ملتقى دعوتنا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ملتقى دعوتنا


 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
سحابة الكلمات الدلالية
الصحابي تربوية أوراق مسابقة مخيم العلم العشرين ولماذا افريل الزمنية الذي مفاهيم المسلمين السلاسل بهذا تاريخ اليمن الطلبة مسرحية الاخوان
المواضيع الأخيرة
» أنشودة / قريبٌ على بُعدٍ أنا منكِ
المؤسس والمجدد الامام الشهيد حسن البنا Emptyمن طرف Chabab El Ikhwane الخميس 22 يناير 2015 - 18:00

» حمل واستمع اروع البوم انشادي....
المؤسس والمجدد الامام الشهيد حسن البنا Emptyمن طرف خميس حدودة الأحد 7 أبريل 2013 - 14:26

» أخي أنت حر وراء السدود
المؤسس والمجدد الامام الشهيد حسن البنا Emptyمن طرف خميس حدودة الأحد 7 أبريل 2013 - 14:23

» لا قيـــــــادة مـــن غـــــر إقـنـــــــاع
المؤسس والمجدد الامام الشهيد حسن البنا Emptyمن طرف صاحب قضية الجمعة 22 فبراير 2013 - 7:09

» مكانة الإنسان المسلم ورسالته في الحياة
المؤسس والمجدد الامام الشهيد حسن البنا Emptyمن طرف عماري جمال الدين الثلاثاء 11 ديسمبر 2012 - 11:07

» قراءات.. استوقفتني..
المؤسس والمجدد الامام الشهيد حسن البنا Emptyمن طرف فداء الجمعة 30 نوفمبر 2012 - 18:48

» مختارات من فيديوهات الشيخ محفوظ النحناح رحمه الله..
المؤسس والمجدد الامام الشهيد حسن البنا Emptyمن طرف فداء الجمعة 30 نوفمبر 2012 - 0:56

» سلسلة الفهم لفضيلة الشيخ محفوظ نحناح رحمة الله عليه
المؤسس والمجدد الامام الشهيد حسن البنا Emptyمن طرف Chabab El Ikhwane الثلاثاء 6 نوفمبر 2012 - 12:21

» شرح كيفية جعل مساهمات المنتدى تنشر فـ الـ facebook تلقائيا
المؤسس والمجدد الامام الشهيد حسن البنا Emptyمن طرف Chabab El Ikhwane الثلاثاء 6 نوفمبر 2012 - 12:17

» سجل حضورك اليومي بالدعاء للمسجد الأقصى المبارك
المؤسس والمجدد الامام الشهيد حسن البنا Emptyمن طرف نسمة التغيير الثلاثاء 6 نوفمبر 2012 - 8:53

المواضيع الأكثر نشاطاً
سجله دوما فهذا شعارنا الداااائم ..
ورد الاستغفار... ليكن لك نصيب من استغفار فى ملتقانا
سجل حضورك اليومي بالصلااااة على النبي المصطفى (صلى الله عليه وسلم
سجل حضورك اليومي بالدعاء للمسجد الأقصى المبارك
سلسلة تاريخنا الاسلامي .... (1) قصة الفتنة الكبرى
قصة عن اعضاء المنتدى.... انتم الابطال اليوم...
دعوة عااااامة ....
فرّغ قلبك ....///(فضفضة)///....
.... عابرة فقط
فاصل ...ونواصل
المواضيع الأكثر شعبية
.. يــــــــــــــــوم العلــــــــــــــــم 16 أبــــريـــــــــــــــــــل ..
تحميل سلسلة محاضرات الدكتور راغب السرجاني كاملة
حتي يحفظ الله رابطتنا ((ورد الرابطه )) للإمام الشهيد حسن البنا-رحمة الله عليه-
من اقوال الامام الشهيد حسن البنا....
ورد الاستغفار... ليكن لك نصيب من استغفار فى ملتقانا
نشيد ... رددي يا جبال .. رددي يا سهول .. أننا بالفعال .. نقتدي بالرسول mp3
اقوال رائعة
تحميل كتاب "أيام من حياتي" .. لزينب الغزالي
**كتاب**فهم الإسلام في ظلال الأصول العشرين // تحميل
سجله دوما فهذا شعارنا الداااائم ..
التسجيل
التسجيل السريع
سجلاتنا تفيد بانك غير مسجل .. يرجى التسجيل..
اسم العضو
البريد الالكتروني كلمة السر
ملاحظة
كلمة السـر يجـب أن تتكـــون مـن حـروف وأرقــام.
يوم شهر عام
هل أنت موافق على قوانين المنتدى؟
أفضل 10 فاتحي مواضيع
شباب مجددون
المؤسس والمجدد الامام الشهيد حسن البنا Vote_rcapالمؤسس والمجدد الامام الشهيد حسن البنا Voting_barالمؤسس والمجدد الامام الشهيد حسن البنا Vote_lcap 
سيف الإسلام
المؤسس والمجدد الامام الشهيد حسن البنا Vote_rcapالمؤسس والمجدد الامام الشهيد حسن البنا Voting_barالمؤسس والمجدد الامام الشهيد حسن البنا Vote_lcap 
فداء
المؤسس والمجدد الامام الشهيد حسن البنا Vote_rcapالمؤسس والمجدد الامام الشهيد حسن البنا Voting_barالمؤسس والمجدد الامام الشهيد حسن البنا Vote_lcap 
أنوار الإسلام
المؤسس والمجدد الامام الشهيد حسن البنا Vote_rcapالمؤسس والمجدد الامام الشهيد حسن البنا Voting_barالمؤسس والمجدد الامام الشهيد حسن البنا Vote_lcap 
bel1267
المؤسس والمجدد الامام الشهيد حسن البنا Vote_rcapالمؤسس والمجدد الامام الشهيد حسن البنا Voting_barالمؤسس والمجدد الامام الشهيد حسن البنا Vote_lcap 
شهيدة الأقصى
المؤسس والمجدد الامام الشهيد حسن البنا Vote_rcapالمؤسس والمجدد الامام الشهيد حسن البنا Voting_barالمؤسس والمجدد الامام الشهيد حسن البنا Vote_lcap 
مجاهد
المؤسس والمجدد الامام الشهيد حسن البنا Vote_rcapالمؤسس والمجدد الامام الشهيد حسن البنا Voting_barالمؤسس والمجدد الامام الشهيد حسن البنا Vote_lcap 
سراء برهوم
المؤسس والمجدد الامام الشهيد حسن البنا Vote_rcapالمؤسس والمجدد الامام الشهيد حسن البنا Voting_barالمؤسس والمجدد الامام الشهيد حسن البنا Vote_lcap 
حبيبة أمتي
المؤسس والمجدد الامام الشهيد حسن البنا Vote_rcapالمؤسس والمجدد الامام الشهيد حسن البنا Voting_barالمؤسس والمجدد الامام الشهيد حسن البنا Vote_lcap 
~شعلة التغيير~
المؤسس والمجدد الامام الشهيد حسن البنا Vote_rcapالمؤسس والمجدد الامام الشهيد حسن البنا Voting_barالمؤسس والمجدد الامام الشهيد حسن البنا Vote_lcap 
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
فداء - 1475
المؤسس والمجدد الامام الشهيد حسن البنا Vote_rcapالمؤسس والمجدد الامام الشهيد حسن البنا Voting_barالمؤسس والمجدد الامام الشهيد حسن البنا Vote_lcap 
سيف الإسلام - 1468
المؤسس والمجدد الامام الشهيد حسن البنا Vote_rcapالمؤسس والمجدد الامام الشهيد حسن البنا Voting_barالمؤسس والمجدد الامام الشهيد حسن البنا Vote_lcap 
أنوار الإسلام - 1000
المؤسس والمجدد الامام الشهيد حسن البنا Vote_rcapالمؤسس والمجدد الامام الشهيد حسن البنا Voting_barالمؤسس والمجدد الامام الشهيد حسن البنا Vote_lcap 
شباب مجددون - 740
المؤسس والمجدد الامام الشهيد حسن البنا Vote_rcapالمؤسس والمجدد الامام الشهيد حسن البنا Voting_barالمؤسس والمجدد الامام الشهيد حسن البنا Vote_lcap 
سراء برهوم - 558
المؤسس والمجدد الامام الشهيد حسن البنا Vote_rcapالمؤسس والمجدد الامام الشهيد حسن البنا Voting_barالمؤسس والمجدد الامام الشهيد حسن البنا Vote_lcap 
نسمة التغيير - 557
المؤسس والمجدد الامام الشهيد حسن البنا Vote_rcapالمؤسس والمجدد الامام الشهيد حسن البنا Voting_barالمؤسس والمجدد الامام الشهيد حسن البنا Vote_lcap 
جراح أمتي - 462
المؤسس والمجدد الامام الشهيد حسن البنا Vote_rcapالمؤسس والمجدد الامام الشهيد حسن البنا Voting_barالمؤسس والمجدد الامام الشهيد حسن البنا Vote_lcap 
bel1267 - 407
المؤسس والمجدد الامام الشهيد حسن البنا Vote_rcapالمؤسس والمجدد الامام الشهيد حسن البنا Voting_barالمؤسس والمجدد الامام الشهيد حسن البنا Vote_lcap 
أسامة عبد الإله - 314
المؤسس والمجدد الامام الشهيد حسن البنا Vote_rcapالمؤسس والمجدد الامام الشهيد حسن البنا Voting_barالمؤسس والمجدد الامام الشهيد حسن البنا Vote_lcap 
مجاهد - 205
المؤسس والمجدد الامام الشهيد حسن البنا Vote_rcapالمؤسس والمجدد الامام الشهيد حسن البنا Voting_barالمؤسس والمجدد الامام الشهيد حسن البنا Vote_lcap 
أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر
لا يوجد مستخدم
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم

 

 المؤسس والمجدد الامام الشهيد حسن البنا

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
سيف الإسلام
فريق الإدارة
فريق الإدارة
سيف الإسلام


التكاليف لا شيء
الأوسمة لا شيء
ذكر

الولاية الولاية : 25- قسنطينة
عدد المساهمات : 1468
نقاط : 115906
السٌّمعَة : 34
تاريخ التسجيل : 16/09/2010

المؤسس والمجدد الامام الشهيد حسن البنا Empty
مُساهمةموضوع: المؤسس والمجدد الامام الشهيد حسن البنا   المؤسس والمجدد الامام الشهيد حسن البنا Emptyالأربعاء 8 ديسمبر 2010 - 19:31

بسم اللهنننن

المؤسس والمجدد الامام الشهيد حسن البنا


ولد حسن البنا بالمحمودية- محافظة البحيرة في مصر في شعبان 1324هـ أكتوبر 1906، والده الشيخ احمد عبد الرحمن البنا من العلماء العاملين وله عدة مصنفات في الحديث الشريف من أهمها "الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد".


بدأ حسن البنا اهتمامه بالعمل الإسلامي في سن مبكرة، أشتغل بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الله، وكان محبوبا بين زملائه في المدرسة فأنشأ معهم "جمعية الأخلاق الدينية" وبعدها "جمعية منع المحرمات" كما شارك في ثورة 1919 وهو في الثانية عشرة من عمره.



تخرج البنا من دار العلوم عام 1346هـ (1927)، وكان ترتيبه الأول وبعد نجاحه بشهور عين مدرسا بمدينة الإسماعيلية، وبدأ بنشر الدعوة الإسلامية في تجمعات الناس في المقاهي، وقد امتاز بحسن عرضه وقدرته على الإقناع.



تميز بقدرته على تجاوز الإخفاقات التي تسود المجتمع الإسلامي، وكان ينصح زملائه بالتماس الأعذار لبعضهم.



تعاهد مع ستة نفر من إخوانه على تكوين أول نواة لجماعة الإخوان المسلمين في شوال 1346هـ آذار 1928م، وكانت البداية في الإسماعيلية.



في عام 1351هـ– 1932م، نقل إلى القاهرة، وكان لذلك اثر كبير على الدعوة، حيث أخذت طوراً جديداً، وأسس المركز العام بالقاهرة.



حرص الإمام البنا أن تكون دعوته غير إقليمية في حدود مصر، ولذلك فإنها امتدت إلى الكثير من أقطار العالم العربي والإسلامي.



امتاز حسن البنا بكثرة ترحاله داخل القطر المصري لنشر الدعوة وربط الإخوان بها وربط أجزاء الدعوة ببعضها.



استشهاد الإمام المؤسس


بعد إعلان النقراشي حل جماعة الإخوان المسلمين في 9 كانون أول 1948م ومصادرة أموالها واعتقال معظم أعضائها في اليوم التالي، هم الإمام حسن البنا أن يدخل السجن مع إخوانه فمُنع من ذلك.



وترافع عن قرار الحل أمام مجلس الدولة أربع ساعات مبينا حقيقة المؤامرة على الجماعة والتي دبر ففي ثكنات الاستعمار بمعرفة القصر.


وقبل الاعتقال بعدة أيام صادروا سيارته، واعتقلوا السائق وسحبوا السلاح المرخص وقبض على شقيقيه اللذين كانا يرافقانه في تحركاته.



وفي 12 شباط 1949م وقع حادث الاغتيال، ولفظ الشهيد أنفاسه في الساعة الثانية عشرة والنصف بعد منتصف الليل. ولم يعلم أهله بذلك إلا في الثانية صباحا.



وكانت إصابة الشهيد تحت الإبط، ولم تكن خطيرة، شهد بذلك الأطباء الذين شاهدوه وهو يدخل المستشفى. وقتل حسن البنا داخل المستشفى بأوامر من القصر.



ولم تسمح الدولة بخروج أحد من الرجال في جنازته، فحملتها النساء ولكن مكرم عبيد باشا القبطي ندّى الحكومة وانضم إلى عائلة البنا في جنازته.


إن حسن البنا لم يمت، فهو شهيد،ودعوته لم تمت ولن تموت- بإذن الله- حتى ترث هذه الأرض كلها1) قم إلى الصلاة متى سمعت النداء مهما تكن الظروف.



وهنا الوصايا العشرة للامام الشهيد حسن البنا رحمه الله



1) قم إلى الصلاة متى سمعت النداء مهما تكن الظروف.

2) اتل القرآن أو طالع أو استمع أو اذكر الله و لا تصرف جزءاً من وقتك في غير فائدة.

3) اجتهد أن تتكلم العربية الفصحى فإن ذلك من شعار الإسلام.

4) لا تكثر الجدل في أي شأن من الشؤون أياً كان فإن المراء لا يأت بخير.

5) لا تكثر الضحك فإن القلب الموصول بالله ساكن وقور.

6) لا تمزح فإن الأمة المجاهدة لا تعرف إلا الجد.

7) لا ترفع صوتك أكثر مما يحتاج إليه السامع فإنه رعونة و إيذاء.

تجنب غيبة الأشخاص و تجريح الهيئات و لا تتكلم إلا بخير.

9) تعرف إلى من تلقاه من إخوانك و إن لم يطلب إليك ذلك فإن أساس دعوتنا الحب و التعارف.

10) الواجبات أكثر من الأوقات فعاون غيرك على الانتفاع بوقته و إن كان لك مهمة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أنوار الإسلام
عضو ذهبي
عضو ذهبي
أنوار الإسلام


الأوسمة لا شيء
انثى

الولاية الولاية : 25- قسنطينة
عدد المساهمات : 1000
نقاط : 112741
السٌّمعَة : 20
تاريخ التسجيل : 13/09/2010

المؤسس والمجدد الامام الشهيد حسن البنا Empty
مُساهمةموضوع: رد: المؤسس والمجدد الامام الشهيد حسن البنا   المؤسس والمجدد الامام الشهيد حسن البنا Emptyالخميس 9 ديسمبر 2010 - 8:19

رحمه الله و أسكنة الفردوس الأعلى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فداء
فريق الإدارة
فريق الإدارة
فداء


التكاليف مدير المنتدى
الأوسمة لا شيء
انثى

الولاية الولاية : 29- معسكر
عدد المساهمات : 1475
نقاط : 116396
السٌّمعَة : 16
تاريخ التسجيل : 17/09/2010
الموقع : دعوتنا حياتنا

المؤسس والمجدد الامام الشهيد حسن البنا Empty
مُساهمةموضوع: رد: المؤسس والمجدد الامام الشهيد حسن البنا   المؤسس والمجدد الامام الشهيد حسن البنا Emptyالسبت 11 ديسمبر 2010 - 14:47

رحمة الله عليه

و جزاه عنا كل خير

و ثبتنا على نهجه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فداء
فريق الإدارة
فريق الإدارة
فداء


التكاليف مدير المنتدى
الأوسمة لا شيء
انثى

الولاية الولاية : 29- معسكر
عدد المساهمات : 1475
نقاط : 116396
السٌّمعَة : 16
تاريخ التسجيل : 17/09/2010
الموقع : دعوتنا حياتنا

المؤسس والمجدد الامام الشهيد حسن البنا Empty
مُساهمةموضوع: رد: المؤسس والمجدد الامام الشهيد حسن البنا   المؤسس والمجدد الامام الشهيد حسن البنا Emptyالأحد 6 مارس 2011 - 17:12

نظره على سيرة حياته ..

الإسم : حسن أحمد عبدالرحمن البنا

* مؤسس : جماعة الإخوان المسلمين والمرشد الأول لها .
...
* تاريخ الميلاد : يوم الأحد 25 شعبان 1324هـ الموافق أكتوبر 1906م ، بالمحمودية في محافظة البحيرة بجمهورية مصر العربية .

* الأب : هو الشيخ أحمد عبدالرحمن البنا الشهير بالساعاتي ، وذلك نظرًا لعمله في إصلاح الساعات ، وكان الشيخ أحمد من علماء الحديث ،فقد رتب مسند الإمام أحمد بن حنبل، وخرَّج أحاديثه، وشرح ما يحتاج إلى بيان، وسمّاه (الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني 1377هـ / 1957م) ، ورتب معظم أسانيد الأئمة الأربعة علي أبواب الفقه ، وله مؤلفات عديدة في السنة منها " بدائع المنن في جمع وترتيب مسند الشافعي والسنن ".

* الأم : هي السيدة الفاضلة : أم سعد إبراهيم صقر , والدها تاجر مواش بقرية شمشيرة , وهي أيضًا من نفس قرية والد الإمام الشهيد وهي تواجه المحمودية علي الضفة الثانية للنيل .

* التحق بمدرسة الرشاد الدينية وسنه حوالي ثمانية أعوام واستمر لمدة أربع سنوات ، وكانت هي الأساس والقاعدة الصلبة التي استند عليها في تجاوز مراحل تعليمه اللاحقة بجدارة وتوفيق .

* أنتقل بعد ذلك إلى المدرسة الإعدادية ثم إلى مدرسة المعلمين الأولية عام 1920م وتخرج منها مدرساً .

* أكمل دراسته في دار العلوم بالقاهرة بتفوّق سنة 1345هـ/1927م وكان على صلة بمحب الدين الخطيب ، ويلتقي بجمهرة من العلماء الفضلاء في المكتبة السلفيّة أثناء تردده عليها .

* أسّس: (جماعة الإخوان المسلمين) سنة 1346هـ/1928م وأعاد إصدار (جريدة المنار) بعدما توقفت، وعمل من أجل المشروع الإسلامي الذي يستطيع مقاومة الاستعمار، ومحاولات قهر الشعوب المسلمة، واقتحم سنة 1355/1936 الميدان السياسي ، ودعا الملوك والحكام إلى تطبيق الشريعة الإسلاميّة في شؤون الحياة سنة 1366/1948 ، وبشّر بالدولة الإسلاميّة في صورة الخلافة، وقال: إذا لم تقم الحكومة الإسلاميّة فإن جميع المسلمين آثمون .

* ألف : (الرسائل) و (أحاديث الجمعة) و(المـأثـورات) وكتاب سيرته الذاتية (الدعوة والداعية) وأوكل إليه أبوه كتابة " مقدّمة الفتح الرباني " مع ترجمة مؤلف أصل الكتاب الإمام أحمد بن حنبل، فكتب في مناقبه وسيرته، ومحنته، وما يتعلق بمسنده، ومنزلته عند المحدّثين، فأجاد .

* كان خطيبا من الطراز الأول: وصف الشيخ علي الطنطاوي لقاءً خطب فيه الإمام البنا فقال : " وهو في خطبته التي يلقيها كما تلقى الأحاديث بلا انفعال ظاهر، ولا حماسة بادية، من أبلغ من علا أعواد المنابر، تفعل خطبه في السامعين الأفاعيل وهو لا ينفعل، يبكيهم، ويضحكهم، ويقيمهم، ويقعدهم، وهو ساكن الجوارح، هادئ الصوت، يهز القلوب ولا يهتز ".

* كان يضع أمامه هدفين الأوّل : تحرير الوطن الإسلامي من كل سلطان أجنبي ، والثاني: أن تقوم في هذا الوطن الحر دولة إسلاميّة حرّة.

* جمع أتباعه على المحبّة والإخاء ، وربّاهم على إلإيمان بالدعوة ، والتجرد لها، والاستعداد التام لكل ما يلقونه في سبيلها، وأعاد فكرة شموليّة الإسلام ، وضرورة تطبيقه كمنهج حياة، والولاء الكامل للإسلام، والإخاء الإسلامي، وأحدث تياراً بارزاً إسلامياً في المجتمع، وحارب بصدق مظاهر الانحلال الخلقي، وجميع مظاهر الاغتراب في المجتمع.

* اغتالته حكومة إبراهيم عيد الهادي السعديّة بسلاح حكومي، وموظّفين حكوميين، وبقرار إنجليزي ، في القاهرة ليلة 12 شباط 1949 الموافق 1 ربيع الثاني 1367 بعد مقتل رئيس وزراء مصر محمود النقراشي ، الذي أصدر القرار بحل (جماعة الإخوان المسلمين) بناء على أوامر القيادة العليا للقوّات البريطانية في الشرق الأوسط ، والذي كان ضالعا مع العرش والاستعمار في إجهاض القضية الفلسطينية ، على يد المخبر أحمد حسين جاد، عندما أراد عبد الهادي أن يقدّم رأسه هديّة لفاروق في العيد السنوي لجلوسه على العرش، فكان اغتياله سببا في إسقاط أسرة محمد علي باشا عن عرش مصر، وقيام ثورة 1371/1952 وخلفه المرشد الثاني حسن إسماعيل الهضيبي .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فداء
فريق الإدارة
فريق الإدارة
فداء


التكاليف مدير المنتدى
الأوسمة لا شيء
انثى

الولاية الولاية : 29- معسكر
عدد المساهمات : 1475
نقاط : 116396
السٌّمعَة : 16
تاريخ التسجيل : 17/09/2010
الموقع : دعوتنا حياتنا

المؤسس والمجدد الامام الشهيد حسن البنا Empty
مُساهمةموضوع: رد: المؤسس والمجدد الامام الشهيد حسن البنا   المؤسس والمجدد الامام الشهيد حسن البنا Emptyالأحد 6 مارس 2011 - 17:14

من هذا الرجل؟؟

إنه الرجل الذى بذل حياته فى الدعوة إلى الله و إلى التمسك بتعاليم الإسلام بعد أن غابت عن الأمه الإسلاميه بطريقه فظيعه و استشرى الالحاد و الفسوق و اللهو و الفواحش ..هو الرجل الذى طاف قرى مصر و مساجدها يدعو الى الرجوع لتعاليم الاسلام مقدما رؤى تجديديه و نظره رائعه للاسلام بكماله و شموله بعد أن الظن الناس ان الاسلام هو الد......ين الذى تمارس شعائره فى المسجد و لم يعلموا انه ذلك الدين العظيم و المنهج القويم الذى دبر للانسانية درب فلاحها و نجاحها و عزتها.


