ملتقى دعوتنا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ملتقى دعوتنا


 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
سحابة الكلمات الدلالية
المسلمين الزمنية الطلبة بهذا العشرين افريل السلاسل أوراق مخيم مفاهيم الذي اليمن تربوية الصحابي ولماذا تاريخ العلم الاخوان مسرحية مسابقة
المواضيع الأخيرة
» أنشودة / قريبٌ على بُعدٍ أنا منكِ
حصار الأمل(الرقائق للشيخ الراشد) Emptyمن طرف Chabab El Ikhwane الخميس 22 يناير 2015 - 18:00

» حمل واستمع اروع البوم انشادي....
حصار الأمل(الرقائق للشيخ الراشد) Emptyمن طرف خميس حدودة الأحد 7 أبريل 2013 - 14:26

» أخي أنت حر وراء السدود
حصار الأمل(الرقائق للشيخ الراشد) Emptyمن طرف خميس حدودة الأحد 7 أبريل 2013 - 14:23

» لا قيـــــــادة مـــن غـــــر إقـنـــــــاع
حصار الأمل(الرقائق للشيخ الراشد) Emptyمن طرف صاحب قضية الجمعة 22 فبراير 2013 - 7:09

» مكانة الإنسان المسلم ورسالته في الحياة
حصار الأمل(الرقائق للشيخ الراشد) Emptyمن طرف عماري جمال الدين الثلاثاء 11 ديسمبر 2012 - 11:07

» قراءات.. استوقفتني..
حصار الأمل(الرقائق للشيخ الراشد) Emptyمن طرف فداء الجمعة 30 نوفمبر 2012 - 18:48

» مختارات من فيديوهات الشيخ محفوظ النحناح رحمه الله..
حصار الأمل(الرقائق للشيخ الراشد) Emptyمن طرف فداء الجمعة 30 نوفمبر 2012 - 0:56

» سلسلة الفهم لفضيلة الشيخ محفوظ نحناح رحمة الله عليه
حصار الأمل(الرقائق للشيخ الراشد) Emptyمن طرف Chabab El Ikhwane الثلاثاء 6 نوفمبر 2012 - 12:21

» شرح كيفية جعل مساهمات المنتدى تنشر فـ الـ facebook تلقائيا
حصار الأمل(الرقائق للشيخ الراشد) Emptyمن طرف Chabab El Ikhwane الثلاثاء 6 نوفمبر 2012 - 12:17

» سجل حضورك اليومي بالدعاء للمسجد الأقصى المبارك
حصار الأمل(الرقائق للشيخ الراشد) Emptyمن طرف نسمة التغيير الثلاثاء 6 نوفمبر 2012 - 8:53

