د. العريان: بث الأمل أول خطوات دفع الشعب إلى الإصلاح كتب- حسن محمود:
شدَّد د. عصام العريان، عضو مكتب الإرشاد والمتحدث الإعلامي باسم جماعة الإخوان المسلمين، على ضرورة بذل كلِّ القوى الوطنية جهدًا أكبر في بعث الأمل من جديد للشعب المصري، لإخراجه من حالة الإحباط الحالية ودفعه إلى العمل من أجل الإصلاح.
جاء ذلك في كلمته المتلفزة بفعاليات اليوم الثالث لمؤتمر القلة المندسة الإلكتروني الموازي لمؤتمر الحزب الوطني.
وأضاف أن الإحباط الراهن ليس من تزوير الانتخابات- بعد التعود على التزوير بدرجات متفاوتة- ولكن من حجم التزوير وحجم الجريمة وحجم الحرائق التي نتجت من هذا التزوير في كلِّ مكان حتى في داخل الحزب الوطني نفسه.
وتساءل: "كيف نغيِّر مصر؟ وقال: "سؤال صعب في وقت اشتدت فيه الأزمات في أعقاب التزوير الفاضح للانتخابات الماضية، وبعث الأمل.. مجرد بعث الأمل في قلوب المصريين أمر صعب وعسير ويحتاج إلى جهد كبير".
وأضاف: إن وسيلة تغيير مصر يحملها القرآن الكريم؛ حيث قال الله سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾ (الرعد: من الآية 11)، مشيرًا إلى أنه كناشط يعمل في مجال الحركة الإسلامية منذ شبابه يعتقد أن المجال الذي يبدأ منه التغيير هو النفس تحت عنوان: "أصلح نفسك وغيرك"، وليس هذا في وسط المسلمين فقط، ولكنه ينطلق ليشمل كلَّ المصريين مسلمين وغير مسلمين.
وأشارت كريمة الحفناوي، عضو حركة "مصريات من أجل التغيير"، إلى أن ما تتبعه الدولة ضدَّ الشعب هو أسلوب الدولة الإرهابية البوليسية وإرهاب الدولة المستبدة، بعد تصاعد الخوف في قلوبهم من هبة الشعب الذي لا يجد ماءً ولا مأكلاً ولا خدمات، وحكومته "ودن من طين وودن من عجين"، مؤكدةً أنها متفائلة أن النظام الحاكم الحالي لن يستمر؛ ﻷن ثورة الجياع قادمة، وانتفاضة الشعب المصري قادمة من أجل استعادة حريته وكرامته.
وأوضح د. محمد غنيم، منسق الجمعية الوطنية بالدقهلية، أن مصر تعيش حالة تخلف اقتصادي واجتماعي وسياسي؛ بسبب سياسات الحزب الوطني، موضحًا أن الخروج من هذه الأزمة يتطلب تغييرًا سياسيًّا في المقام الأول، يؤدي إلى قيام حكومة مدنية وتداول السلطة والتعددية؛ ما يمهد إلى قيام مجتمع ديمقراطي، يهتم بالتعليم والنشاط الاقتصادي وقيام دولة الخدمات الاجتماعية والامتداد الزراعي الأفقي ومجابهة مشكلة المياه.
وأكد أن الحزب الوطني غير قادر على مجابهة ووضع حلول لهذه المشكلات بدليل الـ30 عامًا الماضية، مشيرًا إلى أن وضع الصحة في مصر يعكس الوضع الاقتصادي والاجتماعي في مصر، فالتدني يسيطر على الخدمات الصحية، والعناية الصحية تعكس قضية التفرقة الطبقية، ومن لديه من الأموال يستطيع أن يتعالج في مستشفيات جيدة أو في الخارج، والغالبية العظمى لا تجد لها مخرجًا للعلاج إلا مستشفيات الصحة والمستشفيات الجامعية التي تقدِّم مستوى متدنيًا من العلاج.
وشدَّد على أن التغيير في مصر لن يقوم إلا على أكتاف الشباب؛ لأن الشباب هم مَن يعانون من المشاكل الاقتصادية والاجتماعية، وهم مَن يغرقون في البحر المتوسط حينما يرغبون في إيجاد فرص عمل.
وأدان الدكتور ممدوح حمزة، المهندس الاستشاري المعماري، سياسات الحزب الوطني الذي لا يعترف بشيء اسمه "التخطيط"، مؤكدًا أنه بدون تخطيط لن تُوجَد تنمية، والحل يبدأ من استشارة خبراء متخصصين من أهل الثقة لمعالجة مشكلات مصر بالتدريج، خاصةً أن رجل الشارع أصبح يدرك الحاجة إلى التغيير، وأن مفاتيحه بالانتخابات الحرة والحريات العامة وتداول السلطة، والقدرة على محاسبة المسئولين وتعديلات دستورية محددة.
وقال: أصبحنا في لحظة مناسبة لحراك التغيير، شريطة أن نكون على استعداد لبذل تضحيات حقيقية، فلا يمكن أن يحدث تغيير؛ لأن الطرف الآخر لن يسلم بمطالبنا ونحن قعود ما لم يكن هناك إصرار على انتزاع هذه الحقوق ودفع ثمن وتقديم تضحيات في سبيل تحقيقها".
وأكد خالد علي، مدير المركز المصري للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، أن الحل الوحيد أمام القوى السياسية المصرية؛ هي أن تتحد المعارضة الحزبية مع القوى السياسية المستقلة مع القوى النقابية والعمالية، لوضع بناء ديمقراطي جديد، وعمل جبهة معارضة وطنية تستطيع أن تقف أمام هذا النظام.
المصدر:
اخوان اولاين