لو كان هناك عشرة من العرب غيَّروا القرن العشرين لكان "حسن البنا" بالتأكيد واحدًا منهم.

عاش حسن البنا لله ووهب حياته وكل ما يملك لدعوته،فكانت همته على قدر غايته ،ولعل العقل يحار فى جانب العظمة التى أحطت بشخصيته وعبقريته فى بناء دعوته فى هذا العمر القصير الذى لم يتجاوز الثالثة والأربعين، كيف استطاع أن يعبأ نفسه لهذا الجهاد الذى تنوء بحمله أجيال و أن يربى جيلا يحمل هذه الدعوة ويضحى فى سبيلها بنفسه وماله.

حقيقة إن كل قائد لا يمكن أن يكون داعية ،لأن القائد يقود الناس بالترغيب أو الترهيب،بالإحسان أو بالقهر،فيطيعه الناس إتقاء لشره، أو طمعا فى خيره. أما الداعية فيقود قلوب الناس بالحب،لأن فى كلامه طاقة ربانية تنطلق من قلبه العامر بالإيمان لتصل إلى قلوب الناس ،فيتبعونه عن قناعة ويطيعونه عن رضا.

وقد كثرت الكتابات حول جوانب عظمة حسن البنا كل يعبر عن رؤيته الخاصة ويكتشف جانبا من جوانب عظمته،الأمر الذى جعلنا نمعن النظر فى هذا الرجل الذى ملأ الدنيا وشغل الناس،وظل حيا بعد موته فى قلوب الناس.

ولعل أبز جوانب عظمة حسن البنا فى نظرنا التى جعلته يستحوذ على قلوب الناس من الإخوان وغيرهم هو حسن علاقته بالناس فى التودد إليهم واحترامهم وتجنب الخلافات والانقاسامات التى مزقت الأمة شعوبا وقبائل وإعطاء كل ذى قدر قدره والتبسط والتواضع فى حياته ...وغير ذلك كثير مقتديا فى ذلك بالرسول صلى الله الذى خاطبه سبحانه بقوله :" فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ " ، وهو الشعار الذى رفعه :الله غايتنا والرسول قدوتنا. ونحن فى ذلك لانبالغ فى حقه وندعى أنه منزه عن الخطأ،فكل إنسان له أخطاؤه ،فالكامل من عدت هفواته ،ولاتعد إلامن قلة

نحن لسنا الآن بصدد التعريف بفكره و مسيرته فذلك يتطلب كتبا و مراجع و مقالات كثيره و لكن ذلك كان تعريفا ببعض ملامح تلك الشخصيه العظيمه

ختاما أعرض اليكم آخر لحظات هذا البطل و اليكم شهادة الأستاذ حسن الهضيبى يروى آخر مره رأى فيها الامام البنا فيقول:

كانت الساعة الحادية عشرة مساءً ودق الجرس وفتحت الباب، ودخل "حسن البنا" دخل يحمل إليَّ آخرَ أنباء مفاوضاته مع الحكومة، ولا أعلم لماذا كنت منقبضًا..

لماذا كنت ضيَّق الصدر.. لماذا تجمعت فوق طرف لساني كلمة (القتل).

كنت أحسُّ أن هذا الرجل سيقُتل.. ستغتاله يد أثيمة.. فإن الحكومة- أي حكومة- لا يمكن أن تعجز عن قتل رجل أعزل إلا من الإيمان.

وأراد أن ينصرف.. وصافحته.. وإذا بي أعانقه وأقبِّله.. ولا أكاد أمسك دموعي أو أخفيها.. وابتسم- رحمه الله- وقال: ﴿ قُل لَّن يُّصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللهُ لَنَا ﴾(التوبة:51).

وابتلعه الظلام.. وفي اليوم التالي ابتلعه الظلم.. فقد اغتالت الحكومة المصرية في 12 فبراير 1949م مواطنًا مصريًا اسمه "حسن البنا".. وتعهَّدت هذه الحكومة لا بإخفاء معالم الجريمة فحسب.. ولكن بمكافأة القاتل!!!.

لقد قتل الامام البنا و لست بصدد الحديث عن كيفية قتله او من قتله و لكن أود أن أعلمكم أن ذلك اليوم الذى قتل فيه الامام البنا عمت الاحتفالات و الأفراح و التهانى كافة كنائس الولايات المتحده و أوربا و رحبت الحكومات ووزعت الورود و البرقيات فى الشوارع .. ذلك أن أخطر رجل "فى نظرهم" على مشروعهم الاستعمارى و التبشيرى قد قتل.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فداء
فريق الإدارة
فريق الإدارة
فداء


التكاليف مدير المنتدى
الأوسمة لا شيء
انثى

الولاية الولاية : 29- معسكر
عدد المساهمات : 1475
نقاط : 116396
السٌّمعَة : 16
تاريخ التسجيل : 17/09/2010
الموقع : دعوتنا حياتنا

المؤسس والمجدد الامام الشهيد حسن البنا Empty
مُساهمةموضوع: رد: المؤسس والمجدد الامام الشهيد حسن البنا   المؤسس والمجدد الامام الشهيد حسن البنا Emptyالأحد 6 مارس 2011 - 17:17

الإمام على طريق الدعوه منذ صغره .. (1)

جمعية الأخلاق الأدبية
" الدعوة إلي الله في حقيقتها أنمر بالمعروف ونهي عن المنكر وتعاون علي أداء هذا الواجب ، وكان حسن البنا منذ صغره داعيًا إلي الله آمراً بالمعروف وناهيا عن المنكر ، يتعاون علي فعل الخيرات مع أقرانه وإخوانه ، فعندما دخل المدرسة الإعدادية شارك في جمعية الأخلاق الأدبية وبرز فيها ، و...أصبح رئيسا لمجلس إدارة هذه الجمعية التي كانت لائحتها تدعو إلي مكارم الأخلاق وتغرم من يخطئ في حق إخوانه مبلغا من المال ينفق في أوجه الخير ، ويذكر البنا ذكرياته مع هذه الجمعية فيقول في كتاب مذكرات الدعوة والداعية :

" وكانت لائحتها الداخلية تتلخص في أن من شتم أخاه غرم مليما واحدا ، ومن شتم الوالد غرم مليمين ، ومن شتم الأم غرم قرشا ، ومن سب الدين غرم قرشين ومن تشاجر مع آخر غرم مثل ذلك ، وتضاعف هذه العقوبة لأعضاء مجلس الإدارة ورئيسه ، ومن توقف عن التنفيذ قاطعه زملاءه حتى ينفذ ، وما يتجمع من هذه الغرامات ينفق في وجوه من البر والخير ، وعلي هؤلاء الأعضاء جميعًا أن يتواصوا فيما بينهم بالتمسك بالدين وأداء الصلاة في أوقاتها ، والحرص علي طاعة الله والوالدين ومن هم أكبر سنا أو مقاما .

وكانت ثورة مدرسة الرشاد الدينية سببا في أن يتقدم هذا الناشئ إخوانه .

وأن تتجه إليه أنظارهم حتى إذا أريد اختيار مجلس إدارة جمعية الأخلاق الأدبية وقع اختيارهم عليه رئيسا لهذا المجلس ، وزاولت الجمعية عملها وحاكمت الكثيرين علي مخالفات وقعت منهم ، وجمع من هذه الغرامات مبلغ من المال لا بأس به أنفق بعضه في تكريم الزميل الطالب لبيب اسكندر شقيق طبيب الصحة الذي نقل إلي بلد آخر فنقل أخوة معه وأنفق البعض الآخر في تجهيز ميت غريب غريق ألقي به النيل إلي جوار سور المدرسة فقامت الجمعية بتجهيزه من هذه الأموال .

ولم يكن نطاق دعوة البنا الأمر بالمعروف ونهيه عن المنكر لتحده جدران المدرسة الإعدادية ، يأمر الكبير والصغير ولا يخشي في الله لومة لائم ، فعندما مر علي شاطئ النيل ولاحظ أن أحد أصحاب السفن المنشأة قد علق علي ساريتها تمثالا خشبيا عاريا علي صورة تتنافي مع الآداب ، وبخاصة أن هذا الجزء من الشاطئ يتردد عليه السيدات والفتيات يستقين منه الماء ، فماذا يفعل ؟ يقول الإمام الشهيد :

" فهالني ما رأيت وذهبت فورا إلي ضابط النقطة – ولم تكن المحمودية قد صارت مركزا إداريا – وقصصت عليه القصص مستنكرا هذا المنظر ، وقد أكبر الرجل هذه الغيرة وقام معي من فوره حيث هدد صاحب السفينة وأمره أن ينزل هذا التمثال في الحال وقد كان " .

وقد دافع عن حقه وحق زملائه في الصلاة بالمسجد المجاور للمدرسة حتى كان له ما أراد وذلك أن إمام المسجد خشي من الإسراف في الماء والبلي علي الحصر ، فانتظر التلاميذ حتى انتهوا من صلاتهم ثم فرقهم بالقوة وتوعدهم وأنذرهم من تكرار الصلاة في المسجد ، فماذا يفعل هذا الصبي الصغير حال هذا الموقف ؟ يقول الإمام :

" كتبت إليه خطابا ، بعثت به إليه في البريد مغرما واعتبرت أن غرامة قرش صاغ كافية هذا القصاص ، وقد عرف رحمه الله ممن جاءته الضربة ، وقابل الوالد شاكيا معاتبا ، فأوصاه بالتلاميذ خيرا وكانت له معنا بعد ذلك مواقف طيبة عاملنا فيه معاملة حسنة ، واشترط علينا أن نملأ صهريج المسجد بالماء قبل انصرافنا ، وأن نعاونه في جمع التبرعات للحصر إذا ما أدركها البلل وقد أعطيناه ما شرط " .
جمعية منع المحرمات

ولم يكتف البنا وأقرانه بالنشاط داخل المدرسة ، وإنما امتد نشاطه وأقرانه إلي خارج نطاق المدرسة ، فأنشأ وأصحابه جمعية منع المحرمات وكانت جمعية تأمر بالمعروف وتنهي الناس عن المنكر عن طريق إرسال خطابات إلي كل من يعرف عنه أنه ارتكب منكرا ، ويقول عنها الإمام البنا في مذكرات الدعوة والداعية :

" وقرروا تأليف جمعية إسلامية باسم " جمعية منع المحرمات " وكان اشتراك العضو فيها يتراوح بين خمسة مليمات وعشر أسبوعيا ، وكانت أعمالها موزعة علي أعضائها ، فمنهم من كانت مهنته تحضير النصوص وصيغ الخطابات ، وآخر مهنته كتابة هذه الخطابات بالحبر " الزفر " وثالث مهنته طبعها ، والباقون توزيعها علي أصحابها ، وأصحابها هم الذين تصل إلي الجمعية أخبارهم بأنهم يرتكبون بعض الآثام أو لا يحسنون أداء العبادات علي وجهها خصوصا الصلاة ، فمن أفطر في رمضان ورآه أحد الأعضاء بلغ عنه فوصله خطاب فيه النهي الشديد عن هذا المنكر ، ومن قصر في صلاته ولم يخشع فيها ولم يطمئن وصله خطاب كذلك ، ومن تحلي بالذهب وصله خطاب فيه حرمة التحلي بالذهب شرعا ، وأيما امرأة شاهدها أحد الأعضاء تلطم وجهها في مأتم أو تدعو بدعوي الجاهلية وصل زوجها أو وليها خطاب ، وهكذا ما كان أحد من الناس صغيرا أو كبيرا يعرف عنه شيء من المآثم إلا وصله خطاب من الجمعية ينهاه أشد النهي عما يفعل ، وكان من اليسير علي الأعضاء لصغر سنهم وعدم اتجاه الأنظار إليهم أو وقوع الشبهة عليهم أن يعرفوا كل شيء ولا يتحرز الناس منهم ، وكان الناس يظنون أن هذا من عمل أستاذنا الشيخ زهران رحمه الله ويقابلونه ويلونه لوما شديدا ويطلبون إليه أن يتحدث إليهم فيما يريد بدلا من هذه الكتابة ، والرجل يتنصل من ذلك ويدفع عن نفسه ، وهم لا يكادون يصدقون حتى وصله ذات يوم خطاب من الجمعية يلفت نظره إلي أنه صلي فريضة الظهر بين السواري وذلك مكروه وهو عالم البلد ، فيجب عليه أن يبتعد عن المكروهات ليبتعد غيره من العوام عن المحرمات ، وأذكر أن الشيخ رحمه الله أنه دعاني حينذاك – وقد كانت صلتي مستمرة به في الدروس العامة وإن كنت قد تركت مدرسته أو مكتبته – لنراجع معا هذا الحكم في كتاب فتح الباري في شرح صحيح البخاري ، ولا زالت أذكر الموضع كأنه اليوم وكنت أقرأ له وأنا ابتسم وهو يتساءل عن هؤلاء الذين كتبوا له ووجد أن الحق معهم وأنهيت ذلك إلي أعضاء الجمعية فكان سرورهم عظيما .

واستمرت الجمعية تؤدي عملها أكثر من ستة أشهر وهي مثار عجب الناس ودهشتهم ، حتى اكتشف أمرهم علي يد صاحب قهوة استدعي راقصة فوصله خطاب من الجمعية وكانت الخطابات لا ترسل بالبريد اقتصادا في النفقات ، وإنما يحملها أحد الأعضاء ويضعها في مكان يلفت نظر صاحبها إليه فيستلمها ولا يري من جاء بها ، ولكن المعلم كان يقظان فشعر بحركة حامل الخطاب فقبض عليه بخطابه وعاتبه عتابا شديدا أمام من في القهوة ، وعرفت الجمعية عن هذا الجمعية عن هذا الطريق فرأي أعضاؤها أن يخففوا من نشاطهم ويعملوا بأسلوب آخر لمنع المحرمات

جمعية الحصافية الخيرية

كان ذلك إبان المرحلة الإعدادية ، ولكن بعد أن انتقل إلي مدرسة المعلمين بدمنهور تطورت معارفه وتطورت معها أهدافه في الدعوة إلي الله ، وبمشاركة زميله أحمد أفندي السكري أسسا " جمعية الحصافية الخيرية " وكان أحمد السكري رئيسا لها بحكم السن والعمل وحسن البنا سكرتيرا لها . وكانت أهداف هذه الجمعية ومجال عملها في ميادين أوسع وأشمل من الجمعيات الأولي فيقول الإمام الشهيد عن هذه الجمعية :

" وزاولت الجمعية عملها في ميدانين مهمين :

الميدان الأول : نشر الدعوة إلي الأخلاق الفاضلة ، ومقاومة الإرسالية الإنجيلية التبشيرية التي هبطت إلي البلد واستقرت فيها ، وكان قوامها ثلاث فتيات رأسهن مسز (وايت) ، وأخذت تبشر بالمسيحية في ظل التطبيب وتعليم التطريز وإيواء الصبية من بنين وبنات ، وقد كافحت الجمعية في سبيل رسالتها مكافحة مشكورة وخلفتها في هذا الكفاح جمعية " الإخوان المسلمين " بعد ذلك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فداء
فريق الإدارة
فريق الإدارة
فداء


التكاليف مدير المنتدى
الأوسمة لا شيء
انثى

الولاية الولاية : 29- معسكر
عدد المساهمات : 1475
نقاط : 116396
السٌّمعَة : 16
تاريخ التسجيل : 17/09/2010
الموقع : دعوتنا حياتنا

المؤسس والمجدد الامام الشهيد حسن البنا Empty
مُساهمةموضوع: رد: المؤسس والمجدد الامام الشهيد حسن البنا   المؤسس والمجدد الامام الشهيد حسن البنا Emptyالأحد 6 مارس 2011 - 17:21

الإمام على طريق الدعوه منذ صغره .. (2)

محاربة الفساد في القاهرة

ولما انتقل البنا إلي القاهرة عند دخوله دار العلوم وشاهد فيها مظاهر التحلل والفساد ، مما لا عهد له به في حياة الريف ، وقرأ في الصحف كثيرا مما ينافي تعاليم الإسلام ورأي جهل العامة بأحكام الدين ، ففكر في تكوين دعاة إسلاميين من زملائه في الأزهر ودار العلوم للدعوة إلي الله في ا...لمساجد والمقاهي والمجتمعات العامة ، وانطلق يدعو في المقاهي ليكون قدوة عملية لزملائه ويحكي البنا في مذكرات الدعوة والداعية كيف حاول محاربة المفاسد في المجتمع عن طريق تكوين دعاة إسلاميين فيقول :

ففكرت في أن أدعو إلي تكوين فئة من الطلاب الأزهريين وطلاب دار العلوم للتدريب علي الوعظ والإرشاد في المساجد ثم في المقاهي والمجتمعات العامة ، ثم تكون منهم بعد ذلك جماعة تنتشر في القرى والريف والمدن الهامة لنشر الدعوة الإسلامية.

وقرنت القول بالعمل فدعوت لفيفا من الأصدقاء للمشاركة في هذا المشروع الجليل كان منهم الأخ الأستاذ محمد مدكور خريج الأزهر وكان لازال مجاورا حينذاك ، والأخ الأستاذ حامد عسكرية رحمه الله ، والأخ الأستاذ أحمد عبد الحميد عضو الهيئة التأسيسية للإخوان المسلمين الآن وغيرهم ، كنا نجتمع في مساكن الطلاب في مسجد شيخون بالصليبة ، ونتذاكر جلال هذه المهمة وما تستلزمه من استعداد علمي وعملي ، وخصصت جزء من كتبي كالإحياء للغزالي والأنوار المحمدية للنبهاني وتنوير القلوب في معاملة علام الغيوب للشيخ الكردي ، وبعض كتب المناقب والسير ، لتكون مكتبة دورية خاصة بهؤلاء الإخوان يستعيرون أجزاءها ، ويحضرون موضوع الخطب والمحاضرات منها :
الدعوة علي المقاهي

وجاء الدور العملي بعد هذا الاستعداد العلمي فعرضت عليهم أن نخرج للوعظ في المقاهي ، فاستغربوا ذلك وعجبوا منه وقالوا :

إن أصحاب المقاهي لا يسمحون بذلك ويعارضون فيه لأنه يعطل أشغالهم ، وإن جمهور الجالسين علي هذه المقاهي هم قوم منصرفون إلي ما هم فيه وليس أثقل عليهم من الوعظ ، فكيف نتحدث في الدين والأخلاق لقوم لا يفكرون إلا في هذا اللهو الذي انصرفوا إليه ؟ وكنت أخالفهم في هذه النظرة وأعتقد أن الجمهور أكثر استعدادا لسماع العظات من أي جمهور آخر حتى جمهور المسجد نفسه ، لأن هذا شيء طريف وجديد عليه والعبرة بحسن اختيار الموضوع ، فلا نتعرض لما يجرح شعورهم ، وبطريقة العرض فتعرض بأسلوب شائق جذاب وبالوقت فلا نطيل عليهم القول .

ولما طال بنا الجدل حول هذا الموضوع قلت لهم :

ولم لا تكون التجربة هي الحد الفاصل في الأمر ؟ فقبلوا ذلك وخرجنا فبدأنا بالمقاهي الواقعة بميدان صلاح الدين وأول السيدة عائشة ومنها إلي المقاهي المنتشرة في أحياء طولون إلي أن وصلنا من طريق الجبل إلي شارع سلامة ، والسيدة زينب ، وأظنني ألقيت في هذه الليلة أكثر من عشرين خطبة تستغرق الواحدة منها بين خمس دقائق إلي عشر

ولقد كان شعور السامعين عجيبا ، وكانوا ينصتون في إصغاء ويستمعون في شوق ، وكان أصحاب المقاهي ينظرون بغرابة أول القول ثم يطلبون المزيد منه بعد ذلك ، وكان بعض هؤلاء يقسم بعد الخطبة أننا لابد أن نشرب شيئا أو نطلب طلبات ، فكنا نعتذر لهم بضيق الوقت ، وبأننا نذرنا هذا الوقت لله فلا نريد أن نضيعه في شيء ، وكان هذا المعني يؤثر في أنفسهم كثيرا.

لقد نجحت التجربة مائة في المائة ، وعدنا إلي مقرنا في شيخون ونحن سعداء بهذا النجاح ، وعزمنا علي استمرار الكفاح في هذه الناحية .
دعوة العلماء لمهاجمة الفساد في المجتمع

وبعد الحرب العالمية الأولي وإلغاء الخلافة الإسلامية في تركيا انتشر تيار الإباحية والإلحاد حتى أصبح هو التيار السائد والمهيمن علي الجامعة وعلي الحياة الأدبية والاجتماعية ، لا سيما في الطبقات الراقية . وكان لهذه الموجة رد فعل قوى في الأزهر والأوساط المعنية بالشئون الإسلامية ولكن رد هذا الفعل لم يزود عن الكتابة في بعض الصحف والمجلات واللقاءات التي لم تشف غليلا ولم ترد كيدا .