المواضيع الأكثر نشاطاً
سجله دوما فهذا شعارنا الداااائم ..
ورد الاستغفار... ليكن لك نصيب من استغفار فى ملتقانا
سجل حضورك اليومي بالصلااااة على النبي المصطفى (صلى الله عليه وسلم
سجل حضورك اليومي بالدعاء للمسجد الأقصى المبارك
سلسلة تاريخنا الاسلامي .... (1) قصة الفتنة الكبرى
قصة عن اعضاء المنتدى.... انتم الابطال اليوم...
دعوة عااااامة ....
فرّغ قلبك ....///(فضفضة)///....
.... عابرة فقط
فاصل ...ونواصل
المواضيع الأكثر شعبية
تحميل سلسلة محاضرات الدكتور راغب السرجاني كاملة
حتي يحفظ الله رابطتنا ((ورد الرابطه )) للإمام الشهيد حسن البنا-رحمة الله عليه-
.. يــــــــــــــــوم العلــــــــــــــــم 16 أبــــريـــــــــــــــــــل ..
ورد الاستغفار... ليكن لك نصيب من استغفار فى ملتقانا
من اقوال الامام الشهيد حسن البنا....
تحميل كتاب "أيام من حياتي" .. لزينب الغزالي
اقوال رائعة
نشيد ... رددي يا جبال .. رددي يا سهول .. أننا بالفعال .. نقتدي بالرسول mp3
**كتاب**فهم الإسلام في ظلال الأصول العشرين // تحميل
سجله دوما فهذا شعارنا الداااائم ..
التسجيل
التسجيل السريع
سجلاتنا تفيد بانك غير مسجل .. يرجى التسجيل..
اسم العضو
البريد الالكتروني كلمة السر
ملاحظة
كلمة السـر يجـب أن تتكـــون مـن حـروف وأرقــام.
يوم شهر عام
هل أنت موافق على قوانين المنتدى؟
أفضل 10 فاتحي مواضيع
شباب مجددون
حصار الأمل(الرقائق للشيخ الراشد) Vote_rcapحصار الأمل(الرقائق للشيخ الراشد) Voting_barحصار الأمل(الرقائق للشيخ الراشد) Vote_lcap 
سيف الإسلام
حصار الأمل(الرقائق للشيخ الراشد) Vote_rcapحصار الأمل(الرقائق للشيخ الراشد) Voting_barحصار الأمل(الرقائق للشيخ الراشد) Vote_lcap 
فداء
حصار الأمل(الرقائق للشيخ الراشد) Vote_rcapحصار الأمل(الرقائق للشيخ الراشد) Voting_barحصار الأمل(الرقائق للشيخ الراشد) Vote_lcap 
أنوار الإسلام
حصار الأمل(الرقائق للشيخ الراشد) Vote_rcapحصار الأمل(الرقائق للشيخ الراشد) Voting_barحصار الأمل(الرقائق للشيخ الراشد) Vote_lcap 
bel1267
حصار الأمل(الرقائق للشيخ الراشد) Vote_rcapحصار الأمل(الرقائق للشيخ الراشد) Voting_barحصار الأمل(الرقائق للشيخ الراشد) Vote_lcap 
شهيدة الأقصى
حصار الأمل(الرقائق للشيخ الراشد) Vote_rcapحصار الأمل(الرقائق للشيخ الراشد) Voting_barحصار الأمل(الرقائق للشيخ الراشد) Vote_lcap 
مجاهد
حصار الأمل(الرقائق للشيخ الراشد) Vote_rcapحصار الأمل(الرقائق للشيخ الراشد) Voting_barحصار الأمل(الرقائق للشيخ الراشد) Vote_lcap 
سراء برهوم
حصار الأمل(الرقائق للشيخ الراشد) Vote_rcapحصار الأمل(الرقائق للشيخ الراشد) Voting_barحصار الأمل(الرقائق للشيخ الراشد) Vote_lcap 
حبيبة أمتي
حصار الأمل(الرقائق للشيخ الراشد) Vote_rcapحصار الأمل(الرقائق للشيخ الراشد) Voting_barحصار الأمل(الرقائق للشيخ الراشد) Vote_lcap 
~شعلة التغيير~
حصار الأمل(الرقائق للشيخ الراشد) Vote_rcapحصار الأمل(الرقائق للشيخ الراشد) Voting_barحصار الأمل(الرقائق للشيخ الراشد) Vote_lcap 
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
فداء - 1475
حصار الأمل(الرقائق للشيخ الراشد) Vote_rcapحصار الأمل(الرقائق للشيخ الراشد) Voting_barحصار الأمل(الرقائق للشيخ الراشد) Vote_lcap 
سيف الإسلام - 1468
حصار الأمل(الرقائق للشيخ الراشد) Vote_rcapحصار الأمل(الرقائق للشيخ الراشد) Voting_barحصار الأمل(الرقائق للشيخ الراشد) Vote_lcap 
أنوار الإسلام - 1000
حصار الأمل(الرقائق للشيخ الراشد) Vote_rcapحصار الأمل(الرقائق للشيخ الراشد) Voting_barحصار الأمل(الرقائق للشيخ الراشد) Vote_lcap 
شباب مجددون - 740
حصار الأمل(الرقائق للشيخ الراشد) Vote_rcapحصار الأمل(الرقائق للشيخ الراشد) Voting_barحصار الأمل(الرقائق للشيخ الراشد) Vote_lcap 
سراء برهوم - 558
حصار الأمل(الرقائق للشيخ الراشد) Vote_rcapحصار الأمل(الرقائق للشيخ الراشد) Voting_barحصار الأمل(الرقائق للشيخ الراشد) Vote_lcap 
نسمة التغيير - 557
حصار الأمل(الرقائق للشيخ الراشد) Vote_rcapحصار الأمل(الرقائق للشيخ الراشد) Voting_barحصار الأمل(الرقائق للشيخ الراشد) Vote_lcap 
جراح أمتي - 462
حصار الأمل(الرقائق للشيخ الراشد) Vote_rcapحصار الأمل(الرقائق للشيخ الراشد) Voting_barحصار الأمل(الرقائق للشيخ الراشد) Vote_lcap 
bel1267 - 407
حصار الأمل(الرقائق للشيخ الراشد) Vote_rcapحصار الأمل(الرقائق للشيخ الراشد) Voting_barحصار الأمل(الرقائق للشيخ الراشد) Vote_lcap 
أسامة عبد الإله - 314
حصار الأمل(الرقائق للشيخ الراشد) Vote_rcapحصار الأمل(الرقائق للشيخ الراشد) Voting_barحصار الأمل(الرقائق للشيخ الراشد) Vote_lcap 
مجاهد - 205
حصار الأمل(الرقائق للشيخ الراشد) Vote_rcapحصار الأمل(الرقائق للشيخ الراشد) Voting_barحصار الأمل(الرقائق للشيخ الراشد) Vote_lcap 
أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر
لا يوجد مستخدم
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم

 

 حصار الأمل(الرقائق للشيخ الراشد)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
bel1267
عضو مميز
عضو مميز
bel1267


الأوسمة وسام الحضور المميز
ذكر

الولاية الولاية : 48- غليزان
عدد المساهمات : 407
نقاط : 108070
السٌّمعَة : 10
تاريخ التسجيل : 03/04/2011

حصار الأمل(الرقائق للشيخ الراشد) Empty
مُساهمةموضوع: حصار الأمل(الرقائق للشيخ الراشد)   حصار الأمل(الرقائق للشيخ الراشد) Emptyالأربعاء 4 مايو 2011 - 12:44

- حصار الأمل

هذه الحياة ، بجوانبها العديدة ، و تبدلات المجتمعات التي تحياها ، قد لايفهمها جيل المسلمين اليوم من دون الرجوع إلى نظرة واقعية لها ، متسمة بالبساطة ، مستقرئة للمحسوس المشاهَد منها .
ولا ريب في أن تجاوز مجرد الاستـقراء ، وفهم الأمور معلَّلة مسبَّبة ، هو الوضع الأمثل ، المؤدي إلى الإيمان الأتم الأوفر ، وهو لما يُظن أنه من ظواهر التـناقض أوجب ، و لذلك جاءت عقيدة الإسلام تُحلل وتُعلـل ، ليحيا مَن حَيَّ عن بينة . ولذلك أيضاً حاولت الفلسفات أن تـفهم محركات الحياة ، فقاربت كاقتراب سقراط من عقيدة التوحيد ، أو أبعدت ، كبعد جمهور المحاولين .
و بتـفسيرات مَن شَرَحَ الكمال العقيدي الإسلامي ، أو من خلال محاوارات الفلاسفة في محاولاتهم الوصول إلى المثالية اتسع القول في القدر ، والجبر والاختيار ، وسر تردد النفس بين التـقوى و الفجور ، و حكمة خلق الشيطان و القائه للنفوس حتى لتختار الضرر الواضح و تأتي بما لا يأتلف مع الفطرة ، و غَلَبَة أهل الشر أحياناً مع كثرة إفسادهم وإرهاقهم للناس ، وكثرة محن أهل الخير وصدود الناس عنهم مع عظيم بذلهم ونفعهم للناس ، و أمثال هذا . و لكن حياة اليوم اكتـنفها التعقيد المادي من كل أركانها ، وتركت كثيراً من المسلمين - كشأن أغلب الناس - في زحمة من المتطلبات والحوائج تسلبهم التـفرغ لتأمل ساكن يحللون فيه و يعلـلون .
و لذلك لم يعد هذا النظر التحليلي بممكن للجميع ، فضلاً عن أن يكون مفهوماً للجميع ، مع أن المسلم مطالب و مكلف - في الوقت نفسه - بأداء الواجب المفروض عليه في التأثير الخَّير في الحياة ، بالأمر بالمعروف ، و الدعوة إليه ، والنهي عن المنكر ، ملزم به إلزاماً ، مُضيّق عليه في الاعتذار إزاءه .
ومن هنا تـفرض سرعة صراعنا الحاضر مع أشكال الكفر الجديدة أن نلجأ ، بسرعة توازيها ، إلى بساطة النظرات الواقعية ، لإسعاف المسلم القائم على ثغور هذا الصراع بقناعة و شجاعة تدعانه يلج دروب البذل التي تـفرضها واجبا ت رقابته على العالمين ، أمماً و أفراداً ، وأمره ونهيه ، مقوماً لهم ومُعدلاً .
ولن تجد الحركة الإسلامية ثنية بعيدة عن البدعة تطل بدعاتها من فوقها على منظر بسيط لحقيقة الحياة ، شامل في رؤيته ، كما تكون إطلالتها على حقيقة الموت . هذه الحقيقة المستغنية عن الدليل والتحليل ، والتي تؤذن فيهم وفي الناس كل صباح ومساء .

