنهم وأطلق سراحهم، وهناك البعض الآخر لا يزال رهن الاعتقال. ونضالنا مستمر في هذه القضية مناصرة للنواب ولقضيتهم. بشكل عام، إننا مهتمون بمختلف قضايا الأمة وما يشغلها من انشغالات واهتمامات وما تتطلع إليه من طموحات وأفاق، فكما يشغلنا ما يحدث في فلسطين من عدوان صهيوني وافتتان داخلي، يشغلنا ما يحدث في العراق والخوف من الحرب الأهلية، وكذلك ما يحدث في الصومال والسودان ولبنان وغيرها من دولنا العربية والإسلامية.
قمتم مؤخرا بزيارات على رأس وفد هام من المنتدى إلى المملكة العربية السعودية، أجريتم خلالها الكثير من اللقاءات والمباحثات مع المسؤولين في المملكة، وصرحتم لمجلة "الشورى" التي يصدرها مجلس الشورى السعودي، أنكم وجدتم تجاوبا اكبر مما كنتم تتوقعون، من كل من التقيتموه، حدثنا عن بعض تفاصيل هذه الزيارة؟
رئيس المنتدى: أتاحت لنا زيارة المملكة العربية السعودية، التشرف بلقاء مسؤولين كبار في المملكة، والاطلاع على الانجازات الكبيرة، التي تحققت في السنوات الأخيرة، تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك عبد الله بن عبد العزيز. حقيقة، لقد وجدنا تجاوبا أكبر مما كنا نتوقع، من كل من التقيناه، وخاصة من صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية، الذي شجعنا على مواصلة الجهد والتواصل مع المسؤولين الرسميين في بقية الأقطار العربية والإسلامية، وأكد لنا الرغبة في التعاون فيما بيننا لحماية الإسلام من التشويه والتحريف وحفظ المسلمين من التضليل والغلو وقد أثنى سموه على الجهود التي يبذلها المنتدى العالمي للبرلمانيين الإسلاميين في خدمة الإسلام والمسلمين، وتطوير العمل البرلماني وتوفير سبل الحوار والتعاون بديلا للتعبير المتطرف والتغيير بالعنف وتعريض البلاد للفتن. والتقينا مع صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة، وكذلك صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض بالنيابة، كما التقينا مع الدكتور بندر بن محمد حمزة حجار نائب رئيس مجلس الشورى السعودي، وقد وجدنا أيضا تفهما واستعدادا للتعاون من طرف مجلس الشورى السعودي في مجالات التشريع والتدريب والحوار مع الغرب. والتقينا أيضا مع معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز محي الدين الخوجة الذي اتفقنا مع معاليه على إشراك المنتدى في المؤتمرات والملتقيات الحوارية والثقافية.
شاركتم مؤخرا في العديد من المؤتمرات الدولية حول قضايا وملفات دولية هامة، ماذا عن هذه المؤتمرات، وكيف كانت مشاركة المنتدى في هاته الفعاليات؟
رئيس المنتدى: شارك المنتدى العالمي للبرلمانيين الإسلاميين في الفترة الأخيرة في الكثير من المؤتمرات الدولية، وكانت له مساهمة فعالة بقيادته وأعضائه المشاركين، سواء من خلال التدخلات أو من خلال اللقاءات والحوارات، وكذلك الأنشطة الإعلامية مع وسائل الإعلام بمختلف أنواعها، كل ذلك ساهم بالتعريف بالمنتدى وبطروحاته وقراءاته للكثير من القضايا والملفات الدولية، بل وتقديم الحلول لإشكالاتها ومعضلاتها. وفي هذا الإطار يمكن ذكر بعض هاته المشاركات. فقد شارك المنتدى بوفد يترأسه عضو مجلس إدارة المنتدى الدكتور محمد البلتاجي في أشغال الملتقى الدولي لحق العودة الذي انعقد يومي 23 و24 نوفمبر 2008 بالعاصمة السورية دمشق، والذي ناقش موضوع هام وإنساني هو "حق العودة". وشاركنا على رأس وفد هام في المؤتمر الدولي الثامن عشر لاتحاد المجتمعات الإسلامية تحت شعار: "نحو بناء عالم جديد: الأزمة الاقتصادية العالمية والإسلام"، أيام: 28،29، 30 مايو 2009م بالعاصمة التركية اسطنبول، من تنظيم مركز البحوث الاقتصادية والاجتماعية التركي. كما شارك وفد هام من المنتدى يتكون من أعضاء بمجلس الإدارة وأعضاء الهيئة التنفيذية، إضافة إلى بعض الإخوة المؤسسين للمنتدى في المؤتمر الشعبي العالمي لنصرة فلسطين بالعاصمة التركية اسطنبول يومي 22، 23 مايو 2009م تحت شعار "نحو نصرة دائمة لفلسطين". وشاركنا في المؤتمر الدولي حول البيئة والتغيرات المناخية في العالم المنعقد في الفترة ما بين 6 و7 يوليو 2009 بمركز المؤتمرات بمدينة اسطنبول بتركيا، المؤتمر من تنظيم مركز "شركاء الأرض" للحوار بلندن بالتعاون مع المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "إسيسكو" وبلدية اسطنبول وجامعة الفاتح. كما شاركنا أيام 1، 2 و3 يوليو 2008، في أشغال المؤتمر الدولي الأول لمنتدى الوحدة الإسلامية الذي انعقد بالعاصمة البريطانية لندن تحت شعار "الوحدة الإسلامية رسالة مقدسة وضرورة لنهضة الأمة". وقد كانت مشاركتنا في هذه المؤتمرات الدولية، مشاركة فاعلة سواء من خلال تدخلاتنا في أشغال هاته المؤتمرات أو من خلال لقاءاتنا مع مختلف الأطراف المشاركة، أو من خلال الأنشطة الإعلامية مع وسائل الإعلام المختلفة.
الفساد آفة خطيرة، تضرب العديد من الدول العربية والإسلامية، ما قراءتكم لجذور الظاهرة، وأبعادها وتأثيراتها، وما دور المنتدى في مكافحتها واحتوائها؟
رئيس المنتدى: الفساد، ظاهرة خطيرة تعطل جهود التنمية وتتسبب في التخلف والبطالة والفقر وبقية الآفات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية الأخرى، والمنتدى حدد من أهم أهدافه، محاربة الفساد وإقامة الإصلاح من خلال التشريع والرقابة البرلمانية والنشاط الإعلامي والتعاون وأيضا تقديم النماذج البرلمانية الصالحة ونحن الآن بصدد تحضير اتفاقية تعاون مع منظمة برلمانيون ضد الفساد كما نحرص على التعاون مع كل الجهات التي تخدم هذه الأهداف. ويمكن اعتبار ضيق مساحات الحرية والديمقراطية والرقابة الشعبية، مناخات مولدة للفساد ومشجعة للفاسدين، في ظل قضاء هو بحاجة أيضا إلى إصلاح، ومن هنا فالبداية تكون من خلال المعالجة الأخلاقية والدينية بالإضافة إلى المعالجة القانونية والسياسية، وتحريك عجلة الإصلاح الشامل للوصول إلى بناء دول قوية ومستقرة للفرد فيها مكانة عزيزة وكريمة وحقوقه محترمة وحياته سعيدة ونجد كل ذلك في ديننا الإسلامي، بتطبيقه على مستوى الفرد والأسرة والمجتمع.
منذ شهور انتخب الدكتور ناصر الصانع، الذي هو نائب رئيس المنتدى، على رأس منظمة برلمانية دولية ضد الفساد، ماذا يمثل لكم هذا الانتخاب؟
رئيس المنتدى: الدكتور ناصر الصانع من البرلمانيين الفاعلين والناجحين وشرف كبير للمنتدى الذي يحتل فيه موقع نائب الرئيس، أن ينتخب على رأس منظمة عالمية وظيفتها محاربة الفساد وفيه رمزية تدل أن المنتدى بقياداته وأعضائه وبرنامجه يسير بمعايير الإصلاح ومؤهل للتعاون مع الأطراف الدولية لمحاربة الفساد ونتمنى للدكتور الصانع التوفيق والنجاح في هذه الأعمال.
ما يزال التطرف والعنف والإرهاب يضرب من حين لآخر بعض الدول العربية والإسلامية والغربية، ما تصوركم للظاهرة، وما هي مسبباتها المباشرة وغير المباشرة، وماذا تطرحون من حلول لمعالجتها؟
رئيس المنتدى: لقد تحول الإرهاب إلى ظاهرة بدون جنسية، ولا دين محدد وآثارها السلبية على الجميع بدون استثناء ولا يمكن أن يفلت أو ينجو منها المتفرج أو الحيادي أو السلبي أما من حيث الأسباب فهي متعددة وتختلف من مكان إلى آخر ومجملها: في غياب التدين الصحيح والفهم السليم للدين مما يفسح المجال لتحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين وأيضا من الأسباب، الاستبداد السياسي، وتضييق مجالات حرية التعبير واستخدام سياسة القمع والتهميش والإقصاء وتزييف الديمقراطية وتزوير الانتخابات. ولا يمكن أن نغفل الأسباب الاجتماعية والاقتصادية الأخرى التي تتمثل في قلة العدالة الاجتماعية، وانعدام تكافؤ الفرص بين المواطنين وطغيان الفساد المالي والإداري في بيئة فيها نسب عالية من التخلف والبطالة والأمية. دون أن نغفل الظلم الدولي وسياسة الكيل بمكيالين، ودعم الكيان الإسرائيلي على حساب حقوق الشعب الفلسطيني والحقوق العربية، وأعتقد أن احتلال الأمريكان للعراق وأفغانستان، لم يقلص من مساحات الإرهاب، بقدر ما وسعها وقواها مع ضرورة التفريق بين العمل الإرهابي وعمليات المقاومة المشروعة ضد الاحتلال. فالعنف إذن هو ليس فقط عملية مسلحة، بقدر ما هو أبعد من ذلك، حالة نفسية، وظروف اجتماعية ونمط تفكير خاطئ ومنحرف، إذ يبدأ العنف فكريا ثم لفظيا ثم ماديا ثم مسلحا. إن أية معالجة لظاهرة العنف، يجب أن تبتعد عن إستراتيجية المحاربة، دون معالجة فكرية وسياسية واجتماعية للظاهرة، كما يجب التخلي عن مقاربة الكل الأمني، التي أثبتت عجزها في إنهاء الظاهرة، مما يؤكد على ضرورة المعالجة الشاملة لظاهرة العنف والإرهاب باعتبارها ظاهرة مرضية وليست ظاهرة عسكرية أمنية. وقد فشلت استراتيجيات المعالجة التي اعتمدتها بعض الأنظمة في أقطارها، كما اعتمدتها أمريكا على المستوى الدولي، بسبب سوء فهم الظاهرة، والتركيز على استعمال القوة العسكرية في المعالجة، أي استعمال العنف لمعالجة العنف. والمنتدى وضع في أهدافه، من خلال عمله السياسي والديمقراطي والبرلماني، معالجة العنف بالحوار والمصالحة والإصلاح.
يتبنى المنتدى في إحدى أجنداته مبدأ الإصلاح أو المشاركة الإصلاحية، ما هي دلالات وأبعاد هذا المبدأ، وما هي ميكانيزماته وآلياته؟
رئيس المنتدى: المنتدى مشكل من برلمانيين شاركوا في عملية ديمقراطية، وأفرزتهم صناديق الانتخاب الشعبية وأوصلتهم إلى البرلمانات، مما يعني أنهم في توافق فكري وسياسي مع الديمقراطية، ودورهم يتمثل أساسا في المشاركة من خلال هذه المواقع لإصلاح ما أفسدته الأنظمة، أو أفسدته التيارات والأحزاب الأخرى، (إن الله لا يصلح عمل المفسدين). فالبرلمانيون الإسلاميون، هم دعاة إصلاح وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر والتعاون مع كل من يحقق هذه القيم من أنظمة، أو أحزاب أو مؤسسات أو هيئات أو أفراد (الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر). والمنتدى، لا يقبل أيضا التدخلات السافرة من الدول الأجنبية والمؤسسات الدولية في قضايا الإصلاح السياسي، باعتبار أن شرط نجاحه، أن ينبع من إرادة داخلية شعبية، حتى وإن كان المنتدى يدعو إلى الاستفادة من الطروحات الدولية في مشاريع الإصلاح السياسي، وبنفس القناعة يعتقد المنتدى أن الأنظمة لن تصلح نفسها بنفسها، ما لم تدفع إلى ذلك بالقوة الشعبية الغالبة، والحكمة النخبوية الموجهة، والمشاريع الواضحة المجمع عليها، ضمن الطرق السلمية التي تحافظ على الوحدة الوطنية والمصلحة العامة وسلامة الأفراد.
كيف تقيمون مكانة ودور المؤسسة التشريعية في أنظمتنا العربية والإسلامية، وكيف يمكن تفعيل هذا الدور؟
رئيس المنتدى: المؤسسة التشريعية في بلداننا لا تزال في السنوات الأولى للديمقراطية، بعضها نتاج زيف ديمقراطي وتزوير انتخابي، لا تعكس حقيقة الإرادة الشعبية وبعضها بدون تعددية، وبالتالي تشريعها في اتجاه واحد، وبعضها الآخر محدود الصلاحيات، سقفها الديمقراطي متدني، مع التنبيه بأن هناك تطور ديمقراطي تعيشه بعض هذه المؤسسات. والنضال الديمقراطي الحقيقي سيستمر مستمسكا بالثوابت الوطنية، لتحقيق مساحات أوسع من الحريات والصلاحيات المكرسة لاستقلالية السلطة التشريعية عن السلطة التنفيذية وسيادة قراراتها وقدرتها على المراقبة الحقيقية على أداء السلطة التنفيذية. إذن هو نضال من أجل تحويل الوظيفة التشريعية إلى سلطة تشريعية مستقلة ومنتخبة وفاعلة.