وفكر الإمام الشهيد – وهو لا يزال طالبا في دار العلوم – في عمل إيجابي يرد به الكيد ، فقام بزيارة الشيخ يوسف الدجوي وكان من المشايخ العلماء المعدودين في ذلك الوقت ، وله صلات بأهل العلم والوجهاء ، وتحدث معه في جمع الجهود لعمل إيجابي يرد به الكيد عن الإسلام ، ولكن الشيخ الدجوي نصحه بأنه لا فائدة من كل ذلك وحسب الإنسان أن يعمل لنفسه وأن ينجو بها من هذا البلاء وتمثل بهذا البيت من الشعر

ومـا أبـالـي إذا نفـسـي تطـاوعـني علي النـجـاة بمـن قـد مـات أو هـلكا

أوصاه أن يعمل بقدر استطاعته وأن يدع النتائج علي الله ، ولم يعجب البنا هذا الجواب فقال للشيخ الدجوي :

" إنني أخالفك يا سيدي كل المخالفة في هذا الذي تقول ، وأعتقد أن هذا الأمر لا يعدو أن يكون ضعفًا فقط وقعودا عن العمل وهروبا من التبعات ، من أي شيء تخافون ؟ من الحكومة أو الأزهر ؟

يكفيكم معاشكم واقعدوا في بيوتكم واعملوا للإسلام ، فالشعب معكم في الحقيقة لو واجهتموه ، لأنه شعب مسلم وقد عرفته في المقاهي وفي المساجد وفي الشوارع ، فرأيته يفيض إيمانا ، ولكن قوة مهملة من هؤلاء الملحدين والإباحيين وجرائدهم ومجلاتهم لا قيام لها إلا في غفلتكم ، ولو تنبهتم لدخلوا جحورهم ، يا أستاذ إن لم تريدوا أن تعملوا لله فاعملوا للدنيا وللرغيف الذي تأكلون ، ولا ما تنفقون ، فدافعوا في هذه الأمة ضاع الأزهر وضاع العلماء فلا تجدون ما تأكلون ، ولا ما تنفقون ، فدافعوا عن كيانكم إن لم تدافعوا عن كيان الإسلام ، واعملوا للدنيا إن لم تريدوا أن تعملوا للآخرة وإلا فقد ضاعت دنياكم وآخرتكم علي السواء .

وانقسم الناس بعد هذا الكلام إلي فريقين ، فريق يتهم البنا بالإساءة إلي الشيخ وإلي علماء الأزهر ، وبذلك فقد أساء إلي الإسلام .

وفريق آخر يري أن البنا لم يرد إلا أن يجتمع العلماء لنصرة الإسلام وأن الناس ستكون من خلفهم ، ولم ينته الأمر إلي شيء إلا أن ينتقلوا إلي بيت أحد المشايخ الذي كان موعد معهم لزيارتهم فانتقلوا إليه وتحري البنا مكانًا قريبًا من الشيخ الدجوي وانتهز فرصة وكلم الشيخ الدجوي مرة أخري في الأمر ، وأصر عليه فما كان من الشيخ الدجوي إلا أن أعطاه بعض النقل ووعده بالتفكير في الأمر ، فرفض البنا هذا التفكير وقال له وللعلماء من حوله :

" سبحان الله يا سيدي إن الأمر لا يحتمل تفكيرا ، ولكن يتطلب عملاً ولو كانت رغبتي في هذه النقل وأمثالها لاستطعت أن اشتري بقرش وأظل في منزلي ولا أتكلف مشقة زيارتكم ، يا سيدي إن الإسلام يحارب هذه الحرب العنيفة القاسية ، ورجاله وحماته وأئمة المسلمين يقضون الأوقات غارقين في هذا النعيم ! أتظنون أن الله يحاسبكم علي هذا الذي تصنعون ؟

إن كنتم تعلمون للإسلام أئمة غيركم وحماة غيركم فدلوني عليهم لأذهب إليهم " فوجم الجميع وفاض عين الشيخ وبعض الحاضرين بالدمع، ثم سأل الشيخ الإمام البنا وقال له :

وماذا أفعل ؟

قال له الإمام البنا :

أريد أن تحصر أسماء من تتوسم فيهم الغيرة علي الدين ليفكروا فيما يجب عمله ، يصدرون مجلة يردون فيها علي دعاة الإلحاد أو يؤلفون جمعيات يأوي إليها الشباب وينشطون حركة الوعظ والإرشاد ، ووافق الشيخ وتم كتابة أسماء العديد من العلماء والوجهاء حتى تكونت نواة طيبة من هؤلاء العلماء كان من نتيجتها ظهور مجلة الفتح الإسلامية التي رأس تحريرها الشيخ عبد الباقي سرور ، وكان مدير تحريرها السيد محب الدين الخطيب ثم آل تحريرها وإرادتها إليه ، وكذلك كان من ثمرتها جمعية الشبان المسلمين .

وظل حسن البنا يعيش بروح الداعية الذي يحب الخير للناس ويعتبر الدعوة إلي الله هي أفضل الأعمال وأزكاها ، وكلما سنحت له فرصة للتعبير عن ذلك بالفعل أو بالقول استغلها أفضل استغلال ، وعندما يطلب منه أستاذه في دار العلوم كتابة موضوع إنشاء يعبر فيه عن طموحاته وآماله كان أعظم آماله كما يقول في مذكراته :

" وهو أن أكون مرشدا ومعلما إذا قضيت في تعليم الأبناء سحابة النهار ومعظم العام قضيت ليلي في تعليم الآباء هدف دينهم ، ومنابع سعادتهم ، ومسرات حياتهم ، تارة بالخطابة والمحاورة ، وأخري بالتأليف والكتابة ، وثالثة بالتجول والسياحة " وقد حقق الله له ذلك الأمر عندما أسس جماعة الإخوان المسلمين وأصبح مرشدا لها .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فداء
فريق الإدارة
فريق الإدارة
فداء


التكاليف مدير المنتدى
الأوسمة لا شيء
انثى

الولاية الولاية : 29- معسكر
عدد المساهمات : 1475
نقاط : 116396
السٌّمعَة : 16
تاريخ التسجيل : 17/09/2010
الموقع : دعوتنا حياتنا

المؤسس والمجدد الامام الشهيد حسن البنا Empty
مُساهمةموضوع: رد: المؤسس والمجدد الامام الشهيد حسن البنا   المؤسس والمجدد الامام الشهيد حسن البنا Emptyالأحد 6 مارس 2011 - 17:24

الإمام على طريق الدعوه منذ صغره .. (3)

حسن البنا بين السلفية والصوفية

- السلفية :
...
نشأ حسن البنا في بيئة سلفية حيث كان والده [أحمد عبد الرحمن البنا] من علماء الحديث الذي ألزم نفسه وأهله بالتزام السنة ، واشتغل بعلم الحديث وقام بترتيب مسند الإمام أحمد ابن حنبل واهتم بعلوم السنة وغيرها من العلوم ، وقد حمل أهله علي اقتضاء الصراط المستقيم ، يقول إبراهيم البيومي غانم في – الفكر السياسي لحسن البنا - :

" ويبدوا من استقرار سيرة الشيخ أحمد أنه كان يحمل نفسه وأهله علي اقتضاء الصراط المستقيم من أداء للفرائض والتزام بالسنن النبوية .

وقد كان لدي الشيخ أحمد مكتبة عظيمة أفاد منها الابن حسن الإفادة الكبيرة بالإضافة لتوجيهه الابن إلي كثرة المطالعة وحفظ القرآن ثم دفع الوالد بالابن إلي الشيخ محمد زهران ذلك العالم السلفي الذي وصفه حسن البنا بأنه " صاحب مدرسة الرشاد الدينية الرجل الذكي الألمعي ، العالم التقي ، الفطن اللقن الظريف ، الذي كان بين الناس سراجًا مشرقاً بنور العلم والفضل يضيء في كل مكان " الذي قام بتحفيظ الإمام البنا القرآن وكذلك تعليمه الإنشاء والقواعد والتطبيق والمطالعة والمحفوظات بالإضافة لسنة الرسول صلي الله عليه وسلم عن طريق حفظ أحاديث الرسول صلي الله عليه وسلم .

وكان هناك تعلق وحب شديد من الإمام البنا لأستاذه جعله يلازمه في كثير من أوقاته ويستفيد من مكتبته ، ويجالس العلماء الذين يأتون إلي الشيخ زهران مستمع إلي مناقشتهم ويتعلم منها .

وكان من نتاج هذه التربية التي أولاه إياها أبوه وشيخه وكذلك مشاركته ورئاسته لجمعية الأخلاق الأدبية وهو في المدرسة الإعدادية ، أن أصبح ذا شعور ديني قوى يدفعه إلي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومحاربة الرذائل والمنكرات ، سواء كانت اعتقاديه أو سلوكية أو غيرها من المنكرات ، ودفعته هذه التربية إلي تكوين جمعية منع المحرمات هو وبعض أقرانه والتي كانت مهمتها تتلخص في إرسال الخطابات إلي من يرتكبون بعض الآثام أو لا يحسنون أداء العبادات ، ولم يمنعه حبه واحترامه لشيخه الشيخ زهران حين رآه يصلي الظهر بين السواري ( سواري المسجد وذلك مكروه ) أن يرسل إليه خطابًا يذكره فيه بأنه عالم البلدة والذي يجب أن يبتعد عن المكروه ، وقد راجع الشيخ الحكم معه ووجد أن الصواب في جانبه وعندما مر علي الشاطئ ووجد أحد أصحاب السفن يعلق علي ساريتها تمثالا خشبيًا عاريا وأن هذا الجزء من النيل تتردد عليه الفتيات والسيدات يستقين منه الماء ، فهاله هذا المنظر وذهب من فوره إلي ضابط النقطة الذي كان إيجابيا وقام معه من فوره وأمر صاحب السفينة أن ينزل هذا التمثال من سارية السفينة .

وكان من نتاج هذه النشأة أيضًا محافظته علي أداء الصلاة في وقتها حتى لو تعارض ذلك مع أي شيء آخر ، فيروي البنا أنه كثيرا ما جادل أساتذته الذين جادلوه علي أداء صلاة العصر علي وقتها وقد كان وقت أذانها في أثناء الحصص ، وقد برزت آثار التربية السلفية علي حسن البنا في ملابسه وزيه ، فقد كان يذهب إلي المدرسة بالعمامة ذات العدبة ونعل كنعل الإحرام في الحج ورداء أبيض فوق الجلباب وذلك لأنها السنة ، ويدافع عن ذلك الزى وتلك الهيئة باعتبارها سنة الرسول صلي الله عليه وسلم ، ويحكي البنا ذلك في مذكراته فيقول :

" لفت زيي نظر مدير التعليم إذ كنت ألبس عمامة ذات عدبة ونعلا كنعل الإحرام في الحج ورداء أبيض فوق الجلباب فسألني : لماذا ألبس هذا الزى ؟ فقلت : إنها السنة فقال : وهل عملت كل السنن ولم يبق إلا سنة الزى ؟ فقلت لا ونحن مقصرون كل التقصير ، ولكن ما نستطيع أن نفعله نفعله ، قال : وبهذا الشكل خرجت علي النظام المدرسي . فقلت له : ولم يا سيدي ؟ إن النظام المدرسي مواظبة ... وأنا لم أعب عن الدروس أبدا ، وسلوك وأخلاق .. وأساتذتي راضون عني والحمد لله ، وعلم ودراسة .. وأنا أول فرقتي . ففيم الخروج علي النظام المدرسي إذاً ؟ فقال : ولكنك إذا تخرجت وأصررت علي هذا الزى فسوف لا يسمح مجلس المديرية بتعيينك مدرسا حتى لا يستغرب التلاميذ علي هذا المظهر . فقلت علي كل حال هذا لم يجيء وقته بعد ، وحين يجيء وقته يكون للمجلس الحرية ويكون لي الحرية كذلك ، والأرزاق بيد الله وليست بيد المجلس ولا الوزارة " . وظل البنا محافظا علي هذا الزى حتى وصل إلي الفرقة الرابعة بدار العلوم فلبس لأول مرة (البدلة والطربوش) وإن ظل يكثر من لبس العمامة ذات العدبة والرداء الأبيض فوق الجلباب ، وظهرت آثار سلفية البنا حين دعوة الإخوان بأنها دعوة سلفية .

2- الصوفية :

بدأت علاقة الإمام البنا بالصوفية وهو بالمدرسة الإعدادية بالمحمودية حينما كان يواظب علي درس الشيخ زهران بين المغرب والعشاء ، فشاهد الجلسات التي كانت تعقد بعد العشاء وجذبه إليه أصواتهم المنسقة الجميلة وروحانيتهم الفياضة ، وسماحتهم مع الصبيان الصغار وتواضعهم لهم ، فواظب الصبي حسن البنا علي هذه الجلسات وتوطدت صلاته بالشباب منهم وتعرف في هذه الحلقات علي أحمد أفندي السكري .

ثم واظب البنا علي الوظيفة الزروقية صباحا و مساء والتي كانت عبارة عن بعض آيات القرآن وأحاديث من أدعية الصباح والمساء وضع والده عليها تعليقا جاء فيه بأدلة صيغها جميعًا تقريبًا من الأحاديث الصحيحة وسمي الرسالة " تنوير الأفئدة الزكية بأدلة أذكار الزروقية " .

ثم زاد تعلق البنا بالطريقة الحصافية ومؤسسها عندما قرأ كتاب " المنهل الصافي قي مناقب حسنين الحصافي " حيث تعرف علي شيخ الطريقة الأول ووجد أنه عالم أزهري تفقه علي مذهب الإمام الشافعي وبلغ درجة عالية من العلم ، وكان طائعًا لله محافظا علي عباداته ، ومؤديا للفرائض حريصا علي السنة والنوافل ، آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر ، منتصرا للكتاب والسنة محاربا للبدع والخرافات التي كانت منتشرة في الطرق الصوفية حينذاك ، وكان أعظم ما أثر في نفس حسن البنا من سيرة هذا الشيخ هو أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر ، لا يخاف في الله لومة لائم ، يأمر الكبار والصغار ، يأمر أتباعه ومريديه بالتزام السنة والشرع والبعد عن الخرافة وكذلك الكبار حتى الخديوي توفيق .

وكان من تعلق البنا بشيخ الطريقة أن رآه في المنام علي صورة رسمها له في خياله وزادته تعلقا به حيث يروي البنا :

" وزادني تعلقا بالشيخ الجليل رحمه الله أنني رأيت في هذه الأثناء وعلي أثر تكراري للقراءة في المنهل ، فيما يري النائم أنني ذهبت إلي مقبرة البلد ، فرأيت قبرا فخما يهتز ويتحرك ثم زاد اهتزازه واضطرابه حتى انشق فخرجت منه نار عالية امتدت إلي عنان السماء ، وتشكلت فصارت رجلا هائل الطول والمنظر ، واجتمع الناس عليه من كل مكان فصاح فيهم بصوت واضح مسموع وقال لهم : أيها الناس إن الله قد أباح لكم ما حرم عليكم فافعلوا ما شئتم . فانبريت له من وسط هذا الجمع وصحت في وجهه " كذبت " والتفت إلي الناس وقلت لهم : " أيها الناس هذا إبليس اللعين وقد جاء يفتنكم عن دينكم ويوسوس لكم فلا تصغوا إلي قوله ولا تسمعوا كلامه " فغضب وقال : " لابد من أن نتسابق أمام الناس فإن سبقتني ورجعت إليهم ولم أقبض عليك فأنت صادق " فقبلت شرطه وعدوت أمامه بأقصى سرعتي وأين خطوي الصغير من خطوة الجبار ، وقبل أن يدركني ظهر الشيخ – رحمه الله – من طريق معترض وتلقاني في صدره واحتجزني بيساره ورفع يمناه مشيرا بها إلي هذا الشيخ صائحًا في وجهه أخسأ يا لعين فولي الأدبار واختفي ، وانطلق الشيخ بعد ذلك فعدت إلي الناس وقلت لهم : أرأيتم كيف أن هذا اللعين يضلكم عن أوامر الله .

" وظل البنا معلق العقل بالشيخ وبالطريقة التي التقي بابن الشيخ وشيخ الطريقة السيد عبد الوهاب الحصافي الذي تلقي عن الطريقة الحصافية الشاذلية وبايعه وأذن له بأورادها ووظائفها .

لقد كان تعرف حسن البنا علي الطريقة الحصافية وانضمامه لها من عناية الله به ، فقد تعرف عليها وهو بين الثانية عشر من عمره في فترة البلوغ وفترة المراهقة فعصمه الانضمام من الانغماس في اللهو مثل أقرانه وكذلك عصمه من الانحراف ، وربت فيه مراقبة الله والخوف من عذاب الله والرغبة في جنته ، وكذلك وفرت له سبل تفريغ طاقته الروحية والجسمية بطريقة صحيحة . وقد وجد الإمام في بعض من سبقه في الطريقة أمثلة للتعبد الصحيح وكذلك بعض أهل العلم . وقد استفاد البنا من هذه الطريقة كثيراً .

فقد علمه شيخ الطريقة وابن مؤسسها الشيخ عبد الوهاب الحصافي البعد عن الجدل وعدم صرف الأوقات إلا في طاعة الله ، وعدم شغل أوقات الأتباع إلا بالمفيد النافع ، وقد كان الشيخ مثالا في ذلك وغيرها من الخصال النافعة " .

يقول الإمام الشهيد : "

وجزي الله عنا السيد عبد الوهاب خير الجزاء ، فقد أفادتني صحبته أعظم الفائدة ، وما علمت عليه في دينه وطريقته إلا خيرا ، وقد امتاز في شخصيته وإرشاده ومسلكه بكثير من الخصال الطيبة : ومن العفة الكاملة عما في أيدي الناس ومن الجد في الأمور والتحرز من صرف الأوقات في غير العلم أو التعلم أو الذكر أو الطاعة أو التعبد ، سواء أكان وحده أم مع إخوانه ومريديه ، ومن حسن التوجيه لهؤلاء الإخوان وصرفهم عمليا إلي الأخوة والفقه وطاعة الله .

وأذكر من أساليبه الحكيمة في التربية أنه لم يكن يسمح للإخوان المتعلمين أن يكثروا الجدل في الخلافيات أو المشتبهات من الأمور أو يرددوا كلام الملاحدة أو الزنادقة أو المبشرين – مثلا – أمام العامة من الإخوان ، ويقول لهم : اجعلوا هذا في مجالسكم الخاصة تتدارسونه فيما بينكم ، فقد تعلق بنفس أحدهم الشبهة ولا يفهم الرد فيتشوش اعتقاده بلا سبب وتكونون أنتم السبب في ذلك .

وظهر أثر هذه التربية في توجيهات الإمام البنا لإخوانه مثل "دع المراء فإنه لا يأتي بخير " وقوله :

" الواجبات أكثر من الأوقات فعاون غيرك علي أن ينتفع بوقته " .

وقد كان لبعض الإخوان الحصافية فضل علي البنا وأثر في تربيته الروحية من حسن صلته بالله ومراقبته وخوف من عذابه ورغبة فيما عند الله فقد كان الشيخ محمد أبو شوشة من رجال الحصافية وكان يجمع بعض الشباب ( وكان البنا يحضر هذه الاجتماعات ) ويذهب بهم إلي المقبرة حيث تتم زيارة القبور ثم يجلسهم في مسجد قريتهم . يذكرون الله ويذكَُرهم ويعظهم ويعرفهم بسير الصالحين ويبصرهم بمصير الأولين والآخرين ، ثم يأمر بعضهم بنزول القبر والاضطجاع فيه حتى يتذكر مصيره ثم يأمرهم بالتوبة إلي الله وبالإقلاع عن المعاصي ، كما كان البنا يحضر دروسا في شرح الإحياء للشيخ حسن خزبك وكان يعتكف الليالي الكثيرة مع الإخوان الحصافية سواء في مسجد الحي أو مصلي الحطاطبة عند كوبري إفلاقة .

وكان انغماس البنا في التصوف ومع الإخوان الحصافية يتيح له تفريغ طاقته الجسدية ، فكان رغم قيامه الليل ومواظبته علي مجالسهم بدمنهور يحضر دروسه بالمدرسة ويذاكر هذه الدروس بجد واجتهاد ، فضلا عن مشاركته في الأنشطة الطلابية والأنشطة الاجتماعية ، وكذلك الأنشطة الوطنية ، وكان في أيام الجمع التي يقضيها في دمنهور يقوم هو وزملاؤه بزيارة مسجد إبراهيم الدسوقي سيرا علي الأقدام جيئة وذهابا يقطعون فيها حوالي أربعين كيلو متراً سيراً علي الأقدام .

أما إذا ذهب في نهاية الأسبوع إلي المحمودية فإن هناك برنامجًا يستنفد طاقات هذا الغلام فيقول الإمام : " كنت أنزل من قطار الدلتا إلي الدكان مباشرة ، فأزاول عملي في الساعات إلي قبيل المغرب حيث أذهب إلي المنزل لأفطر إذ كان من عادتنا صوم الخميس والاثنين ، ثم إلي منزل الشيخ شلبي الرجال أو منزل أحمد أفندي السكري للمدارسة والذكر ، ثم إلي المسجد لصلاة الفجر ، وبعد ذلك استراحة يعقبها الذهاب إلي الدكان وصلاة الجمعة والغداء والدكان إلي المغرب فالمسجد وفي الصباح إلي المدرسة ، وكان هذا البرنامج في الصيف يضاف إليه عمل جديد وهو المذاكرة كل صباح من طلوع الشمس تقريبًا إلي الضحوة الكبرى مع أستاذنا الشيخ محمد خلف نوح في منزله .

وقد ظل البنا في الطريقة الحصافية حتى أسس جمعية الإخوان المسلمين ، وقد تركت مرحلة التصوف آثارها علي نفس البنا وأثرت في دعوته ، فنجد البنا يسمي أذكار الصباح والمساء بالوظيفة ، وكذلك في نظام الكتيبة نجد فيها الصلاة والقيام والتقشف في المأكل والنوم وكذلك دروس التكوين الروحي ، كل ذلك من آثار الصوفية وتجده يذكر في خصائص دعوة الإخوان أنها حقيقة صوفية ، والبنا في ذلك يقصد بالصوفية ما كان يسميه " علوم التربية والسلوك " وهي التي ترسم له طريقة خاصا من مراحل الذكر والعبادة ومعرفة الله ، ونهايته تكون إلي الجنة ومرضاة الله وهذا الذي قصده البنا من أن دعوته حقيقة صوفية .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فداء
فريق الإدارة
فريق الإدارة
فداء


التكاليف مدير المنتدى
الأوسمة لا شيء
انثى

الولاية الولاية : 29- معسكر
عدد المساهمات : 1475
نقاط : 116396
السٌّمعَة : 16
تاريخ التسجيل : 17/09/2010
الموقع : دعوتنا حياتنا

المؤسس والمجدد الامام الشهيد حسن البنا Empty
مُساهمةموضوع: رد: المؤسس والمجدد الامام الشهيد حسن البنا   المؤسس والمجدد الامام الشهيد حسن البنا Emptyالأحد 6 مارس 2011 - 17:27

الإمام على طريق الدعوه منذ صغره .. (4)

البنا والحركة الوطنية

" علي الرغم من انضمام البنا وهو في سن صغيرة إلي الصوفية وانشغاله بالأوراد والصلاة وزيارة الأولياء ، إلا أن ذلك لم يمنعه وهو تلميذ في الإعدادية ، وفي سن الثالثة عشر من المشاركة في الحركة الوطنية وقيادة زملائه في المظاهرات والإضرابات التي كانت تنظم في المدرسة ، بل يكتب شعرا يرث...ي فيه الزعيم الوطني محمد فريد ، ويهاجم في إصرار لجنة "ملنر" ولقد جمع من هذه البواكير ديوانًا كبيرا .