• عظمة المشهود : دليل الغيب
و ذاك من كمال عقيدة الإسلام وتمام فن المؤمنين بها في الدعوة إليها ، أنها و أنهم في حرص على أن يسلك المتحيَّر أو المتردد الطريق الأدنى إلى الإيمان .
والمثـل في ذلك كمثـل الذي استغـلقـت عليه الغيوب التي أخبر بها الأنبياء عليهم السلام ، من البعث والحساب ، والجنان والنيران ، فتمر به على سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم ، تريه إعجاز ما بين صدعه بالتوحيد فريداً مكذّبا ، وبين صدع المؤذنين بالتكبير قبل نهاية سيرة الراشدين من خلفائه على كل روابي أرضين المدنيات ، فتجعل رؤية إعجاز السيرة باب تصديق يدلف منه إلى ما يكاد أن يكون رؤية لذلك الغيب ، و تكون قد جعلت الإيمان بالرسول صلى الله عليه وسلم سبباً للإيمان بالله ، ولا نعلم فقيهاً يمنع ذلك ، غير الباقلاني ، فإنه يوجب الإيمان بالله تعالى قبل الإيمان برسله صلى الله عليه وسلم ، وليس لمنعه وجه ظاهـر .
هذا بَلْهَ عن امتلاء القرآن بنداءات بسيطة و دعوة إلى تفكّر في خلق السماء و الأرض يقود إلى الإيمان بالله .
وكل ذلك من وجوه كمال عقيدة الإسلام ، بما نّوعت خطابها لأنصاف العقول و مقادير النباهة ، فمن أشكل عليه التعليل : أدخَلَتْه من باب ما يمكن حِسه ، وعوّضت عن التعليل بتكرار التذكير .
و الواقعية التي نريد أن نستـفيد منها اليوم ليست إلا التي وفرتها عقيدتـنا منذ أبعد الأمس ، حين أطنبت في التذكير بالموت ، و أنذر كِتابُها سكرةً لا بد أن تميد لها كل نفس مهما كانت عنها تحيد .
و لهذا وجب على خطة الحركة الإسلامية التربوية أن تعتمد التذكير بالموت ضمن أسسها ، و تأخذ بيد كل داعية ليلمس لمساً قريباً حقيقـته وتـفاهة الحياة ، فينطلق من بعدُ انطلاقته في البذل ، و يتخلص من ثِـقـلة إلى الأرض تحاول الأموال أن تُركس كل متـزين بها إليها .

• لوحة من الفن الإسلامي :
و لئن جمع قادة الحروب جنودهم قبل كل معركة ، و حـلـّقـوا بهم حلقة ، ليرسموا لهم على الأرض خطة تعبئة لحصار عدوهم ، فإن على قادة الحركة الإسلامية أن يرسموا قبل ذلك لحلقات الدعاة إلى الله خطة حصار الأجل للأماني الكواذب ، يذكرونهم إياه ، كما رسمه النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم لأصحابه على أرض المدينة ، ففتحت لهم – لما وعوا خطوطه – المدن .
و كان فيهم يومها : عبد الله بن مسعود رضي الله عنه فوصف فقال : ( خط النبي صلى الله عليه وسلم خطاً مربعاً ، وخط خطاً في الوسط خارجاً منه ، و خط خططاً صغاراً إلى هذا الذي في الوسط ، من جانبه الذي في الوسط ، وقال : هذا الإنسان ، وهذا أجله محيط به – أو : قد أحاط به – وهذا الذي هو خارج : أمله ، وهذه الخطط الصغار : الأعراض ، فإن أخطأه هذا : نهشه هذا ، و إن أخطأه هذا : نهشه هذا )
وكان فيهم أيضاً : أنس بن مالك رضي الله عنه ، فوصف ، فقال : ( خطَّ النبي صلى الله عليه وسلم خطوطاً ، فقال : هذا الأمل ، وهذا أجله ، فبينما هو كذلك إذ جاءه الخط الأقـرب )
وفي رواية : مثل ابن آدم جنبه تسع و تسعون مَنِيَّة ، إن أخطأته : وقع في الهَرَم .
و اكتملت بهذه الخطوط الشريفة لوحة من الفـن الرمزي التجريدي فريدة .
إنه الإنسان الضعيف تغزوه الأعراض غزواً فيه إلحاح . عدوى ، أو سرطان ، أو حريق ، أو غرق ، أو زلق ، أو سقوط ، أو اصطدام ، أو لدغة ، أو تسمم بطعام ، أو طلقة تائهة .
فإذا نجا من كل ذلك : كان له في الهرم ، و ضغـط الدم وارتـفاع نسبة السكر : تأديب أي تأديب .
فإن أطال النـَفـَس : اقتص منه الموت { قل إن الموت الذي تـفرون منه فإنه ملاقيكم } تعددت الأسباب والموت واحد ، يحاصر الأمل الشارد الذي يتوهم الإفلات حصاراً شديداً .
أمل أبيض وضّاء ، كلما برق : زهت في نظر صاحبه الأموال ، و الحِسان ، و العطور ، و القـصور ، و المناصب ، و الشهادات ، فينسى مع نظره المنسرح المسترسل متطلبات دعوتـه ، و يصد عينه عن أرض مقدسة يـفسد فيها يهود ، ولا يعود أنفه يشم رائحة شواء دعاة الإسلام في الصومال ، ولا نتن جثث الأتراك تحت حائط في قرية قبرصية ، وتتـناسى أذنه وقع أحذية عساكر الهنادك في البنغال ..!
لكنه لو نظر ببصيرته لعرف أن أمله الوضاء إنما يـلـفه محيط أسود حالك ، يتيه فيما دونه من الظلمات ما لم يتبع في مشيه مخرجاً تدل عليه التـقوى .
فهو تَرَقُّب جميل ، لكنه يتـنغص .
وظل ظليل .. لكنه يتـقـلص .
ومطامع وراء الأودية والمفاوز ، وليس هو لما قـُدر له بمجاوز .
و أنفاس قبل كل ذلك .. تـُعدُّ .
ورحالة .. تـُشدّ.
وعاريته .. تـُرد .
و التراب من بَعد .. ينتظر الخد
فإنه ليس عُقبى الباقي غير اللحاق بالماضي .
وعلى أثر من سَلَفَ .. يمشي من خَلَف .
و ما ثَمَّ إلا أمل مكذوب ...... و أجل مكتوب .

• رؤيــة تـــمــتــد
و " إن هذا النظر ، الذي وراءه التذكر ، الذي وراءه التـقوى ، التي وراءها الله ، هذا وحده هـو القوة التي تتـناول شهـوات الدنيا فتصفـِّيها أربع مرات ، حتى تعود بها إلى حقائقها الترابية الصغيرة التي آخرها القبر ، و آخر وجودها التلاشي "
و " إن الذي يعيش مترقباً النهاية يعيش مُعداً لها , فإن كان مُعداً لها : عاش راضياً بها , فإن عاش راضياً بها : كان عمره في حاضر مستمر ، كأنه في ساعة واحدة يشهد أولها ويحس آخرها ، فلا يستطيع الزمن أن ينغـص عليه مادام ينقاد معه و ينسجم فيه ، غير محاول في الليل أن يبعد الصبح ، ولا في الصبح أن يبعد الليل "
و بمثل هذا النظر و الترقـب الذي أكسبه الأنبياء عليهم السلام من قاتل معهم من الربّيين : صفت النفوس ، و ثبتت بركيزة من الطمأنينة سكنت معها و هدأت ، فرأت حين زال الاضطراب إطار الحقائق الترابية للشهوات الدنيوية ، فزال ما هنالك من تطلع زائد .
ثبات له من الرسوخ إزاء الأماني مثـل الذي كان ما بين رؤية إبراهيم عليه السلام للأفولِ ، فلم يحب الآفلين ، وبين بقية من حنيفيته – كادت أن تتصل ببعثة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم – أرَتْ أمية بن أبي الصلت حقائق الحياة ، فكاد أن يسلم ، فصرخ فيما حوله من جاهلية :
اقترب الوعدُ ، والقلوب إلى اللهو **** و حب الحياة سائقُها
ما رغبةُ النفسِ في البقاء وأن **** تحيا قليلاً والموت لاحِقها ؟
أمامـها قـائـد إلـيـه ، ويحدوها ****حثـيـثـاً إلـيـه سائقـُها
قد أيقنت أنها تصير كما **** كان يراها بالأمس خالقـُها
و إن ما جمّعت وأعجبها **** من عيشة مُرة مفارقُها
من لم يَمُت عَبطة يمت هَرَما **** للموت كأسٌ و المرءُ ذائقـُها
فكانت صرخاته في عكاظ إرهاصاً ينبي عن نبوة جديدة ، أحيت لما جاءت سنن الترقب و النظر الذاكر ، فزهد أصحابٌ ورثوها بما هنالك ، فانقـلبوا يصلحون للإنسان الواهم ما أفسدتـه شهـواته ، وما متاع أحدهم عند الوداع غير بُردة قصيرة جعلت عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه يبكي ، و يعاف الطعام ، ويقول :
( قـُتـل مصعب بن عمير وهو خير مني : كـُفـن في بُردة ، إن غُطي رأسه : بدت رجلاه ، وإن غـُطي رجلاه : بدا رأسه , ثم بُسط لنا من الدنيا ما يُبسط ، وقـد خشينا أن تـكون حسناتـنا عـُجـِّـلـت لنا )

• نـسيـان الـمـوت أول الإنحـراف
و ليس ذاك بكاء الأسى ، حَزناً أن لم يَرَ أخاه مصعباً مترفاً ، إنما هو بكاء الخشية من بعض مباح أن يكون حسنةً معجَّلة تمنعه الآجل ، كما أفصح ، ودموع حذر تخرجها روعة تجرد لجهاد يرى ذهاب أبطاله تباعاً ، فيخلف من بعدهم خلف تـكثر في يده الأموال ، و يخاف أن يتـنافسوها ، فيتوقـف نبض فتوح الهداية .
يشبه بكاؤه ذاك عبرة ظلّ يـغـص بها حَلق أبي الدرداء مراراً وهـو يـقول : ( أبكاني فراق الأحبة : محمد وحزبه ) , يُعبر بها عن وجله من جديد طرأ على سمت الجيل الثاني ، مثـلما يريد بها إظهار ألمه لفـراق أخوة كانوا له سبب هداية وتـثبيت ، وفهمهم وفهموه ، في تعامل مسترسل ، ما التالي لهم - مهما حرص - بقادر على أن يُسلي عن قلب أبي الدرداء رضي الله عنه تسليتهم عنه . وكأنهم حالة ما زالت تستبد بكثير من الدعاة الغرباء ، لا يستطيعون لها وصفاً .
لكنه حزن المجاهد الفقيه ، ما كان ليهبط بأبي الدرداء إلى حسرات تستهـلك الهمّة ، بـل أدى بـه إلى صـعود سُلم
التربية ، فاعتـلى درج مسجد دمشق ، فقال : ( يا أهل دمشق : ألا تسمعون من أخ لكم ناصح ! إنّ من كان قبلكم كانوا يجمعون كثيراً ، ويبنون شديداً ، ويأملون بعيداً ، فأصبح جمعهم بوراً وبنيانهم قبوراً ، وأملهم غروراً ) و لبث في أهل دمشق سنين يخفـف أثر هجمة المال ، ثم أورث المقال أهله ، فكان الرجل منهم يأتي أم الدرداء يستـنصحها فيـقول :
( إني لأجد في قلبي داءً لا أجـد له دواء . أجد قسوة شديدة وأملاً بعيداً ! ) فتـقول : اطلع القبور واشهد الموتى

• إحياء الأمة بذكر الموت
وقارب الاستدراك في زمن الراشد الخامس أن يتم ، لولا السم .
فقد واصَلَ عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه الطريقة ، فأرجف بذكر الموت قـلوب جيله رهبة ، فنفضت رانها ثم انـثـنى ، فحرك إلى الشهادة حَنانها .
و ما أكثر ما وقف عمـر موقـف أبي الدرداء على درج مسجد دمشق ، ليجدد الوعظ القديم ، ويقرر لهم :
" إن الأمان غداً لمن حذر الله وخافه ، و باع قليلاً بكثير ، و نافذاً بباق " .
حتى إذا أيقنوا صواب الصفـقة : راح يريهم من يومياتهم وواقعهم ، بعين التأمل ، مالا تراه عين الغفلة ، ويقول لهم : " ألا ترون في أسلوب الهالكين ، وسيخلفها من بعدكم الباقون ، وكذلك حتى تُردّوا إلى خير الوارثين ؟ ألا ترون أنكم في كل يوم وليلة تشّيعون غادياً إلى الله ورائحاً ، قد قضى نحبه ، وانقضى أجلُه , وطُوي عمله ، ثم تضعونه في صُدع من الأرض في بطن لحد ، ثم تَدَعُونه غير موَسَّد ولا ممهّد ، قد خلع الأسلاب ، وفارق الأحباب ووُجّه للسحاب ، غنياً عما ترك ، فقيراً إلى ما قدّم " . ولربما أجلس أحدهم أمامه و علّمه ، تعليمه عنبسة بن سعيد : " يا عنبسة : أكثـر ذكر الموت ، فإنك لا تـكون في ضيقة من أمرك ومعيشتـك فتذكـر الموت إلا اتسع ذلك عليك . ولا تكون في سرور من أمرك وغبطة فتذكـر الموت إلا ضيّق ذلك عليك "
حتى إذا ربّى حاشيته ، و خلصوا من وهـم الأمل نجيّاً : راح ينشر مذهبه في الأمصار ، فيرسل على أعيانهم ، فيأتونه ، فيفشي لهم سِرّ القبر ، وما هـو عند أولي الألباب بِسـرّ .
قال التابعي محمد بن كعب القرظي رحمه الله :
( لما استخلف عمر بن عبد العزيز رحمه الله بعث إليّ وأنا بالمدينة فقدمت عليه , فلما دخلت جعلت أنظر إليه نظراً لا أصرف بصري عنه ، متعجباً ، فقال : يا ابن كعب : إنك لتـنظر إليَّ نظراً ما كنتَ تـنظره !
قلتُ : متعجباً
قال : ما أعجبك ؟
قلت : يا أمير المؤمنين : أعجبني ما حال من لونك ، و نَحَلَ من جسمك و نفي من شَعرك .
فقال : كيف لو رأيتـني بعد ثلاثة ، وقد دلّيتُ في حفرتي ، وسالت حدقتي على وجنتي ، و سال منخري صديداً و دوداً ؟ )
فشاع خبره في الآفاق ، حتى إذا أرسل إلى أعيان الكوفة : بادروه مبادرة ، و جلبوا شاعرهم أعمش همدان معهم ، يعلن له قناعتهم و براءتهم من أمل يطاره عمر ، قد عرفوا جده في إجلائه عن دار الإسلام .
و ينطلق الأعمش بين يدي عمر :
و بينما المرءُ أمسى ناعماً جذلاً **** في أهله معجباً بالعيش ذا أنَقِ
غِرّاً ، أتيح له من حَينِهِ عَرَضِ **** فَمَا تَلبّثَ حتى مات كالصَّعِقِ
ثـُمـّتَ أضحى ضحى من غِبَّ ثالثة **** مُقنّعاً غير ذي روحٍ ولا رَمَقِ
يُبكي عليه و أَدنوهُ لمُظلِمَةٍ **** تـُعـلى جوانبها بالتـُرب و الفِلَقِ
فما تـَـزَوَّدَ مما كان يَجمعُهُ **** إلا حَنوطاً و ما واراهُ مِن خِرَقِ
و غيرُ نـَفـْحَةِ أعوادٍ تـُشـَبُّ له **** وقلَّ ذلك من زادٍ لمُنطِلقِ
فتـنهمر هاطلة دموع عمر ، وتختـلط بأصوات نشغاته ، ليتجاوز تَرادّ صداها دهـوراً تـتعاقب ، يـقود المربين المسلمين .

• عـودة إلى الـرشـد :
ولئن توالى اليوم فراق الأحبة ووداع الرعيل الأول المتجرد المتواضع المؤسس لـلحركة الإسلامية المعاصرة ، لنبكـيه مع هجمة المال بكاء أبي الدرداء ، أو بكاء سلمان الفارسي ، وفي رواية أخرى حذراً وغربة ، حين افتـقدا ، رضي الله عنهما ، حزب محمد صلى الله عليه وسلم ، فإن بكانا لا يحق له أن يهبط بنا إلى تأوهات تجاوزتها همتهما ، ولا بد لنا - مع بداية مرحلة جديدة تُرشِح دعوتـنا لملء فراغ تركه فشل التطرفات القومية و الشيوعية - من ارتـقاء درجات الاستدراك التربوي ، هامسين لكل داعية بمواعظ عمر ، لتعود لنـفسه فتوتها و إقدامها ، وتطـلعها الأخروي ، فإنه قد طال التجوال في البطالة ، و لربما حـيـَّر ، وامتـد الركون إلى الاغتـرار و كأنه قد غيـّر .
وكأن بالداعِ قد يبكي **** عليه اقربوهُ
و كأن القوم قد قاموا **** فقالوا : أدركوهُ
سائلوه ، كلموهُ ****حرّكوه ، لقـنوهُ
حرِّفوه ، وجِّهوهُ **** مدِّدوه ، غمضوهُ
عجَّلوه لرحيلٍ **** عجّلوا لا تحبسوهُ
ارفعوه ، غسلوهُ **** كـفـِّـنوه ، حنّطوهُ
فإذا ما لُفَّ في الأكفان **** قالوا : فاحملوهُ
أخرجوه فوق أعواد **** المنايا شيّعوهُ
فإذا صلوا عليه ****قيل : هاتوا و اقبروهُ
فإذا ما استودعوه **** الأرض رهناً تركوهُ
خلـّـفـوه تحت رمسٍ **** أو قـروهُ ، أثـقـلوهُ
أَبعدوهُ ، أَسحَقوه **** أوحَدوه ، افردوهُ
ودّعوه ، فارقوه **** اسلَموه ، خلــَّـفـوه
و انثنوا عنه و خلّوه **** كأن لم يعرفوهُ





























الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
حصار الأمل(الرقائق للشيخ الراشد)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الابـــتـــدَاء(الرقائق للشيخ الراشد)
» العبد الحر (الرقائق للشيخ الراشد)
»  نحو أفراح الآخرة (الرقائق للشيخ الراشد)
»  أشجار الإيمان(الرقائق للشيخ الراشد)
»  أشجار الإيمان(الرقائق للشيخ الراشد)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملتقى دعوتنا :: صناعة القائد وتطوير الذات :: قسم التربية الإيمانية-
انتقل الى: