د. هند عبد الله تكتب: أجمل البنات لكل البنات (4)
قلب كبير
القلب في صدر فتاة هو زهرة وردية تنبض بالحب، وتفوح جمالاً ورقة، بداخله أوراق بيضاء هي رمز النقاء والصفاء تحمل لكل الدنيا الحب.
فقلب البنت قلب كبير، وجمال القلب هو أساس الجمال، ألم تلاحظي فتاة يحبها كل الناس وتشع بهجة ومرحًا على مَن حولها؟
ألم تلاحظي أن جمال قلبها هو الذي أثار إعجاب الناس وليس جمال خلقتها؟ فتعالي نتجول في قلوب البنات لنتعرف على جمالهن.
قلوب خُلقت لتحب:
ما الحب؟ ما رأيك في الحب؟ كل البنات تحب وأنا أريد أن أحب كما تفعل زميلاتي؛ هل هناك مَن يستحق قلبي؟ هل يوجد شاب يستحق الحب؟ هل هناك ما يُدعى حب النظرة الأولى؟ هل الحب حرام؟
دعيني أهمس في أذنكِِ بالسر: أكبر معين هو أن يكون لك هدف كبير تعيشين من أجله..
وأنا الآن أدعوك لتقفي معي وقفةً، قفي مع نفسك واسألي ما هدفي في الحياة؟ ما طموحي؟
هل أعددت الوسائل الكافية التي تعينني على تحقيق طموحي وأهدافي؟
تأكدي أن تفاحة النجاح لن تنزل على رأسك فجأةً، بل لا بد لك من السعي، لا بد لك من هدف، لا بد لك من الطموح؛ فكوني طموحةً- فتاتي- يصبح الصعب سهلاً والبعيد قريبًا، وتعالي أريكِ شكلاً رسمته لمجموعةٍ من الفتيات، ثم سألتهن: ماذا يعني ذلك الشكل بالنسبة لكل منكن؟
قالت فتاة: إنها دوامة الحياة، فعجبت لكآبة نظرتها، وسألت أخرى فقالت: إنها تمثل الكنافة الرمضانية مصنوعة على الطريقة القديمة، ضحكت لهذه الفتاة الجائعة.
وأنتِ ماذا يعني هذا الشكل بالنسبة لكِ؟
نعم بالضبط هذا الشكل يمثل مرمى الهدف فهو يشبه لعبة التصويب على الهدف.
ونعود للشكل، ولكن بعد أن أحكي لكِ قصة..
قصة 4 بنات في المرحلة الثانوية جلسن يومًا يحلمن بمستقبلهن، قالت آية: سأدخل كلية الطب أو الصيدلة أو طب الأسنان أو الفنون، لا مانع المهم سأدخل كلية من كليات القمة.
ندى قالت: أنا لا أحب المذاكرة وأنا فتاة ولا أكون مسئولة عن منزل وأسرة، فأحب أن أدخل كلية بناتي، آداب مثلاً، ثم أتزوج زوجًا ناجحًا، ويكون بيتي هو محور حياتي لا مانع من عمل خفيف حتى لا أصبح متخلفة.
سمر قالت: أريد أن أصبح مغنيةً مشهورةً يهتف الجميع باسمي.
ولنترك الرابعة جانبًا حتى نمر فوق الأيام ونعبرها لنرى ماذا فعلت أولئك البنات.
آية: حصلت على مجموع صغير، ودخلت كلية التجارة ومع احترامي لكلية التجارة، إلا أنها فقط لم تكن من كليات القمة في ذلك الوقت.
ندى: دخلت كلية الآداب، وعملت عملاً مكتبيًّا خفيفًا، ورزقها الله أسرةً طيبة؛ لكنها تعاني من أنها لا تستطيع أن تصل بأبنائها كما تريد، كما أن التوازن في حياتها أصبح مفقودًا إن مالت إلى عملها يكون على حساب أسرتها والعكس.
سمر: نجحت في تحقيق هدفها، دخلت كلية الفنون تصوير، ثم فُصلت منها لسلوكيات غير منضبطة، وسمعتُ عنها، ثم رأيتها بعيني تجلس في أحد الفنادق الكبرى، وقد أصبحت مغنيةً فعلاً نصف مشهورة، ولكنها استطاعت تحقيق هدفها على أية حال.
نعود إلى الرابعة: مريم كان هدفها لا يزال غير واضح، ولم يكتمل بعد؛ ولكنها كانت تعيش بذلك الشعور لم أُولد عبثًا يقول تعالى: ﴿أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ(115) فَتَعَالَى اللهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ (116)﴾ (المؤمنون).
تعالى الله وتنزَّه أن يكون قد خلقكِ هكذا بلا سبب؛ كي تولدي وتأكلي وتشربي، ثم تموتي دون أن تضعي بصمة على هذا الكون، استيقظي فقد خُلقتِ لمهمة عظيمة وهدف كبير وغاية كبرى هي الاستخلاف في الأرض.
﴿وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً﴾ (البقرة: من الآية 30).
أرينا ماذا ستفعلين في الأرض أيتها الخليفة؟ هكذا كانت تفكر مريم كانت تشعر شعورًا، دفعها للبحث والتفكير حتى استطاعت إيجاد مجموعة من الأهداف، وحاولت تحقيقها قدر طاقتها أصبحت أستاذة معهد البحوث بعد تخرجها من كلية الزراعة، ورزقت بأبناء تهتم بهم كثيرًا، وناجحةً تمامًا في بيتها، وقادرةً على تنظيم شئونها، وفوق ذلك تدعو إلى الله.
تعالوا نحلل قصة كل فتاة:
آية: كان هدفها فقط أي قمة كأي فتاة تبغي الشهرة مثلاً أو أن تعيش في أحسن مستوى.
ندى: لم تضع لنفسها سوى هدف واحد فرعي للحياة بالطبع فرع قوي؛ لكنها كانت تفتقر إلى أهداف أهم وأساسية لا غنى لأي أحد عنها، وكانت كذلك تفتقر إلى النية.
سمر: كان لها هدف وضعته أمام عينيها، ولم تحد عنه وصممت وعزمت، ثم نفذت بمنتهى القوة، لكن للأسف كان الهدف خاطئًا من أساسه.