يقول الإمام البنا : " ولازلت أذكر يوم دخل علينا أستاذنا الشيخ محمد خلف نوح – المدرس بالمعارف بالإسكندرية – والدموع تترقرق في عينيه فسألناه الخبر فقال :

" مات محمد فريد بك " وأخذ يحدثنا عن سيرته وكفاحه في سبيل الوطن حتى أبكانا جميعًا وأوحت لي هذه الذكري ببعض الأبيات لازلت أحفظ مطلعها وشطراً آخر :

أفــريد نم بالأمـن والإيـمـان أفــريد لا تـجـزع عـلـي الأوطـان

أفــريد تفـديـك البـلاد بـأسـرهــا

ولازلت أذكر حديث الناس حول لجنة ملنر وإجماع الأمة علي مقاطعتها ، وكيف كان هذا الشعور فياضا غامرا حتى إنه يدفع بتلميذ الثالثة عشر إلي أن يقول :

يـا مـلـنـر ارجـع ثـم سـل وفــدا ببــاريـس أقــام وارجـع لقــومك قــل لـهـم لا تـخـدعـوهم يـا لـئـام

في قصيدة طويلة لا أذكر منها إلا هذين البيتين .

وبعد أن انتقل إلي مدرسة المعلمين بدمنهور استمر حسن البنا في المشاركة في فعاليات العمل الوطني ضد الإنجليز وأعوانهم ، وقد كان في المقدمة من زملائه حيث كان رغم اشتغاله بالتصوف يعتقد أن الخدمة الوطنية جهاد مفروض لا مناص منه ، وكان للبنا دور بارز مع الطلاب في قيادة الإضرابات حيث كان المجموعة القيادية ، يقول البنا :

( ولست أنسي أستاذنا الشيخ الدسوقي موسي ناظر المدرسة الذي كان يخشي هذه التبعات كثيرا وقد أخذ بيدنا إلي مدير البحيرة حينذاك – محمود باشا عبد الرازق – وألقي مسئولية إضراب الغير علينا، وقال : إن هؤلاء هم الذين يستطيعون أن يقنعوا الطلاب بالعدول عن إضرابهم . وعبثا حاول محمود باشا أن يقنعنا بالوعد أو الوعيد أو بالنصح ، ثم صرفنا علي أن نتدبر الأمر . فكان تدبيرنا أن أوزعنا إلي الطلاب جميعًا بالتفرق في الحقول المجاورة طول اليوم وكان يوم 18 ديسمبر ذكري الحماية البريطانية ، وذهبنا نحن إلي المدرسة وسلمنا أنفسنا لإدارتها وانتظرت وانتظرنا من يجيء ولا من يجيب ، فانصرفنا بعد فترة رغم الإضراب وانتهي اليوم بسلام .

بل إن البنا ليشارك في الإعداد للإضراب ويواجه ضابط البوليس الذي جاء ليقبض عليه وزملائه ، ويذكره بواجبه الوطني حتى يرجع الضابط عن مهمة القبض عليهم ويطمئنهم ويؤمنهم ، فكان مما قاله البنا للضابط ليصرفه :

" إن واجبه الوطني يفرض عليه أن يكون معنا ، لا أن يعطل عملنا ويقبض علينا ، ولا أدري كيف كانت النتيجة . إنه استجاب لهذا القول فعلا ، فخرج وصرف عساكره وانصرف معهم بعد أن طمأننا "
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فداء
فريق الإدارة
فريق الإدارة
فداء


التكاليف مدير المنتدى
الأوسمة لا شيء
انثى

الولاية الولاية : 29- معسكر
عدد المساهمات : 1475
نقاط : 116396
السٌّمعَة : 16
تاريخ التسجيل : 17/09/2010
الموقع : دعوتنا حياتنا

المؤسس والمجدد الامام الشهيد حسن البنا Empty
مُساهمةموضوع: رد: المؤسس والمجدد الامام الشهيد حسن البنا   المؤسس والمجدد الامام الشهيد حسن البنا Emptyالأحد 6 مارس 2011 - 17:30

الإمام على طريق الدعوه منذ صغره .. (5)

علاقة الإمام البنا بزعماء التيار الإسلامي المعاصرين له

لقد كان للإمام البنا علاقات واسعة بكل زعماء التيار الإسلامي المعاصرين له ، وتأثر بهم وأثر فيهم ومن هؤلاء :
...
1– السيد / رشيد رضا

كان الإمام البنا علي صلة وثيقة بالشيخ رشيد رضا وأسرته منذ كان طالبًا بدار العلوم ، وكانت دار مجلة المنار ملتقاه بأكثر من التقي بهم من رجالات الحركة الإسلامية في ذلك العهد ، واتخذت أكثر المقررات في مواجهة المؤامرات ضد الإسلام في تلك الدار ، وظل الأستاذ علي اتصال بالشيخ بعد قيام دعوة الإخوان وكان يستشيره في كثير من الأمور .

وقد أشار البنا إلي لقاءاته المتكررة به ، وحرصه علي قراءة المنار وأثني كثيراً علي جهود رشيد رضا ومجلته ، واعتبر أنها " أسست مدرسة فكرية إسلامية تقوم علي قواعد الإصلاح الإسلامي الجليل لازالت آثارها باقية في نفوس النخبة المستنيرة من رجال الإسلام ، ووقفت للملحدين والإباحيين والجامدين بالمرصاد في مصر وغيرها من الأقطار . وقد تولي البنا تحرير مجلة المنار بعد وفاة الشيخ رشيد رضا بعدة سنوات ، واجتهد البنا أن تصدر بنفس شكلها القديم فقام باستكمال تفسير القرآن من حيث انتهي الشيخ رشيد ، وكان حريصًا علي أن يكون بنفس أسلوبه " تفسير سلفي أثري مدني عصري إرشادي اجتماعي سياسي " وقام بشرح هذا الأسلوب في أول حلقة من تفسيره ، ثم إضافة إلي التفسير قام بتحرير " فتاوى المنار " ليرد فيه علي أسئلة القراء ، وباب " موقف العالم الإسلامي السياسي " ليورد فيه أهم أخبار العالم الإسلامي ، ويعلق عليها . كما دأب علي نشر سلسلة من المقالات للشيخ رشيد رضا اعترافًا بفضله ، وتأكيداً لتعاليمه .

وقد كان البنا يعتبر جماعة الإخوان المسلمين الجماعة التي تمني الشيخ رشيد رضا أن يوجدها حيث قال :

" سيكون المنار منذ هذا العام ( 1354هـ - 1935م ) لسان جماعة للدعوة إلي الإسلام وجمع كلمة المسلمين ، أنشئت لتخلف جماعة الدعوة والإرشاد . لذلك فقد كتب البنا في افتتاحية المنار بعد استأنف تحريرها يقول معلقًا علي أمنية الشيخ رشيد السابقة :

" يا سبحان الله إن جماعة الإخوان المسلمين هي الجماعة التي كان يتمناها السيد رشيد رضا رحمه الله ،

ولقد كان يعرفها منذ نشأتها ، ولقد كان يثني عليها في مجالسه الخاصة ، ويرجو لها خيراً كثيراً ، ولقد كان يهدي إليها مؤلفاته فيكتب عليها بخطة :

" من المؤلف إلي جماعة الإخوان المسلمين النافعة " ولكنه ما كان يعلم أن الله قد ادخر لهذه الجماعة عبئه / وأن تتم ما بدأ به ، وأن تحقق فيها أمنية من أمانيه " .

ولقد ظل البنا متأثراً بالشيخ رشيد رضا حتى النهاية خاصة بمنهجه في تحرير المنار ، فعندما أصدر البنا مجلة الشهاب أكد مجدداً في افتتاحية عددها الأول علي وفائه للشيخ رشيد رضا ، وأمنيته أن تسير " الشهاب " علي أثر " المنار " وقد كان إلا أنه لم يصدر منها سوي خمسة أعداد فقط ثم أغلقت .

2 – الشيخ / محب الدين الخطيب

ترجع أهمية شخصية السيد محب الدين الخطيب – وهو من أصل سوري – إلي اعتبارات عديدة تتصل بثقافته الواسعة ونشاطه الحركي المكثف ، وخاصة في ميدان عضويته وتكوين الجمعيات والأحزاب والتنظيمات العلنية والسرية في بلدان عربية مختلفة ، ومن ذلك قيامه بتأسيس حلقة دمشق الصغرى أسوة بحلقة دمشق الكبرى التي أسسها الشيخ طاهر الجزائري ، وعضويته بجمعية النهضة العربية ، وبحزب اللامركزية العثمانية ، ومشاركته في تأسيس جمعيته العربية الفتاة وغيرها ، وكان علي صلة بدائرة واسعة من الشخصيات والقيادات الفكرية والسياسية البارزة من أمثال الشيخ طاهر الجزائري ، والشيخ جمال الدين القاسمي ، ورفيق العظم ، ومحمد كرد علي ، و عبد الحميد الزهراوي، والسيد رشيد رضا ، وغيرهم .

وبعد أن استقر به المقام فيمصر نشط في مجال الصحافة والنشر والدعوة للإصلاح والتحذير من المخاطر التي يتعرض لها المسلمون ، وركز علي دعوته في الإصلاح علي ناحيتين :

الصحافة والتربية ، وإصلاح نظام التعليم ، وفي عام 1343هـ- 1924م أعاد تأسيس المكتبة السلفية ، وأنشأ المطبعة السلفية التي صدرت عنها مجلة الفتح ثم كان من أبرز مؤسسي جمعية الشبان المسلمين ( 1346هـ - 1927م ) .

عرف الإمام البنا محب الدين الخطيب أثناء دراسته في دار العلوم ، حيث كان يتردد علي المكتبة السلفية :

" حيث نلقي الرجل المؤمن المجاهد العامل القوى العالم الفاضل الصحفي الإسلامي القدير : السيد محب الدين الخطيب " وكان يتلقي فيها بكثير من كبار العلماء وكتابمجلة الفتح " أمثال الشيخ رشيد رضا والشيخ مصطفي صبري والشيخ محمد الخضر حسين ، والشيخ يوسف الدجوي ، والشيخ عبد الوهاب النجار " وقد أورد في مذكرات الدعوة والداعية ما يؤكد أنه كان وثيق الصلة بمعظمهم .

وقد شارك البنا بجهد كبير – بل لعله كان بمثابة الشرارة الأولي – ضمن الجهود التي ظهرت علي أثرها مجلة الفتح ، ثم تأسست في العام التالي لها جمعية الشبان المسلمين ، يبدو ذلك – طبقاً لما يرويه البنا – أنه ارتبط مع السيد محب الدين الخطيب بصلة وثيقة ، حيث نشرت أولي مقالاته – وكان لا يزال شابًا حديث التخرج – في مجلة الفتح ، وعندما صدرت مجلة الإخوان المسلمين الأسبوعية أسندت إدارتها إليه ، وطبعت بالمطبعة السلفية لمدة عامين ، كما أسهم محب الدين الخطيب في تحرير جريدة الإخوان المسلمين اليومية بعد ذلك ، وكان يرأس القسم المتعلق بالعالم الإسلامي .

3 – الشيخ / يوسف الدجوي

كان الشيخ يوسف الدجوي من كتاب مجلة الفتح ، وكان البنا يقرأ له كثيراً ويلتقي به مع باقي العلماء في المكتبة السلفية ، وكان الرجل سمح الخلق ، حلو الحديث ، صافي الروح بحكم النشأة الصوفية ، وكان بين البنا وبينه صلة روحية وعلمية حملته علي زيارته الفينة بعد الفينة ، وكان بين البنا بما في نفسه من الإصلاح وضرورة مواجهة الملحدين والإباحيين وجرائدهم ومجلاتهم بعمل إيجابي ، وظل البنا يلح عليه إلي أن استجاب وبدأ العمل فظهرت مجلة الفتح ، ثم تكونت بعدها جمعية الشبان المسلمين .

4 – الأستاذ / محمد فريد وجدي

كان الأستاذ محمد فريد وجدي ( 1295- 1373هـ = 1878- 1954م ) من رواد تجديد الفكر الإسلامي عن طريق استيعاب ونقد الفكر الغربي ، وهو صاحب مجلة الحياة ، ودائرة معارف القرن العشرين ، وله مؤلفات كثيرة أخري ، وكانت له آراء كثيرة أثارت الجدل وتعددت بشأنها وجهات النظر . وكانت للشيخ أحمد عبد الرحمن البنا – والد حسن البنا – صداقة بالأستاذ محمد فريد وجدي ، فكان حسن البنا أثناء وجوده في القاهرة كثيراً ما يذهب إليه حيث كانت داره مجتمع الفضلاء من الناس يتدارسون علومًا شتى ثم يخرجون للنزهة .

وحدث ذات مرة أن دارت بين البنا والأستاذ محمد فريد وجدي مناقشة حول شخصية الأرواح يقول البنا :

إذا كان فريد بك يري أن الأرواح التي تستحضر هي أرواح الموتى أنفسهم ، وأري غير ذلك ، وتشعب بنا البحث في هذه الناحية وانتهينا وكل عند وجهة نظره ، وقد أفدت كثيراً من هذه المجالس حينذاك " .

5 – الشيخ / طنطاوي جوهري

عمل أستاذاً بدار العلوم فترة طويلة ، وكان ذائع الصيت في مصر وفي خارج مصر ، وكثيراً ما كان يقصده العلماء من البلاد الشرقية ومن الغرب :

من أمريكا وإنجلترا وفرنسا ، يتلقون علي يديه علومًا معينة ، وكان يلقب " بحكيم الإسلام " وله كتب عديدة ، أهمها تفسيره للقرآن المسمي " الجواهر " بلغ 32 جزءاً تقريبًا وقيل عن علمه : " لا ينحصر في دائرة محدودة " .

وبعد اقتناع الشيخ طنطاوي جوهري بالدعوة قال له الشيخ البنا : يا سيدي الأستاذ إنك أستاذنا وأستاذ الجميع ، وأنت حكيم الإسلام ، وأراك أحق بمنصب الإرشاد لهذه الدعوة مني وهذه يدي أبايعك .. فقال الشيخ : لا يا أخي .. أنت صاحب الدعوة وأنت أقدر عليها وأنت أقدر بها ، وأنا أبايعك علي ذلك ، ومد يده فبايعه ، ولم ينكث – رحمه الله – بيعته إلي أن لقي ربه .

كان الشيخ طنطاوي جوهري يحاول من خلال جهوده العلمية المكثفة أن يؤكد أن الإسلام دين العقل والتجدد لا دين التسليم والتقليد ، وقد تميز منهجه في هذا الصدد " باستخدام أساليب الغرب المهاجم بعد استيعابها والاستفادة منها ، ولذلك دعا علماء المسلمين وشبابهم إلي الاستعانة علي توثيق إيمانهم بدراسة العلوم الطبيعية الحديثة ، وحثهم علي ارتياد آفاق المعرفة ، واعتبار ذلك تكليفًا شرعيًا يتم به إيمانهم ويصبحون أهلا لأن يستخلفهم الله في إصلاح الأرض وهداية أهلها .

سمع الشيخ طنطاوي جوهري عن الشيخ حسن البنا ، فذهب إليه وسأله إلام تدعو ؟ قال :

أدعو إلي القرآن فقال : دع هذا اللفظ الكريم من حديثنا فإن هذا اللفظ مظلوم ظلمًا من فرقة قامت في الدولة الإسلامية مهما كانت زائفة عن الإسلام إلا وادعت أنها تدعو إلي القرآن ، فأجبني بتفاصيل ما تدعو إليه في كل ناحية من نواحي الحياة .

قال : فشرح لي تفاصيل دعوته فوجدتها في حدود كتاب الله .."

ثم عايش الشيخ طنطاوي جوهري الشاب حسن البنا فرأي فيه صفات القائد الذي يفتقده العالم الإسلامي في آرائه وفهمه لكتاب الله ، وإحاطته بالتاريخ ، وفهمه للمجتمع الذي يعيش فيه ، وذكائه ، وألمعيته ، وشخصيته الأخاذة ، ومقدرته علي جمع الناس علي دعوته ، صبره علي المكاره ، وتعففه عما في أيدي الناس ، وبذله في سبيل دعوته ، ولين جانبه ، وتواضعه بحيث لا تكاد تميزه من أتباعه .

وهكذا كانت تربط البنا بكثير من العلماء وقيادة الفكر في المجتمع صلات كثيرة ووثيقة ، تعرضنا لبعضهم علي سبيل المثال ، ونذكر منهم أيضاً الأمير شكيب أرسلان ، والشيخ مصطفي صبري المنفلوطي ، ومصطفي صادق الرافعي ، وتيمور باشا ، ومحمد إقبال ، وغيرهم ، وهذا يوضح لنا المناخ الفكري العام الذي أحاط بالإمام من خلال هؤلاء وأمثالهم ما يمكن أن يكون قد تأثر به البنا بشكل أو بآخر ، وكان له بعد ذلك أن يأخذ ويدع ، ويقبل ويرفض ، وينتقد ويصحح ، حسب فكره ومنهجه ، ودعوته .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فداء
فريق الإدارة
فريق الإدارة
فداء


التكاليف مدير المنتدى
الأوسمة لا شيء
انثى

الولاية الولاية : 29- معسكر
عدد المساهمات : 1475
نقاط : 116396
السٌّمعَة : 16
تاريخ التسجيل : 17/09/2010
الموقع : دعوتنا حياتنا

المؤسس والمجدد الامام الشهيد حسن البنا Empty
مُساهمةموضوع: رد: المؤسس والمجدد الامام الشهيد حسن البنا   المؤسس والمجدد الامام الشهيد حسن البنا Emptyالجمعة 18 مارس 2011 - 18:52

.....
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فداء
فريق الإدارة
فريق الإدارة
فداء


التكاليف مدير المنتدى
الأوسمة لا شيء
انثى

الولاية الولاية : 29- معسكر
عدد المساهمات : 1475
نقاط : 116396
السٌّمعَة : 16
تاريخ التسجيل : 17/09/2010
الموقع : دعوتنا حياتنا

المؤسس والمجدد الامام الشهيد حسن البنا Empty
مُساهمةموضوع: رد: المؤسس والمجدد الامام الشهيد حسن البنا   المؤسس والمجدد الامام الشهيد حسن البنا Emptyالجمعة 18 مارس 2011 - 18:54

حسن أحمد عبدالرحمن البنا



تاريخ الميلاد : يوم الأحد 25 شعبان 1324هـ الموافق أكتوبر 1906م ، بالمحمودية في محافظة البحيرة بجمهورية مصر العربية .
...

الأب : هو الشيخ أحمد عبدالرحمن البنا الشهير بالساعاتي ، وذلك نظرًا لعمله في إصلاح الساعات ، وكان الشيخ أحمد من علماء الحديث ،فقد رتب مسند الإمام أحمد بن حنبل، وخرَّج أحاديثه، وشرح ما يحتاج إلى بيان، وسمّاه (الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني 1377هـ / 1957م) ، ورتب معظم أسانيد الأئمة الأربعة علي أبواب الفقه ، وله مؤلفات عديدة في السنة منها " بدائع المنن في جمع وترتيب مسند الشافعي والسنن ".


الأم : هي السيدة الفاضلة : أم سعد إبراهيم صقر , والدها تاجر مواش بقرية شمشيرة , وهي أيضًا من نفس قرية والد الإمام الشهيد وهي تواجه المحمودية علي الضفة الثانية للنيل .


التحق بمدرسة الرشاد الدينية وسنه حوالي ثمانية أعوام واستمر لمدة أربع سنوات ، وكانت هي الأساس والقاعدة الصلبة التي استند عليها في تجاوز مراحل تعليمه اللاحقة بجدارة وتوفيق .

أنتقل بعد ذلك إلى المدرسة الإعدادية ثم إلى مدرسة المعلمين الأولية عام 1920م وتخرج منها مدرساً .


أكمل دراسته في دار العلوم بالقاهرة بتفوّق سنة 1345هـ/1927م وكان على صلة بمحب الدين الخطيب ، ويلتقي بجمهرة من العلماء الفضلاء في المكتبة السلفيّة أثناء
تردده عليها .


أسّس: (جماعة الإخوان المسلمين) سنة 1346هـ/1928م وأعاد إصدار (جريدة المنار) بعدما توقفت، وعمل من أجل المشروع الإسلامي الذي يستطيع مقاومة الاستعمار، ومحاولات قهر الشعوب المسلمة، واقتحم سنة 1355/1936 الميدان السياسي ، ودعا الملوك والحكام إلى تطبيق الشريعة الإسلاميّة في شؤون الحياة سنة 1366/1948 ، وبشّر بالدولة الإسلاميّة في صورة الخلافة، وقال: إذا لم تقم الحكومة الإسلاميّة فإن جميع المسلمين آثمون .
ألف : (الرسائل) و (أحاديث الجمعة) و(المـأثـورات) وكتاب سيرته الذاتية (الدعوة والداعية) وأوكل إليه أبوه كتابة " مقدّمة الفتح الرباني " مع ترجمة مؤلف أصل الكتاب الإمام أحمد بن حنبل، فكتب في مناقبه وسيرته، ومحنته، وما يتعلق بمسنده، ومنزلته عند المحدّثين، فأجاد .


* كان خطيبا من الطراز الأول: وصف الشيخ علي الطنطاوي لقاءً خطب فيه الإمام البنا فقال : " وهو في خطبته التي يلقيها كما تلقى الأحاديث بلا انفعال ظاهر، ولا حماسة بادية، من أبلغ من علا أعواد المنابر، تفعل خطبه في السامعين الأفاعيل وهو لا ينفعل، يبكيهم، ويضحكهم، ويقيمهم، ويقعدهم، وهو ساكن الجوارح، هادئ الصوت، يهز القلوب ولا يهتز ".


كان يضع أمامه هدفين الأوّل : تحرير الوطن الإسلامي من كل سلطان أجنبي ، والثاني: أن تقوم في هذا الوطن الحر دولة إسلاميّة حرّة.


جمع أتباعه على المحبّة والإخاء ، وربّاهم على إلإيمان بالدعوة ، والتجرد لها، والاستعداد التام لكل ما يلقونه في سبيلها، وأعاد فكرة شموليّة الإسلام ، وضرورة تطبيقه كمنهج حياة، والولاء الكامل للإسلام، والإخاء الإسلامي، وأحدث تياراً بارزاً إسلامياً في المجتمع، وحارب بصدق مظاهر الانحلال الخلقي، وجميع مظاهر الاغتراب
في المجتمع.


اغتالته حكومة إبراهيم عيد الهادي السعديّة بسلاح حكومي، وموظّفين حكوميين، وبقرار إنجليزي ، في القاهرة ليلة 12 شباط 1949 الموافق 1 ربيع الثاني 1367 بعد مقتل رئيس وزراء مصر محمود النقراشي ، الذي أصدر القرار بحل (جماعة الإخوان المسلمين) بناء على أوامر القيادة العليا للقوّات البريطانية في الشرق الأوسط ، والذي كان ضالعا مع العرش والاستعمار في إجهاض القضية الفلسطينية ، على يد المخبر أحمد حسين جاد، عندما أراد عبد الهادي أن يقدّم رأسه هديّة لفاروق في العيد السنوي لجلوسه على العرش، فكان اغتياله سببا في إسقاط أسرة محمد علي باشا عن عرش مصر، وقيام ثورة 1371/1952 وخلفه المرشد الثاني حسن إسماعيل الهضيبي .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فداء
فريق الإدارة
فريق الإدارة
فداء


التكاليف مدير المنتدى
الأوسمة لا شيء
انثى

الولاية الولاية : 29- معسكر
عدد المساهمات : 1475
نقاط : 116396
السٌّمعَة : 16
تاريخ التسجيل : 17/09/2010
الموقع : دعوتنا حياتنا

المؤسس والمجدد الامام الشهيد حسن البنا Empty
مُساهمةموضوع: رد: المؤسس والمجدد الامام الشهيد حسن البنا   المؤسس والمجدد الامام الشهيد حسن البنا Emptyالجمعة 18 مارس 2011 - 18:56

الإمام البنا على طريق الدعوه ... (1)


" الدعوة إلي الله في حقيقتها أنمر بالمعروف ونهي عن المنكر وتعاون علي أداء هذا الواجب ، وكان حسن البنا منذ صغره داعيًا إلي الله آمراً بالمعروف وناهيا عن المنكر ، يتعاون علي فعل الخيرات مع أقرانه وإخوانه ، فعندما دخل المدرسة الإعدادية شارك في جمعية الأخلاق الأدبية وبرز فيها ، وأصبح رئيسا لمجلس إدارة ه...ذه الجمعية التي كانت لائحتها تدعو إلي مكارم الأخلاق وتغرم من يخطئ في حق إخوانه مبلغا من المال ينفق في أوجه الخير ، ويذكر البنا ذكرياته مع هذه الجمعية فيقول في كتاب مذكرات الدعوة والداعية :

" وكانت لائحتها الداخلية تتلخص في أن من شتم أخاه غرم مليما واحدا ، ومن شتم الوالد غرم مليمين ، ومن شتم الأم غرم قرشا ، ومن سب الدين غرم قرشين ومن تشاجر مع آخر غرم مثل ذلك ، وتضاعف هذه العقوبة لأعضاء مجلس الإدارة ورئيسه ، ومن توقف عن التنفيذ قاطعه زملاءه حتى ينفذ ، وما يتجمع من هذه الغرامات ينفق في وجوه من البر والخير ، وعلي هؤلاء الأعضاء جميعًا أن يتواصوا فيما بينهم بالتمسك بالدين وأداء الصلاة في أوقاتها ، والحرص علي طاعة الله والوالدين ومن هم أكبر سنا أو مقاما .

وكانت ثورة مدرسة الرشاد الدينية سببا في أن يتقدم هذا الناشئ إخوانه .

وأن تتجه إليه أنظارهم حتى إذا أريد اختيار مجلس إدارة جمعية الأخلاق الأدبية وقع اختيارهم عليه رئيسا لهذا المجلس ، وزاولت الجمعية عملها وحاكمت الكثيرين علي مخالفات وقعت منهم ، وجمع من هذه الغرامات مبلغ من المال لا بأس به أنفق بعضه في تكريم الزميل الطالب لبيب اسكندر شقيق طبيب الصحة الذي نقل إلي بلد آخر فنقل أخوة معه وأنفق البعض الآخر في تجهيز ميت غريب غريق ألقي به النيل إلي جوار سور المدرسة فقامت الجمعية بتجهيزه من هذه الأموال .

ولم يكن نطاق دعوة البنا الأمر بالمعروف ونهيه عن المنكر لتحده جدران المدرسة الإعدادية ، يأمر الكبير والصغير ولا يخشي في الله لومة لائم ، فعندما مر علي شاطئ النيل ولاحظ أن أحد أصحاب السفن المنشأة قد علق علي ساريتها تمثالا خشبيا عاريا علي صورة تتنافي مع الآداب ، وبخاصة أن هذا الجزء من الشاطئ يتردد عليه السيدات والفتيات يستقين منه الماء ، فماذا يفعل ؟ يقول الإمام الشهيد :

" فهالني ما رأيت وذهبت فورا إلي ضابط النقطة – ولم تكن المحمودية قد صارت مركزا إداريا – وقصصت عليه القصص مستنكرا هذا المنظر ، وقد أكبر الرجل هذه الغيرة وقام معي من فوره حيث هدد صاحب السفينة وأمره أن ينزل هذا التمثال في الحال وقد كان " .

وقد دافع عن حقه وحق زملائه في الصلاة بالمسجد المجاور للمدرسة حتى كان له ما أراد وذلك أن إمام المسجد خشي من الإسراف في الماء والبلي علي الحصر ، فانتظر التلاميذ حتى انتهوا من صلاتهم ثم فرقهم بالقوة وتوعدهم وأنذرهم من تكرار الصلاة في المسجد ، فماذا يفعل هذا الصبي الصغير حال هذا الموقف ؟ يقول الإمام :

" كتبت إليه خطابا ، بعثت به إليه في البريد مغرما واعتبرت أن غرامة قرش صاغ كافية هذا القصاص ، وقد عرف رحمه الله ممن جاءته الضربة ، وقابل الوالد شاكيا معاتبا ، فأوصاه بالتلاميذ خيرا وكانت له معنا بعد ذلك مواقف طيبة عاملنا فيه معاملة حسنة ، واشترط علينا أن نملأ صهريج المسجد بالماء قبل انصرافنا ، وأن نعاونه في جمع التبرعات للحصر إذا ما أدركها البلل وقد أعطيناه ما شرط " .
جمعية منع المحرمات

ولم يكتف البنا وأقرانه بالنشاط داخل المدرسة ، وإنما امتد نشاطه وأقرانه إلي خارج نطاق المدرسة ، فأنشأ وأصحابه جمعية منع المحرمات وكانت جمعية تأمر بالمعروف وتنهي الناس عن المنكر عن طريق إرسال خطابات إلي كل من يعرف عنه أنه ارتكب منكرا ، ويقول عنها الإمام البنا في مذكرات الدعوة والداعية :

" وقرروا تأليف جمعية إسلامية باسم " جمعية منع المحرمات " وكان اشتراك العضو فيها يتراوح بين خمسة مليمات وعشر أسبوعيا ، وكانت أعمالها موزعة علي أعضائها ، فمنهم من كانت مهنته تحضير النصوص وصيغ الخطابات ، وآخر مهنته كتابة هذه الخطابات بالحبر " الزفر " وثالث مهنته طبعها ، والباقون توزيعها علي أصحابها ، وأصحابها هم الذين تصل إلي الجمعية أخبارهم بأنهم يرتكبون بعض الآثام أو لا يحسنون أداء العبادات علي وجهها خصوصا الصلاة ، فمن أفطر في رمضان ورآه أحد الأعضاء بلغ عنه فوصله خطاب فيه النهي الشديد عن هذا المنكر ، ومن قصر في صلاته ولم يخشع فيها ولم يطمئن وصله خطاب كذلك ، ومن تحلي بالذهب وصله خطاب فيه حرمة التحلي بالذهب شرعا ، وأيما امرأة شاهدها أحد الأعضاء تلطم وجهها في مأتم أو تدعو بدعوي الجاهلية وصل زوجها أو وليها خطاب ، وهكذا ما كان أحد من الناس صغيرا أو كبيرا يعرف عنه شيء من المآثم إلا وصله خطاب من الجمعية ينهاه أشد النهي عما يفعل ، وكان من اليسير علي الأعضاء لصغر سنهم وعدم اتجاه الأنظار إليهم أو وقوع الشبهة عليهم أن يعرفوا كل شيء ولا يتحرز الناس منهم ، وكان الناس يظنون أن هذا من عمل أستاذنا الشيخ زهران رحمه الله ويقابلونه ويلونه لوما شديدا ويطلبون إليه أن يتحدث إليهم فيما يريد بدلا من هذه الكتابة ، والرجل يتنصل من ذلك ويدفع عن نفسه ، وهم لا يكادون يصدقون حتى وصله ذات يوم خطاب من الجمعية يلفت نظره إلي أنه صلي فريضة الظهر بين السواري وذلك مكروه وهو عالم البلد ، فيجب عليه أن يبتعد عن المكروهات ليبتعد غيره من العوام عن المحرمات ، وأذكر أن الشيخ رحمه الله أنه دعاني حينذاك – وقد كانت صلتي مستمرة به في الدروس العامة وإن كنت قد تركت مدرسته أو مكتبته – لنراجع معا هذا الحكم في كتاب فتح الباري في شرح صحيح البخاري ، ولا زالت أذكر الموضع كأنه اليوم وكنت أقرأ له وأنا ابتسم وهو يتساءل عن هؤلاء الذين كتبوا له ووجد أن الحق معهم وأنهيت ذلك إلي أعضاء الجمعية فكان سرورهم عظيما .

واستمرت الجمعية تؤدي عملها أكثر من ستة أشهر وهي مثار عجب الناس ودهشتهم ، حتى اكتشف أمرهم علي يد صاحب قهوة استدعي راقصة فوصله خطاب من الجمعية وكانت الخطابات لا ترسل بالبريد اقتصادا في النفقات ، وإنما يحملها أحد الأعضاء ويضعها في مكان يلفت نظر صاحبها إليه فيستلمها ولا يري من جاء بها ، ولكن المعلم كان يقظان فشعر بحركة حامل الخطاب فقبض عليه بخطابه وعاتبه عتابا شديدا أمام من في القهوة ، وعرفت الجمعية عن هذا الجمعية عن هذا الطريق فرأي أعضاؤها أن يخففوا من نشاطهم ويعملوا بأسلوب آخر لمنع المحرمات .
جمعية الحصافية الخيرية

كان ذلك إبان المرحلة الإعدادية ، ولكن بعد أن انتقل إلي مدرسة المعلمين بدمنهور تطورت معارفه وتطورت معها أهدافه في الدعوة إلي الله ، وبمشاركة زميله أحمد أفندي السكري أسسا " جمعية الحصافية الخيرية " وكان أحمد السكري رئيسا لها بحكم السن والعمل وحسن البنا سكرتيرا لها . وكانت أهداف هذه الجمعية ومجال عملها في ميادين أوسع وأشمل من الجمعيات الأولي فيقول الإمام الشهيد عن هذه الجمعية :

" وزاولت الجمعية عملها في ميدانين مهمين :

الميدان الأول : نشر الدعوة إلي الأخلاق الفاضلة ، ومقاومة الإرسالية الإنجيلية التبشيرية التي هبطت إلي البلد واستقرت فيها ، وكان قوامها ثلاث فتيات رأسهن مسز (وايت) ، وأخذت تبشر بالمسيحية في ظل التطبيب وتعليم التطريز وإيواء الصبية من بنين وبنات ، وقد كافحت الجمعية في سبيل رسالتها مكافحة مشكورة وخلفتها في هذا الكفاح جمعية " الإخوان المسلمين " بعد ذلك .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فداء
فريق الإدارة
فريق الإدارة
فداء


التكاليف مدير المنتدى
الأوسمة لا شيء
انثى

الولاية الولاية : 29- معسكر
عدد المساهمات : 1475
نقاط : 116396
السٌّمعَة : 16
تاريخ التسجيل : 17/09/2010
الموقع : دعوتنا حياتنا

المؤسس والمجدد الامام الشهيد حسن البنا Empty
مُساهمةموضوع: رد: المؤسس والمجدد الامام الشهيد حسن البنا   المؤسس والمجدد الامام الشهيد حسن البنا Emptyالجمعة 18 مارس 2011 - 18:57

الإمام البنا على طريق الدعوه ... (2)


محاربة الفساد في القاهرة

...ولما انتقل البنا إلي القاهرة عند دخوله دار العلوم وشاهد فيها مظاهر التحلل والفساد ، مما لا عهد له به في حياة الريف ، وقرأ في الصحف كثيرا مما ينافي تعاليم الإسلام ورأي جهل العامة بأحكام الدين ، ففكر في تكوين دعاة إسلاميين من زملائه في الأزهر ودار العلوم للدعوة إلي الله في المساجد والمقاهي والمجتمعات العامة ، وانطلق يدعو في المقاهي ليكون قدوة عملية لزملائه ويحكي البنا في مذكرات الدعوة والداعية كيف حاول محاربة المفاسد في المجتمع عن طريق تكوين دعاة إسلاميين فيقول :

ففكرت في أن أدعو إلي تكوين فئة من الطلاب الأزهريين وطلاب دار العلوم للتدريب علي الوعظ والإرشاد في المساجد ثم في المقاهي والمجتمعات العامة ، ثم تكون منهم بعد ذلك جماعة تنتشر في القرى والريف والمدن الهامة لنشر الدعوة الإسلامية.

وقرنت القول بالعمل فدعوت لفيفا من الأصدقاء للمشاركة في هذا المشروع الجليل كان منهم الأخ الأستاذ محمد مدكور خريج الأزهر وكان لازال مجاورا حينذاك ، والأخ الأستاذ حامد عسكرية رحمه الله ، والأخ الأستاذ أحمد عبد الحميد عضو الهيئة التأسيسية للإخوان المسلمين الآن وغيرهم ، كنا نجتمع في مساكن الطلاب في مسجد شيخون بالصليبة ، ونتذاكر جلال هذه المهمة وما تستلزمه من استعداد علمي وعملي ، وخصصت جزء من كتبي كالإحياء للغزالي والأنوار المحمدية للنبهاني وتنوير القلوب في معاملة علام الغيوب للشيخ الكردي ، وبعض كتب المناقب والسير ، لتكون مكتبة دورية خاصة بهؤلاء الإخوان يستعيرون أجزاءها ، ويحضرون موضوع الخطب والمحاضرات منها :
الدعوة علي المقاهي

وجاء الدور العملي بعد هذا الاستعداد العلمي فعرضت عليهم أن نخرج للوعظ في المقاهي ، فاستغربوا ذلك وعجبوا منه وقالوا :

إن أصحاب المقاهي لا يسمحون بذلك ويعارضون فيه لأنه يعطل أشغالهم ، وإن جمهور الجالسين علي هذه المقاهي هم قوم منصرفون إلي ما هم فيه وليس أثقل عليهم من الوعظ ، فكيف نتحدث في الدين والأخلاق لقوم لا يفكرون إلا في هذا اللهو الذي انصرفوا إليه ؟ وكنت أخالفهم في هذه النظرة وأعتقد أن الجمهور أكثر استعدادا لسماع العظات من أي جمهور آخر حتى جمهور المسجد نفسه ، لأن هذا شيء طريف وجديد عليه والعبرة بحسن اختيار الموضوع ، فلا نتعرض لما يجرح شعورهم ، وبطريقة العرض فتعرض بأسلوب شائق جذاب وبالوقت فلا نطيل عليهم القول .

ولما طال بنا الجدل حول هذا الموضوع قلت لهم :

ولم لا تكون التجربة هي الحد الفاصل في الأمر ؟ فقبلوا ذلك وخرجنا فبدأنا بالمقاهي الواقعة بميدان صلاح الدين وأول السيدة عائشة ومنها إلي المقاهي المنتشرة في أحياء طولون إلي أن وصلنا من طريق الجبل إلي شارع سلامة ، والسيدة زينب ، وأظنني ألقيت في هذه الليلة أكثر من عشرين خطبة تستغرق الواحدة منها بين خمس دقائق إلي عشر

ولقد كان شعور السامعين عجيبا ، وكانوا ينصتون في إصغاء ويستمعون في شوق ، وكان أصحاب المقاهي ينظرون بغرابة أول القول ثم يطلبون المزيد منه بعد ذلك ، وكان بعض هؤلاء يقسم بعد الخطبة أننا لابد أن نشرب شيئا أو نطلب طلبات ، فكنا نعتذر لهم بضيق الوقت ، وبأننا نذرنا هذا الوقت لله فلا نريد أن نضيعه في شيء ، وكان هذا المعني يؤثر في أنفسهم كثيرا.

لقد نجحت التجربة مائة في المائة ، وعدنا إلي مقرنا في شيخون ونحن سعداء بهذا النجاح ، وعزمنا علي استمرار الكفاح في هذه الناحية .
دعوة العلماء لمهاجمة الفساد في المجتمع

وبعد الحرب العالمية الأولي وإلغاء الخلافة الإسلامية في تركيا انتشر تيار الإباحية والإلحاد حتى أصبح هو التيار السائد والمهيمن علي الجامعة وعلي الحياة الأدبية والاجتماعية ، لا سيما في الطبقات الراقية . وكان لهذه الموجة رد فعل قوى في الأزهر والأوساط المعنية بالشئون الإسلامية ولكن رد هذا الفعل لم يزود عن الكتابة في بعض الصحف والمجلات واللقاءات التي لم تشف غليلا ولم ترد كيدا .

وفكر الإمام الشهيد – وهو لا يزال طالبا في دار العلوم – في عمل إيجابي يرد به الكيد ، فقام بزيارة الشيخ يوسف الدجوي وكان من المشايخ العلماء المعدودين في ذلك الوقت ، وله صلات بأهل العلم والوجهاء ، وتحدث معه في جمع الجهود لعمل إيجابي يرد به الكيد عن الإسلام ، ولكن الشيخ الدجوي نصحه بأنه لا فائدة من كل ذلك وحسب الإنسان أن يعمل لنفسه وأن ينجو بها من هذا البلاء وتمثل بهذا البيت من الشعر

ومـا أبـالـي إذا نفـسـي تطـاوعـني علي النـجـاة بمـن قـد مـات أو هـلكا

أوصاه أن يعمل بقدر استطاعته وأن يدع النتائج علي الله ، ولم يعجب البنا هذا الجواب فقال للشيخ الدجوي :

" إنني أخالفك يا سيدي كل المخالفة في هذا الذي تقول ، وأعتقد أن هذا الأمر لا يعدو أن يكون ضعفًا فقط وقعودا عن العمل وهروبا من التبعات ، من أي شيء تخافون ؟ من الحكومة أو الأزهر ؟

يكفيكم معاشكم واقعدوا في بيوتكم واعملوا للإسلام ، فالشعب معكم في الحقيقة لو واجهتموه ، لأنه شعب مسلم وقد عرفته في المقاهي وفي المساجد وفي الشوارع ، فرأيته يفيض إيمانا ، ولكن قوة مهملة من هؤلاء الملحدين والإباحيين وجرائدهم ومجلاتهم لا قيام لها إلا في غفلتكم ، ولو تنبهتم لدخلوا جحورهم ، يا أستاذ إن لم تريدوا أن تعملوا لله فاعملوا للدنيا وللرغيف الذي تأكلون ، ولا ما تنفقون ، فدافعوا في هذه الأمة ضاع الأزهر وضاع العلماء فلا تجدون ما تأكلون ، ولا ما تنفقون ، فدافعوا عن كيانكم إن لم تدافعوا عن كيان الإسلام ، واعملوا للدنيا إن لم تريدوا أن تعملوا للآخرة وإلا فقد ضاعت دنياكم وآخرتكم علي السواء .

وانقسم الناس بعد هذا الكلام إلي فريقين ، فريق يتهم البنا بالإساءة إلي الشيخ وإلي علماء الأزهر ، وبذلك فقد أساء إلي الإسلام .

وفريق آخر يري أن البنا لم يرد إلا أن يجتمع العلماء لنصرة الإسلام وأن الناس ستكون من خلفهم ، ولم ينته الأمر إلي شيء إلا أن ينتقلوا إلي بيت أحد المشايخ الذي كان موعد معهم لزيارتهم فانتقلوا إليه وتحري البنا مكانًا قريبًا من الشيخ الدجوي وانتهز فرصة وكلم الشيخ الدجوي مرة أخري في الأمر ، وأصر عليه فما كان من الشيخ الدجوي إلا أن أعطاه بعض النقل ووعده بالتفكير في الأمر ، فرفض البنا هذا التفكير وقال له وللعلماء من حوله :

" سبحان الله يا سيدي إن الأمر لا يحتمل تفكيرا ، ولكن يتطلب عملاً ولو كانت رغبتي في هذه النقل وأمثالها لاستطعت أن اشتري بقرش وأظل في منزلي ولا أتكلف مشقة زيارتكم ، يا سيدي إن الإسلام يحارب هذه الحرب العنيفة القاسية ، ورجاله وحماته وأئمة المسلمين يقضون الأوقات غارقين في هذا النعيم ! أتظنون أن الله يحاسبكم علي هذا الذي تصنعون ؟

إن كنتم تعلمون للإسلام أئمة غيركم وحماة غيركم فدلوني عليهم لأذهب إليهم " فوجم الجميع وفاض عين الشيخ وبعض الحاضرين بالدمع، ثم سأل الشيخ الإمام البنا وقال له :

وماذا أفعل ؟

قال له الإمام البنا :

أريد أن تحصر أسماء من تتوسم فيهم الغيرة علي الدين ليفكروا فيما يجب عمله ، يصدرون مجلة يردون فيها علي دعاة الإلحاد أو يؤلفون جمعيات يأوي إليها الشباب وينشطون حركة الوعظ والإرشاد ، ووافق الشيخ وتم كتابة أسماء العديد من العلماء والوجهاء حتى تكونت نواة طيبة من هؤلاء العلماء كان من نتيجتها ظهور مجلة الفتح الإسلامية التي رأس تحريرها الشيخ عبد الباقي سرور ، وكان مدير تحريرها السيد محب الدين الخطيب ثم آل تحريرها وإرادتها إليه ، وكذلك كان من ثمرتها جمعية الشبان المسلمين .

وظل حسن البنا يعيش بروح الداعية الذي يحب الخير للناس ويعتبر الدعوة إلي الله هي أفضل الأعمال وأزكاها ، وكلما سنحت له فرصة للتعبير عن ذلك بالفعل أو بالقول استغلها أفضل استغلال ، وعندما يطلب منه أستاذه في دار العلوم كتابة موضوع إنشاء يعبر فيه عن طموحاته وآماله كان أعظم آماله كما يقول في مذكراته :

" وهو أن أكون مرشدا ومعلما إذا قضيت في تعليم الأبناء سحابة النهار ومعظم العام قضيت ليلي في تعليم الآباء هدف دينهم ، ومنابع سعادتهم ، ومسرات حياتهم ، تارة بالخطابة والمحاورة ، وأخري بالتأليف والكتابة ، وثالثة بالتجول والسياحة " وقد حقق الله له ذلك الأمر عندما أسس جماعة الإخوان المسلمين وأصبح مرشدا لها .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فداء
فريق الإدارة
فريق الإدارة
فداء


التكاليف مدير المنتدى
الأوسمة لا شيء
انثى

الولاية الولاية : 29- معسكر
عدد المساهمات : 1475
نقاط : 116396
السٌّمعَة : 16
تاريخ التسجيل : 17/09/2010
الموقع : دعوتنا حياتنا

المؤسس والمجدد الامام الشهيد حسن البنا Empty
مُساهمةموضوع: رد: المؤسس والمجدد الامام الشهيد حسن البنا   المؤسس والمجدد الامام الشهيد حسن البنا Emptyالجمعة 18 مارس 2011 - 18:59

الإمام البنا على طريق الدعوه ... (3)

حسن البنا بين السلفية والصوفية

1- السلفية :
...
نشأ حسن البنا في بيئة سلفية حيث كان والده [أحمد عبد الرحمن البنا] من علماء الحديث الذي ألزم نفسه وأهله بالتزام السنة ، واشتغل بعلم الحديث وقام بترتيب مسند الإمام أحمد ابن حنبل واهتم بعلوم السنة وغيرها من العلوم ، وقد حمل أهله علي اقتضاء الصراط المستقيم ، يقول إبراهيم البيومي غانم في – الفكر السياسي لحسن البنا - :

" ويبدوا من استقرار سيرة الشيخ أحمد أنه كان يحمل نفسه وأهله علي اقتضاء الصراط المستقيم من أداء للفرائض والتزام بالسنن النبوية .

وقد كان لدي الشيخ أحمد مكتبة عظيمة أفاد منها الابن حسن الإفادة الكبيرة بالإضافة لتوجيهه الابن إلي كثرة المطالعة وحفظ القرآن ثم دفع الوالد بالابن إلي الشيخ محمد زهران ذلك العالم السلفي الذي وصفه حسن البنا بأنه " صاحب مدرسة الرشاد الدينية الرجل الذكي الألمعي ، العالم التقي ، الفطن اللقن الظريف ، الذي كان بين الناس سراجًا مشرقاً بنور العلم والفضل يضيء في كل مكان " الذي قام بتحفيظ الإمام البنا القرآن وكذلك تعليمه الإنشاء والقواعد والتطبيق والمطالعة والمحفوظات بالإضافة لسنة الرسول صلي الله عليه وسلم عن طريق حفظ أحاديث الرسول صلي الله عليه وسلم .

وكان هناك تعلق وحب شديد من الإمام البنا لأستاذه جعله يلازمه في كثير من أوقاته ويستفيد من مكتبته ، ويجالس العلماء الذين يأتون إلي الشيخ زهران مستمع إلي مناقشتهم ويتعلم منها .

وكان من نتاج هذه التربية التي أولاه إياها أبوه وشيخه وكذلك مشاركته ورئاسته لجمعية الأخلاق الأدبية وهو في المدرسة الإعدادية ، أن أصبح ذا شعور ديني قوى يدفعه إلي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومحاربة الرذائل والمنكرات ، سواء كانت اعتقاديه أو سلوكية أو غيرها من المنكرات ، ودفعته هذه التربية إلي تكوين جمعية منع المحرمات هو وبعض أقرانه والتي كانت مهمتها تتلخص في إرسال الخطابات إلي من يرتكبون بعض الآثام أو لا يحسنون أداء العبادات ، ولم يمنعه حبه واحترامه لشيخه الشيخ زهران حين رآه يصلي الظهر بين السواري ( سواري المسجد وذلك مكروه ) أن يرسل إليه خطابًا يذكره فيه بأنه عالم البلدة والذي يجب أن يبتعد عن المكروه ، وقد راجع الشيخ الحكم معه ووجد أن الصواب في جانبه وعندما مر علي الشاطئ ووجد أحد أصحاب السفن يعلق علي ساريتها تمثالا خشبيًا عاريا وأن هذا الجزء من النيل تتردد عليه الفتيات والسيدات يستقين منه الماء ، فهاله هذا المنظر وذهب من فوره إلي ضابط النقطة الذي كان إيجابيا وقام معه من فوره وأمر صاحب السفينة أن ينزل هذا التمثال من سارية السفينة .

وكان من نتاج هذه النشأة أيضًا محافظته علي أداء الصلاة في وقتها حتى لو تعارض ذلك مع أي شيء آخر ، فيروي البنا أنه كثيرا ما جادل أساتذته الذين جادلوه علي أداء صلاة العصر علي وقتها وقد كان وقت أذانها في أثناء الحصص ، وقد برزت آثار التربية السلفية علي حسن البنا في ملابسه وزيه ، فقد كان يذهب إلي المدرسة بالعمامة ذات العدبة ونعل كنعل الإحرام في الحج ورداء أبيض فوق الجلباب وذلك لأنها السنة ، ويدافع عن ذلك الزى وتلك الهيئة باعتبارها سنة الرسول صلي الله عليه وسلم ، ويحكي البنا ذلك في مذكراته فيقول :

" لفت زيي نظر مدير التعليم إذ كنت ألبس عمامة ذات عدبة ونعلا كنعل الإحرام في الحج ورداء أبيض فوق الجلباب فسألني : لماذا ألبس هذا الزى ؟ فقلت : إنها السنة فقال : وهل عملت كل السنن ولم يبق إلا سنة الزى ؟ فقلت لا ونحن مقصرون كل التقصير ، ولكن ما نستطيع أن نفعله نفعله ، قال : وبهذا الشكل خرجت علي النظام المدرسي . فقلت له : ولم يا سيدي ؟ إن النظام المدرسي مواظبة ... وأنا لم أعب عن الدروس أبدا ، وسلوك وأخلاق .. وأساتذتي راضون عني والحمد لله ، وعلم ودراسة .. وأنا أول فرقتي . ففيم الخروج علي النظام المدرسي إذاً ؟ فقال : ولكنك إذا تخرجت وأصررت علي هذا الزى فسوف لا يسمح مجلس المديرية بتعيينك مدرسا حتى لا يستغرب التلاميذ علي هذا المظهر . فقلت علي كل حال هذا لم يجيء وقته بعد ، وحين يجيء وقته يكون للمجلس الحرية ويكون لي الحرية كذلك ، والأرزاق بيد الله وليست بيد المجلس ولا الوزارة " . وظل البنا محافظا علي هذا الزى حتى وصل إلي الفرقة الرابعة بدار العلوم فلبس لأول مرة (البدلة والطربوش) وإن ظل يكثر من لبس العمامة ذات العدبة والرداء الأبيض فوق الجلباب ، وظهرت آثار سلفية البنا حين دعوة الإخوان بأنها دعوة سلفية .

2- الصوفية :

بدأت علاقة الإمام البنا بالصوفية وهو بالمدرسة الإعدادية بالمحمودية حينما كان يواظب علي درس الشيخ زهران بين المغرب والعشاء ، فشاهد الجلسات التي كانت تعقد بعد العشاء وجذبه إليه أصواتهم المنسقة الجميلة وروحانيتهم الفياضة ، وسماحتهم مع الصبيان الصغار وتواضعهم لهم ، فواظب الصبي حسن البنا علي هذه الجلسات وتوطدت صلاته بالشباب منهم وتعرف في هذه الحلقات علي أحمد أفندي السكري .

ثم واظب البنا علي الوظيفة الزروقية صباحا و مساء والتي كانت عبارة عن بعض آيات القرآن وأحاديث من أدعية الصباح والمساء وضع والده عليها تعليقا جاء فيه بأدلة صيغها جميعًا تقريبًا من الأحاديث الصحيحة وسمي الرسالة " تنوير الأفئدة الزكية بأدلة أذكار الزروقية " .

ثم زاد تعلق البنا بالطريقة الحصافية ومؤسسها عندما قرأ كتاب " المنهل الصافي قي مناقب حسنين الحصافي " حيث تعرف علي شيخ الطريقة الأول ووجد أنه عالم أزهري تفقه علي مذهب الإمام الشافعي وبلغ درجة عالية من العلم ، وكان طائعًا لله محافظا علي عباداته ، ومؤديا للفرائض حريصا علي السنة والنوافل ، آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر ، منتصرا للكتاب والسنة محاربا للبدع والخرافات التي كانت منتشرة في الطرق الصوفية حينذاك ، وكان أعظم ما أثر في نفس حسن البنا من سيرة هذا الشيخ هو أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر ، لا يخاف في الله لومة لائم ، يأمر الكبار والصغار ، يأمر أتباعه ومريديه بالتزام السنة والشرع والبعد عن الخرافة وكذلك الكبار حتى الخديوي توفيق .

وكان من تعلق البنا بشيخ الطريقة أن رآه في المنام علي صورة رسمها له في خياله وزادته تعلقا به حيث يروي البنا :

" وزادني تعلقا بالشيخ الجليل رحمه الله أنني رأيت في هذه الأثناء وعلي أثر تكراري للقراءة في المنهل ، فيما يري النائم أنني ذهبت إلي مقبرة البلد ، فرأيت قبرا فخما يهتز ويتحرك ثم زاد اهتزازه واضطرابه حتى انشق فخرجت منه نار عالية امتدت إلي عنان السماء ، وتشكلت فصارت رجلا هائل الطول والمنظر ، واجتمع الناس عليه من كل مكان فصاح فيهم بصوت واضح مسموع وقال لهم : أيها الناس إن الله قد أباح لكم ما حرم عليكم فافعلوا ما شئتم . فانبريت له من وسط هذا الجمع وصحت في وجهه " كذبت " والتفت إلي الناس وقلت لهم : " أيها الناس هذا إبليس اللعين وقد جاء يفتنكم عن دينكم ويوسوس لكم فلا تصغوا إلي قوله ولا تسمعوا كلامه " فغضب وقال : " لابد من أن نتسابق أمام الناس فإن سبقتني ورجعت إليهم ولم أقبض عليك فأنت صادق " فقبلت شرطه وعدوت أمامه بأقصى سرعتي وأين خطوي الصغير من خطوة الجبار ، وقبل أن يدركني ظهر الشيخ – رحمه الله – من طريق معترض وتلقاني في صدره واحتجزني بيساره ورفع يمناه مشيرا بها إلي هذا الشيخ صائحًا في وجهه أخسأ يا لعين فولي الأدبار واختفي ، وانطلق الشيخ بعد ذلك فعدت إلي الناس وقلت لهم : أرأيتم كيف أن هذا اللعين يضلكم عن أوامر الله .

" وظل البنا معلق العقل بالشيخ وبالطريقة التي التقي بابن الشيخ وشيخ الطريقة السيد عبد الوهاب الحصافي الذي تلقي عن الطريقة الحصافية الشاذلية وبايعه وأذن له بأورادها ووظائفها .

لقد كان تعرف حسن البنا علي الطريقة الحصافية وانضمامه لها من عناية الله به ، فقد تعرف عليها وهو بين الثانية عشر من عمره في فترة البلوغ وفترة المراهقة فعصمه الانضمام من الانغماس في اللهو مثل أقرانه وكذلك عصمه من الانحراف ، وربت فيه مراقبة الله والخوف من عذاب الله والرغبة في جنته ، وكذلك وفرت له سبل تفريغ طاقته الروحية والجسمية بطريقة صحيحة . وقد وجد الإمام في بعض من سبقه في الطريقة أمثلة للتعبد الصحيح وكذلك بعض أهل العلم . وقد استفاد البنا من هذه الطريقة كثيراً .

فقد علمه شيخ الطريقة وابن مؤسسها الشيخ عبد الوهاب الحصافي البعد عن الجدل وعدم صرف الأوقات إلا في طاعة الله ، وعدم شغل أوقات الأتباع إلا بالمفيد النافع ، وقد كان الشيخ مثالا في ذلك وغيرها من الخصال النافعة " .

يقول الإمام الشهيد : "

وجزي الله عنا السيد عبد الوهاب خير الجزاء ، فقد أفادتني صحبته أعظم الفائدة ، وما علمت عليه في دينه وطريقته إلا خيرا ، وقد امتاز في شخصيته وإرشاده ومسلكه بكثير من الخصال الطيبة : ومن العفة الكاملة عما في أيدي الناس ومن الجد في الأمور والتحرز من صرف الأوقات في غير العلم أو التعلم أو الذكر أو الطاعة أو التعبد ، سواء أكان وحده أم مع إخوانه ومريديه ، ومن حسن التوجيه لهؤلاء الإخوان وصرفهم عمليا إلي الأخوة والفقه وطاعة الله .

وأذكر من أساليبه الحكيمة في التربية أنه لم يكن يسمح للإخوان المتعلمين أن يكثروا الجدل في الخلافيات أو المشتبهات من الأمور أو يرددوا كلام الملاحدة أو الزنادقة أو المبشرين – مثلا – أمام العامة من الإخوان ، ويقول لهم : اجعلوا هذا في مجالسكم الخاصة تتدارسونه فيما بينكم ، فقد تعلق بنفس أحدهم الشبهة ولا يفهم الرد فيتشوش اعتقاده بلا سبب وتكونون أنتم السبب في ذلك .

وظهر أثر هذه التربية في توجيهات الإمام البنا لإخوانه مثل "دع المراء فإنه لا يأتي بخير " وقوله :

" الواجبات أكثر من الأوقات فعاون غيرك علي أن ينتفع بوقته " .

وقد كان لبعض الإخوان الحصافية فضل علي البنا وأثر في تربيته الروحية من حسن صلته بالله ومراقبته وخوف من عذابه ورغبة فيما عند الله فقد كان الشيخ محمد أبو شوشة من رجال الحصافية وكان يجمع بعض الشباب ( وكان البنا يحضر هذه الاجتماعات ) ويذهب بهم إلي المقبرة حيث تتم زيارة القبور ثم يجلسهم في مسجد قريتهم . يذكرون الله ويذكَُرهم ويعظهم ويعرفهم بسير الصالحين ويبصرهم بمصير الأولين والآخرين ، ثم يأمر بعضهم بنزول القبر والاضطجاع فيه حتى يتذكر مصيره ثم يأمرهم بالتوبة إلي الله وبالإقلاع عن المعاصي ، كما كان البنا يحضر دروسا في شرح الإحياء للشيخ حسن خزبك وكان يعتكف الليالي الكثيرة مع الإخوان الحصافية سواء في مسجد الحي أو مصلي الحطاطبة عند كوبري إفلاقة .

وكان انغماس البنا في التصوف ومع الإخوان الحصافية يتيح له تفريغ طاقته الجسدية ، فكان رغم قيامه الليل ومواظبته علي مجالسهم بدمنهور يحضر دروسه بالمدرسة ويذاكر هذه الدروس بجد واجتهاد ، فضلا عن مشاركته في الأنشطة الطلابية والأنشطة الاجتماعية ، وكذلك الأنشطة الوطنية ، وكان في أيام الجمع التي يقضيها في دمنهور يقوم هو وزملاؤه بزيارة مسجد إبراهيم الدسوقي سيرا علي الأقدام جيئة وذهابا يقطعون فيها حوالي أربعين كيلو متراً سيراً علي الأقدام .

أما إذا ذهب في نهاية الأسبوع إلي المحمودية فإن هناك برنامجًا يستنفد طاقات هذا الغلام فيقول الإمام : " كنت أنزل من قطار الدلتا إلي الدكان مباشرة ، فأزاول عملي في الساعات إلي قبيل المغرب حيث أذهب إلي المنزل لأفطر إذ كان من عادتنا صوم الخميس والاثنين ، ثم إلي منزل الشيخ شلبي الرجال أو منزل أحمد أفندي السكري للمدارسة والذكر ، ثم إلي المسجد لصلاة الفجر ، وبعد ذلك استراحة يعقبها الذهاب إلي الدكان وصلاة الجمعة والغداء والدكان إلي المغرب فالمسجد وفي الصباح إلي المدرسة ، وكان هذا البرنامج في الصيف يضاف إليه عمل جديد وهو المذاكرة كل صباح من طلوع الشمس تقريبًا إلي الضحوة الكبرى مع أستاذنا الشيخ محمد خلف نوح في منزله .

وقد ظل البنا في الطريقة الحصافية حتى أسس جمعية الإخوان المسلمين ، وقد تركت مرحلة التصوف آثارها علي نفس البنا وأثرت في دعوته ، فنجد البنا يسمي أذكار الصباح والمساء بالوظيفة ، وكذلك في نظام الكتيبة نجد فيها الصلاة والقيام والتقشف في المأكل والنوم وكذلك دروس التكوين الروحي ، كل ذلك من آثار الصوفية وتجده يذكر في خصائص دعوة الإخوان أنها حقيقة صوفية ، والبنا في ذلك يقصد بالصوفية ما كان يسميه " علوم التربية والسلوك " وهي التي ترسم له طريقة خاصا من مراحل الذكر والعبادة ومعرفة الله ، ونهايته تكون إلي الجنة ومرضاة الله وهذا الذي قصده البنا من أن دعوته حقيقة صوفية .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فداء
فريق الإدارة
فريق الإدارة
فداء


التكاليف مدير المنتدى
الأوسمة لا شيء
انثى

الولاية الولاية : 29- معسكر
عدد المساهمات : 1475
نقاط : 116396
السٌّمعَة : 16
تاريخ التسجيل : 17/09/2010
الموقع : دعوتنا حياتنا

المؤسس والمجدد الامام الشهيد حسن البنا Empty
مُساهمةموضوع: رد: المؤسس والمجدد الامام الشهيد حسن البنا   المؤسس والمجدد الامام الشهيد حسن البنا Emptyالجمعة 18 مارس 2011 - 19:07

الإمام "البنا" أعجوبة زمننا ورائد الخير والحرية

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن دعا بدعوته واهتدى بهديه وسار على سنته إلى يوم الدين، أما بعد:


...إن هذا الرجل عاش للإسلام، ولجمع هذه الأمة، ولتوحيد شتاتها، ولبنائها من جديد على هذا الدين.. عاش طول حياته مذكِّرًا بالله، داعيًا إلى الله، مربيًا ناصحًا، وكان يقول: "نقاتل الناس بالحب"، "نقاتل الناس بالحب".


دخل عليه مرة أحد زملائه في (دار العلوم)، وقال له: يا "حسن"، أنا أكرهك! فقال: إني أحبك، قال: والله العظيم، أنا أكرهك! فقال: والله العظيم، أنا أحبك كثيرًا! قال: هذا ما يزيدني كراهية لك! قال: وهذا ما يزيدني حبًّا لك! فانصرف الرجل، وقد أبطل حجته، أما الأمر الذي جاء يقول للإمام عنه هذه الكلمات النابية، فهي أن شباب الإخوان من الجوالة كانوا يلبسون الشورط إلى الركبة، فساءه هذا الأمر وكأنه أمر خطير، وجاء يقول للإمام هذه الألفاظ التي لا تليق، ورد عليه بهذه الصورة التي لم نرَ مثيلاً لها في الدعاة إلا في سيد الخلق- صلى الله عليه وسلم- ومن جاء من بعده من الغُرِّ الميامين.


الإمام "البنا" شهيد فلسطين، شهيد قضية فلسطين، شهيد قضية الإسلام الكبرى (فلسطين)، التي ضيعها العرب بتخاذلهم، وتقصيرهم، وقعودهم، واختلافاتهم؛ فجاء هو ليقيم الرجال الذين يجاهدون في سبيل الله، ولا يخافون لومة لائم.. وقف لليهود بالمرصاد، يُعرِّف الناس بتاريخهم، ويذكر الناس بخطرهم، ويجمِّع الناس، يجمع المسلمين للوقوف أمامهم وصدهم عما يفعلون.


الإمام "البنا" حين أحس اليهود.. حين أحست الصليبية.. حين أحست الصهيونية.. حين أحس الغرب بخطره، وأنه يجاهد في سبيل الله، هو ومَن وراءه، اجتمع سفراء الدول في (فايد) أمريكا وفرنسا وبريطانيا، وطلبوا من الحكومة المصرية حل جماعة (الإخوان المسلمين)، والتصرف مع ذلك الرجل الذي أصبح خطرًا يهددهم، ويأتي على كل الانحرافات التي بثوها في هذه الأوطان من تفرقة ومن أشياء لا تليق بالمؤمنين ولا بالمسلمين..


جاء الإمام "البنا" إلى هذه الدنيا، وقد انطلق الباطل، وأصبح له صولة وجولة، حتى وجُد من يدعو جهارًا نهارًا للإلحاد في مصر بلد الأزهر.. حتى وجُد من يمشي في الطرقات، ويبشر بغير هذا الإسلام، فكان الإمام "البنا" هو الرد العملي بإخوانه وبجماعته، وبالراية التي رفعها، وبتذكير المسلمين.. كان سببًا في هذه الصحوة، سببًا في هذه اليقظة الإسلامية، التي راحت تعد الأبناء على الجهاد في سبيل الله.


ولقد برَّ الإخوان في موقفهم من قضية فلسطين، وقد سافر الشباب في أعمار الزهور يواجه اليهود، ويواجه الصهيونية، ويقف أمامها، ويكيل لها الصاع صاعين ويردها.. وما زال اليهود إلى اليوم يكرهون أن يقابلوا الإخوان، أو أن يلاقوا الإخوان في أي ميدان، ويقول بعضهم: نحن على استعداد للقاء جيوش المسلمين جميعًا! ولكن لسنا على استعداد لملاقاة الإخوان المسلمين. وحين أُسر حاكم غزة في الفترة الأخيرة قبل 1967م.. حين أُسر سألوه: هل يوجد عندكم إخوان؟ قال: لا، وأخذوا يؤكدون هذا المعنى، ثم سألهم: لماذا.. لماذا تسألون؟! قالوا لهم: لن ننسى.. لن ننسى أبدًا الضابط الإخواني، الذي وقف أمامنا في ممر (متلا) يردنا، ولم نستطع أن نقترب منه، إلا بعد أن توفي على مدفعه.


الإخوان المسلمون وقضية فلسطين، الإخوان المسلمون وقضايا العالم الإسلامي والعربي كله، هي ديدنهم، وهي حياتهم، وهم الذين نذروا أنفسهم على تحرير المسلمين وإخراجهم من الظلمات إلى النور بإذن ربهم.. الإخوان المسلمين سيظلون يعملون وسيعلون جاهدين حتى يرث الله الأرض ومن عليها.


فالإمام "البنا" بدمه الذكي الطاهر، وبشهادته، أو باستشهاده في أكبر شوارع القاهرة- بلد الأزهر- جهارًا نهارًا، تُطفأ الأنوار، وتحاك المؤامرة، وتستيقظ الخسة في أحط معانيها، وأقذر معانيها؛ لتقتل إمامًا أعزلَ، جردوه من سلاحه، جردوه من أتباعه، جردوه من أبنائه، أبعدوا عنه كل من يدافع عنه، أما هو فالشجاعة التي تطلب الشهادة وكان يطلبها؛ كعمر بن الخطاب- رضي الله عنه- حين كان يقول في سجوده: "اللهم ارزقني الشهادة في سبيلك، واجعل مثواي ببلد رسولك- صلى الله عليه وسلم"، فرزقه الله الشهادة، ورزقه أن يدفن بجوار النبي- صلى الله عليه وسلم- كان الإمام "البنا" من هذا النوع المبارك الكريم؛ إمامًا أعزل، ليس معه إلا الله، يخرج في الليل ليدافع عن هذه الدعوة، وليدافع عن أبنائه المظلومين، الذين يُساقون إلى السجون والمعتقلات؛ إرضاءً للاستعمار.. يدافع عنهم؛ فكان مصيره أن يقتل أمام دار (الشبان المسلمين)، وقد كانت الإصابات ممكنة- كما يقولون- أن يعالج منها، فإنه نزل من السيارة وأخذ رقم السيارة التي أُطلقت منها الرصاصات، لكنها أُخذت منه، وذهب إلى القصر العيني، وهناك أصر "فاروق" وعملاؤه، أصر "فاروق" وأزياله وعملاؤه على أن يُتخلص منه، وعلى أن يُنتهى منه، ويقال: إن "فاروق" ذهب إلى القصر العيني، وظل هناك حتى طمأنوه بأن خصمه العنيد قد انتهى، وأسلم الروح.


وخرجت جثة الإمام "البنا" إلى البيت، وأُخذت تعهدات على الرجل، على أبيه ألا يستقبل معزين، وألا يسير أحد في الجنازة، وهناك في مسجد قريب من البيت صُلِّيَ عليه، ثم حُمل على أكتاف بناته وأبيه الشيخ الكبير إلى مستقره، وإلى قبره، الذي هو روضة من رياض الجنة إن شاء الله.


أما "فاروق" الذي فعل هذا قد قتله "عبد الناصر" بالسم في إيطاليا، ثم تظاهر- كعادته- بعد ذلك بأنه رجل وطني، وأمر بعودته إلى القاهرة، ودفنه هناك، وفي نفس المسجد الذي صُلِّي فيه على الإمام "البنا"، صُلِّي فيه على "فاروق" الخاسر الملعون، وخرج ولم يشيعه أحد إلى قبره الذي هو حفرة من حفر النار- نحسبه كذلك عند الله- مقام القتلة، مقام المجرمين.. أمَّا مقام الإمام "البنا" فهو مقام الصالحين الأولياء، الذين قال فيهم رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: "إن أكرم أوليائي عندي لمؤمن خفيف الحال- خفيف من التبعات، خفيف من الأولاد وألوان المعيشات والحياة، متخفف من هذه الدنيا- مؤمن خفيف- ذو حظ من صلاة، أحسن عبادة ربه وأطاعه في السر، وكان غامضًا في الناس، لا يشار إليه بالبنان، وكان رزقه كفافًا، فصبر على ذلك.. ثم نقر- صلى الله عليه وسلم- بيده وقال: عجلت منيته، قل تراثه، قلت بواكيه"، والإمام "البنا" ينطبق عليه هذا الحديث الصحيح؛ عجلت منيته، توفي وهو يزيد عن الأربعين قليلاً بعد أن ملأ الدنيا خيرًا وفهمًا صحيحًا للإسلام، وتربيةً للجنوده الذين يحملوه، قل تراثه، قلت بواكيه؛ لم يستطع أحد أن يبكي عليه، ولا حتى أن يلبس بدلة سوداء في هذا اليوم، كان يقبض عليه، وكان يذهب إلى السجن؛ لأنه حزين على الإمام "البنا".. "قل تراثه، قلت بواكيه"، لم يترك شيئًا، لم يوجد في جيبه ولا في بيته أكثر من جنيه وبضعة قروش، هؤلاء هم الأبرار، هؤلاء هم حملة الدعوات، هؤلاء هم الأطهار، هؤلاء هم الرجال الذين قال الله فيهم: ﴿رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً﴾ (الأحزاب : 33).


الإمام "البنا" أعجوبة هذا الزمن، ورائد من رواد الخير والحرية والفضل.. عاش للإسلام، واستشهد في سبيل الإسلام، رافعًا لرايته، رافعًا لهذا الحق، مربيًا لهذه الأجيال التي بفضل الله- عز وجل- انتشرت في كل أرجاء العالم؛ فلا تذهب إلى أي مكان إلا وتجد الإخوان، السمت الطيب، والفهم الصحيح، والخير الكثير.


يقول الحق تبارك وتعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ* وَجَاهِدُوا فِي اللهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللهِ هُوَ مَوْلاَكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ﴾ (الحج : 77-78).


هذا هو الطريق، وهذا هو السبيل، وهذا هو حال من سلكوه بصدق وإخلاص؛ أن يتقبلهم الله، وأن يرفع في درجاتهم هناك في مقعد صدق عند مليك مقتدر.. رضي الله عنه وأرضاه، وجزاه عنا خير الجزاء، وتقبله في الصالحين، ورفع في درجاته إلى الفردوس الأعلى، إنه سميع مجيب، وأقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم،

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فداء
فريق الإدارة
فريق الإدارة
فداء


التكاليف مدير المنتدى
الأوسمة لا شيء
انثى

الولاية الولاية : 29- معسكر
عدد المساهمات : 1475
نقاط : 116396
السٌّمعَة : 16
تاريخ التسجيل : 17/09/2010
الموقع : دعوتنا حياتنا

المؤسس والمجدد الامام الشهيد حسن البنا Empty
مُساهمةموضوع: رد: المؤسس والمجدد الامام الشهيد حسن البنا   المؤسس والمجدد الامام الشهيد حسن البنا Emptyالجمعة 18 مارس 2011 - 19:10

الإمام البنا والمشروع الإسلامي


منذ 61 عامًا امتدت رصاصات الغدر لتنال من المشروع الإسلامي الذي قدَّمه الإمام البنا للأمة ، فمات الإمام وبقي المشروع الإسلامي ، وما زال يحمله رجال هذه الدعوة المباركة ، ويورثونه للأجيال التي تنبؤ بمستقبل مشرق لأمتنا الإسلامية .

...
لقد استطاع الإمام البنا في صراحةٍ ووضوحٍ ، بلا لبسٍ أو غبار، أن يُقدِّم للأمةِ مشروعها العصري : منهجًا ونهضةً ودعوةً وتربيةً ومقاومةً وتحريرًا للأوطان ، حتى بات السؤال الدائر اليوم : هل المشروع الذي قدَّمه الإمام البنا صالح اليوم في صدِّ الهجمة الأمريكية والصهيونية ؟ وللإجابة يجب علينا أن نستعرض ملامح هذا المشروع كما قدَّمه البنا ويقدمه اليوم رجال هذه الدعوة .



أولاً: المنهج

فقد قدَّمه الإمام بينما التصارع قائمٌ بين المنهجين الإصلاحي والتغييري؛ وذلك باختياره للإسلام الذي يدعو إلى التغيير المرحلي والقائم على المبادرات الإصلاحية العملية ، وبذلك جمع الإمام البنا بين المنهجين الإصلاحي والتغييري، فسار بخطواتٍ واضحةٍ ، خاصةً مع الملفات الشائكة مثل التعامل مع الأقباط ، والتعامل مع النظام ، والتعامل مع الوحدة الإسلامية .

وكذلك كان صريحًا في اختياره للوسائل ، فرفض الثورة ، ووضع شروطًاً لاستعمال القوة ، واعتمد النضال الدستوري السلمي في التغيير والإصلاح .

ولذلك جاءت خلاصة ما قدَّمه البنا من المنهج ممثلة في التالي :

- الإسلام منهج تغييري يشمل كل جوانب الحياة.

- كل خطى الإصلاح المؤدية للتغيير معتمدة شريطة موافقة الشرع.

- منهج البنا موافق للإسلام ومنهج الرسول صلى الله عليه وسلم.

ووفق هذا المنهج :

فالساحة الإسلامية ليست بديلاً عن الأمة الإسلامية ، والدولة المدنية ليست بديلاً عن دولة الإسلام ، والمطالبة بالحرية والعدالة والمساواة ليست بديلاً عن شرع الله ، والجماعات الإسلامية ليست بديلاً عن الدولة الإسلامية ، والديمقراطية ليست بديلاً عن الشورى .


ثانيًا: في مجال الدعوة وإصلاح الأمة

انطلقت من خلال قواعد ثابتة لدى الإمام وهي : إيمانه بالتغيير وأخذه بالإعداد والتدريب ، وانتهاجه للتخطيط والمرحلية ، واعتماده للنهج الجماهيري واستيعابه للجميع .

ومن ثَمَّ أوجب ذلك على الإخوان عدة واجبات منها :

الانطلاق الذاتي , والعمل الاجتماعي , والولاء لله , والدعوة إلى رأي عام يساند الإصلاح الشامل , وانتقاء الصالحين المؤهلين لحمل الأعباء , برغبتهم الكاملة واختيارهم الحر.


ثالثًا : في مجال التربية ونهضة الأمة

لم يكن ما قدَّمه الإمام البنا هو تربية أفراد الإخوان فقط ، أو تربية المجتمع ليكون أفراده من الإخوان المسلمين ، بل ما قدَّمه هو تربية الأمة ونهضتها.

ومن ثَمَّ غرس في الأمةِ معاني جديدة هي لُبُّ الإسلام مثل :

- المسئولية والغيرة على الإسلام والمسلمين ، والعمل المتواصل والفناء في خدمةِ الآخرين ، والدعوة لوحدة الأمة ، والاستقامة بالتوازن والاعتدال والوسطية , بعيدًا عن التعصب والتطرف والعنف . ومبينًا أن هذه المعاني لا تتحقق إلا :

- بصفاء النفوس والبذل والعطاء والإيمان العميق والتكوين الدقيق ؛ ولذلك لم يكن التنظيم سوى وسيلة لتطبيق هذه المعاني وليس هدفًا في حد ذاته ، فقد أطلق الإمام عليها دقة التنظيم وليس سرية التنظيم ، فشتان بين الاثنين فكرًا وسلوكًا.


رابعًا: صفات الشخصية التي أرادها لحامل هذا المشروع

فقد أوضحها الإمام من خلال تطور شخصيته هو من : التأثر بالصوفية ثم السلفية ثم الأزهر، حتى أصبح قائدًا دعويًّا ، ثم قائدًا شعبيًّا ، ومن ثَمَّ كان الطريق طبيعيًّا إلى زعامةٍ سياسية ، سرعان ما اختارته الأمة زعيمًا لها يقودها في أخطر قضاياها - القضية الفلسطينية - ، والتي استشهد الإمام من أجلها. ومن خلال ذلك وضع الإمام صفات هذه الشخصية المؤهلة لحمل المشروع الإسلامي ، في ست سمات ترجمها الإمام البنا بسيرته وسلوكه وعمله ، حتى بات يعرف بها وهي : العالمية والميدانية والجهاد والتغيير والجماهيرية والأمل.


خامسًا : وضع وتقديم أول مشروع للمقاومة

حيث كان الإمام أول مَن وضع للأمة مشروعًا للمقاومة وتحرير الأوطان ، فحول الفكر الإسلامي إلى حركة فاعلة ، وحول مفهوم الجهاد من الاعتقاد إلى الممارسة ، ثم وضع هذه الأفكار في إطار عملي تنفيذي متجدد ومتطور.

وكانت الأسس التي اعتمدها الأمام في مشروع المقاومة أربعة أسس:

الأول : استنهاض الأمة

الثاني : تحديد المقاومة كفكر

الثالث : غرس المفاهيم الجهادية

الرابع : بيان الدور العملي للأفراد والمجتمع

وقد استطاع الإمام البنا قبل الدعوة لتحرير الأوطان من صورِ الاحتلال المختلفة , أن يغرس فكر المقاومة قبل المقاومة العملية ، ومن ثَمَّ كان هذا التنافس الغير مسبوق بين أفراد المجتمع ، للانضمام في صفوف المقاومة , سواء كان في حرب القنال ضد الإنجليز، أو حرب فلسطين 48 ضد الصهاينة.

فقدَّم مشروع المقاومة الذي أراه اليوم الضامن الوحيد ، لمقاومة المحتل في أفغانستان والعراق وفلسطين، والذي يقوم على عشر خطوات :

أولاً : معركة مفاهيم والتي أجملها في أركان البيعة العشرة

ثانيًا : رؤية شاملة في إطار ما قدمه من الأصول العشرين

ثالثًا : مواجهة فكرية وعلمية وواقعية للشبهات والتحديات

رابعًا : الوعي بالمؤامرات المستترة وغرس الإرادة القوية

خامسًا : الحركة بهذا المفهوم والعمل على نشره في الأمة

سادسًا : بناء روح المقاومة وحب التضحية والعمل المتواصل

سابعًا : اعتماد لغة خطاب جديدة تدفع إلى الهمة والحركة

ثامنًا : بعث الأمل وغرس بشريات النصر والثقة في الله

تاسعًا : اعتماد المقاومة الشاملة بكل أشكالها وأنواعها

عاشرًا : الحرية أولاً بمعنى التحرر من كل سلطان أجنبي سياسي واجتماعي وثقافي واقتصادي

وشهد شاهد من أهلها لقد جاءت شهادة باحثة ألمانية في محاضرةٍ لها بالجامعة الأمريكية بالقاهرة , تأكيدًا لدور الإمام البنا في تقديم المشروع الإسلامي للأمة ؛ حيث تقول : إن الإخوان المسلمين يمثلون قوةً سياسيةً واجتماعيةً مهمةً في المنطقة العربية ، وتقول : حسن البنا هو مؤسس أول حركة اجتماعية عربية حديثة ، وأكدت أن جماعة الإخوان ومؤسسها لها تأثيرات حاسمة على الخطاب الإسلامي وعلى التطورات الاجتماعية والثقافية والأيديولوجية في العالم الإسلامي أجمع .

إن هذا المشروع هو بعينه السبب الرئيس في قوة وثبات حماس اليوم حركةً وحكومةً ، وأزعم أن هذا المشروع هو ما تسبب في الأزمة الدماغية التي أصابت شارون ، وهي كذلك سر التحديات التي تواجه اليوم حماس من غزو وحصار وجدران ، وأعظم هذه التحديات خوف الأنظمة من تصدير هذا النموذج العملي الواقعي إلى شعوبها الملتهبة , والتي تقترب من الخط الأحمر , الذي وضعته الأنظمة ، بسبب هشاشتها وتآكلها وشيخوختها ، أو بالأحرى انتهاء صلاحيتها !.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فداء
فريق الإدارة
فريق الإدارة
فداء


التكاليف مدير المنتدى
الأوسمة لا شيء
انثى

الولاية الولاية : 29- معسكر
عدد المساهمات : 1475
نقاط : 116396
السٌّمعَة : 16
تاريخ التسجيل : 17/09/2010
الموقع : دعوتنا حياتنا

المؤسس والمجدد الامام الشهيد حسن البنا Empty
مُساهمةموضوع: رد: المؤسس والمجدد الامام الشهيد حسن البنا   المؤسس والمجدد الامام الشهيد حسن البنا Emptyالجمعة 18 مارس 2011 - 19:23

الإمام البنا وأدب الخلاف وفقه الاختلاف



يعد الإمام البنا رحمه الله عليه من رجال الفكر والإصلاح القلائل الذين أشاعوا ثقافة الأخوة والوفاق وفقه الاختلاف وأدبه، فقد أدرك رحمه الله ضرورة اجتماع الكلمة بين الجماعات الدينية، وحرص على توحيد صف العاملين للإسلام في مرحلة أصيب الناس فيها بالفرقة والاختلاف في شتى المجالات، وفي سائر أوطان العرب وال...إسلام، إن كان ذلك في المجال السياسي، لاسيما بعد سقوط الخلافة وتعدد الرايات التي ارتفعت بعدها، أو في المجال الفكري حيث ظهرت حركت " التغريب " التي تدعو لإتباع الحضارة الغربية في خيرها وشرها وحلوها ومرها، أو في المجال الديني حيث برزت عدة تيارات وجبهات دينية: مثل جبهة الأزهر، وجبهة الصوفية، وجبهة الجماعات الإسلامية المنقسمة فيما بينها كذالك: الجمعية الشرعية وجمعية أنصار السنة وجمعية الشبان المسلمين وشباب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وغيرها. ".


ومنذ بدأ الإمام البنا دعوته في الإسماعيلية، وجد الخلاف مستعراً بين الجماعات الدينية، وخصوصاً بين معسكر السلفيين ومسكر الصوفيين، وقد انتقل هذا الخلاف إلى المساجد، وانقسم معه المصلون إلى فريقين، يجرح بعضهم بعضا، ولا يقبل الصلاة خلفه، وتراشقوا التهم إلى حد التكفير، مما جعل الشهيد البنا يدع المساجد بخلافاتها الحادة، ويولي وجهه شطر التجمعات الأخرى، البريئة من هذه العقد، وإن كان ينقصها الالتزام الديني، وذلك في الأندية والمقاهي ونحوها.


لقد كان الإمام حكيماً غاية الحكمة في معالجة أمور الخلاف فكرية أو دينية. فهو لا يرفض كل ما يقوله أصحاب الأفكار الوضعية من قومية ووطنية، بل يقسمها ويصنفها، ثم يقبل منها ويرفض على أساس معياري قويم مستمد من الإسلام نفسه ". [انظر: الصحوة الإسلامية بين الاختلاف المشروع والتفرق المذموم – القرضاوي ص 155].


وقد بين رحمه الله هذا كله في رسالة " دعوتنا " حيث يقول: " اعلم – فقهك الله – أولاً: أن دعوة الإخوان المسلمين دعوة عامة لا تنتسب إلى طائفة خاصة ولا تنحاز إلى رأي عرف عند الناس بلون خاص ومستلزمات وتوابع خاصة، وهي تتوجه إلى صميم الدين ولبه، وتود أن تتوحد وجهة الأنظار والهمم حتى يكون العمل أجدى والإنتاج أعظم وأكبر، فدعوة الإخوان دعوة بيضاء نقية غير ملونة بلون، وهي مع الحق أينما كان، تحب الإجماع، وتكره الشذوذ وإن أعظم ما مُنى به المسلمون الفرقة والخلاف، وأساس ما انتصروا به الحب والوحدة. ولن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها، هذه قاعدة أساسية وهدف معلوم لكل أخ مسلم، وعقيدة راسخة في نفوسنا، نصدر عنها وندعو إليها " .


وهو رحمه الله يلتمس العذر للمخالفين " ونرى أن هذا الخلاف لا يكون أبداً حائلاً دون ارتباط القلوب وتبادل الحب والتعاون على الخير، وأن يشملنا وإياهم معنى الإسلام السابغ بأفضل حدوده وأوسع مشتملاته، ألسنا مسلمين وهم كذلك ؟ وألسنا نحب أن ننزل على حكم اطمئنان نفوسنا وهم يحبون ذلك ؟ وألسنا نحب لإخواننا ما نحب لأنفسنا ؟ ففيم الخلاف إذن ولماذا يكون رأينا مجالاً للنظر عندهم كرأيهم عندنا ؟ ولماذا لا نتفاهم في جو الصفاء والحب إذا كان هناك ما يدعو للتفاهم " [انظر: الرسائل ص 127-128].


وهكذا فالإمام البنا يقوم فكره على الإخلاص لكل الهيئات والتقريب بينها والتعاون معها بكل الوسائل حيث يعتبر الحب بين المسلمين هو أصلح أساس لإيقاظهم، وكان رحمه الله يردد دائماً " سنقاتل الناس بالحب " ولا غرو في ذلك إذ رأيناه ينتسب لجمعية الشبان المسلمين ويلقي المحاضرات لأعضائها.


وقد أراد رحمه الله لجماعته ومدرسته الدعوية أن تكون القاسم المشترك بين المسلمين، وأن تكون الإطار الذي يضم عامة المسلمين، لذلك وضع رحمه الله كل الأسس النظرية والعملية لذلك بحيث إن الناظر لا يستطيع أن يوجد صيغة أكمل من هذه الصيغة للقاء إسلامي صاف. ولهذا الغرض وضع رحمه الله " الأصول العشرين " في الفهم كقاسم مشترك يمكن أن يلتقي عليه المسلمون من ناحية الفهم للإسلام. " ومن قرأ هذه الأصول وتدبرها حق التدبر، وكان له اطلاع على مصادر العلم والمعرفة الإسلامية أيقن أنها تمثل خلاصة مركًّزة لقراءات طويلة، ودراسات عميقة في علوم القرآن والسنة، والأصوليين: أصول الفقه وأصول الدين، والفقه والتصوف، مع عقلية هاضمة مستوعبة، قادرة على التأصيل والترجيح ". [القرضاوي – شمول الإسلام ص 9].


وقد خاطب رحمه الله بهذه الأصول صنفين من الناس: الأول: الإخوان العاملين أو المجاهدين من " جماعة الإخوان المسلمين " حيث ضمت الجماعة في صفوفها ألواناً مختلفة من الناس، منهم السلفي، ومنهم الصوفي، ومنهم المذهبي، ومنهم اللامذهبي … أما الصنف الثاني: الذين خاطبتهم هذه الأصول فيتمثل في الجماعات والفئات الدينية المختلفة العاملة على الساحة المصرية آنذاك والتي كان يحكم العلاقة بينها منطق التجريح والتفسيق والتكفير فكانت الأصول العشرين مساهمة منه رحمه الله في توحيد الجبهة الداخلية الإسلامية، جبهة الداعين إلى الإسلام، والرافعين لشعاراته المتنوعة والعمل على تضيق دائرة الخلافات الدينية والفكرية بينهم وجمعهم على الحد الأدنى من الأصول والمفاهيم التي توحِّد ولا تفرق وتقرب ولا تباعد، وحين أنشئ اتحاد للجماعات الإسلامية في مصر أو أريد إنشاؤه تقدم الشهيد البنا بهذه الأصول المركًّزة لتكون محوراً تلتقي عليه هذه الجماعات المختلفة.


وهكذا فإن هذه الأصول التي صيغت بحكمة واعتدال يمكن أن تكون قاسماً مشتركاً يلتقي عليه العقلاء من أتباع هذه المدارس وذلك إذا توافر القدر الضروري من الفهم والإخلاص والتسامح والحب.


ومما لاشك فيه أن الأمة في هذه الأيام أحوج من أي وقت مضى لوحدة الكلمة، فالوحدة والإخاء والتناصر بين المسلمين إنما يكون عندما يشكل المسلمون جسداً واحداً. لذا فإن على أبناء مدرسة الإمام البنا أن يتفاعلوا مع هذه الثقافة بصورة أكبر وأن يمارسوها تطبيقاً عملياً في الواقع وذلك من خلال الانفتاح على الآخرين والخروج من دائرة الحزبية الضيقة إلى عالم الدعوة ونشر الحب والرحمة بين الناس، كل الناس، وتأييد ونصرة أي جهد إسلامي مهما كان صاحبه مادام يريد أن يخدم قضية الإسلام وأهله. وهذا كله يحتاج إلى الإخلاص والتجرد والتعالي على الأهواء والأغراض الشخصية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فداء
فريق الإدارة
فريق الإدارة
فداء


التكاليف مدير المنتدى
الأوسمة لا شيء
انثى

الولاية الولاية : 29- معسكر
عدد المساهمات : 1475
نقاط : 116396
السٌّمعَة : 16
تاريخ التسجيل : 17/09/2010
الموقع : دعوتنا حياتنا

المؤسس والمجدد الامام الشهيد حسن البنا Empty
مُساهمةموضوع: رد: المؤسس والمجدد الامام الشهيد حسن البنا   المؤسس والمجدد الامام الشهيد حسن البنا Emptyالجمعة 18 مارس 2011 - 19:31

رؤى حول الجانب الفكرى للإمام البنا

تحت عنوان "التجديد في المشروع الحضاري للإمام البنا"، عرض المفكر الإسلامي الكبير الدكتور محمد عمارة فكر التجديد عند الإمام البنا؛ حيث طاف حول امتداد منهج وفكر الإمام البنا للمشروع الحضاري الذي بدأه الإمام محمد عبده وجمال الدين الأفغاني، غير أن الإمام البنا تميَّز عنهم بجانب التطبيق والعمل، وبالرغم من أ...نه جاء وسط ظروفٍ صعبة كانت تحياها الأمة؛ فقد كانت تعيش في ظل الاحتلال الأوروبي والذي فرَّقها شيعًا يضرب بعضهم رقابَ بعض، في ظل ذلك استطاع أن يُخرج جيلاً ربانيًّا من وسط هذا الركام الكبير عُرف معنى الشمولية في الإسلام.

وتناول معالم التجديد لدى الإمام البنا في مشروعه الحضاري، فحدَّد عدة معالم؛ منها:

1- التميُّز عن المؤسسات الدينية التقليدية؛ حيث لم يقف عند المتون والحواشي والعقل وفقط، بل كان الدين شموليًّا.

2- الجمع بين النظر العقلي والنظر الشرعي.

3- مرونة الشريعة، والانفتاح على الحكمة الإنسانية.

4- إسلامية النظام النيابي الدستوري.

5- رفض التغريب، ونقد الحضارة المادية الغربية.

6- تكافل دوائر الانتماء الوطني والقومي والإسلامي والإنساني.

7- سنة التدريج في الإصلاح.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فداء
فريق الإدارة
فريق الإدارة
فداء


التكاليف مدير المنتدى
الأوسمة لا شيء
انثى

الولاية الولاية : 29- معسكر
عدد المساهمات : 1475
نقاط : 116396
السٌّمعَة : 16
تاريخ التسجيل : 17/09/2010
الموقع : دعوتنا حياتنا

المؤسس والمجدد الامام الشهيد حسن البنا Empty
مُساهمةموضوع: رد: المؤسس والمجدد الامام الشهيد حسن البنا   المؤسس والمجدد الامام الشهيد حسن البنا Emptyالجمعة 18 مارس 2011 - 19:34

البنا والتربية السياسيه ...

كتب الدكتور يوسف القرضاوي تحت عنوان "التربية السياسية عند الإمام البنا"؛ وضَّح فيه جوانب هذه التربية، مثل:

1- الربط بين الإسلام والسياسة.
...
2- إيقاظ الوعي بوجوب تحرير الوطن الإسلامي.

3- إيقاظ الوعي بوجوب إقامة الحكم الإسلامي.

4- إقامة الأمة المسلمة.

5- إيقاظ الوعي بوجوب الوحدة الإسلامية.

6- الترحيب بالنظام الدستوري.

7- حماية الأقليات والأجانب.


وكان من ثمرات هذه التربية:

(أ) مطاردة عوامل اليأس والإحباط في الأمة خلال المحن والشدائد.

(ب) إرشاد المجتمع بنشر دعوة الخير ومحاربة الرذائل والمنكرات.

(ج) تحرير الوطن من الاستعمار الأجنبي.


ثم وضح منهج الإمام البنا في عملية التغيير, وأنه لا يعتمد أسلوبَ الانقلاب العسكري للوصول إلى الحكم، ولا يلجأ لفرض المشروع الإسلامي بقوة الحديد والنار؛ لأن ذلك يؤدى بالساحة الإسلامية إلى فتن عمياء.

كما أنه لا يعتمد أسلوب الثورة الشعبية التي تجر إلى حروب أهلية وصراعات داخلية, وفي ذات الوقت لا يكفي بالوعظ والإرشاد دونما تفكير ببلوغ الحكم.

ولقد اعتمدت منهجية البنا القاعدةَ الربانية في التغيير، والتي تحقق البعد الحقيقي والمضمون الجوهري للرسالة الإسلامية, ومن ثم حرص الإمام البنا على إنضاج الخطوات وعدم الاستعجال، وأن السلطة وسيلة لإقامة شرع الله، وليست غايةً بذاتها أو بديلاً عن شرع الله.

ثمَّ تحدَّث عن مقومات رجل التغيير لدى الإمام البنا فقال: هذه المقومات تتمثل في:

1- امتلاك روح المبادرة والإقدام في الفكر والعمل.

2- الحزم وعدم التردد.

3- حسن التخاطب والاتصال مع الآخرين.

4- القدرة على الإقناع.

5- سرعة البديهة والتصرف بحكمة.

6- المرونة الفكرية وسط الأفق.


وعن مبادئ التغيير لدى الإمام البنا، فوضَّح ذلك على النحو التالي:

1- الأخذ بمبدأ التخطيط في العمل.

2- التدرُّج في تغيير الواقع.

3- تقدير دور المرأة وإشراكها في التغيير.

4- التزام أسلوب الحوار والتشاور مع الآخرين.

5- التجديد والتطوير في البرامج والوسائل.


ولقد حدد الإمام البنا مراحل التغيير بثلاث:

1- مرحلة التعريف.

2- مرحلة التكوين.

3- مرحلة التنفيذ والعمل والإنتاج.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فداء
فريق الإدارة
فريق الإدارة
فداء


التكاليف مدير المنتدى
الأوسمة لا شيء
انثى

الولاية الولاية : 29- معسكر
عدد المساهمات : 1475
نقاط : 116396
السٌّمعَة : 16
تاريخ التسجيل : 17/09/2010
الموقع : دعوتنا حياتنا

المؤسس والمجدد الامام الشهيد حسن البنا Empty
مُساهمةموضوع: رد: المؤسس والمجدد الامام الشهيد حسن البنا   المؤسس والمجدد الامام الشهيد حسن البنا Emptyالجمعة 18 مارس 2011 - 19:52

الإمام البنا والفكر الاقتصادي

حول الجانب الاقتصادي عند الإمام البنا، لخص الدكتور عبد الحميد الغزالي يوضِّح كيف اعتنى الإمام البنا بتجريد الاقتصاد من التبعية؟، ونادى بذلك بل قام بإنشاء الشركات الاقتصادية، كشركة المعاملات الإسلامية, والمحاجر والمناجم والمستوصفات والمدارس.

كما تحدَّث عن النظام الاقتصادي لدى الإمام البنا فقال:
...
1- المال الصالح.

2- العمل على كل قادر.

3- الكشف عن الثروات الطبيعية والاستفادة منها.

4- تحريم الكسب الخبيث.

5- التقريب بين الطبقات.

6- الضمان الاجتماعي واحترام الملكيات.

7- مسئولية وحظر استغلال النفوذ.

كما طالب البنا باستقلال النقد وإلغاء الربا، وتنظيم الضرائب وترصيد الشركات.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فداء
فريق الإدارة
فريق الإدارة
فداء


التكاليف مدير المنتدى
الأوسمة لا شيء
انثى

الولاية الولاية : 29- معسكر
عدد المساهمات : 1475
نقاط : 116396
السٌّمعَة : 16
تاريخ التسجيل : 17/09/2010
الموقع : دعوتنا حياتنا

المؤسس والمجدد الامام الشهيد حسن البنا Empty
مُساهمةموضوع: رد: المؤسس والمجدد الامام الشهيد حسن البنا   المؤسس والمجدد الامام الشهيد حسن البنا Emptyالجمعة 18 مارس 2011 - 20:28

الإمام "البنا" أعجوبة زمننا ورائد الخير والحرية

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن دعا بدعوته واهتدى بهديه وسار على سنته إلى يوم الدين، أما بعد:


...إن هذا الرجل عاش للإسلام، ولجمع هذه الأمة، ولتوحيد شتاتها، ولبنائها من جديد على هذا الدين.. عاش طول حياته مذكِّرًا بالله، داعيًا إلى الله، مربيًا ناصحًا، وكان يقول: "نقاتل الناس بالحب"، "نقاتل الناس بالحب".


دخل عليه مرة أحد زملائه في (دار العلوم)، وقال له: يا "حسن"، أنا أكرهك! فقال: إني أحبك، قال: والله العظيم، أنا أكرهك! فقال: والله العظيم، أنا أحبك كثيرًا! قال: هذا ما يزيدني كراهية لك! قال: وهذا ما يزيدني حبًّا لك! فانصرف الرجل، وقد أبطل حجته، أما الأمر الذي جاء يقول للإمام عنه هذه الكلمات النابية، فهي أن شباب الإخوان من الجوالة كانوا يلبسون الشورط إلى الركبة، فساءه هذا الأمر وكأنه أمر خطير، وجاء يقول للإمام هذه الألفاظ التي لا تليق، ورد عليه بهذه الصورة التي لم نرَ مثيلاً لها في الدعاة إلا في سيد الخلق- صلى الله عليه وسلم- ومن جاء من بعده من الغُرِّ الميامين.


الإمام "البنا" شهيد فلسطين، شهيد قضية فلسطين، شهيد قضية الإسلام الكبرى (فلسطين)، التي ضيعها العرب بتخاذلهم، وتقصيرهم، وقعودهم، واختلافاتهم؛ فجاء هو ليقيم الرجال الذين يجاهدون في سبيل الله، ولا يخافون لومة لائم.. وقف لليهود بالمرصاد، يُعرِّف الناس بتاريخهم، ويذكر الناس بخطرهم، ويجمِّع الناس، يجمع المسلمين للوقوف أمامهم وصدهم عما يفعلون.


الإمام "البنا" حين أحس اليهود.. حين أحست الصليبية.. حين أحست الصهيونية.. حين أحس الغرب بخطره، وأنه يجاهد في سبيل الله، هو ومَن وراءه، اجتمع سفراء الدول في (فايد) أمريكا وفرنسا وبريطانيا، وطلبوا من الحكومة المصرية حل جماعة (الإخوان المسلمين)، والتصرف مع ذلك الرجل الذي أصبح خطرًا يهددهم، ويأتي على كل الانحرافات التي بثوها في هذه الأوطان من تفرقة ومن أشياء لا تليق بالمؤمنين ولا بالمسلمين..


جاء الإمام "البنا" إلى هذه الدنيا، وقد انطلق الباطل، وأصبح له صولة وجولة، حتى وجُد من يدعو جهارًا نهارًا للإلحاد في مصر بلد الأزهر.. حتى وجُد من يمشي في الطرقات، ويبشر بغير هذا الإسلام، فكان الإمام "البنا" هو الرد العملي بإخوانه وبجماعته، وبالراية التي رفعها، وبتذكير المسلمين.. كان سببًا في هذه الصحوة، سببًا في هذه اليقظة الإسلامية، التي راحت تعد الأبناء على الجهاد في سبيل الله.


ولقد برَّ الإخوان في موقفهم من قضية فلسطين، وقد سافر الشباب في أعمار الزهور يواجه اليهود، ويواجه الصهيونية، ويقف أمامها، ويكيل لها الصاع صاعين ويردها.. وما زال اليهود إلى اليوم يكرهون أن يقابلوا الإخوان، أو أن يلاقوا الإخوان في أي ميدان، ويقول بعضهم: نحن على استعداد للقاء جيوش المسلمين جميعًا! ولكن لسنا على استعداد لملاقاة الإخوان المسلمين. وحين أُسر حاكم غزة في الفترة الأخيرة قبل 1967م.. حين أُسر سألوه: هل يوجد عندكم إخوان؟ قال: لا، وأخذوا يؤكدون هذا المعنى، ثم سألهم: لماذا.. لماذا تسألون؟! قالوا لهم: لن ننسى.. لن ننسى أبدًا الضابط الإخواني، الذي وقف أمامنا في ممر (متلا) يردنا، ولم نستطع أن نقترب منه، إلا بعد أن توفي على مدفعه.


الإخوان المسلمون وقضية فلسطين، الإخوان المسلمون وقضايا العالم الإسلامي والعربي كله، هي ديدنهم، وهي حياتهم، وهم الذين نذروا أنفسهم على تحرير المسلمين وإخراجهم من الظلمات إلى النور بإذن ربهم.. الإخوان المسلمين سيظلون يعملون وسيعلون جاهدين حتى يرث الله الأرض ومن عليها.


فالإمام "البنا" بدمه الذكي الطاهر، وبشهادته، أو باستشهاده في أكبر شوارع القاهرة- بلد الأزهر- جهارًا نهارًا، تُطفأ الأنوار، وتحاك المؤامرة، وتستيقظ الخسة في أحط معانيها، وأقذر معانيها؛ لتقتل إمامًا أعزلَ، جردوه من سلاحه، جردوه من أتباعه، جردوه من أبنائه، أبعدوا عنه كل من يدافع عنه، أما هو فالشجاعة التي تطلب الشهادة وكان يطلبها؛ كعمر بن الخطاب- رضي الله عنه- حين كان يقول في سجوده: "اللهم ارزقني الشهادة في سبيلك، واجعل مثواي ببلد رسولك- صلى الله عليه وسلم"، فرزقه الله الشهادة، ورزقه أن يدفن بجوار النبي- صلى الله عليه وسلم- كان الإمام "البنا" من هذا النوع المبارك الكريم؛ إمامًا أعزل، ليس معه إلا الله، يخرج في الليل ليدافع عن هذه الدعوة، وليدافع عن أبنائه المظلومين، الذين يُساقون إلى السجون والمعتقلات؛ إرضاءً للاستعمار.. يدافع عنهم؛ فكان مصيره أن يقتل أمام دار (الشبان المسلمين)، وقد كانت الإصابات ممكنة- كما يقولون- أن يعالج منها، فإنه نزل من السيارة وأخذ رقم السيارة التي أُطلقت منها الرصاصات، لكنها أُخذت منه، وذهب إلى القصر العيني، وهناك أصر "فاروق" وعملاؤه، أصر "فاروق" وأزياله وعملاؤه على أن يُتخلص منه، وعلى أن يُنتهى منه، ويقال: إن "فاروق" ذهب إلى القصر العيني، وظل هناك حتى طمأنوه بأن خصمه العنيد قد انتهى، وأسلم الروح.


وخرجت جثة الإمام "البنا" إلى البيت، وأُخذت تعهدات على الرجل، على أبيه ألا يستقبل معزين، وألا يسير أحد في الجنازة، وهناك في مسجد قريب من البيت صُلِّيَ عليه، ثم حُمل على أكتاف بناته وأبيه الشيخ الكبير إلى مستقره، وإلى قبره، الذي هو روضة من رياض الجنة إن شاء الله.


أما "فاروق" الذي فعل هذا قد قتله "عبد الناصر" بالسم في إيطاليا، ثم تظاهر- كعادته- بعد ذلك بأنه رجل وطني، وأمر بعودته إلى القاهرة، ودفنه هناك، وفي نفس المسجد الذي صُلِّي فيه على الإمام "البنا"، صُلِّي فيه على "فاروق" الخاسر الملعون، وخرج ولم يشيعه أحد إلى قبره الذي هو حفرة من حفر النار- نحسبه كذلك عند الله- مقام القتلة، مقام المجرمين.. أمَّا مقام الإمام "البنا" فهو مقام الصالحين الأولياء، الذين قال فيهم رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: "إن أكرم أوليائي عندي لمؤمن خفيف الحال- خفيف من التبعات، خفيف من الأولاد وألوان المعيشات والحياة، متخفف من هذه الدنيا- مؤمن خفيف- ذو حظ من صلاة، أحسن عبادة ربه وأطاعه في السر، وكان غامضًا في الناس، لا يشار إليه بالبنان، وكان رزقه كفافًا، فصبر على ذلك.. ثم نقر- صلى الله عليه وسلم- بيده وقال: عجلت منيته، قل تراثه، قلت بواكيه"، والإمام "البنا" ينطبق عليه هذا الحديث الصحيح؛ عجلت منيته، توفي وهو يزيد عن الأربعين قليلاً بعد أن ملأ الدنيا خيرًا وفهمًا صحيحًا للإسلام، وتربيةً للجنوده الذين يحملوه، قل تراثه، قلت بواكيه؛ لم يستطع أحد أن يبكي عليه، ولا حتى أن يلبس بدلة سوداء في هذا اليوم، كان يقبض عليه، وكان يذهب إلى السجن؛ لأنه حزين على الإمام "البنا".. "قل تراثه، قلت بواكيه"، لم يترك شيئًا، لم يوجد في جيبه ولا في بيته أكثر من جنيه وبضعة قروش، هؤلاء هم الأبرار، هؤلاء هم حملة الدعوات، هؤلاء هم الأطهار، هؤلاء هم الرجال الذين قال الله فيهم: ﴿رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً﴾ (الأحزاب : 33).


الإمام "البنا" أعجوبة هذا الزمن، ورائد من رواد الخير والحرية والفضل.. عاش للإسلام، واستشهد في سبيل الإسلام، رافعًا لرايته، رافعًا لهذا الحق، مربيًا لهذه الأجيال التي بفضل الله- عز وجل- انتشرت في كل أرجاء العالم؛ فلا تذهب إلى أي مكان إلا وتجد الإخوان، السمت الطيب، والفهم الصحيح، والخير الكثير.


يقول الحق تبارك وتعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ* وَجَاهِدُوا فِي اللهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللهِ هُوَ مَوْلاَكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ﴾ (الحج : 77-78).


هذا هو الطريق، وهذا هو السبيل، وهذا هو حال من سلكوه بصدق وإخلاص؛ أن يتقبلهم الله، وأن يرفع في درجاتهم هناك في مقعد صدق عند مليك مقتدر.. رضي الله عنه وأرضاه، وجزاه عنا خير الجزاء، وتقبله في الصالحين، ورفع في درجاته إلى الفردوس الأعلى، إنه سميع مجيب، وأقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم،

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

صفحة الإمام الشهيد حسن البنا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فداء
فريق الإدارة
فريق الإدارة
فداء


التكاليف مدير المنتدى
الأوسمة لا شيء
انثى

الولاية الولاية : 29- معسكر
عدد المساهمات : 1475
نقاط : 116396
السٌّمعَة : 16
تاريخ التسجيل : 17/09/2010
الموقع : دعوتنا حياتنا

المؤسس والمجدد الامام الشهيد حسن البنا Empty
مُساهمةموضوع: رد: المؤسس والمجدد الامام الشهيد حسن البنا   المؤسس والمجدد الامام الشهيد حسن البنا Emptyالجمعة 18 مارس 2011 - 20:40

فتحي يكن يتحدث عن الإمام "البنا"


كان الإمام المجدد - رحمه الله - يؤسس لمشروع نهضة... الأمة وابتعاثها، وكان يَعتبر التنظيم وسيلةً هذه النهضة وأداةً ابتعاثها، ولم يكن التنظيم لديه هدفًا من أهداف الجماعة.

ومما يؤثِّر عنه أنَّ الكثيرين ممن أُعجبوا بمنهجه من زعماء الأحزاب والتنظيمات كانوا يقبلون عليه، راغبين في الانتظام بالحركة، فكان يدعوهم للبقاء في مواقعهم، مبينًا لهم المصلحة الإسلامية الكبرى، التي يمكن أن تتحقق من ذلك للمشروع الإسلامي الذي يستوعبهم جميعًا، وهم في مواقعهم.

إن عدم الأخذ بفقه الأولويات في العمل الحركي يمكن أن يجعل الحركة في حالة من انعدام وزن، يجعلها تخبط خبط عشواء، كما يمكن أن يصيب العمل فيما يشبه حال الالتباس أو الضياع؛ حيث تضطرب القواعد والمعايير، فيصبح أول الشيء آخره وآخر الشيء أوله، كما يصبح عالي الأمر أسفله وأسفل الأمر عاليَه.

وصدق الله تعالى حيث يقول: ﴿'أَفَمَن يَّمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّن يَّمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ* قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ﴾' (الملك: 22- 23) صدق الله العظيم.


وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
المؤسس والمجدد الامام الشهيد حسن البنا
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» من اقوال الامام الشهيد حسن البنا....
» الرجال عند الإمام الشهيد حسن البنا
» لماذا اغتالوا الإمام الشهيد حسن البنا
» الإمام الشهيد حسن البنا رحمة الله عليه .. Hassan Al Banna
»  فيلم أغتيال الامام حسن البنا مؤسس جماعة الاخوان المسلمين الأحد 7 فبراير 2010 - 21:21

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملتقى دعوتنا :: منتدى الشيخ محفوظ نحناح للأعلام والسير :: قسم رجـــال دعوتنــا-
انتقل الى: