السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
مرّة أخرى استوقفتني كلمات قالها الإمام الشهيد حــــــــــــسن البنا
في ختام حديثه عن موقف الإخوان من الهيئات المختلفة
.. فأحببت أن أكتب لكم ما قاله رحمة الله عليه :
أيّها الإخوان المسلمون :
لقد قام هذا الدّين بجهاد أسلافكم على دعائم قويّة من الإيمان بالله ، و الزهادة في متعة الحياة
الفانية و إيثار دار الخلود ، و التضحية بالدم و الروح و المال في سبيل مناصرة الحق ، و حبّ الموت
في سبيل الله و السير في ذلك كلّه على هدى القرآن الكريم
فعلى هذه الدعائم القويّة أسسوا نهضتكم و أصلحوا نفوسكم و ركزوا دعوتكم و قودوا الأمّة إلى الخير
و الله معكم و لن يتركم أعمالكم .
أيّها الإخوان المسلمون :
لا تيأسوا فليس اليأس من أخلاق المسلمين ، و حقائق اليوم أحلام الأمس ، و أحلام اليوم
حقائق الغد . و لا زال في الوقت متسع ، و لازالت عناصر السلامة قويّة عظيمة في نفوس شعوبكم المؤمنة
رغم طغيان مظاهر الفساد . و الضعيف لا يظل ضعيفا طول حياته ، و القويّ لا تدوم قوّته أبد الأبدين
( و نريد أن نمنّ على الذين استضعفوا في الأرض و نجعلهم أئمّة و نجعلهم الوارثين ، و نمكن لهم
في الأرض ) "القصص : 5"
إنّ الزمان سيمخض عن كثير من الحوادث الجسام ، و إنّ الفرص ستسنح للأعمال العظيمة ، و إنّ
العالم ينظر دعوتكم دعوة الهداية و الفوز و السلام لتخلصه مما هو فيه من آلام . و إنّ الدور عليكم
في قيادة الأمم و سيادة الشعوب ، و تلك الأيّام نداولها بين النّاس ، و ترجون من الله ما لا يرجـــــون
فاستعدّوا و اعملوا اليوم ، فقد تعجزون عن العمل غدا .
لقد خاطبت المتحمّسين منكم أن يتريّثوا و ينتظروا دورة الزمان ، و إنّي لاخاطب المتقاعدين أن ينهضوا
و يعملوا فليس مع الجهاد راحة ( و الذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا و إنّ الله لمع المحسنين )
العنكبوت : 69 " و إلى الأمام دائما
و الله أكبر و لله الحمد