ملتقى دعوتنا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ملتقى دعوتنا


 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
سحابة الكلمات الدلالية
افريل الطلبة الصحابي مفاهيم الزمنية مخيم الاخوان الذي العشرين مسرحية السلاسل أوراق ولماذا اليمن تربوية المسلمين العلم مسابقة تاريخ بهذا
المواضيع الأخيرة
» أنشودة / قريبٌ على بُعدٍ أنا منكِ
الاخوان  المسلمون: تربية..جهاد و دعوة Emptyمن طرف Chabab El Ikhwane الخميس 22 يناير 2015 - 18:00

» حمل واستمع اروع البوم انشادي....
الاخوان  المسلمون: تربية..جهاد و دعوة Emptyمن طرف خميس حدودة الأحد 7 أبريل 2013 - 14:26

» أخي أنت حر وراء السدود
الاخوان  المسلمون: تربية..جهاد و دعوة Emptyمن طرف خميس حدودة الأحد 7 أبريل 2013 - 14:23

» لا قيـــــــادة مـــن غـــــر إقـنـــــــاع
الاخوان  المسلمون: تربية..جهاد و دعوة Emptyمن طرف صاحب قضية الجمعة 22 فبراير 2013 - 7:09

» مكانة الإنسان المسلم ورسالته في الحياة
الاخوان  المسلمون: تربية..جهاد و دعوة Emptyمن طرف عماري جمال الدين الثلاثاء 11 ديسمبر 2012 - 11:07

» قراءات.. استوقفتني..
الاخوان  المسلمون: تربية..جهاد و دعوة Emptyمن طرف فداء الجمعة 30 نوفمبر 2012 - 18:48

» مختارات من فيديوهات الشيخ محفوظ النحناح رحمه الله..
الاخوان  المسلمون: تربية..جهاد و دعوة Emptyمن طرف فداء الجمعة 30 نوفمبر 2012 - 0:56

» سلسلة الفهم لفضيلة الشيخ محفوظ نحناح رحمة الله عليه
الاخوان  المسلمون: تربية..جهاد و دعوة Emptyمن طرف Chabab El Ikhwane الثلاثاء 6 نوفمبر 2012 - 12:21

» شرح كيفية جعل مساهمات المنتدى تنشر فـ الـ facebook تلقائيا
الاخوان  المسلمون: تربية..جهاد و دعوة Emptyمن طرف Chabab El Ikhwane الثلاثاء 6 نوفمبر 2012 - 12:17

» سجل حضورك اليومي بالدعاء للمسجد الأقصى المبارك
الاخوان  المسلمون: تربية..جهاد و دعوة Emptyمن طرف نسمة التغيير الثلاثاء 6 نوفمبر 2012 - 8:53

المواضيع الأكثر نشاطاً
سجله دوما فهذا شعارنا الداااائم ..
ورد الاستغفار... ليكن لك نصيب من استغفار فى ملتقانا
سجل حضورك اليومي بالصلااااة على النبي المصطفى (صلى الله عليه وسلم
سجل حضورك اليومي بالدعاء للمسجد الأقصى المبارك
سلسلة تاريخنا الاسلامي .... (1) قصة الفتنة الكبرى
قصة عن اعضاء المنتدى.... انتم الابطال اليوم...
دعوة عااااامة ....
فرّغ قلبك ....///(فضفضة)///....
.... عابرة فقط
فاصل ...ونواصل
المواضيع الأكثر شعبية
تحميل سلسلة محاضرات الدكتور راغب السرجاني كاملة
حتي يحفظ الله رابطتنا ((ورد الرابطه )) للإمام الشهيد حسن البنا-رحمة الله عليه-
.. يــــــــــــــــوم العلــــــــــــــــم 16 أبــــريـــــــــــــــــــل ..
ورد الاستغفار... ليكن لك نصيب من استغفار فى ملتقانا
من اقوال الامام الشهيد حسن البنا....
تحميل كتاب "أيام من حياتي" .. لزينب الغزالي
اقوال رائعة
نشيد ... رددي يا جبال .. رددي يا سهول .. أننا بالفعال .. نقتدي بالرسول mp3
**كتاب**فهم الإسلام في ظلال الأصول العشرين // تحميل
سجله دوما فهذا شعارنا الداااائم ..
التسجيل
التسجيل السريع
سجلاتنا تفيد بانك غير مسجل .. يرجى التسجيل..
اسم العضو
البريد الالكتروني كلمة السر
ملاحظة
كلمة السـر يجـب أن تتكـــون مـن حـروف وأرقــام.
يوم شهر عام
هل أنت موافق على قوانين المنتدى؟
أفضل 10 فاتحي مواضيع
شباب مجددون
الاخوان  المسلمون: تربية..جهاد و دعوة Vote_rcapالاخوان  المسلمون: تربية..جهاد و دعوة Voting_barالاخوان  المسلمون: تربية..جهاد و دعوة Vote_lcap 
سيف الإسلام
الاخوان  المسلمون: تربية..جهاد و دعوة Vote_rcapالاخوان  المسلمون: تربية..جهاد و دعوة Voting_barالاخوان  المسلمون: تربية..جهاد و دعوة Vote_lcap 
فداء
الاخوان  المسلمون: تربية..جهاد و دعوة Vote_rcapالاخوان  المسلمون: تربية..جهاد و دعوة Voting_barالاخوان  المسلمون: تربية..جهاد و دعوة Vote_lcap 
أنوار الإسلام
الاخوان  المسلمون: تربية..جهاد و دعوة Vote_rcapالاخوان  المسلمون: تربية..جهاد و دعوة Voting_barالاخوان  المسلمون: تربية..جهاد و دعوة Vote_lcap 
bel1267
الاخوان  المسلمون: تربية..جهاد و دعوة Vote_rcapالاخوان  المسلمون: تربية..جهاد و دعوة Voting_barالاخوان  المسلمون: تربية..جهاد و دعوة Vote_lcap 
شهيدة الأقصى
الاخوان  المسلمون: تربية..جهاد و دعوة Vote_rcapالاخوان  المسلمون: تربية..جهاد و دعوة Voting_barالاخوان  المسلمون: تربية..جهاد و دعوة Vote_lcap 
مجاهد
الاخوان  المسلمون: تربية..جهاد و دعوة Vote_rcapالاخوان  المسلمون: تربية..جهاد و دعوة Voting_barالاخوان  المسلمون: تربية..جهاد و دعوة Vote_lcap 
سراء برهوم
الاخوان  المسلمون: تربية..جهاد و دعوة Vote_rcapالاخوان  المسلمون: تربية..جهاد و دعوة Voting_barالاخوان  المسلمون: تربية..جهاد و دعوة Vote_lcap 
حبيبة أمتي
الاخوان  المسلمون: تربية..جهاد و دعوة Vote_rcapالاخوان  المسلمون: تربية..جهاد و دعوة Voting_barالاخوان  المسلمون: تربية..جهاد و دعوة Vote_lcap 
~شعلة التغيير~
الاخوان  المسلمون: تربية..جهاد و دعوة Vote_rcapالاخوان  المسلمون: تربية..جهاد و دعوة Voting_barالاخوان  المسلمون: تربية..جهاد و دعوة Vote_lcap 
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
فداء - 1475
الاخوان  المسلمون: تربية..جهاد و دعوة Vote_rcapالاخوان  المسلمون: تربية..جهاد و دعوة Voting_barالاخوان  المسلمون: تربية..جهاد و دعوة Vote_lcap 
سيف الإسلام - 1468
الاخوان  المسلمون: تربية..جهاد و دعوة Vote_rcapالاخوان  المسلمون: تربية..جهاد و دعوة Voting_barالاخوان  المسلمون: تربية..جهاد و دعوة Vote_lcap 
أنوار الإسلام - 1000
الاخوان  المسلمون: تربية..جهاد و دعوة Vote_rcapالاخوان  المسلمون: تربية..جهاد و دعوة Voting_barالاخوان  المسلمون: تربية..جهاد و دعوة Vote_lcap 
شباب مجددون - 740
الاخوان  المسلمون: تربية..جهاد و دعوة Vote_rcapالاخوان  المسلمون: تربية..جهاد و دعوة Voting_barالاخوان  المسلمون: تربية..جهاد و دعوة Vote_lcap 
سراء برهوم - 558
الاخوان  المسلمون: تربية..جهاد و دعوة Vote_rcapالاخوان  المسلمون: تربية..جهاد و دعوة Voting_barالاخوان  المسلمون: تربية..جهاد و دعوة Vote_lcap 
نسمة التغيير - 557
الاخوان  المسلمون: تربية..جهاد و دعوة Vote_rcapالاخوان  المسلمون: تربية..جهاد و دعوة Voting_barالاخوان  المسلمون: تربية..جهاد و دعوة Vote_lcap 
جراح أمتي - 462
الاخوان  المسلمون: تربية..جهاد و دعوة Vote_rcapالاخوان  المسلمون: تربية..جهاد و دعوة Voting_barالاخوان  المسلمون: تربية..جهاد و دعوة Vote_lcap 
bel1267 - 407
الاخوان  المسلمون: تربية..جهاد و دعوة Vote_rcapالاخوان  المسلمون: تربية..جهاد و دعوة Voting_barالاخوان  المسلمون: تربية..جهاد و دعوة Vote_lcap 
أسامة عبد الإله - 314
الاخوان  المسلمون: تربية..جهاد و دعوة Vote_rcapالاخوان  المسلمون: تربية..جهاد و دعوة Voting_barالاخوان  المسلمون: تربية..جهاد و دعوة Vote_lcap 
مجاهد - 205
الاخوان  المسلمون: تربية..جهاد و دعوة Vote_rcapالاخوان  المسلمون: تربية..جهاد و دعوة Voting_barالاخوان  المسلمون: تربية..جهاد و دعوة Vote_lcap 
أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر
لا يوجد مستخدم
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم

 

 الاخوان المسلمون: تربية..جهاد و دعوة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
فداء
فريق الإدارة
فريق الإدارة
فداء


التكاليف مدير المنتدى
الأوسمة لا شيء
انثى

الولاية الولاية : 29- معسكر
عدد المساهمات : 1475
نقاط : 120176
السٌّمعَة : 16
تاريخ التسجيل : 17/09/2010
الموقع : دعوتنا حياتنا

الاخوان  المسلمون: تربية..جهاد و دعوة Empty
مُساهمةموضوع: الاخوان المسلمون: تربية..جهاد و دعوة   الاخوان  المسلمون: تربية..جهاد و دعوة Emptyالأحد 6 مارس 2011 - 17:52

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


اخوتنا الافاضل حياكم الرحمان و بياكم

اخترنا في هذا الموضوع محاولة جمع تراث دعوتنا ، دعوة الاخوان المسلمون ،
بغية التعريف بها و نشر فكرها و مشوارها التربوي الدعوي

و كم اود لو نتشارك جميعا في هذا


و اخترنا لهذا الموضوع عنوان:

الاخوان المسلمون: تربية..جهاد و دعوة


فيااهل الخير.. يا ايها الاخوان المسلمون .. كل من عنده مادة بهذا الخصوص ، يا ريت لا يبخل بها..

و لكم الاجر ان شاء الله

و جزاكم الله كل خير




الفكرة مقتبسة من مجموعة في الفيسبوك و هذا رابطها:

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]



عدل سابقا من قبل درة الاخوان في الجمعة 18 مارس 2011 - 21:15 عدل 2 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فداء
فريق الإدارة
فريق الإدارة
فداء


التكاليف مدير المنتدى
الأوسمة لا شيء
انثى

الولاية الولاية : 29- معسكر
عدد المساهمات : 1475
نقاط : 120176
السٌّمعَة : 16
تاريخ التسجيل : 17/09/2010
الموقع : دعوتنا حياتنا

الاخوان  المسلمون: تربية..جهاد و دعوة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الاخوان المسلمون: تربية..جهاد و دعوة   الاخوان  المسلمون: تربية..جهاد و دعوة Emptyالأحد 6 مارس 2011 - 18:01

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فداء
فريق الإدارة
فريق الإدارة
فداء


التكاليف مدير المنتدى
الأوسمة لا شيء
انثى

الولاية الولاية : 29- معسكر
عدد المساهمات : 1475
نقاط : 120176
السٌّمعَة : 16
تاريخ التسجيل : 17/09/2010
الموقع : دعوتنا حياتنا

الاخوان  المسلمون: تربية..جهاد و دعوة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الاخوان المسلمون: تربية..جهاد و دعوة   الاخوان  المسلمون: تربية..جهاد و دعوة Emptyالأحد 6 مارس 2011 - 18:05

دعــــــــــــــــــــوتنا


كان من نتيجة الفهم العام الشامل للإسلام عند الإخوان المسلمين أن شملت فكرتهم كل نواحي الإصلاح في الأمة ، وتمثلت فيها كل عناصر غيرها من الفكر الإصلاحية ، وأصبح كل مصلح مخلص غيور يجد فيها أمنيته ، والتقت عندها آمال محبي الإصلاح الذين عرفوها وفهموا مراميها ، وتستطيع أن تقول ولا حرج عليك ، إن الإخوان المسلمين :

... ( 1 ) دعوة سلفية : لأنهم يدعون إلى العودة بالإسلام إلى معينه الصافي من كتاب الله وسنة رسوله.

( 2 ) وطريقة سنية : لأنهم يحملون أنفسهم علي العمل بالسنة المطهرة في كل شيء ، وبخاصة في العقائد والعبادات ما وجدوا إلى ذلك سبيلا .

( 3 ) وحقيقة صوفية : لأنهم يعلمون أن أساس الخير طهارة النفس ، ونقاء القلب ، والمواظبة علي العمل ، و الإعراض عن الخلق ، والحب في الله ، والارتباط علي الخير .

( 4 ) وهيئة سياسية : لأنهم يطالبون بإصلاح الحكم في الداخل وتعديل النظر في صلة الأمة الإسلامية بغيرها من الأمم في الخارج ، وتربية الشعب علي العزة والكرامة والحرص علي قوميته إلي أبعد حد .

( 5 ) وجماعة رياضية : لأنهم يعنون بجسومهم ، ويعلمون أن المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف ، وأن النبي صلي الله عليه وسلم يقول : (إن لبدنك عليك حقاً) و إن تكاليف الإسلام كلها لا يمكن أن تؤدي كاملة صحيحة إلا بالجسم القوي ، فالصلاة والصوم والحج والزكاة لا بد لها من جسم يحتمل أعباء الكسب والعمل والكفاح في طلب الرزق ، ولأنهم تبعاً لذلك يعنون بتشكيلاتهم وفرقهم الرياضية عناية تضارع وربما فاقت كثيراً من الأندية المتخصصة بالرياضة البدنية وحدها .

( 6 ) ورابطة علمية ثقافية : لأن الإسلام يجعل طلب العلم فريضة علي كل مسلم ومسلمة ، ولأن أندية الأخوان هي في الواقع مدارس للتعليم والتثقيف ومعاهد لتربية الجسم والعقل والروح .

( 7 ) وشركة اقتصادية : لأن الإسلام يعني بتدبير المال و كسبه من وجهه وهو الذي يقول نبيه صلي الله عليه وسلم : (نعم المال الصالح للرجل الصالح) ويقول : (من أمسي كالاً من عمل يده أمسي مغفوراً له) ، (إن الله يحب المؤمن المحترف)

( 8 ) وفكرة اجتماعية : لأنهم يعنون بأدواء المجتمع الإسلامي ويحاولون الوصول إلي طرق علاجها وشفاء الأمة منها .



وهكذا نري أن شمول معني الإسلام قد أكسب فكرتنا شمولاً لكل مناحي الإصلاح ، ووجه نشاط الإخوان إلي كل هذه النواحي ، وهم في الوقت الذي يتجه فيه غيرهم إلي ناحية واحدة دون غيرها يتجهون إليها جميعاً ويعلمون أن الإسلام يطالبهم بها جميعاً .

ومن هنا كان كثير من مظاهر أعمال الإخوان يبدو أمام الناس متناقضاً وما هو بمتناقض .

فقد يري الناس الأخ المسلم في المحراب خاشعاً متبتلاً يبكي ويتذلل ، وبعد قليل سكون هو بعينه واعظاً مدرساً يقرع الآذان بزواخر الوعظ ، وبعد قليل تراه نفسه رياضياً أنيقاً يرمي بالكرة أو يدرب علي العدو أو يمارس السباحة ، وبعد فترة يكون هو بعينه في متجره أو معمله يزاول صناعته في أمانة وفي إخلاص . هذه مظاهر قد يراها الناس متنافرة لا يلتئم بعضها ببعض ، ولو علموا أنها جميعاً يجمعها الإسلام ويأمر بها الإسلام ويحض عليها الإسلام لتحققوا فيها مظاهر الالتئام ومعاني الانسجام ، ومع هذا الشمول فقد اجتنب الإخوان كل ما يؤخذ علي هذه النواحي من المآخذ ومواطن النقد والتقصير.

كما اجتنبوا التعصب للألقاب إذ جمعهم الإسلام الجامع حول لقب واحد هو الإخوان المسلمون.

الامام الشهيد حسن البنا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فداء
فريق الإدارة
فريق الإدارة
فداء


التكاليف مدير المنتدى
الأوسمة لا شيء
انثى

الولاية الولاية : 29- معسكر
عدد المساهمات : 1475
نقاط : 120176
السٌّمعَة : 16
تاريخ التسجيل : 17/09/2010
الموقع : دعوتنا حياتنا

الاخوان  المسلمون: تربية..جهاد و دعوة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الاخوان المسلمون: تربية..جهاد و دعوة   الاخوان  المسلمون: تربية..جهاد و دعوة Emptyالأحد 6 مارس 2011 - 18:34

فقه الإصلاح والتجديد عند الإمام حسن البنا


لقد حرص الإمام المؤسس على أن يرسى دعائم الإصلاح والتجديد فى رسالته الجامعة ( رسالة التعاليم ) وهى الرسالة العلمية العملية التى كتبها بعد أن عانى العمل الإسلامى فى كل ميادينه الدينية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية والدعوية والحركية والتنظيمية .. فكانت رسالة التعاليم مرحلة عليا من مر...احل الدعوة إلى الله والحركة من أجل الإسلام وتنظيم الصفوف ، وإعداد العاملين من أجل الإسلام والمجاهدين فى سبيل الله لتكون كلمة الله هى العليا ، لذلك كانت هذه الرسالة موجهة إلى صفوة الإخوان المسلمين الذين اجتازوا مرحلتى التعريف والتكوين ، ووقفوا على أبواب مرحلة التنفيذ يريدون أن يترجموا الإسلام إلى عمل وجهاد ...

هذا .. وقد جعل الإمام لركن العمل مراتب ودرجات كل واحدة منها تعتبر ركيزة لما بعدها ، وإن كانت جميعا يأخذ بعضها بحجز بعض وتمثل تكاملا بحيث لا يغنى بعضها عن بعض

إن هذا البرنامج السباعى الوحدات أو الخطوات يشكل عند تنفيذه أملا كبيرا عاشت الأمة الإسلامية تنتظره أجيالا وأجيالا، لكنها كانت تنتظر هذا الأمل دون إعداد له أو استعداد، وتحسب أنها سوف تحققه ، ولكنها كانت واهمة إذ لا أمل بغير عمل .

أما الإمام البنا فقد وضع مفردات العمل وخطواته ، وكان من حقه أن ينتظر تحقيق الأمل انتظار العامل الواثق من فكره وعمله وخطوات هذا العمل ، ولئن قضى الإمام شهيدا فى سبيل الله وفى طريق الدعوة والحركة والتنظيم ، فإن الصحوة الإسلامية المعاصرة ، وحركة الإحياء والتجديد التى تعم العالم الإسلامى اليوم ، لتؤكد لكل ذى بصيرة أو بصر أن المسلمين بالإسلام لابد بالغون نهاية الطريق محققون تلك الآمال بإعادة الكيان الدولى للخلافة الإسلامية أو للحكم الإسلامى ، وأستاذية العالم بنشر دعوة الإسلام فى ربوعه .

وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم الذى بشرنا بتلك البشارة التى حملها إلينا الحديث النبوى الصحيح الذى رواه الإمام مسلم والإمام أحمد وابن حبان والبيهقى رحمهم الله تعالى بأسانيدهم عن أبى بن كعب رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( بشر هذه الأمة بالسنا ، والرفعة ، والدين ، والنصر والتمكين فى الأرض ... ) كما حمل إلينا بشارة مماثلة تثلج صدور المؤمنين العاملين هذا الحديث النبوى الذى رواه الطبرانى بسنده – فى الأوسط – عن أبى أمامة رضى الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( إن الله استقبل بى الشام ، وولى ظهرى اليمن ، وقال لى : يا محمد : إنى جعلت ما تجاهك غنيمة ورزقا ، وما خلف ظهرك مددا ، ولا يزال الإسلام يزيد ، وينقص الشرك وأهله ، حتى تسير المرأتان لا تخشيان إلا جورا ، والذى نفسى بيده ، لا تذهب الأيام والليالى حتى يبلغ هذا الدين مبلغ هذا النجم ) .

إن هذه البشارات قد أحس بها الإمام البنا ووضع البرامج التى تخرجها من حيز الأمل إلى حيز العمل ، فى هذا الركن الراسخ من أركان البيعة وهو ركن العمل .

نسأل الله تعالى إن يوفقنا إلى شرحه وتفسيره ووضع مفرداته حية نابضة أمام شباب العالم الإسلامى اليوم ، ليدركوا من خلالها علما وعملا أن الإسلام الحنيف هو الحل لكل مشكلات المسلمين فى أى زمان وأى مكان ...،

والله من وراء القصد وهو الهادى إلى سواء السبيل ...



أولا : إعداد الفرد المسلم

1- قــوة الجســم .

2- متانــة الخلــق .

3- ثقافـــة الفكـــر .

4- القدرة على الكسب .

5- سلامــة العقيـدة .

6- صحـــة العبــادة .

7- مجاهدة النفــس .

8- الحرص على الوقت .

9- النظام فى الشئون كلها .

10- النفع للغـــير .


ثانيا : إعداد البيت المسلم

1- احترام أهله لفكرتـه .

2- المحافظة على آداب الإسلام فى كل مظاهر الحياة .

3- حسن اختيار الزوجة .

4- توقيف الزوجة على حقوقها وواجباتها .

5- حسن تربية الأولاد .



ثالثا : إرشاد المجتمع

1- نشر دعوة الخير فى المجتمع.

2- محاربة الرزائل والمنكرات .

3- تشجيــع الفضائــل .

4- الأمر بالمعروف .

5- المبادرة إلى فعل الخير .

6- كسب الرأى العام إلى جانب الفكرة الإسلامية .

7- صبغ مظاهر الحياة بالفكرة الإسلامية .


رابعا : العمل السياسى فى الوطن المحلى

1- الشق الأول : تحرير الوطن من أى سلطان أجنبى غير إسلامى ويتناول


أ- السلطان الروحى .

ب- السلطان العقلى والثقافى .

ج- السلطان الأدبى .

د- السلطان الإجتماعى .

هـ- السلطان الاقتصادى .

و- السلطان السياسى .


2-الشق الثانى : العمل على قيام الدولة الصالحة التى تنفذ أحكام الإسلام وتعاليمه عمليا وتحرسها فى الداخل وتبلغها فى الخارج :

فإن هذا الشق مما شغل الجماعة منذ نشأتها ، إذ وردت هذه العبارة التى جعلناها عنوانا فى قانون النظام الأساسى للجماعة .

ثم زادها الإمام المؤسس إيضاحا فى رسالة التعاليم ، حيث تحدث عن الحكومة – وهى ( نظام إدارة الدولة ، أو أداة السلطة على الشعب وتصريف أموره وتوجيه جهوده وتنظيمها وضبط سلوك أفراده وجماعاته عن طريق القوانين التى يضعها صاحب السلطة فى الجماعة ) ... وهذا هو التعريف الإصطلاحى للحكومة

والفارق بين هذا التعريف وتعريف الحكومة فى الإسلام هو أن القوانين فى الإسلام لا يضعها الحاكم صاحب السلطة وإنما يتكفل بها الوحى المتمثل فى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فإن لم يجد نصا فيها كان له ولمن يختار من علماء المسلمين أن يجتهدوا فيضعوا قوانين لا تختلف فى شئ مع أصول الإسلام وأركانه وآدابه وقيمه الخلقية .

وبما أن الحكومات قائمة فى المجتمعات الإسلامية فليس المطلوب إيجادها ولكن المطلوب صلاحها وإصلاحها فى كل شأن من شئونها لا يتفق مع الشريعة الإسلامية .

ولذلك نادى الإمام المؤسس فى هذا المجال بـ (إصلاح الحكومة حتى تكون إسلامية بحق) وبهذا تؤدى مهمتها كخادم للأمة وأجير عندها وعامل على مصلحتها .

وربما كان وصف الحكومة بأنها إسلامية وصف عام يحتاج إلى تحديد وتخصيص ، ولذلك جاء فى كلمة الإمام المؤسس فى هذا المجال قوله : ( والحكومة إسلامية ما كان أعضاؤها مسلمين مؤدين للفرائض غير متجاهرين بعصيان ، وكانت منفذة لأحكام الإسلام وتعاليمه ، ولا بأس بأن تستعين بغير المسلمين عند الضرورة فى غير مناصب الولاية العامة ، ولا عبرة بالشكل الذى تتخذه ولا بالنوع ما دام موافقا للقواعد العامة فى نظام الحكم الإسلامى .... ويتناول :

أ- صفات الحكومة المسلمة :

1- الشعور بالتبعــة .

2- الشفقة على الرعية .

3- العدالة بين الناس .

4- العفة عن المال العام .

5- الاقتصاد فى المال العام .


ب- واجبات الحكومة المسلمة الصالحة :

1- صيانة الأمن .

2- إنفاذ القانون .

3- نشر التعليم

4- إعداد القوة .

5- حفظ الصحة

6- رعاية المنافع العامة .

7- تنمية الثروة

8- حراسة المال .

9- تقوية الأخلاق .

10- نشر الدعوة .


ج- حقوق الحكومة الصالحة :

1- الولاء والطاعة

2- المساعدة بالنفس والمال .

3- النصح للحكومة وإرشادها

4- خلع الحكومة وإبعادها .


خامسا : العمل السياسى على مستوى العالم العربى كله وله هدفان

1- الهدف الأول : تحرير البلاد العربية جميعا من كل سلطان أجنبى عن الإسلام .


2- الهدف الثانى : تأييد الوحدة العربية تأييدا كاملا .


أ- دلالة وثائق الجماعة على تأييد الوحدة العربية :

1- فى رسالة دعوتنا

2- فى رسالة المؤتمر الخامس .


ب- أهم الأعمال التى قامت بها الجماعة فى تأييد وحدة العرب :

1- عملت الجماعة على تحرير الأوطان العربية ما وسعها العمل .

2- عملت على عقد الصلات الطيبة بالأقطار العربية .

3- عملت على إيجاد علاقة طيبة بقيادة الجامعة العربية .

4- قامت الجماعة بإنشاء فروع لها فى كثير من البلدان العربية .

5- كان للجماعة موقف فى جهاد اليهود فى فلسطين .

6- عملت على توجيه ميثاق الجامعة العربية إبان نشأته .



سادسا : العمل السياسى على مستوى العالم كله

القسم الأول : دلالة وثائق الجماعة على تأييد الوحدة الإسلامية :

1- ما جاء فى القانون الأساسى للجماعة .

2- ما جاء فى رسالة عقيدتنا .

3- ما جاء فى المؤتمر الثالث .

4- ما جاء فى رسالة إلى أى شئ ندعو الناس .

5- ما جاء فى رسالة رسالة إلى الشباب .

6- ما جاء فى وثيقة المطالب الخمسون .

7- ما جاء فى رسالة المؤتمر الخامس .

8- ما جاء فى خطاب الإمام المؤسس أمام مسئولى الشعب والمناطق .

9- ما جاء فى رسالة بين الأمس واليوم .

10- ما جاء فى رسالة التعاليم .


القسم الثانى : أهم أعمال الجماعة من أجل الوحدة الإسلامية

1- جهود الجماعة من أجل الشمال الأفريقى Sad المغرب ، الجزائر ، تونس ، ليبيا ) .

2- جهود الجماعة فى تخليص اليمن من الحكم الإمامى المستبد .

3- جهود الجماعة فى دعم استقلال أندونيسيا .

4- جهود الجماعة من أجل فلسطين .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فداء
فريق الإدارة
فريق الإدارة
فداء


التكاليف مدير المنتدى
الأوسمة لا شيء
انثى

الولاية الولاية : 29- معسكر
عدد المساهمات : 1475
نقاط : 120176
السٌّمعَة : 16
تاريخ التسجيل : 17/09/2010
الموقع : دعوتنا حياتنا

الاخوان  المسلمون: تربية..جهاد و دعوة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الاخوان المسلمون: تربية..جهاد و دعوة   الاخوان  المسلمون: تربية..جهاد و دعوة Emptyالأحد 6 مارس 2011 - 18:38

كيف نبني خير أمة ؟


كيف نبني الأمة؟


...هناك أمل كبير في إعادة البناء، بل إن هناك يقينًا في إعادة البناء، وستقوم الأمة من جديد، فهذا ما وعد الله به، وهو سبحانه لا يخلف الميعاد، يقول الحق تبارك وتعالى: {إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ} [غافر: 51].



ولم يقتصر النصر على يوم القيامة فقط، بل في الحياة الدنيا أيضًا. يقول في الحديث الشريف: "إِنَّ اللَّهَ زَوَى لِيَ الأَرْضَ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا، وَإِنَّ أُمَّتِي سَيَبْلُغُ مُلْكُهَا مَا زُوِيَ لِي مِنْهَا".



فسيبلغ ملك أمة المسلمين حتمًا مشارق الأرض ومغاربه، وهذا وعد الصادق المصدوق ، ولكن لا بُدَّ من أمرين في بناء الأمة:


الأمر الأول: يقين بتمكين الأمة

فلا بد من يقين كيقين الصحابة y في غزوة الأحزاب، لقد تحزبت الأحزاب حول المدينة ما يقرب من عشرة آلاف، وهذا الرقم ضخم جدًّا في زمان الجزيرة العربية، وكان يريدون أن يطفئوا نور الله، يريدون إبادة المسلمين.

كان الرجل من بني شيبان عند فخره يقول إننا نزيد على الألف، فهذا الرقم كان رقمًا ضخمًا بالنسبة للعرب، ولن يغلب ألف من قلة.



تخيَّل عشرة آلاف يحيطون بالمدينة المنورة إنها ضائقة شديدة جدًّا، والرسول في وسط هذه الضائقة يضرب بيده الحجر الذي استعصى على المسلمين، تناول المعول بيده فَقَالَ: "بِاسْمِ اللَّهِ. فَضَرَبَ ضَرْبَةً، فَكَسَرَ ثُلُثَ الْحَجَرِ وَقَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ، أُعْطِيتُ مَفَاتِيحَ الشَّامِ، وَاللَّهِ إِنِّي لأُبْصِرُ قُصُورَهَا الْحُمْرَ مِنْ مَكَانِي هَذَا. ثُمَّ قَالَ: بِاسْمِ اللَّهِ. وَضَرَبَ أُخْرَى، فَكَسَرَ ثُلُثَ الْحَجَرِ فَقَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ، أُعْطِيتُ مَفَاتِيحَ فَارِسَ، وَاللَّهِ إِنِّي لأُبْصِرُ الْمَدَائِنَ وَأُبْصِرُ قَصْرَهَا الأَبْيَضَ مِنْ مَكَانِي هَذَا. ثُمَّ قَالَ: بِاسْمِ اللَّهِ. وَضَرَبَ ضَرْبَةً أُخْرَى، فَقَلَعَ بَقِيَّةَ الْحَجَرِ فَقَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ أُعْطِيتُ مَفَاتِيحَ الْيَمَنِ، وَاللَّهِ إِنِّي لأُبْصِرُ أَبْوَابَ صَنْعَاءَ مِنْ مَكَانِي هَذَا".



كيف يكون رد المسلمين وهم يسمعون بشريات النبي وهم في هذه الضائقة؟ قال المؤمنون كما وصفهم الحق تبارك وتعالى: {وَلَمَّا رَأَى المُؤْمِنُونَ الأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلاَّ إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا} [الأحزاب: 22].



المسلمون في هذه الضائقة علموا أن نصر الله قريب؛ لأن نصر الله يأتي بعد اشتداد الأزمات.

أما المنافقون فلما رأوا الفجوة الواسعة بين إمكانيات المسلمين وإمكانيات الأحزاب، قالوا كما أخبر الحق تبارك وتعالى عنهم: {وَإِذْ يَقُولُ المُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللهُ وَرَسُولُهُ إِلاَّ غُرُورًا} [الأحزاب: 12].



هكذا كان حال المنافقين في غزوة الأحزاب لما اعتمدوا في تقييمهم على حسابات ماديّة بحتة، ولم يقدروا لله قدره، لم يقدروا قوة الله ، ولم يقدروا عظمة الله ، فالمنافقون لا يؤمنون، أما المؤمنون الصادقون الذين يعلمون قدر الله فأيقنوا أن نصر الله قريب جدًّا؛ لأن الأزمة اشتدت.



وفي زماننا هذا اشتدت الأزمة، واستحكمت حلقاتها، والنصر آتٍ لا محالة ولا شك في ذلك إن شاء الله.


الأمر الثاني: أين دورك في بناء الأمة الإسلامية؟

كثيرًا ما ينتظر المسلمون مَنْ يأتي إليهم ليعيد لهم بناء الأمة الإسلامية من جديد، لكن أين دورك أنت الذي كلفك الله به لإعادة إعمار الأمة الإسلامية، أو لإعادة بنائه لترجع كما كانت في الصدارة وكما أراد الله لها {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} [آل عمران: 110]. يقول الحق تبارك وتعالى: {كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ} [المدَّثر: 38]، {أَلاَّ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}[النَّجم: 38].



فإن قصر الناس في أعمالهم، فلن يحاسبك الله إلا على تقصيرك أنت. هكذا وعد الله ، وهذا من عدله I.


منهجنا في بناء الأمة
كل إنسان اليوم يريد بناء الأمة على طريقته وعلى منهجه، لذلك نجد من ينادي ببناء الأمة الإسلامية على أن تقوم على النظام الاشتراكي، ونظل في قيد الاشتراكية سنوات طويلة، وبعد مرور أعوام كثيرة نتبين أن هذا المنهج له أخطاء حتى إن بعض الدول كانت تطبق هذا النظام بعد فشله في الدول التي أحدثته!!



والبعض يقترح النظام الرأسمالي وحاله من حال الاشتراكية يطبق لسنوات طويلة وفي النهاية يتبين خطأ هذا النظام.



ونجد من ينادي بتطبيق القانون الفرنسي أو الإنجليزي أو غيره، ونظل نبحث عن مناهج لنرتقي بأمتنا في الشرق والغرب ونختلف ونتصارع. بالرغم من أن الرسول أرشدنا في مثل هذه الأمور وفي ظل الاختلاف والتصارع أن يكون لنا من نحكّمه عند اختلافنا، ففي الحديث الذي يرويه العرباض بن سارية t يقول: "وَعَظَنَا رَسُولُ اللَّهِ يَوْمًا بَعْدَ صَلاةِ الْغَدَاةِ مَوْعِظَةً بَلِيغَةً ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ، وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ، فَقَالَ رَجُلٌ: إِنَّ هَذِهِ مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ، فَمَاذَا تَعْهَدُ إِلَيْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَإِنْ عَبْدٌ حَبَشِيٌّ، فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ يَرَى اخْتِلافًا كَثِيرًا، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ، فَإِنَّهَا ضَلالَةٌ، فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَعَلَيْهِ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ، عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ".



ومن هنا كانت دراسة حياة النبي ودراسة حياة الخلفاء الراشدين المهديِّين أمرًا حتميًّا لمن أراد أن يهتدي إلى الطريق الصحيح لبناء الأمة الإسلامية.



ولن نستطيع أن نبني هذه الأمة على غير منهج الرسول .



د. راغب السرجاني
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فداء
فريق الإدارة
فريق الإدارة
فداء


التكاليف مدير المنتدى
الأوسمة لا شيء
انثى

الولاية الولاية : 29- معسكر
عدد المساهمات : 1475
نقاط : 120176
السٌّمعَة : 16
تاريخ التسجيل : 17/09/2010
الموقع : دعوتنا حياتنا

الاخوان  المسلمون: تربية..جهاد و دعوة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الاخوان المسلمون: تربية..جهاد و دعوة   الاخوان  المسلمون: تربية..جهاد و دعوة Emptyالأحد 6 مارس 2011 - 18:42

القدس.. أرض الرباط والجهاد


القدس في الاعتقاد الإسلامي، لها مكانة دينية مرموقة، اتفق على ذلك المسلمون بجميع طوائفهم ومذاهبهم وتوجهاتهم، فهو إجماع الأمة كلها من أقصاها إلى أقصاها. ولا غرو أن يلتزم جميع المسلمين بوجوب الدفاع عن القدس، والغيرة عليها، والذود عن حماها، وحرماتها ومقدساتها، وبذل النفس والنفيس في سبيل حمايتها، ورد المعتدين علي...ها.



وقد اختلف المسلمون، والعرب، والفلسطينيون في الموقف من قضية السلام مع إسرائيل، هل يجوز أو لا يجوز؟ وإن جاز، هل ينجح أو لا ينجح؟ ولكنهم جميعًا -مسلمين وعربًا وفلسطينيين- لم يختلفوا حول عروبة القدس وإسلاميتها، وضرورة بقائها عربية إسلامية، وفرضية مقاومة المحاولات الإسرائيلية المستميتة لتهويدها، وتغيير معالمها، ومسخ شخصيتها التاريخية، ومحو مظاهر العروبة والإسلام والمسيحية منها. فللقدس قدسية إسلامية مقدورة، وهي تمثل في حسِّ المسلمين ووعيهم الإسلامي: القبلة الأولى، وأرض الإسراء والمعراج، وثالث المدن المعظمة، وأرض النبوات والبركات، وأرض الرباط والجهاد كما سنبين ذلك فيما يلي:


القدس.. القبلة الأولى

أول ما تمثله القدس في حس المسلمين وفي وعيهم وفكرهم الديني، أنها (القبلة الأولى) التي ظل رسول الله وأصحابه يتوجهون إليها في صلاتهم منذ فرضت الصلاة ليلة الإسراء والمعراج في السنة العاشرة للبعثة المحمدية، أي قبل الهجرة بثلاث سنوات، وظلوا يصلون إليها في مكة، وبعد هجرتهم إلى المدينة، ستة عشر شهرًا، حتى نزل القرآن يأمرهم بالتوجه إلى الكعبة، أو المسجد الحرام، كما قال تعالى: {وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَه} [البقرة: 150].



وفي المدينة المنورة معلم أثري بارز يؤكد هذه القضية، وهو مسجد القبلتين، الذي صلى فيه المسلمون صلاة واحدة بعضها إلى القدس، وبعضها إلى مكة. وهو لا يزال قائمًا وقد جدد وتُعهد، وهو يزار إلى اليوم ويصلى فيه.



وقد أثار اليهود في المدينة ضجة كبرى حول هذا التحول، ورد عليهم القرآن بأن الجهات كلها لله، وهو الذي يحدد أيها يكون القبلة لمن يصلي له، {سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلاَّهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [البقرة: 142] إلى أن يقول: {وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ} [البقرة: 143]. فقد قالوا: إن صلاة المسلمين تلك السنوات قد ضاعت وأهدرت؛ لأنها لم تكن إلى قبلة صحيحة، فقال الله: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ} أي صلاتكم؛ لأنها كانت صلاة إلى قبلة صحيحة مرضية عنده.


القدس أرض الإسراء والمعراج

وثاني ما تمثله القدس في الوعي الإسلامي، أن الله تعالى جعلها منتهى رحلة الإسراء الأرضية، ومبتدأ رحلة المعراج السماوية، فقد شاءت إرادة الله أن تبدأ هذه الرحلة الأرضية المحمدية الليلية المباركة من مكة ومن المسجد الحرام، حيث يقيم الرسول ، وأن تنتهي عند المسجد الأقصى. ولم يكن هذا اعتباطًا ولا جزافًا، بل كان ذلك بتدبير إلهي ولحكمةٍ ربانية، وهي أن يلتقي خاتم الرسل والنبيين هناك بالرسل الكرام، ويصلي بهم إمامًا. وفي هذا إعلان عن انتقال القيادة الدينية للعالم من بني إسرائيل إلى أمة جديدة، ورسول جديد، وكتاب جديد: أمة عالمية، ورسول عالمي، وكتاب عالمي، كما قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: 107]، {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا} [الفرقان: 1].



لقد نص القرآن على مبتدأ هذه الرحلة ومنتهاها بجلاء في أول آية في السورة التي حملت اسم هذه الرحلة (سورة الإسراء)، فقال تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا} [الإسراء: 1]. والآية لم تصف المسجد الحرام بأي صفة مع ما له من بركات وأمجاد، ولكنها وصفت المسجد الأقصى بهذا الوصف {الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ}، وإذا كان ما حوله مباركًا، فمن باب أولى أن يكون هو مباركًا.



وقصة الإسراء والمعراج حافلة بالرموز والدلالات التي توحي بأهمية هذا المكان المبارك، الذي ربط فيه جبريل البراق، الدابة العجيبة التي كانت وسيلة الانتقال من مكة إلى القدس، وقد ربطها بالصخرة حتى يعود من الرحلة الأخرى، التي بدأت من القدس أو المسجد الأقصى إلى السموات العُلا، إلى "سدرة المنتهى"، وقد أورث ذلك المسلمين من ذكريات الرحلة: الصخرة، وحائط البراق.



لو لم تكن القدس مقصودة في هذه الرحلة، لأمكن العروج من مكة إلى السماء مباشرة، ولكن المرور بهذه المحطة القدسية أمر مقصود، كما دل على ذلك القرآن الكريم والأحاديث الشريفة.



ومن ثمرات رحلة الإسراء: الربط بين مبتدأ الإسراء ومنتهاه، وبعبارة أخرى بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى، وهذا الربط له إيحاؤه وتأثيره في وعي الإنسان المسلم وضميره ووجدانه، بحيث لا تنفصل قدسية أحد المسجدين عن قدسية الآخر، ومن فرَّط في أحدهما أوشك أن يفرِّط في الآخر.


القدس ثالث المدن المعظمة

والقدس ثالث المدن المعظمة في الإسلام؛ فالمدينة الأولى في الإسلام هي مكة المكرمة، التي شرفها الله بالمسجد الحرام. والمدينة الثانية في الإسلام هي طيبة، أو المدينة المنورة، التي شرفها الله بالمسجد النبوي، والتي ضمت قبر الرسول . والمدينة الثالثة في الإسلام هي القدس أو بيت المقدس، والتي شرفها الله بالمسجد الأقصى، الذي بارك الله حوله. وفي هذا صحَّ الحديث المتفق عليه عن أبي هريرة وأبي سعيد الخدري، عن النبي أنه قال: "لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، والمسجد الأقصى، ومسجدي هذا".



فالمساجد كلها متساوية في مثوبة من صلى فيها، ولا يجوز للمسلم أن يشد رحاله، بمعنى أن يعزم على السفر والارتحال للصلاة في أي مسجد كان، إلا للصلاة في هذه الثلاثة المتميزة. وقد جاء الحديث بصيغة الحصر، فلا يقاس عليها غيرها.



وقد أعلن القرآن عن أهمية المسجد الأقصى وبركته، قبل بناء المسجد النبوي، وقبل الهجرة بسنوات، وقد جاءت الأحاديث النبوية تؤكد ما قرره القرآن، منها الحديث المذكور، والحديث الآخر: "الصلاة في المسجد الأقصى تعدل خمسمائة صلاة في غيره من المساجد، ما عدا المسجد الحرام، والمسجد النبوي" (متفق عليه). ومنها، ما رواه أبو ذر، أن النبي سئل: أي المساجد بُني في الأرض أول؟ قال:"المسجد الحرام". قيل: ثم أي؟ قال: "المسجد الأقصى".



والإسلام حين جعل المسجد الأقصى ثالث المسجدين العظيمين في الإسلام، وبالتالي أضاف القدس إلى المدينتين الإسلاميتين المعظمتين: مكة والمدينة، إنما أراد بذلك أن يقرر مبدأ مهمًّا من مبادئه، وهو أنه جاء ليبني لا ليهدم، وليتمم لا ليحطم؛ فالقدس كانت أرض النبوات، والمسلمون أولى الناس بأنبياء الله ورسله.


القدس أرض النبوات والبركات

والقدس جزء من أرض فلسطين، بل هي غرة جبينها، وواسطة عقدها، ولقد وصف الله هذه الأرض بالبركة في خمسة مواضع في كتابه.



أوَّلها: في آية الإسراء حين وصف المسجد الأقصى بأنه {الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ} [الإسراء: 1].



وثانيها: حين تحدث في قصة خليله إبراهيم، فقال: {وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: 71].



وثالثها: في قصة موسى، حيث قال عن بني إسرائيل بعد إغراق فرعون وجنوده: {وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا} [الأعراف: 137].



ورابعها: في قصة سليمان وما سخر الله له من ملك لا ينبغي لأحد من بعده، ومنه تسخير الريح، وذلك في قوله تعالى: {وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا} [الأنبياء: 81].



وخامسها: في قصة سبأ، وكيف منَّ الله عليهم بالأمن والرغد، قال تعالى: {وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آَمِنِينَ} [سبأ: 18]. فهذه القرى التي بارك الله فيها هي قرى الشام وفلسطين. قال المفسر الآلوسي: المراد بالقرى التي بورك فيها: قرى الشام؛ لكثرة أشجارها وثمارها، والتوسعة على أهلها. وعن ابن عباس: هي قرى بيت المقدس. وقال ابن عطية: إن إجماع المفسرين عليه.



وقد ذهب عدد من مفسري القرآن من علماء السلف والخلف في قوله تعالى:{وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ * وَطُورِ سِينِينَ * وَهَذَا الْبَلَدِ الأَمِينِ} [التين: 1-3]، إلى أن التين والزيتون يقصد بهما الأرض أو البلدة التي تنبت التين والزيتون، وهي بيت المقدس.



قال ابن كثير: قال بعض الأئمة: هذه محالّ ثلاثة بعث الله من كل واحد منها نبيًّا مرسلاً من أولى العزم، أصحاب الشرائع الكبار؛ فالأول: محل التين والزيتون، وهو بيت المقدس، الذي بعث الله فيه عيسى بن مريم عليهما السلام. والثاني: طور سيناء، الذي كلم الله عليه موسى بن عمران. والثالث: مكة، وهو البلد الأمين الذي من دخله كان آمنًا.



وبهذا التفسير أو التأويل، تتناغم وتنسجم هذه الأقسام، فإذا كان البلد الأمين يشير إلى منبت الإسلام رسالة محمد، وطور سينين يشير إلى منبت اليهودية رسالة موسى، فإن التين والزيتون يشير إلى رسالة عيسى، الذي نشأ في جوار بيت المقدس، وقدَّم موعظته الشهيرة في جبل الزيتون.


أرض الرباط والجهاد

القدس عند المسلمين هي أرض الرباط والجهاد؛ فقد كان حديث القرآن عن المسجد الأقصى، وحديث الرسول عن فضل الصلاة فيه، من المبشرات بأن القدس سيفتحها الإسلام، وستكون للمسلمين، وسيشدون الرحال إلى مسجدها، مصلين لله متعبدين.



وقد فتحت القدس -التي كانت تسمى إيلياء- في عهد الخليفة الثاني في الإسلام عمر بن الخطاب، واشترط بطريركها الأكبر صفرونيوس ألاَّ يسلم مفاتيح المدينة إلا للخليفة نفسه، لا لأحدٍ من قواده، وقد جاء عمر من المدينة إلى القدس في رحلة تاريخية مثيرة، وتسلم مفاتيح المدينة، وعقد مع أهلها من النصارى معاهدة أو اتفاقية معروفة في التاريخ باسم "العهد العمري" أو "العهدة العمرية"، أمَّنهم فيها على معابدهم وعقائدهم وشعائرهم وأنفسهم وأموالهم، وشهد على هذه الوثيقة عدد من قادة المسلمين، أمثال: خالد بن الوليد، وعبد الرحمن بن عوف، وعمرو بن العاص، ومعاوية بن أبي سفيان.



وقد أعلم الله نبيه محمدًا بأن هذه الأرض المقدسة سيحتلها الأعداء، أو يهددونها بالغزو والاحتلال؛ ولهذا حرَّض أمته على الرباط فيها، والجهاد للدفاع عنها حتى لا تسقط في أيدي الأعداء، ولتحريرها إذا قدر لها أن تسقط في أيديهم. كما أخبر -عليه الصلاة والسلام- بالمعركة المرتقبة بين المسلمين واليهود، وأن النصر في النهاية سيكون للمسلمين عليهم، وأن كل شيء سيكون في صف المسلمين حتى الحجر والشجر، وأن كلاًّ منهما سينطق دالاًّ على أعدائهم، سواء كان نطقًا بلسان الحال أم بلسان المقال. وقد روى أبو أمامة الباهلي عن النبي أنه قال: "لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين، لعدوهم قاهرين، لا يضرهم من جابههم، إلا ما أصابهم من لأواء (أي أذى) حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك". قالوا: وأين هم يا رسول الله؟ قال: "ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس".



د. يوسف القرضاوي


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فداء
فريق الإدارة
فريق الإدارة
فداء


التكاليف مدير المنتدى
الأوسمة لا شيء
انثى

الولاية الولاية : 29- معسكر
عدد المساهمات : 1475
نقاط : 120176
السٌّمعَة : 16
تاريخ التسجيل : 17/09/2010
الموقع : دعوتنا حياتنا

الاخوان  المسلمون: تربية..جهاد و دعوة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الاخوان المسلمون: تربية..جهاد و دعوة   الاخوان  المسلمون: تربية..جهاد و دعوة Emptyالأحد 6 مارس 2011 - 18:53

صمود الأخوات ... على طريق الدعوة

إن التضحية نبات صغير يرويه الإنسان بالعطاء والبذل وقهر هوى النفس ..من أجل الآخرين، قال الإمام الشهيد حسن البنا: "إذا لامست معرفة الله قلب الإنسان تحول من حال إلى حال، وإذا تحول القلب تحول الفرد، وإذا تحول الفرد تحولت الأسرة، وإذا تحولت الأسرة تحولت الأمة، وما الأمة إلا مجموعة من أسر وأفراد".

ومن ثم فقد ا...عتنى الإسلام بالأسرة على جميع مستوياتها، فلقد اصطفى الله من الناس رسلاً، واصطفى من الناس أناسًا يحملون أمانة هذا الدين، فحملوه وأدوا حقه، وعملوا على تسليمه للأجيال المتعاقبة جيلاً بعد جيل، فلم يعيشوا لشهواتهم، بل عاشوا لتوصيل هذه الأمانة لغيرهم، يقول الشهيد سيد قطب : "عندما نعيش لذواتنا ولشهواتنا تبدو لنا الحياة قصيرة، تافهة، ضئيلة، تبدأ من حيث بدأنا نعي، وتنتهي بانتهاء عمرنا المحدود! أما عندما نعيش لغيرنا، أي: عندما نعيش لفكرة؛ فإن الحياة تبدو طويلة عميقة، تبدأ من حيث بدأت الإنسانية، وتمتد بعد مفارقتنا لوجه هذه الأرض! … إننا نربح أضعاف عمرنا الفردي في هذه الحالة، نربحها حقيقة لا وهمًا، فتصور الحياة على هذا النحو، يضاعف شعورنا بأيامنا وساعاتنا ولحظاتنا فليست الحياة بعد السنين ".

لقد ظهر في العصر الحديث أناس أعادوا للبشرية ذكرى صحابة رسول الله، فوجدنا عائلة الهضيبى والتي ضمت الأب والزوجة والأبناء ضحوا جميعًا في سبيل دعوتهم، وما انتظروا أجرًا من أحد، وسارت على نهجهم عائلة قطب حيث الشقيق الأكبر سيدومحمد وأمينة وحميدة وأبناء الأخوات، ضحوا جميعًا، وتميزت هذه العائلة بفهمها وجهادها وثباتها وتضحياتها، فقدمت الشهيد تلو الشهيد، فنال سيد قطب وابن أخته بكر الشهادة، وأوذي أخوه محمد كثيرًا، ولم تسلم أخواته البنات: أمينة وحميدة من الأذى، فكانت –بحق- عائلة مباركة أنبتت ثمارًا طيبة، فتركت أثرًا طيبًا على مسيرة العمل الإسلامي، وغيرهن الكثير على طريق الدعوةكانت للأخت المسلمة دور في ترسيخ معاني الحب والجهاد في نفوس زوجها وأبنائها ومن يحطون حولها.

كما زرعت روح الجهاد والايجابية في هذه النفوس وكما قال حافظ إبراهيم:

الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق



نحاول في هذا البحث التعرف على:

1_دور المرأة في نصرة الدعوة فهم و عمل لدى الإخوان

2- نماذج تربوية من صفحات التاريخ الإسلامية

3- السلسلة الذهبية تواصل و استمرارية

أ- معنى العزة و الإباء

ب- معنى الهمة العالية

ج– معنى الجلد و القوة

د- معنى الثبات و الصبر على فقدان الولد ، و الزوج و الصحة و المال ، و على سوء الحالة النفسية والعنصرية في المعاملة

هـ- الذكاء في التعامل مع الموقف

4-تاريخ مشرف ... واستلهام مطلوب .

5-المصادر.
دور المرأة في نصرة الدعوة فهم و عمل لدى الإخوان


اهتم الإسلام بدور المرأة المسلمة في نصرة الدعوة اهتماما كبيرا ، و جعل لها في هذا المجال شأنا عظيما .. سواءا كانت أما أو زوجة أو ابنة أو أختا .

فالمرأة هي المسؤولة الأولى عن تربية و إعداد الرجال في كل ميادين الدعوة ، ومن ثم تقديم جيل النصر و الثبات للأمة بأسرها .

ومجتمع خال من مثل هذه المرأة المسلمة و دورها الدعوي ، هو مجتمع رجاله هباء منثورا لا وزن لهم ، كغثاء السيل كثير عددهم ولا قيمة لهم .

وليس أدل على هذا من تلك الحرب الضروس التي يشنها أعداء الدين على المرأة المسلمة عبر التاريخ .

فهم يعلمون تماما أنه متى ما سقطت المرأة سقط المجتمع بأسره وراءها .

ومتى ما ارتبطت بعقيدتها الإسلامية منذ صغرها و تربى فيها معنى المسؤولية و الأمانة تجاه نصرة دينها و عقيدتها .. فإنها تصنع مجد الأمة ببذلها كل غال و ثمين في سبيل الله تعالى ، و تربيتها لجيل العزة و النصر والتمكين .

هذاالوعي التام بأهمية الدور الدعوي للمرأة المسلمة و الذي يبدأ في المنزل بالتربية للأبناء على أساس إسلامي صحيح، و الإخلاص والوفاء و المساندة للزوج في طريق العمل الدعوي كان موجودا لدى جماعة الإخوان المسلمين منذ نشأتها يشير إلى ذلك الإمام الشهيد حسن البنا في قوله :" إن الإسلام يرى للمرأة المسلمة مهمة طبيعية أساسية هي المنزل والطفل، فهي كفتاة يجب أن تهيأ لمستقبلها الأسري، وهي كزوجة يجب أن تخلص لبيتها وزوجها، وهي كأم يجب أن تكون لهذا الزوج ولهؤلاء الأبناء، وأن تتفرغ لهذا البيت، فهي ربته ومدبرته وملكته."

و يؤكد على هذا المعنى عادل الشويخ حيث يقول :

" ... أما دور المرأة فى تنشئة الجيل، وبناء الأسرة المسلمة، فهو أمر أشهر من أن يذكر، فالمرأة هى مدرسة التربية والبناء، والولد يتربى على أمه أكثر مما يتربى على والده، فى المراحل الأولى، بل إن مهمة المرأة الأولى فى الحياة هى لإنجاز هذا الهدف التربوى العظيم، بل إن الدور الجهادى ابتداء يكون بتربية الأم، حيث تربيه على العزة والكرامة، وتدفعه إلى طريق الدعوة والجهاد،"

وكذلك يؤكده الأستاذ مصطفى مشهور بقوله :

" والحقيقة أننا لا نغفل شأن المرأة المسلمة ودور الأخت المسلمة في العمل الإسلامي والحركة بالدعوة، فلها دورها المهم والكبير الذي لا يقل كثيرًا عن دور الأخ المسلم، فهي صانعة الرجال بحسن تنشئتها للأجيال، وهذا أعظم عمل وأخطره في مسيرة الحركة، بالإضافة إلى واجبات ومهام أخرى خاصة بها، ... وقد تعودنا حينما نكتب أو نتحدث في موضوعات متصلة بالدعوة والحركة كثيرًا ما نقصد بحديثنا الأخوة والأخوات وإن بدا أسلوب الحديث أو الكتابة أنه موجهٌ للأخوة.

وليس ذلك غريبًا؛ فالقرآن الكريم في كثير من آياته يوجه النداء بـ "يا أيها الذين آمنوا" ويقصد في كثير منها المؤمنين والمؤمنات.

ومعلوم أن من الدعائم التي يقوم عليها بناء الدولة الإسلامية الذي نسعى لإقامته: البيت المسلم، ولا يكون بيتًا مسلمًا سليمًا إلا إذا توافر للأخ المسلم أخت مسلمة فاهمة وداعية ليتعاونا في إقامته على التقوى من أول يوم.

لهذا كان اهتمام الجماعة من أيامها الأولى بإعداد الأخوات المسلمات وتهيئة الظروف ليقمن بواجبهن نحو الدعوة، وقد أنشأ الإمام الشهيد مدرسة أمهات المؤمنين في الإسماعلية." .

وفي معرض آخر لكلامه في هذا الشأن يقول الأستاذ مصطفى مشهور :

" ... وللزوجة دور كبير في حسن سير الحياة داخل الأسرة فلا يهمل الزوج دورها ... وعلى الزوج والزوجة أن يتعاونا في تنشئة الأبناء تنشئة إسلامية صالحة .

وعلى رب الأسرة أن يضفي جو البهجة على الأسرة ويحقق لها ألوانا من التسرية والترويح الخالية من الإثم .

وعلى الزوجة المسلمة القدوة أن تشجع زوجها على القيام بواجباته نحو إسلامه من عمل وتضحية وجهاد .

وعلى الزوج أن يكون يقظ الضمير حذرا مما تحذر منه الآيات الكريمة {يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم وأن تغفروا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم إنما أموالكم وأولادكم فتنة والله عنده أجر عظيم }.

إن دور الزوجة والأم المسلمة في حقل الدعوة لا يقل خطورة وأهمية عن دور الرجل فهي مربية الأجيال وصانعة الرجال فعليها أن تحسن رعايتهم وتجنبهم قرناء السوء وتعلمهم أدعية الرسول صلى الله عليه وسلم في أمور الحياة اليومية وعند الاستيقاظ وعند تناول الطعام والفراغ منه وعند قضاء الحاجة والفراغ منها وعند لبس الملابس وخلعها وهكذا فالذرية إذا أحسنت تربيتها تكون نعمة وقرة عين ويدعون لوالديهم بعد وفاتهم (ويرعونهم عند تقدمهم في السن ) أما إذا حدث تقصير في التربية فإنها تتحول إلى نقمة ومصدر إعنات لوالديهم وعلى الزوج والزوجة العمل على إحياء المناسبات الإسلامية في نفوس الأبناء كالهجرة و الإسراء والمعراج وغزوة بدر وشهر رمضان وما فيه من خير وليلة القدر وغير ذلك من المناسبات الإسلامية ." .

وبعد هذا التأصيل التربوي ، يأتي الدور العملي للجماعة والذي من خلاله تبلور الواقع وتغير وجه المجتمع ليصطبغ بالصبغة الإسلامية بصورة واضحة للقاصي و الداني .. حيث تم إنشاء قسم خاص للأخوات ، وقد كتب الإمام الشهيد حسن البنا رسالة" المرأة المسلمة" والتي نشرتها مجلة المنار كمقال للإمام في عام 1395 م ،ووجهها إلى قسم الأخوات المسلمات الذي عمل وصدرت لائحته في عام 1951 م ،

وقد كان الهدف من إنشاء هذا القسم ما يلي :

1- بعث الروح الدينية، وبث التعاليم الإسلامية الكفيلة بتكوين شخصيات من النساء مهذبة، تستطيع الاضطلاع بما يناط بها من أعمال وواجبات.

2-التعريف بالفضائل والآداب، المزكية للنفس والموجهة للخير، والكمال، وتعريفها بما لها من حقوق وما عليها من واجبات.

3-إرشادهن إلى طرق التربية الإسلامية الصحيحة النافعة التي تضمن لأبنائهن النمو الجسمي والعقلي، وتجنبهم الإسراف الصحي، والنقص العقلي.

4-العمل على صبغ البيت بالصبغة الإسلامية، ببث تعاليم القرآن الكريم، والسنة المطهرة وسيرة أمهات المؤمنين وفضليات النساء ممن حفل بهن التاريخ الإسلامي المجيد.

5- محاربة البدع والخرافات والأباطيل والترهات والأفكار الخاطئة والعادات السيئة التي تنتشر وتروج بينهن.

6-نشر الثقافة والمعارف التي تنير عقولهم وتوسع مداركهن.

7-الاهتمام بالشئون المنزلية لتجعل من البيت مكاناً سعيداً يضم أسرة هانئة على أساس فاضل سليم.

8-المساهمة في المشروعات الإنتاجية النافعة بالقدر الذي يتناسب مع ظروفهن وجهودهن في محيطهن.

ومن هذه المشروعات:

المستوصفات، ودور الطفولة، وأندية الصبيان، والمدارس، وتنظيم مساعدة الأسرة الفقيرة.

وتوضع لكل مشروع لائحة خاصة، وتؤلف له هيئة إدارية تنهض به، وتشرف عليه طبقاً لأحكام القانون ذي الرقم 49 لسنة 1945 م وتسجل بوزارة الشئون الاجتماعية.

9-المعاونة في حدود ظروف الأخوات، وجهودهن .

ولقد وضح هذا الأمر و دل على منزلة المرأة عند الإخوان ودورها، فإن أثرها يمتد إلى الفرد والبيت والمجتمع كله فإذا صلحت المرأة وأدت دورها الذي رسمه لها الإسلام، ومدت المجتمع بالعناصر الصالحة.

شباباً وشابات، وفتياناً وفتيات كل منهم يعرف دوره ويقوم بعمله، ويؤدي واجبه على الوجه الذي يرضي الله عز وجل.

كما يدعو لهذا الميدان العملي الدعوي للمرأة الأستاذ مصطفى مشهور فيقول :

"إننا نطلب من كل زوجة أو أم أن تقوم بدورها بإقامة البيت على أساس من آداب الدين الحنيف وتعاليمه وتنشيء الأبناء على أخلاق الإسلام وسنة الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وحمايتهم من التأثر بالأخلاق والعادات السيئة التي يجدونها في الشارع وعن طريق أجهزة الإعلام، كما ننبه إلى خطورة ترك الأبناء للخادمات أو المربيات بسبب الانشغال بالعمل، فإن ذلك له انعكاسات سيئة في بناء شخصية الأبناء، وإن أي نقص أو انحراف في نشأتهم لا يعدله مال.

كما نطالب ربة البيت أن تتحرى الحلال والبعد عن الحرام في مطعمهم ومشربهم، كذلك عدم الإسراف في استهلاك المياه والكهرباء والطعام وغير ذلك، خاصةً في هذه الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها الشعب.

وهكذا عندما تستجيب الأسر لهذا الذي ندعوهم إليه نكون قد خطونا خطوة بناءة عظيمة في مراحل بناء الوطن، ومما يبشر بخير أن نرى هذاالأثر الطيب على الساحة المصرية، بل وعلى غيرها في الأقطار الإسلامية من انتشار الزى الإسلامي للمرأة بعد أن كان مستغربًا وموضع سخرية منذ عشرات السنين القليلة وكان التعري والتكشف هو السائد، فبفضل الله وانتشار الوعي الإسلامي ساد الحجاب وصارت المرأة أو الفتاة المتكشفة المتبرجة هي المستغربة المستنكرة، وهكذا نرى دعاة السفور والتبرج تمتلئ قلوبهم بالغيظ والكمد تحسرًا على جهودهم التي ذهبت هباء، والأمل كبير في أن يستمر هذا المد الإسلامي الواعي حتى يعم الساحة كلها بإذن الله والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون. المجتمع هو القاعدة التي يقوم عليها البناء" .


ومما سبق يتضح مدى الوعي التام لدى جماعة الإخوان المسلمين عن خطورة دور المرأة و أهميته في تقدم و ثبات الركب الدعوي و من ثم تأصيل هذا الأمر لدى الأخوات، لتبدأ الجماعة بعد ذلك في تحويل هذا الوعي و التأصيل إلى خطة عمل شاملة مستخدمين في ذلك العديد من الوسائل التربوية العملية ... فكان من نتاج ذلك تكوين جيل من الأخوات الفاضلات المؤمنات اللاتي صمدن كالجبال الراسيات أمام أعاصير المحن والابتلاءات فكن سببا في الربط على قلوب الإخوان و تثبيت الأقدام بإذن المولى العلي القدير .
نماذج تربوية من صفحات التاريخ الإسلامية

أشرنا سابقا إلى استخدام الإخوان للعديد من الوسائل التربوية في ميدان العمل الدعوي الخاص بالأخت المسلمة ... وقد كان من أول و أهم تلك الوسائل مدارسة النماذج النسائية عبر التاريخ الإسلامي للاستفادة الروحية والتربويةومن ثم التخلق بأخلاق هؤلاء الصالحات .

من هذه النماذج الطيبة التي ضربت أروع الأمثلة في البذل لدين الله و الصبر و الصمود و القوة في ذلك :

1-آسية امرأة فرعون :

كانت ملكة على عرشها ، بين قصورها و خدمها في نعيم عظيم لكنها آمنت بالله الواحد القهار و هي تعلم تماما طبيعة طريق الإيمان وما سوف تلاقيه من تعذيب وتنكيل من فرعون و ملأه ولكنها لم تأبه فقد خالط الإيمان شغاف قلبها ، وأمر بها فرعون فصلبت بأوتاد من حديد ، و ضربت حتى سالت دماؤها و انسلخ لحمها من عظمها ،و عاينت الموت ، فلجأت إلى البر الرحيم وقالت " رب ابن لي عندك بيتا في الجنة و نجني من فرعون و عمله ونجني من القوم الظالمين " ثم فاضت روحها المؤمنة وهي على تلك الخاتمة الحسنة جزاء صبرها و ثباتها .

2-وهاهي أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها:

بذلت لدين الله من نفسها ومالها ، و ساندت زوجها صلى الله عليه وسلم وآزرته ،وصمدت في مراحل الدعوة الأولى وهي أشد و أقوى المراحل فكان جزاؤها بشرى من ربها ببيت في الجنة لا صخب فيه ولا نصب.

3-وهذه الصحابية الجليلة سمية رضي الله عنها :

المملوكة لأبي جهل فرعون هذه الأمة ، لكن هذا لم يمنعها من الإيمان بالله و برسوله صلى الله عليه و سلم .

فعذبت و زوجها وابنها بالتجويع و التعطيش ، و الضرب بالسياط تحت لهيب الشمس .. و تسيل الدماء الزكية لكنها ازدادت صمودا وثباتا ، فاغتاظ الذليل عدو الله من هذه العزة ، واستل حربته ويطعنها لتموت من فورها مؤمنة مكبرة مبشرة بقوله صلى الله عليه وسلم " صبرا آل ياسر فإن موعدكم الجنة "

4-وموقف صفية رضي الله عنها :

عمة النبي صلى الله عليه وسلم ، و أم الزبير بن العوام حواري النبي صلى الله عليه وسلم ، يوم غزوة الخندق ، وهي مع النساء و الصبيان في الحصن بالمدينة لما رأت اليهودي يحوم حول الحصن ليخترقه اليهود من خلفه... فلم تفزع ، ولم تصرخ فهي التي رباها الإسلام وحلاها بالقوة و الشجاعة فأخذت سكينا و عمودا من الخشب ، وتتبعت اليهودي خفية ، حتى إذا حانت منه التفاتة ضربته بالعمود على أم رأسه حتى خمد ومات ، ثم جزت رأسه بالسكين وألقتها خارج سور الحصن ، ففزع اليهود لمرأى رأس صاحبهم وولوا الأدبار فارين هاربين .

لقد بذلت من نفسها في سبيل الله و هي يومئذ في الستين من عمرها .

5-وقصة أسماء بنت يزيد بن السكن :

التي قتلت بعمود خبائها يوم اليرموك تسعة من الروم، وكانت ليلة المعركة ليلة عرسها.

6-وها هو المحدث الثقة عاصم بن على بن عاصم:

أحد شيوخ الإمام أحمد بن حنبل ،وقد كان في محنة الإمام ابن حنبل ، فثبت وصمد وقد كان من أسباب ذلك هذا الخطاب الذي كتبته بناته يثبتنه على الحق : ( يا أبانا: إنه بلغنا أن هذا الرجل أخذ أحمد بن حنبل، فضربه على أن يقول: القرآن مخلوق، فاتق الله، ولا تجبه، فو الله لئن يأتينا نعيك، أحب إلينا من أن يأتينا أنك أجبت).

فمثل هذه النماذج الرائعة في الصمود و الثبات و الصبر على الإحن ، وغيرها من صور سطرها التاريخ بمداد العزة و الفخر ... لابد و أن تتربى عليها الأخت المسلمة منذ نعومة أظفارها لتنشأ قوية صامدة ، واعية لدورها في نصرة دعوتها.

باذلة في ذلك مالها وولدها وزوجها وقبل ذلك نفسها ، مخلصة في ذلك لله رب العالمين .
السلسلة الذهبية تواصل و استمرارية


وقد آتت هذه التربية الإخوانية أكلها ... فكانت نماذج الأخوات في الصمود و الثبات أمثلة رائعة هي و بكل صدق امتداد لسلسلة روائع من سبقننا الفضل و الإيمان ببذلهن لدين الله رضي الله عنهن ، و ألحقنا بهم على خير.

لله در الأخوات الصامدات في وجه المحن الصعاب التي مرت على الجماعة ،قصصهن كثيرة ، فلهن في كل واد سهم .. فأنت لا تجد معنى إلا والأخوات قد تركن بصماتهن المتميزة فيه من مواقف بطولية شامخة ، ومن نماذج تلك المعاني:
أ‌-معنى العزة و الإباء

1-يحكي المهندس محمد الصروي هذه القصة أثناء محنة الإخوان في عهد عبدالناصر فيقول :" -أخ آخر ذهبت زوجته فباعت كل ما تملك فى الشقة من أثاث حتى (البالطو) الخاص بزوجها.. ثم ذهبت إلى مكتب الشئون الاجتماعية بطلب إعانة - ولما لم تكن تلبية هذا الطلب سهلة فقد وعدها الموظف المختص أن تأتيه بعد شهر حالما توافق مديرية الشئون على طلبها وبعد أن خرجت من المكتب - قام الموظف ولحق بها وأخرج من جيبه (جنيها) وطلب منها أن تقبله كمساعدة - ولكنها رفضت ذلك وشكرته على عاطفته النبيلة."

2-ويشير أيضا إلى موقف الأخت نادية عبد المجيد من زوجها الذي اعترف على كل الإخوان فيقول :" تم طلاق زوجة علي عشماوي بناءً على رغبتها وإصرارها على الطلاق، بسبب موقفه من إخوانه في هذه المحنة".

فتأمل إباءها الذي حملها على رفض الحياة مع شخص خان إخوانه، وقد عوض الله تعالى هذه الأخت فتزوجها بعد ذلك الشاعر الفلسطيني الأخ عبد الرحمن بارود .
ب‌-معنى الهمة العالية

يروي لنا الأخ عباس السيسي مجموعة من القصص فيقول :

1- " السيدة/ فاطمة عبد الهادي (37سنة): زوجة الشهيد محمد يوسف هواش، وكانت تلقي دروساً دينية للأخوات في السجن بصورة منتظمة وتعمل على رفع معنوياتهم.. ولا عجب في ذلك من زوجة شهيد.. وتلميذة الشهيد (حسن البنا) وهي تتمتع بروح إيمانية عالية جداً.. مع حماسة منقطعة النظير للإسلام.. ولقد زرتها (2004 م) وقد تخطت السبعين بكثير، ورغم ذلك لم يفتر حماسها أبداً.

لقد اعتقلوها لمزيد من الضغوط على زوجها الشهيد محمد يوسف هواش وتركت ابنتها سمية (11 سنة). وابنها أحمد (10 سنوات) وحدهما في المنزل.. لكن يقينها أن الله سيرعاهما لم يتزعزع أبداً، وكانت تعيش مطمئنة إلى كنف الله عز وجل.

ولبثت في سجن النساء ستة أشهر ثم أفرجوا عنها ثم استدعوها لزيارة زوجها قبل إعدامه باثنتي عشرة ساعة للضغط عليه وحثه على كتابة اعتذار لجمال عبد الناصر حتى يتم تخفيف حكم الإعدام عليه، ولكنه رفض وأبى، فقاموا بضربه على وجهه ضرباً مبرحاً ولكنه ثبت على موقفه.

وجلس مع زوجته وأولاده، ووجهه متورم من شدة الضرب، ثم تم تنفيذ حكم الإعدام عليه في فجر اليوم التالي.. وظلت في هذه الزيارة تشد أزره، وتقوي عزمه على الصبر حتى ينال الشهادة وهي تعلم أن الشهيد يشفع في سبعين من أهله.. فهنيئاً لها وله، ولقد حصل ولدها على الدكتوراه في الجراحة من لندن، وحصلت ابنتها على بكالوريوس الطب والجراحة من جامعة القاهرة."

انظر كم كانت همتها عالية و يقينها بالله ثابت ، وكيف أخلف الله عليها بخير في أبنائها .

2-ويقول أيضا :" قالت الزوجة تتحدث مع الأخوات عن الطريقة التى كانت تعيش بها مع خمسة من الأولاد لأكثر من يومين.. كان مرتبى ثلاثين جنيها وهذا المبلغ لا يكفى لمدة أسبوع واحد - ولكنى استعنت بالله فى تدبير أمور المعيشة - فكنت أقوم بتربية الأرانب والبط بما يتبقى من فتات المائدة - فى جزء من البلكونة استعملته لهذا الغرض. وكنت أقوم بترقيد البط على أثنتى عشرة بيضة فتخرج منها اثنتا عشرة بطة وكذا الأرانب لم تمت واحدة وهذا من فضل الله.

كنت اشترى كيلو اللحم ليبقى عند الأسبوع بالكامل وأستعين معه بالبيض والبطاطس والسمك الصغير.

أما الملابس فكنت أقوم بعلاج الملابس القديمة للرجال فأعيد حياكتها وإصلاحها فتصلح للأولاد الذكور - كما كنت أقوم بعلاج الملابس النسائية بحيث تصلح للبنات مع شىء من التنسيق والتزويق بحيث يصعب على المشاهد أن يميز بين ماضيها وحاضرها .

ولما جاء أحد الأعياد طلب منى أولادى ملابس العيد.

فاشتريت جوالين من النوع الذى يشبه الصوف الأبيض وقمت بفك الجوال وعملت منه كرارية خيط وأضفت إليه نوعاً آخر من الخيط الملون ما بين أزرق أخضر وأحمر وصنعت منها بشغل الإبرة لكل واحد منهم شرزاً بحيث لا يمكن أن يفترق على الشرز الجديد كل ذلك لم يكلفنى أكثر من جنيه واحد ، هذا فضلا عن أننى كنت أدفع بعض أقساط للدروس الخصوصية وكذا علاج الأطفال فى حالة المرض الذى ظل يلازمنا فترة وجود والدهم فى السجن.

كل هذا رغم وجود المشاكل النفسية والإرهاق النفسى لما يحدث من ضغط من البوليس واستدعاء للقسم وغير ذلك"

3-ويتابع رواياته في صمود الأخوات وعلو همتهن فيقول :" كان يسكن معى فى زنزانة واحدة وعرفته عن قرب دمث الأخلاق.. يقول الزجل الشعبى الإسلامى.

أغلق محله ولم يعد له ولأولاده أى مصدر للرزق.. نهضت زوجته الوفية بهذا الواجب المقدس، فكانت تخرج بعد الفجر تاركة أولادها الصغار مع أختهم الكبيرة وتذهب إلى الأسواق تتاجر فى الحبوب وتقوم فى منزلها على تربية الطيور ورزقها الله رزقاً حسناً حتى إذا جاءت لزيارة زوجها ومعها أولادها الصغار تحمل معها من الطعام والفاكهة ما يطمئن الزوج ويريح باله.

هذا فضلا عن مشقات الطريق والعنت فى الأسواق وهذا مثل حى لما تقوم به الزوجة المسلمة من الوفاء للزوج فى محنته "
ج–معنى الجلد و القوة

يحكي لنا الأخ الأستاذ عبد الحليم خفاجي هذه القصة في معنى القوة و المثابرة قائلا :" الفضل لله تعالي وحده ، ثم لاثنين من الأخوات في إخراج هذه المذكرات ، من الظلمات إلي النور ، في وقت كان يجبن فيه عن التضحية أشجع الرجال .. الأولي هي الأخت أم جهاد زوجة أحد الأخوة المعتقلين ، والثانية هي الأخت نفيسةزوجة الشهيد أحمد نصير .. الأولي غامرت بتهريبها إلي خارج المعتقل ، رغم سلسلة التفتيشات التي يتعرض لها الزوار والمعتقلين علي السواء .. والثانية لم تتردد في الاحتفاظ بالكشاكيل الخمسة التي سُرَّبت إليها تباعًا ، رغم أنه لم يكن قد مضي علي استشهاد زوجها بالمعتقل عدة أشهر ، وكان بيتها لذلك هو أصلح مكان للحفظ بعد أن خفت الرقابة عليه .

ولولا هاتين الأختين المجاهدتين لطويت الفكرة في الصدور .. فلله الفضل والمنة"

ويقول أيضا :"إن ربي لطيف لما يشاء ..قبضوا على زوجي بعد ولادتي ولدي "ياسر" الذي فرحنا به فرحاً غاماً.. وما كادت عينا زوجي تكتحلان برؤية ولده الذي جاء بعد طول انتظار حتى تم القبض على زوجي.. فرضينا بقضاء الله وقدره.. حتى جاءت ليلة ليلاء.. وفي منتصف الليل وجدنا الباب يقرع بشدة ويكاد يتحطم من شدة وغلظة من يقرعه.. ودار هذا الحوار معهم:

-من بالباب؟!

-افتحي وإلا سأكسر الباب.. إحنا الحكومة.

-لقد قبضتم على زوجي.. فماذا تريدون ؟!. وارتديت ملابسي وحجابي وفتحت الباب، ووقفت أنا وحماتي مشدوهين، مذهولين.. ورأينا مخبرين.. طوال.. عراض معهم ضابط.

-عاوزين إيه ؟!.

-عايزين نقبض عليك إنتِ !!.

-لماذا ؟!. -مافيش داعي لكثرة الكلام.. مطلوب القبض عليك.. إحنا بنفذ الأوامر.

وهنا تدخلت حماتي التي تقيم معنا (والدة الأستاذ جودة شعبان).

-وهي عملت إيه.. ما أنتم أخذتم زوجها تاني.. إيه الظلم ده!! هي معها أولاد صغار كيف تتركهم ؟!.

-الضابط: وإنت كمان مقبوض عليك، البسي ملابسك فوراً بدل البهدلة.

- فقلت لهم (في ثبات):- عندي بنتان صغيرتان نائمتان داخل البيت.. وأمي تسكن قريباً منا.. تسمحوا لي أوصل البنتين إلى جدتهم.

-الضابط.. لا.. اتركيهم هنا للصباح .. إحنا هنأخذك كلمتين وبس في القسم.. ما فيش مناقشة.

وتكمل الحاجة زينت الذكريات الحزينة.. قمت بتغطية البنتين في فراشهما وقلت لهما: في الصباح تذهبان إلى جدتكما، وتخبرانها بما حدث.. والبنات تنظر في ذهول من هول ما تريان.. ولكني استدركت أن معي ياسر ابني.. فقلت لهم: لا يمكن أن أترك الطفل الرضيع وعمره أربعون يوماً فقط وحده.. ففكر الضابط ملياً.. ثم أجاب: أحضريه معك إلى قسم السيدة .. فذهبت أنا وأبني الرضيع الحديث الولادة (ياسر) ومعي حماتي وركبنا معهم عربة الترحيلات التي لا تليق بالآدميين، وذهبنا إلى قسم السيدة زينب.. وهناك في تخشيبة قسم السيدة وجدنا الأخت الحاجة " أمينة الجوهري " حرم الأستاذ محمود الجوهري أمين عام قسم الأخوات المسلمات (قبل عام 1954 م)..

ثم دخل علينا في التخشيبة أربعون شاباً وشيخاً من الإخوان المسلمين.. وبعد قليل تم ترحيلنا في الفجر إلى معتقل القلعة حيث التعذيب الرهيب.. ومررت أنا ورضيعي وحماتي على مشاهد التعذيب ...وتحكي السيدة زينب السيد حسانين عن ليلة القبض عليها فتقول: في عام 1954 قُبض على زوجي جودة شعبان، وحاكموه محاكمة ظالمة وحكموا عليه بالسجن 10 سنوات أشغالاً شاقة، ويومها كان عندي نادية وعمرها 3 سنوات، وكنت حاملاً في ثلاثة شهور، وبعدها بستة أشهر وضعت مولودتي الثانية (علية) في عام 1955 م، وجاءت حماتي وأقامت معنا للمعاونة في رعاية الطفلتين، ويعلم الله كم قاسينا وعانينا في تلك الفترة بعد أن أوقفوا صرف مرتبه بعد سجنه، ولم يتركوا لنا مورداً نعيش منه.. لكن الله - عز وجل - كفانا وآوانا وأطعمنا وسقانا، بحوله وقوته.. وكم لا كافي له ولا مأوى!! .. وعشنا هذه السنوات العشر على أمل اللقاء مع الزوج بعد الصبر الطويل والمعاناة والجري وراءه في السجون .. الحربي -ليمان طره- سجن الواحات- سجن المحاريق - سجن القناطر.. وكنا نعيش الأخبار بمرها، وعلقمها، ومعاناتها.. وطال الصبر وخرج الزوج، وسعدنا به أيام قلائل.. وفجأة وبعد عدة شهور قبضوا عليه في منتصف الليل بصورة لا تقل بشاعة ولا فظاعة عما كان في عام (1954 م) .. دون سبب ودون جريمة إلا أن يقول (ربي الله).. فأيقنت أن لا راحة في الدنيا لمن يسير في هذا الطريق، وأن الثبات على هذا المبدأ ليس مجرد كلمة تقال، أو حتى عزيمة يعزمها ويصر عليها صاحبها.. ولكن الثبات معاناة، وألم، وفراق، وقسوة، ومشقة.. ولكنا كنا قد تعودنا وتعلمنا الرضا بقضاء الله.. وأيقنا أن المطلوب ليس مجرد الرضا فقط، ولكن المطلوب دوام الرضا.. واستمرار الرضا.. بل والاستعداد بسلاح الرضا، في مواجهة المزيد من الإرهاب والضغط والتنكيل..

-ويذكر لنا أيضا قصة الأخت (سميرة) فيقول:" وهذه جرت وراء أخيها لحظة اعتقاله فيالإسكندرية وتتبعت القطار الذي ركبه مكبلاً بالأغلال، وحاولت أن تعطيه سندوتشات ليأكلها في الطريق، ففاجأها المجرمون بالقبض عليها واعتقالها واصطحابها معهم في القطار، وأودعوها سجن النساء ستة أشهر كاملة.. ولم أستطع معرفة اسم أخيها."

ويقول الأستاذ مصطفى مشهور :

" وحُكي لي أن والدة أحد الضباط الذين كانوا يعذبوننا في السجن الحربي في محنة أربعة وخمسين وتسعمائة وألف كانت تنكر عليه عمله أشد الإنكار وتتبرأ منه ومن بنوته لها؛ بسبب ذلك، وكانت تحتفظ في غرفتها بصورة للإمام الشهيد معلقة على الجدار رغم جو المحنة العصيب."

تأمل القوة الإيمانية ... إنها لا تأبه لفلذة كبدها وثمرة فؤادها بل تتبرأ منه مفضلة هذه الجماعة المؤمنة الصابرة على ولدها .

وهذا الموقف القوي لأم معاذ والذي يحكيه لنا الأستاذ مشهور قائلا :

" ... فى أيام المحنة وخاصة فى أولها.. كانت الأهالى تعيش فى فزع مستمر ليلاً ونهاراً.

فهذا يأتى إلى المنزل يسأل عن الأسرة ومن يأتى إليها؟ .. من يدفع لها؟ .. من يزورها؟ فكانت الأسرة تعيش فى رعب مستمر .

... وذات مرة قدم إلى الأسرة اثنان من غير أهل المدينة حضرا لأداء واجب الزيارة والاطمئنان على الأسرة. وكان الزوجة تعرف من قبل هذه الأسماء - ولكنها لم يسبق لها أن رأتهما رأى العين - وحين استراحا فى حجرة الجلوس.. دخلت عليهما وبعد لحظات.. قالت لهما : لا تؤاخذانى - فأنا أعرف الأسماء من قبل ولكنى أريد أن أطمئن بنفسى - وارجو أن تقدما لى البطاقات الشخصية، وكان مفاجأة غير متوقعة، وقاما بتقديم البطاقات، ولما اطمئأنت تحدثا معها بكل ما فى نفسيهما.

... وقد أعجبا بشجاعتها وأثنيا على تصرفها.. ولكن بعضاً من الآخرين لم يعجبهم هذا التصرف، فهم لم يعيشوا تلك الظروف التى تعيش فيها الأسرة، وصدق الله العظيم { وخذوا حذركم } (النساء:102)."
د-معنى الثبات و الصبر على فقدان الولد ، و الزوج و الصحة و المال ، و على سوء الحالة النفسية والعنصرية في المعاملة

1-يحكي الأستاذ المهندس محمد الصروي هذه القصة فيقول :

" هي زوجة أحد الإخوان بالصعيد (للأسف لم أتأكد من اسمه).. قبضوا عليه، وعذبوه في السجن الحربي عذاباً أليماً، ولم يكن عنده مزيد من الاعترافات.. فقبضوا على زوجته واسمها (امتثال) .. وكانت حاملاً في شهرها التاسع وعلى وشك الولادة، ولما قبضوا عليا في مفاجأة مذهلة للحرائر العفيفات.. ذهبت معهم في ذهول، وتنقلت في تخشيبات الأقسام في الصعيد.. ثم حملوها في عربة الترحيلات الكئيبة إلى قسم السيدةزينب.. ثم في أحراش الليل البهيم تم نقلها إلى سجن النساء في القناطر.. وأثناء هذه الرحلة فاجأتها - بطبيعة الحال - آلام الولادة، واشتدت عليها.. وكانت حاملاً في توأم كبير الحجم (كما تواترت الأخبار عبد ذلك عن طريق السجانات).. وفاجأها النزف الشديد في دورة مياه في عنبر سجن النساء بالقناطر.. وسقطت على الأرض مغشياً عليها وصرخت زميلاتها من الأخوات، وهرولت السجانات، وأحضروا بطانية ووضعوها فيها، وأمسك ستة عساكر بأطراف البطانية (فقد كانت رحمها الله بدينة ممتلئة الجسم) ونزل التوأم في الطريق ولم تنزل المشيمة، وهرولوا بها.. ولكن عربة الإسعاف تأخرت، ولما حضرت الإسعاف وحملوها إلى المستشفى كانت قد فارقت الحياة وفارق التوأمان معها الحياة أيضاً، هذه هي الجريمة البشعة التي ارتكبت في حق الشهيدة ووليديها رحمها الله رحمة واسعة.. وتقبلها مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.. آمين هكذا قدمت قضية (1965 م) شهيدة من النساء بجوار الشهداء من الرجال."

هذه الأخت المجاهدة ... صبرت على فقد الزوج ، وعلى ضيق العيش ، و على ألم الحمل ، و على العمل في الحقل لحفظ مال زوجها ، وعلى الرحلة الأليمة من الصعيد حتى سجن القناطر في مصر.

كل هذا وهي ثابتة على إيمانها ، يلهج لسانها بذكر الله فكان عاقبتها شهادة في سبيل الله نحسبها كذلك .

2-ومن منا لا يعرف الحاجة زينب الغزالي .... الداعيةالمجاهدة الصابرة الصامدة ... و التي تعد فعلا من رموزالجماعة في الستينات وما بعدها ...

تروي لنا بعض ما أصابها في كتابها أيام من حياتي فتقول :

" .... فتح الباب ثانيه ليدخل صفوت وحمزة البسيوني مصطحبين علية الهضيبي (بنت فضيلة المرشد الثاني ) وغادة عمار(حرم الطيار يحيى حسين) يدخلانهما ويخرجان ويغلق باب الزنزانة .

وتقبل على علية تأخذني بين ذراعيها تقبلني وأنا منصرفة عن نفسي والدنيا وتتساءل في ألم : أنت الحاجة؟ والتفت إلى غادة فأرى عينيها ممتلئتين بالدموع تغرقان وجهها.

وأسأل علية في ألم . .ألم تعرفيني ؟ فتجيب : لا . . لا. . يا حاجة لقد تغيرت كثيرا نقص وزنك إلى حد مخيف ،وأصبح وجهك كأنه وجه شقيقك سعد الدين .

قلت :هذا أمر طبيعي، أنت لا تعرفين الهول الذي أعيش فيه .

وفوق ذلك فأنا لا أتناول من الطعام إلا ملعقة من السلاطة في اليوم والليلة يرمى بها الجندي وهو مرعوب يخشى أن يضبط متلبسا بجريمته .

وتحاول أن ترتب المكان بما أصبح فيه من بطاطين ووسادات .

وتجد وتسألني عن مصحف ، مسكينة علية لقد حسبت أننا نتعامل مع "آدميين " بل نسيت علية أننا هنا مع أعداء المصحف ؟ " أأنتظر منهم أن يسمحوا لي به وتعرض على غادة مصحفا صغيرا كان معها وكذلك تفعل علية.

ونجلس ولما مددت رجلي المكسورة التماسا للراحة ظهرت آثار التعذيب وضرب السياط ، وتسألني علية عما ترى فاتلوا عليها الآية الكريمة عن أصحاب الأخدود ( النار ذات الوقود إذ هم عليها قعود وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد ) ، وتبكي غادة في صمت وتتساءل علية في عجب : أيمكن أن يحدث هذا مع النساء ، علية طيبة القلب لم تستطع أن تصل بخيالها إلى المدى الذي يمكن أن يبلغه حكم عبد الناصر من عداوة لله ثم للدعاة .

وسألت علية وماذا بعد ذلك ؟ قالت يتهامس الناس على اعتقال عشرين ألفاً من المشيعين .

نعم لقد كانت جنازة النحاس أذان حق واعلان صدق عن سريرة مصر والمشاعر الحبيسة في نفوس أبنائها والحرية المكبوتة .

وشدني الحديث إلى ذكريات كثيرة عن مصطفى النحاس ، ذلك الرجل الذي لم يحقد يوماً على أعدائه ، وكان لا يعز عليه أن يعترف بالخطأ إذا أخطأ ، لقد كان زعيماً وطنياً .

وسألت محدثتي هل اعتقل أخي " سيف الغزالي " الوفدي فلم تؤكد علية ولم تنف ، وساد الصمت فظنت بي خوفاً على أخي فربتت على كتفي قائلة : يا حاجة كل شئ عنده بمقدار .

لم يكن بي خوف ولكن كان انشغالي بهذه الصورة الرائعة للجنازة .

فقد كانت صورة التشييع كما نقلتها لي علية تعطي إشارة صريحة وقوية إلى أن نبض هذه الأمة لم يتوقف رغم كل إيحاءات أجهزة الإعلام التي خدعت الناس وبخاصة خارج مصر فظنوا الطاغوت إنساناً أو كما علقت عليه علية ـ ظنوه المنقذ - ما حدث كان يعني أنه ـ بإذن الله ـ سيأتي اليوم الذي تكشف فيه الحقائق ليعلم الناس حقيقة حكامهم وما يبيعون وما يشترون ، يبيعون شعوبهم وضمائرهم ويشترون مقاعد للحكم مقابل سحق الإسلام والمسلمين ، إنه لتخطيط رهيب ! وانصرفت إلى غادة أسألها عن زوجها وأولادها ووالديها .

ومن بين دموعها عرفت أن الزوج هرب لاجئا إلى السودان ، وأن الأم مريضة تائهة بين سمية المريضة وهالة الرضيعة .

وأنها ما كانت لتهتم بشيء لولا الطفلتين .

هدأتها ودعوت للجميع ثم سألتها عن ضياء الطوبجي وهل تم زفافه ؟ وكان الجواب أنهم قبضوا عليه ويده في يد عروسته والمأذون ، وقبضوا على عروسته وهى في ملابس الزفاف وعلى أخته منى وأخيه الدكتور .

وهزني نبأ القبض على الفتيات وتساءلت : إذن كان القصد هو القبض على كل من له اتصال بالإخوان .

وتدخلت علية لتقول : بل على كل من يرى مؤديا للصلاة .

وبدأت غادة تحدثني عن الاعتقالات والوحشية في تفتيش المنازل ليلا ونهارا ولم أكن بحاجة إلى هذا الحديث فقد حدث هذا معي وأكثر.

قلت : أعتقد أن التتار حين حاربوا الإسلام لم يفعلوا ما فعله عبد الناصر وزبانيته ، ولا الرومان حين كانوا في مصر قبل الفتح الإسلامي .

لقد أنسانا الحكم الناصري فجور المجرمين في التاريخ الإنساني كله .

إنه مارد أصم عن سماع الحق أعمى عن رؤية النور.

فلا عجب أن يجلد النساء ويسجنهن ويقتل الرجال وييتم الأطفال ويرمل النساء ! ! والحديث بمرارته وما فيه من شجون وأسى كان الواقع يحكى ذلك كله .

والتفتت إلى تحدق بي وتغوص بعينيها في قدمي المنتفختين وساقي المتورمة وقالت : أظن أن دورنا في التعذيب قد جاء يا حاجة، ربنا يعيننا ويصبرنا.

وسآتيك بفوطة من حقيبتي أغطى بها رجليك ، أليس معك حقيبة ملابس يا حاجة؟

ظللت : ثمانية عشر يوما وأنا في هذه الملابس الملوثة بدماء النزيف كما ترين يا ابنتي . وأخذت غادة تبكى وهى تنظر إلى ملابسي المجمدة بالدم والصديد فوق جسمي .

واقترحت على أن تغير ملابسي بما معها هي ولما رفعت الملابس الممزقة عن جسدي فوجئنا بآثار السياط تمزقه وكانت صيحة استنكار وألم ، فهذا مما لا يمكن أن يحدث مع النساء في نظرهما. .

وحاولت أن أخفف عنهما ما رأتا فحمدت الله على أن كان هذا في سبيله سبحانه وتعالى، لا في سبيل أي دعوة دنيوية أو إلحادية، حمدته على أن أكرمنا بالإسلام وحمدته على أن شرفنا بمظلة : أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبد لله ورسوله ".

وحاولت علية بدورها أن تخفف عنى، فنقلت لي أحاديثهم عنى حديث أختها السيدة خالدة الهضيبي عن أن السجن لن يضيرها بشرط أن يدعوها فيه معي في زنزانة واحدة.

لقد هزني هذا الحديث كثيرا .

ولكن لو رأت خالدة جسمي لغيرت رأيها وطلبت من الله أن يعافيها . . ودعوته سبحانه أن يعفى جميع الأخوات وجميع المسلمين والمسلمات من جور وظلم أهل الباطل .

وفتح باب الزنزانة فجأة فانقطع ما بيننا من حديث ودخل الشيطان الأسود وبيده ثلاثة أرغفة من الخبز وقروانة" صفيح بها فاصوليا مسلوقة .

أخذتها منه علية .

وأغلق الباب .

كنت لا أطيق رائحة هذا الطعام .

وكانت علية حاملا ويبدو عليها الإجهاد .

وكأنها أحست بما في نفسي فقربت الطعام منى وهى تقول : الأكل حلو يا حاجة! وناولتني رغيفا ، وناولت غادة رغيفا آخر وابتدأت تأكل وتبعتها غادة .

قالت علية : يجب أن أكل من أجل الضيف الذي هنا ! ! وأشارت إلى حملها ولما رأتني متوقفة توقفت وكذلك فعلت غادة .

قالت علية : نحن نأكل ونقول مع كل لقمة بسم الله الرحمن الرحيم .

ولم أستطع أن أبتلع الطعام .

فقالت علية : يا حاجة أنا معتقدة أنك أصبحت في نصف وزنك طبعا من عدم الأكل ، وقد أصبح الأكل في هذا الوقت عبادة .

فالجلادون سيسعدهم أن تموت زينب الغزالي .

والامتناع عن الأكل حرام .

حاولت دون جدوى أن أناقشها بأني آكل ما يمسك على الحياة، وإرادة الله قد أعطتني الصبر عن الطعام والقدرة على الاكتفاء بملعقة سلاطة .

ومازالت بي تلح حتى أكلت .

ويعلم الله أنه كان عذاباً لا طعاماً .

وفى صبيحة اليوم الثاني لحضور علية وغادة، استطعت أن أشركهما معي في لقائي اليومي بالمرشد العام عن طريق ثقب الباب ، وحدثتهما عما بعثه في نفسي من طمأنينة وراحة .

واستطاعت علية أن ترى أباها في ذهابه إلى دورة المياه وإيابه وكذلك غادة .

وجلسنا باقي النهار تحكى لنا فيه غادة كيف قبضوا عليها وكيف التقت بحميدة قطب بعد القبض على، وأبلغتني أنهم قبضوا على آل قطب جميعا .

ومرت ساعات اليوم ثقيلة بطيئة تقطع وحشتها ركعات الصلاة الجماعية .

3-وقد وردت هذه الحادثة في بحث العنصرية في التعامل مع الإخوان المسلمين :

" الحدث : الزوج محمد عبد الرحيم الأسود(موجه مالي بالإدارة التعليمية بكوم حمادة 42سنة) والزوجة (ماجدة محمد الشرقاوي- ربة منزل) باتا ليلتهما كأي زوجان مصريين في مدينة من مدن الأقاليم يحلمان بإشراقه يوم جديد يستطيعان فيه تلبية احتياجات ثلاثة بنات هن كل أبناؤهما ويحلمان باليوم الذي تضع فيه الزوجة حملها الذي مر عليه ثلاثة أشهر إلا أسبوعا واحدا وهى نهاية المدة التي حددها طبيب الزوجة د.طارق زكريا.

حتى يضمن الجميع انتهاء مخاطر الحمل الذي ظلت تنتظره لمدة 12عاما من العلاج والمتابعة .

ويحلمان أخيرا بإرضاء أم الزوج التي أقعدها المرض وأصبحت في شبه غيبوبة .

ونام الزوجان على هذه الأحلام المشروعة ولم يكن يشغلهما شئ أخر كما ينشغل الآخرون أحيانا فالزوجان متدينان والجميع في مدينتهما يعرفونهما ويحبونهما لطبيعة عمل الزوج وشهرة عائلته ولأخلاق الزوجة ولحبها لمن حولها .

وفي تمام الساعة 2:20فجر يوم الاثنين 24/7 انتفض الجميع على أصوات مفزعة كأصوات مدافع تدك حصنا منيعا ولم تكن هذه الأصوات بعيدة عنهم بل إنهم متأكدون إنها في نفس البيت الذي يسكنونه ... ما الذي يجري , هذا ما ترويه الزوجة : صحونا جميعاً - زوجي وبناتي- على أصوات تحطيم بوابة البيت وبما أنني ممنوعة من الحركة فقد لزمت الفراش وبعدما استطلع زوجي ما يحدث عاد ليطالبني بالبقاء في سريري وأمر البنات بالدخول معي في نفس الحجرة -ظنا منه أنه مجرد اشتباه وسوف ينتهي الموقف إلا ان ما حدث لا يستطيع أن يتخيله عقل فقد فوجئنا بعشرات الجنود المدججين بالأسلحة يدخلون علينا ويحطمون أثاث المنزل ويبعثرون محتويات الدواليب وكأن لا هم لهم إلا الانتقام منا .

وتستطرد الزوجة: ثم دخل علي الضابط-رأفت عبد الباعث- وأمرني بترك الحجرة لتفتيشها فأخبرته بأنني ممنوعة من الحركة وإلا فقدت جنيني الذي أنتظره منذ 12عاما ,فما كان منه سوى تهديدي بالقتل إن لم أخرج وهنا علا صراخ البنات ونحيبهم .

وفي الحجرة الأخرى كانت حماتي (قعيدة وفي شبه غيبوبة ) لا تعي شيئاً مما يحدث, فأمر الضابط أيضاً بإخراجها من الشقة ولما أشارت بحاجتها إلي الحمام حملها زوجي يرافقه اثنان يضعان سلاحيهما في جنبيه ولما انتهت من قضاء حاجتها أخرجوها ثانيةً.

في هذا الوقت استعطفت الضابط أن يتركني للتعب الذي حل بي ولخوفي على حملي إلا أنه أصر بعنجهية على إذلالي -علي حد قوله وبقيت واقفة مرغمة حتى انتهوا من (غزوتهم) التي استمرت ساعتين كاملتين وبعدها مباشرة شعرت بمقدمات الإجهاض على جسدي فوقعت مغشياً علي (انتهى كلام الزوجة).

التقت (آفاق عربية) بشقيق الزوج (حسن محمد الأسود) ليستكمل ما حدث , قال : في أثناء الضجيج الذي حدث هذه الليلة سارع شقيق لنا يسكن في نفس شارع محمد للاطمئنان عليه وعلى والدته فمنعه الضابط بل سبه سباً شديداً وتوعده .

ويضيف حسن : ما حدث لا يمكن السكوت عليه فزوجة شقيقه أجهضت ووالدته أهينت وأخي تم تعذيبه في مقر أمن الدولة بمركز بدر بمديريةالتحرير وكسروا أثاث بيته وحصلوا على مئات الكتب من مكتبته وقد تقدمت بناء على ذلك بشكوى إلى نيابة كوم حمادة شرحت فيها كل ما حدث ."

4-وفي كتاب الموتى يتكلمون يقول الأستاذ سامي جوهر :

" يروى العقيد نصر الدين محمد الإمام تفاصيل القبض عليه.. قال أنه فوجىء برجال المباحث الجنائية العسكرية يقتحمون مسكنه برئاسة تلميذ له هو الرائد حسن كفافى.. كان الوقت بعد منتصف الليل.. أيقظوا أطفاله وزوجته وأمه المريضة التى لقيت ربها بعد ذلك بأسبوعين..حبسوا الجميع فى غرفة.. وبدأوا يفتشون مسكنه.. وعثر حسن كفافى على مبلغ ألف وخمسمائة جنيه كان نصر أدخرها لشراء تاكسى يعاونه إيراده فى مجابهة تكاليف المعيشة.. وأخذ حسن لنفسه المبلغ مدعيا أنه سيعيده عندما يتأكد من مصدره.. وطبعا اختفى المبلغ للأبد... وبعد أن مزقوا المراتب بالمطاوى بحثا عن أدلة ولم يجدوا شيئا اصطحبوه إلى السجن الحربى..."

فتأمل أيها القارئ كيف كان صبر هذه الزوجة الفاضلة على لأواء فراق الزوج ، وضيق ذات اليد ، والترويع الذي أصابها في هاتيك الليالي .

5-ويذكر هنا الأستاذ عمر التلمساني زوجته وصبرها وثباتها ووفاءها فيقول :

" حتى توفيت تلك الزوجة الوفية فى رمضان 1399 هـ ـ الثامن من أغسطس 1979 م بعد أن تسحرنا وصلينا الفجر معا وبعد مرض لازمها الفراش حوالى سبع سنوات .

مازلت أبكيها بحرقة من كل قلبى الى اليوم كلما مرت ذكراها بخاطرى أو ذكرها أحد أمامى فقد كانت زوجة مثالية تطهو أشهى الطعام وتساعد من تغسل الملابس يدا بيد وتقوم على نظافة المنزل مع الخادمة ـ لم تسألنى فيما أفعل لم فعلت ؟ ولا فيما تركت لم تركت ؟ .

لم تطالبنى بشىء لنفسها لأنى كنت أوفر لها كل ما تطلبه الزوجة من زوجها وظلت بعد الزواج ملازمة للبيت حوالى سبعة عشر عاما لا تخرج لزيارة أهلها أو حضور عزاء أو تهنئة إلا فى سيارة ولم تركب طوال تلك السنين تراما ولا أتوبيسا أو تمشى فى الطريق على قدميها لأنى كنت شديد الغيرة عليها .. أغار عليها من الشمس أن تلقى عليها أشعتها ومن الهواء أن يلامس طرف ملابسها .

وكانت تعرف ذلك منى فلم تضق بى ولم تعاتبنى .

هذا إن لم تكن هذه الغيرة ترضيها وتسعدها .

وقد رزقنى الله منها بنسل كثير لم يبق منه إلا ذكران وأنثيان أسأل الله أن يكون عنهم راضيا فهم صالحون ومؤدبون ومطيعون .

وأذكر هنا واقعة تتعلق بغيرتى عليها .. فقد حدث لما قضيت فى سجن عبد الناصر سبعة عشر عاما من أكتوبر ( تشرين أول ) 1954 الى يوليو ( تموز ) 1971 كانت نعم الزوجة الصابرةالمحتسبة .

ومرت عشر سنوات فى السجن لم أرها فيها غيرة عليها أن يراها السجانون ومن معى من الإخوان حتى إذا ألح على الإخوان ووجهوا لى اللوم على هذه القطيعة .

أذنت لها بزيارتي فى السجن واستقبلتها فى إتزان وكأنى لم أفارقها إلا يوما أو بعض يوم .

لم تسبب لى متاعب مع أهلي حتى ولو أسيء إليها فى غيبتي من أم أو أخ أو أخت "
هـ- الذكاء في التعامل مع الموقف

1- كانت الحاجة زينب الغزالي تتمتع بالحصافة و الفطنة إلى جانب ما تميزت به من حسن صلة بالله تعالى .. فكان هذا الذكاء حاديها في حالك المواقف و عصيب الأزمات ، و مدلهم الخطوب .

يحدثنا عن هذه الصفة الأستاذ محمد أنور رياض فيقول :

" قطعت أم عبده الحوار ... لتخبرها بوجود زوار ... انصرف عنها زوجها كانوا

ثلاثة ... من لباسهم ... يبدو أنهم من العرب .

قال أحدهم ... في لهجة غريبة ... لم تهتم بها كثيرا :

- الأخوة في السعودية يهدونك السلام ... ويتمنون لك الشفاء .

ردت :

- شكرا ... من هم ؟

قال :

- الأخ سعيد رمضان ... وإخوانه مصطفي العالم ... وكامل الشريف ... ومحمد العشماوي .

أطرقت برهة ... ثم واصلت الأسئلة :

- ولكنكم لستم سعوديون .

- لا ... نحن من إخوان سوريا .

أخرج أحدهم مظروفا ... وضعه أمامه علي المنضدة :

- المبلغ ليس كبيرا ... مساهمة من الإخوان لأسر المعتقلين ... أعلم أنكم في حاجة إلي المال .

نظرت إلي المظروف ... ولم تتكلم .

استطرد الثالث : - نحن علي علم بالمحنة التي يمر بها إخواننا في مصر ... والظلم الواقع عليهم من طاغية العرب الذي

حاول اغتيالك ...هه ... هيا ... أخرج ما في نفسك ... قالت تستدرجه :

- من تقصد ؟!

قال في حماس :

- وهل هناك غيره ... عبد الناصر الملعون ... اللهم خلص
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فداء
فريق الإدارة
فريق الإدارة
فداء


التكاليف مدير المنتدى
الأوسمة لا شيء
انثى

الولاية الولاية : 29- معسكر
عدد المساهمات : 1475
نقاط : 120176
السٌّمعَة : 16
تاريخ التسجيل : 17/09/2010
الموقع : دعوتنا حياتنا

الاخوان  المسلمون: تربية..جهاد و دعوة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الاخوان المسلمون: تربية..جهاد و دعوة   الاخوان  المسلمون: تربية..جهاد و دعوة Emptyالأحد 6 مارس 2011 - 18:58

تعانق الدين والعلم في تاريخنا الإسلامي



الدارس لحضارتنا الإسلامية ولتاريخنا الإسلامي -بعُمقٍ- يجد فيه مآثر ومزايا لا توجد في غيره من تواريخ الأُمم والحضارات، وكلها من آثار الإسلام وتعاليمه، ونضحه على الأُمة التي صنعت هذا التاريخ.
...


من هذه المآثر والمناقب المشهورة: أن العلم والدين في حضارتنا يتعانقان ولا يتصارعان، ويتفقان ولا يختلفان؛ فالدين عندنا علم، والعلم عندنا دين. ولهذا لم يقُم عندنا ما قام عند أمم أخرى -مثل الأمم الأوربية في عصورهم الوسطى- من صراع تأجَّجت ناره بين العلم والدين، أو بين الفكر والعقيدة، أو بين الشريعة والحِكمة.



لقد عرَف تاريخ أوربا هذه المعارك المُشتعلة بين العلم والدين، وبعبارة أخرى: بين رجال العلم والفكر من رُوَّاد الابتكار والاختراع في مجالات العلم المختلفة من ناحية، وبين رجال الكنيسة الغربية المُمثِّلين للدين والمُتكلمين باسمه من ناحية أخرى... فقد تبنَّوا نظريات معينة تلقوها من فلسفة اليونان، أضفوا عليها لونًا من القداسة والعصمة -وهي فكر بشري محض- ولم يسمحوا لأحد أن يُخالفها، أو يخرج عن إطارها، ومَن فعل ذلك استحقَّ لعنة الله، وحُكم عليه بالإلحاد والهرطقة، والمُروق من الدين.



وأنشئت (محاكم التفتيش) الرهيبة، لتُلاحق هؤلاء الذين اجترءوا على حُرمة الدين، واستباحوا الحِمى المُحرَّم، وخرجوا عن النطاق المرسوم، فقرَّروا مثلاً: أن الأرض كُروية، وليست مبسوطة.



هذا في الوقت الذي كان فيه طلاب العلم من المسلمين يقرءون في كتب التفسير مثل: تفسير الفخر الرازي، وفي كتب (علم الكلام) مثل كتب الجرجاني والتفتازاني، وفي كتب (المِلل والنِّحل) مثل كتاب ابن حزم (المتوفَّى 456هـ): فكرة كُروية الأرض والتدليل عليها[1]، ولا يجدون في ذلك حرجًا في الدين، ولا عنتًا في الدنيا.



لقد نشأ المنهج العلمي الاستقرائي التجريبي في تُربة الحضارة الإسلامية، ونما وترعرع على أيدي علماء المسلمين، نظريًّا وفلسفيًّا، وعمليًّا وتطبيقيًّا. ونمت علوم الفيزياء والفلك والكيمياء والتشريح والطب والرياضيات وغيرها، نموًّا حافلاً، تُوِّج بتطبيقات ناجحة في شتَّى مجالات الحياة والإنسان. وكذلك نقد المسلمون المنهج الصُّوري القياسي الأرسطي، كما نرى ذلك في نقد ابن تيمية للمنطق نقدًا علميًّا رصينًا[2].



وعن الحضارة الإسلامية أخذ الأُوربيون المنهج التجريبي؛ روجر بيكون، وفرنسيس بيكون وتلاميذهما، إنما تتلمذوا على المسلمين وعلومهم وحضارتهم، واقتبسوا منهم، ونقلوا عنهم، وهذا ما اعترف به المؤرخون والباحثون المنصفون من الغربيين.



د. يوسف القرضاوي



المصدر: كتاب (البابا والإسلام) للعلامة الدكتور يوسف القرضاوي، نقلاً عن موقع القرضاوي.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فداء
فريق الإدارة
فريق الإدارة
فداء


التكاليف مدير المنتدى
الأوسمة لا شيء
انثى

الولاية الولاية : 29- معسكر
عدد المساهمات : 1475
نقاط : 120176
السٌّمعَة : 16
تاريخ التسجيل : 17/09/2010
الموقع : دعوتنا حياتنا

الاخوان  المسلمون: تربية..جهاد و دعوة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الاخوان المسلمون: تربية..جهاد و دعوة   الاخوان  المسلمون: تربية..جهاد و دعوة Emptyالأحد 6 مارس 2011 - 19:00

الطالب المسلم الحقيقي


أخى الشاب المسلم إن فى شبابنا من يكتفى فى إسلامه أن ينشأ فى بيت إسلامى ويسمى باسم إسلامى ويعيش بلا غاية أو هدف فى الحياة وليس له هم إلا الشهوات ولا يفرق بين حلال وحرام وبذلك يخسر الدنيا ولا يجد السعادة فيها وكذلك يخسر الآخرة فقد قال الله تعالى ( ومن أعرض عن ذكرى فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى ) لأنه فرط... فى دينه وهذا أخى الشاب ما أراده أعداء الإسلام تماما حتى يسيطروا على هذه الأمة فمما قاله القس زويمر فى مؤتمر المبشرين الذى عقد منذ أكثر من 60 سنة فى جبل الزيتون فى القدس ( إنكم أعددتم نشئا فى ديار المسلمين لا يعرف الصلة بالله ولا يريد أن يعرفها وبالتالى جاء النشئ الاسلامى طبقا لما أراده الاستعمار لا يهتم بالعظائم ويحب الراحة والكسل ولا يصرف همه فى دنيله إلا فى الشهوات ) وجاء فى بروتوكولات حكماء صهيون ( يجب أن نعمل لتنهار الأخلاق فى كل مكان فتسهل سيطرتنا ) أما الشاب المسلم الحقيقى الذى يسعد فى الدنيا والآخرة فله وصف آخر ومن أهم عوامل تكوينه : - أولا :- أن يعرف غايته فى الحياة قال تعالى ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) ويفهم معنى ذلك أن يأكل ويشرب ويتعلم ويتفوق ويعمل ويرزق ويصلى ويصوم ويقرأ القرآن ويذكر الله وينصر الإسلام ويتزوج ويربى أولاده ومن حقه أن يلعب ويمرح ليرفه عن نفسه وذلك فى غير معصية الله ومنتهى أمله أن يرضى الله عنه فى حياته وعند الموت الذى يأتى فجأة وفى قبره ويوم القيامة ثانيا : - أن يعتز بدينه ويدعو إلي الله قال تعالى ( قل هذه سبيلى أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعنى وسبحان الله وما أنا من المشركين ) فوظيفة المتبع للنبى صلى الله عليه وسلم أن يدعو إلى الله مثله وهذا ما فهمه أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم فعندما سأل رستم ملك الفرس ربعى ابن عامر رضى الله عنه قائلا : لماذا خرجتم من دياركم وطمعتم فى غزو ديارنا ؟ رد عليه ربعى بعزة وبيان قائلا : ( لقد ابتعثنا الله لنخرج من شاء من عبادة العباد إللى عبادة الله ومن ضيق الدنيا إلى سعتها ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام ) إذا فواجبنا أن ندعو المسلمين إلى الالتزام بتعاليم الدين وأن ندعو غير المسلمين إلى الدخول فى الإسلام وذلك بالحكمة والموعظة الحسنة ثالثا : - أن يكون قدوة حسنة فى حياته فيكون ابنا بارا بوالديه وطالبا محترما لمدرسيه متفوقا فى دراسته محسنا فى معاملة زملائه ملتزما بأداء العبادات محبا لتقديم الخير للناس جميعا مشغولا بأحوال أمته وإخوانه المسلمين يدعو لهم و ينشر قضيتهم وأن يكون نظيف الملبس أنيقا منظما فى شئونه ويقدم القدوة الحسنة فى مجال عمله بعد ذلك رابعا : - أن يعرف أمجاد أمته فى المجالات المختلفة فيعرف تاريخ غزوات النبى صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام وانتصارات المسلمين على أقوى قوى الأرض من قريش و الفرس والروم والصليبيين والتتار وغيرهم ويعرف أن أهم أسباب النصر التمسك بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم والأخوة والوحدة مع الأخذ بالأسباب المادية ( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخير ترهبون به عدو الله وعدوكم ) وبذلك لا ييأس الشاب المسلم بسبب ضعف المسلمين اليوم فالمسلمون فى فترة استرجاع لحضارتهم وأمجادهم وعند اكتمال الأسباب الإيمانية والمادية سيتحقق هذا الأمل إن شاء الله فمن كان يصدق أن المسلمين سيحررون فلسطين من أيدى الصليبيين بعد أكثر من 90 عاما من الاحتلال ومن كان يصدق أن المسلمين سينتصرون على التتار بعد اجتياحهم لكل أنحاء العالم الإسلامى وقتلهم 2 مليون مسلم تقريبا فى العراق فى أربعين يوما ومن كان يصدق أن يتصدى المجاهدون من حماس وغيرها لواحد من أقوى جيوش العالم بإمكانيات المجاهدين المحدودة ؟ ولكنه الإيمان الذى يصنع المعجزات بإذن الله تعالى ومن المهم أن يعلم الشاب المسلم أن المسلمين وضعوا أسس العلوم للعالم كله وكقطرة من بحار نذكراثنا عشر اكتشافا علميا عربيا غيرت مجري التاريخ هناك اثنا عشر اختراعاً أو اكتشافاً إسلاميا خطيراً كان لكل منها أثر حاسم في تغيير مجرى التاريخ، وفي مسار الحضارة الإنسانية في العصور الوسطى، وتشمل هذه الاكتشافات مجالات الطب والميكانيكا والبصريات والكيمياء والعلوم العسكرية وغيرها وهي:

1) اكتشاف الدورة الدموية: فقد غير نظريات الطب والعلاج تغييراً جذرياً اكتشفها ابن النفيس المولود سنة 1215 م

2) التخدير: فقد كان له الفضل في تطور الجراحة الكبيرة والطويلة اكتشفه ابن سينا المولود سنة 980 م.

3) خيوط الجراحة من أمعاء الحيوان فبفضلها تطورت الجراحة الداخلية و اكتشفها الرازي المولود سنة 850 م.

4) النظارة التي غيرت حياة ضعاف البصر اخترعها ابن الهيثم المولود سنة 965 م.

5) تطوير صناعة الورق فبفضله انتشر العلم وأصبحت الكتب في أيدي الناس جميعاً.

6) الإبرة المغناطيسية فبفضلها تحسنت الملاحة وظهرت الاكتشافات البحرية واكتشفت القارات الجديدة.

7) المدفع: الذي حسم كثيرا من المعارك التاريخية و الذي استعمل في أغراض السلم والحرب.

Cool المضخة الكابسة: التي أصبحت أساساً، لمحركات السيارات والقطارات اخترعها الجزري المولود سنة 1165 م.

9) الكاميرا: التي أصبحت نواة لكل الأجهزة البصرية والمرئية كالسينما والتليفزيون اخترعها ابن الهيثم المولود سنة 965

10) الرقاص أو البندول فبفضله عرف الزمن وصنعت الساعات لدقة القياس اخترعه ابن يونس المصري توفي سنة 009 1م

11) الجبر: وهو علم إسلامي كان له الفضل في تطور علوم الرياضيات والمحاسبة والكمبيوتر اخترعه الخوارزمي المولود سنة 780 م.

12) قوانين الحركة الثلاثة: وهي القوانين المنسوبة اليوم الى نيوتن بينما اكتشفها المسلمون قبله في القرن العاشر الميلادي، وبفضلها قام علم الميكانيكا الحديث صدق أو لا تصدق .. الجزرى العالم العربي الكبيرهو أول من اخترع الإنسان الآلي المتحرك للخدمة في المنزل و قد طلب منه الخليفة أن يصنع آلة تغنيه عن الخدم كلما رغب في الوضوء للصلاة، فصنع له آلة على هيئة غلام معتدل القامة وفي يده إبريق ماء وفي اليد الأخرى منشفة وعلى عمامته يقف طائر فإذا حان وقت الصلاة يصفر الطائر ثم يتقدم الخادم نحو سيده ويصب الماء من الإبريق بمقدار معين فإذا انتهى من وضوئه يقدم له المنشفة تم يعود إلى مكانه والعصفور يغرد. نعم يجب أن تفتخر بانتمائك الى هؤلاء الأجداد يوم أن كانت أوروبا في ظلام دامس بل كانت ترسل أبنائها ليتعلموا في جامعاتنا العربية آنئذ وسيعود هذا المجد إن شاء الله بفضله ثم بجهود الشباب المخلصين الذين يرد الله بهم كيد الأعداء فى نحورهم أخى الشاب المسلم الإسلام قادم لإنقاذ الدنيا وهنيئا لمن سيكون له دور فى تحقيق ذلك فبعد ظهور الأزمة المالية التى مازالت تهدد استقرار العالم كله أعلن خبراء العالم الاقتصاديون ( وأكثرهم غير مسلمين ) أن النظام الإقتصادى الإسلامى هو الحل الوحيد لإنقاذ العالم لأن السبب الرئيسى للأزمة المالية هو الربا الذى حرمه الإسلام فى القرآن والسنة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فداء
فريق الإدارة
فريق الإدارة
فداء


التكاليف مدير المنتدى
الأوسمة لا شيء
انثى

الولاية الولاية : 29- معسكر
عدد المساهمات : 1475
نقاط : 120176
السٌّمعَة : 16
تاريخ التسجيل : 17/09/2010
الموقع : دعوتنا حياتنا

الاخوان  المسلمون: تربية..جهاد و دعوة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الاخوان المسلمون: تربية..جهاد و دعوة   الاخوان  المسلمون: تربية..جهاد و دعوة Emptyالأحد 6 مارس 2011 - 19:02

وصايا الامام الشهيد حسن البنا



*قم الى الصلاة متى سمعت النداء مهما تكن الظروف
...

*اتل القران اوطالع او استمع او اذكرالله


ولا تصرف جزءا من وقتك في غير فائدة.


*اجتهدان تتكلم العربية الفصحى فانها من شعائر الاسلام.


*لاتكثر في الجدل في اي شان من الشؤون ايا كان فان المراء لاياتي بخير.


*لا تكثرالضحك فان القلبالموصول بالله ساكن وقور.


*لاتمزح فان الامة المجاهدةلاتعرف الا الجد.


*لاترفع صوتك اكثر مما يحتاج اليه السامع فانه روعنة وايذاء.


*تجنب غيبة الاشخاص وتجريح الهيئات ولا تتكلم الا بالخير.


*تعرف الى من تلقاه من اخوانك وان لم يطلب منك ذلك

فان اساس دعوتنا الحب والتعارف.


*الواجبات اكثر من الاوقات فعاون غيرك على الانتفاع بوقته

وان كان لك مهمة فاوجز في قضائها
.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فداء
فريق الإدارة
فريق الإدارة
فداء


التكاليف مدير المنتدى
الأوسمة لا شيء
انثى

الولاية الولاية : 29- معسكر
عدد المساهمات : 1475
نقاط : 120176
السٌّمعَة : 16
تاريخ التسجيل : 17/09/2010
الموقع : دعوتنا حياتنا

الاخوان  المسلمون: تربية..جهاد و دعوة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الاخوان المسلمون: تربية..جهاد و دعوة   الاخوان  المسلمون: تربية..جهاد و دعوة Emptyالإثنين 7 مارس 2011 - 11:49

إمامنـــــــا الشهيـــــــد

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله- صلى الله عليه وسلم..

الإمام الشهيد "حسن البنا" منشئ دعوة (الإخوان المسلمين)؛ مَن سار على درب الرسول- صلى الله عليه وسلم- من أعاد إلى الأمة فهمها الصحيح عن الإسلام، من خطَّ الطريق، الذي به تستطيع الأمة أن تطبق الإسلام كمنهج حياة، من وقف وحده ليعلن للدنيا بأس...رها أن الله- سبحانه وتعالى- هو الغاية، وأن القرآن هو الدستور، وأن الرسول- صلى الله عليه وسلم- هو الزعيم وهو القائد، وأن سبيل هذه الأمة لاسترداد عزها هو الجهاد، وأن الموت والاستشهاد في سبيل الله غاية لا ينالها إلا من سعى لها؛ لا ينالها إلا من رضي الله عنه، ورضي بمنهج الله- عز وجل- رضي بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمدًا- صلى الله عليه وسلم- نبيًّا ورسولاً.


الإمام الشهيد المربي، الإمام الشهيد العالم الوقور، الإمام الشهيد من يجد عند كل ذي مأرب عنده مأربه؛ فتراه محدثًا لأهل الحديث، وتراه فقيهًا لأهل الفقه، وتراه دليلاً لأهل الرياضة، وتراه مثلاً يُحتذى كما نقل عنه تلاميذه ومن عاصروه، وكما قرأنا عنه واستمعنا لمن عاش معه وعاصره، يجد عنده العابد المتنسك، يجد عنده المثل والقدوة والاقتداء، وحسن السير في طريق الحق خلف محمد- صلى الله عليه وسلم.


الإمام الشهيد "حسن البنا" ذو العقل الكبير، ذو القلب الكبير، الذي اتسع لكل من خالفه، كما اتسع لكل من سار معه.. الإمام الشهيد "حسن البنا"، الذي أوقد هذه الجذوة، وأوجد هذه الدعوة بفضل الله- عز وجل- فكانت كالشجرة الوارفة الظلال، أصلها ثابت وفرعها في السماء، تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها.. شجرة الحق، شجرة الإسلام، رواها بدمه؛ فأينعت في عصرنا هذا.


ورغم مرور السنين، ورغم المحن، ورغم الابتلاءات، فإن الدعوة بفضل الله- عز وجل- تسير بخطى ثابتة وبأقدام راسخة، ونحسب أن إخلاص الإمام المؤسس، وحسن سيره على طريق محمد- صلى الله عليه وسلم- وحسن تمسكه بكتاب الله- عز وجل- وتطبيقه ذلك على نفسه قولاً وفعلاً وعملاً وسلوكًا، نحسب أن هذه الأعمال، ونحسب أن هذه الأفهام، ونحسب أن هذا الجهد بإخلاصه- ولا نزكيه على الله- هو الذي أثمر، وهو الذي بفضل الله- عز وجل- تستمر ثماره.


وما زالت تعطي وتمنح هذه الدعوة المباركة، دعوة الإسلام.. إسلامنا فيه عز هذه الأمة، إسلامنا المنهج المتكامل، إسلامنا دليلنا إلى ربنا، إسلامنا عزنا في حياتنا، إسلامنا فوزنا في أُخرانا إن نحن أحسنا الاقتداء برسول الله، واتبعنا القرآن الكريم والسنة الصحيحة.


هذا ما جاء به "حسن البنا"، هذا ما دلنا عليه الإمام "حسن البنا"؛ الإمام المؤسس لهذه الدعوة، الذي وقفت الدنيا كلها أمامه، فكان كالرواسي الشمَّ، وكان كالطود في ثباته، وعلَّم إخوانه الثبات، وعلم إخوانه التضحية، وعلم إخوانه الإخلاص، وعلم إخوانه التجرد، وعلم إخوانه كيف يكون المسلم في حياته.. في يومه.. في ليله.. في بيته.. في المتجر.. في الشارع.. في المدرسة.. في المؤسسة.. في السياسة.. في الاقتصاد..

لقد كان "حسن البنا"- رحمة الله عليه، تقبله الله في الصالحين- لقد كان ولا نزكيه على الله، لقد كان مؤسسة بكل معاني الكلمة.. لقد قال فأوجز، وقد دل فكفى، فجزاه الله عنا خير الجزاء، رحمه الله رحمة واسعة؛ إنما عندما تمر ذكرى استشهاد يكون النموذج، وتكون القدوة، ويكون المثل الطيب لنا جميعًا.. كيف أن صاحب الدعوة الصحيحة صاحب الدعوة الحقيقية يدفع دمه ثمنًا لدعوته، هذه دعوة لا تقوم إلا بتضحيات أبنائها، ولا تترعرع إلا في ظل تضحيات أصحابها.. هذه الدعوة التي سار عليها رجال عُذِّبوا وأوذوا وضيق عليهم، وكانوا خير مثل، وخير نموذج، وخير قدوة للشباب في جيلنا هذا؛ فمنهم من قضى نحبه، ومنهم من ينتظر، وما بدلوا تبديلاً، ولا نزكيهم على الله، حوربوا وغيبوا وعذبوا، فما لانت للرجال قناة، فإنما تذكروا ما تعلموا من إمامهم الشهيد- رضوان الله عليه- وما تعلمه هو من رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ومن قرآن ربنا سبحانه وتعالى، هذا الذي دل الناس على الخير بالخير، هذا الذي دل الناس على الإسلام الصحيح بالإسلام كما تعلمه هو، وكما فهمه عن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- عن التابعين، وعن أصحاب رسول الله- صلى الله عليه وسلم- من مصدريه الصحيحين من القرآن والسنة.


إسلامنا الاعتدال، إسلامنا الوسطية، إسلامنا الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة، إسلامنا الصمود، إسلامنا الثبات، إسلامنا التضحية، إسلامنا العمل الدءوب ليل نهار من أجل إعلاء كلمة الحق، من أجل راية الحق، من أجل خير الناس أجمعين، وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين.


هذا ما تعلمناه جميعًا من سيرته، ومن تلاميذه، ومن إخوانه؛ هؤلاء الذين مضوا على الدرب، فأوجدوا جيلاً، وأوجدوا مدرسة، وأوجدوا حركة، وأوجدوا حياة، ودلوا الناس على الإسلام الصحيح؛ فصارت مظاهر الإسلام في كل مكان في الكرة الأرضية، وتحرك الرجال والنساء، الكبار والصغار، الأغنياء والفقراء؛ ليبحثوا، ليتعلموا الإسلام الصحيح كما يجب أن يكون.. وهاهي الحركة تزداد نموًّا وازدهارًا، وهاهي الحركة تزداد انتشارًا، وتزداد قوة وتمنعًا على أعداءها، وعزًّا بفضل الله- عز وجل.


رحم الله إمامنا الشهيد، وجعل له من الأجر مثل ما يفعل أتباعه، كمن سن سنة طيبة كما قال الرسول- صلى الله عليه وسلم- فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئًا.


إمامنا الشهيد دليلنا على درب الإسلام.. التواصل مع التابعين.. التواصل مع السلف الصالح.. التواصل مع الأنبياء والمرسلين، مع محمد- صلى الله عليه وسلم- حلقات في سلسلة محكمة، يُحكِمها ربنا- سبحانه وتعالى- فتنتقل الدعوة من جيل إلى جيل، وينتقل الإسلام الصحيح لهؤلاء، وبجهد أمثالهم يحفظ الله الدين.


تعهد الله- سبحانه وتعالى- بحفظ القرآن والسنة، بحفظ الدين من خلال هؤلاء الرجال، ومن خلال جهد البشر؛ هؤلاء القائمين على الحق، ولا نزكيهم على الله، الواقفين في خندق الحق، المدافعين عن الحق وأهل الحق.. مهما أوذوا لا يقصروا، ومهما غُيِّبوا لا يغيبوا، ومهما بذل من جهد من أهل الباطل فإنه يكون هباءً منثورًا، ﴿وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا﴾ (الإسراء: 81)، ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَن سَبِيلِ اللهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ..﴾ (الأنفال : 36).


نعم، سيُغلبون.. موعود الله للذين آمنوا، موعود الله للذين استمسكوا بالإسلام، الذين ساروا خلف محمد- صلى الله عليه وسلم- لا استعلاءً على الناس، ولكن تحدثًا بنعمة الله، ونشرًا للحق وللخيرية في الناس أجمعين: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ﴾ (الأنبياء: 107).


هذه دعوتنا، هذا ديننا، هذا إسلامنا وسطية سمحة لا إفراط ولا تفريط، هذا ما تعلمناه من الإمام المؤسس لهذه الجماعة، هذا ما تعلمه الإمام من سنة محمد- صلى الله عليه وسلم- فوصل الماضي بالحاضر، واتصل المستقبل بالحاضر، وعلى الدرب صارت جموع الشباب، صار الرجال والنساء، ومازالوا كذلك إلى أن يلقوا ربهم غير مبدلين ولا مغيرين، لا مبدلين ولا مغيرين، ومحتسبين عند الله كل ما يلاقون من عنت، وكل ما يلاقون من قرح، محتسبين ذلك عند الله، ولنصبرن على جلادينا، كما كان يعلم الإمام المؤسس إخوانه، كما كان يعلمهم كيف يصبرون على الناس، وكيف يكونون مع الناس كالشجر؛ يرميه الناس بالحجر، فيرميهم بالثمر.


هكذا المسلم يجب أن يكون مع المسلمين ومع غير المسلمين : ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ﴾، رحمة الله المهداة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وأصحابه وأتباعه ومن يسيرون على دربه.. نرجو الله- عز وجل- أن نكون من هؤلاء، وأن يوفقنا ربنا إلى الثبات، وإلى الاستمرار..


أيها الشباب، أيها الإخوان في كل مكان.. هذه دعوتكم، هذا إسلامكم، استمسكوا به، عضُّو على دعوتكم بالنواجذ، فإن فيها عزنا، وإن فيها الخير كل الخير لأمة الإسلام ولغير المسلمين.. إن الخيرية والعدل في الإسلام للمسلمين ولغير المسلمن.. نحن دعاة سلام، ولكننا أبدًا لن نكون أذلة، نحن دعاة سلام ولكننا أبدًا لن نخاف أبدًا إلا من الله؛ لأن الله- عز وجل- قادر قاهر فوق عباده: ﴿وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا﴾ (النور: 55).


الأرض- بفضل الله- تتحدث الآن بنعمة ربها.. الإسلام في كل مكان، والدعوة في كل مكان، والإخوان لا يبدلون ولا يفرطون ولا ينحرفون، ولا يأخذون طريق العنف ولا التطرف ولا التقصير ولا الطرق؛ وإنما يتوسطون سيرًا على درب إمامهم، سيرًا على درب رسولهم- صلى الله عليه وسلم.


رحم الله إمامنا الشهيد رحمة واسعة، وأسكنه في عليين مع النبيين والصديقين والشهداء، وحسن أولئك رفيقًا، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فداء
فريق الإدارة
فريق الإدارة
فداء


التكاليف مدير المنتدى
الأوسمة لا شيء
انثى

الولاية الولاية : 29- معسكر
عدد المساهمات : 1475
نقاط : 120176
السٌّمعَة : 16
تاريخ التسجيل : 17/09/2010
الموقع : دعوتنا حياتنا

الاخوان  المسلمون: تربية..جهاد و دعوة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الاخوان المسلمون: تربية..جهاد و دعوة   الاخوان  المسلمون: تربية..جهاد و دعوة Emptyالإثنين 7 مارس 2011 - 11:51

الإمام حسن البنا


إنه الرجل الذى بذل حياته فى الدعوة إلى الله و إلى التمسك بتعاليم الإسلام بعد أن غابت عن الأمه الإسلاميه بطريقه فظيعه و استشرى الالحاد و الفسوق و اللهو و الفواحش ..هو الرجل الذى طاف قرى مصر و مساجدها يدعو الى الرجوع لتعاليم الاسلام مقدما رؤى تجديديه و نظره رائعه للاسلام بكماله و شموله بعد أن الظن الناس ان الاسلام هو الد...ين الذى تمارس شعائره فى المسجد و لم يعلموا انه ذلك الدين العظيم و المنهج القويم الذى دبر للانسانية درب فلاحها و نجاحها و عزتها.


لو كان هناك عشرة من العرب غيَّروا القرن العشرين لكان "حسن البنا" بالتأكيد واحدًا منهم.

عاش حسن البنا لله ووهب حياته وكل ما يملك لدعوته،فكانت همته على قدر غايته ،ولعل العقل يحار فى جانب العظمة التى أحطت بشخصيته وعبقريته فى بناء دعوته فى هذا العمر القصير الذى لم يتجاوز الثالثة والأربعين، كيف استطاع أن يعبأ نفسه لهذا الجهاد الذى تنوء بحمله أجيال و أن يربى جيلا يحمل هذه الدعوة ويضحى فى سبيلها بنفسه وماله.

حقيقة إن كل قائد لا يمكن أن يكون داعية ،لأن القائد يقود الناس بالترغيب أو الترهيب،بالإحسان أو بالقهر،فيطيعه الناس إتقاء لشره، أو طمعا فى خيره. أما الداعية فيقود قلوب الناس بالحب،لأن فى كلامه طاقة ربانية تنطلق من قلبه العامر بالإيمان لتصل إلى قلوب الناس ،فيتبعونه عن قناعة ويطيعونه عن رضا.

وقد كثرت الكتابات حول جوانب عظمة حسن البنا كل يعبر عن رؤيته الخاصة ويكتشف جانبا من جوانب عظمته،الأمر الذى جعلنا نمعن النظر فى هذا الرجل الذى ملأ الدنيا وشغل الناس،وظل حيا بعد موته فى قلوب الناس.

ولعل أبز جوانب عظمة حسن البنا فى نظرنا التى جعلته يستحوذ على قلوب الناس من الإخوان وغيرهم هو حسن علاقته بالناس فى التودد إليهم واحترامهم وتجنب الخلافات والانقاسامات التى مزقت الأمة شعوبا وقبائل وإعطاء كل ذى قدر قدره والتبسط والتواضع فى حياته ...وغير ذلك كثير مقتديا فى ذلك بالرسول صلى الله الذى خاطبه سبحانه بقوله :" فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ " ، وهو الشعار الذى رفعه :الله غايتنا والرسول قدوتنا. ونحن فى ذلك لانبالغ فى حقه وندعى أنه منزه عن الخطأ،فكل إنسان له أخطاؤه ،فالكامل من عدت هفواته ،ولاتعد إلامن قلة

نحن لسنا الآن بصدد التعريف بفكره و مسيرته فذلك يتطلب كتبا و مراجع و مقالات كثيره و لكن ذلك كان تعريفا ببعض ملامح تلك الشخصيه العظيمه

ختاما أعرض اليكم آخر لحظات هذا البطل و اليكم شهادة الأستاذ حسن الهضيبى يروى آخر مره رأى فيها الامام البنا فيقول:

كانت الساعة الحادية عشرة مساءً ودق الجرس وفتحت الباب، ودخل "حسن البنا" دخل يحمل إليَّ آخرَ أنباء مفاوضاته مع الحكومة، ولا أعلم لماذا كنت منقبضًا..

لماذا كنت ضيَّق الصدر.. لماذا تجمعت فوق طرف لساني كلمة (القتل).

كنت أحسُّ أن هذا الرجل سيقُتل.. ستغتاله يد أثيمة.. فإن الحكومة- أي حكومة- لا يمكن أن تعجز عن قتل رجل أعزل إلا من الإيمان.

وأراد أن ينصرف.. وصافحته.. وإذا بي أعانقه وأقبِّله.. ولا أكاد أمسك دموعي أو أخفيها.. وابتسم- رحمه الله- وقال: ﴿ قُل لَّن يُّصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللهُ لَنَا ﴾(التوبة:51).

وابتلعه الظلام.. وفي اليوم التالي ابتلعه الظلم.. فقد اغتالت الحكومة المصرية في 12 فبراير 1949م مواطنًا مصريًا اسمه "حسن البنا".. وتعهَّدت هذه الحكومة لا بإخفاء معالم الجريمة فحسب.. ولكن بمكافأة القاتل!!!.

لقد قتل الامام البنا و لست بصدد الحديث عن كيفية قتله او من قتله و لكن أود أن أعلمكم أن ذلك اليوم الذى قتل فيه الامام البنا عمت الاحتفالات و الأفراح و التهانى كافة كنائس الولايات المتحده و أوربا و رحبت الحكومات ووزعت الورود و البرقيات فى الشوارع .. ذلك أن أخطر رجل "فى نظرهم" على مشروعهم الاستعمارى و التبشيرى قد قتل.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فداء
فريق الإدارة
فريق الإدارة
فداء


التكاليف مدير المنتدى
الأوسمة لا شيء
انثى

الولاية الولاية : 29- معسكر
عدد المساهمات : 1475
نقاط : 120176
السٌّمعَة : 16
تاريخ التسجيل : 17/09/2010
الموقع : دعوتنا حياتنا

الاخوان  المسلمون: تربية..جهاد و دعوة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الاخوان المسلمون: تربية..جهاد و دعوة   الاخوان  المسلمون: تربية..جهاد و دعوة Emptyالإثنين 7 مارس 2011 - 12:17

دعوة إلى الشباب


إنها دعوة صريحة، وهمسة صادقة أخاطب بها أقراني الشباب، أدعوهم فيها إلى الجد والعمل، والعودة إلى العلم والكتاب فلا سبيل إلى النجاح دون ذلك، ولن يكون هناك سبيل للنجاح والرقي والتقدم يومًا من الأيام دون كتابٍ نعكف على قراءته، وننهل منه ما نبني به مستقبلنا.

...

يا شباب مهما اشتدت الأزمات، وقست الدنيا علينا، وغطَّت السحب وجه المستقبل حتى طمست معالمه أمام أعيننا، بقينا نحن الأمل القادم، والنصر المنتظر، والمجد الذي تهفو إليه نفوسنا وقلوبنا.



يا شباب إن أمتنا وعروبتنا في أمسِّ الحاجة إلى عطاء منَّا يرفعها، عطاء من عقولنا وهمتنا وطموحنا، فهيا نطلق صافرة البدء معلنين الجد.



إننا في حاجة ملحة إلى عقل مبدع مفكر يقهر الظروف وينتصر على العوائق.



إن ساحة الفكر والإبداع بها فقر شديد لا يكفيها ثلة قليلة من المفكرين والمبدعين في عصرنا، فلم نتركها خربة ونصرف الأنظار عنها؟!.



يا شباب إن الأمة اليوم في احتياج لآلاف القرضاوي حتى تبقى فيها أصالة الإيمان ومعاصرة الفكر، وفي عوز شديد لآلاف العقول مثل العوا ومحمد عمارة ومَن على شاكلتهم من مثقفي الفكر المبدعين في كل مجالات الفكر.



وفي أمسِّ الحاجة إلى تلاميذ متفوقين لجمال عبد الهادي ومحمود شاكر وعبد العظيم الديب والصلابي يؤرخون لنا صحيح التاريخ وينفضون عنه غبار الشبهات ويخرجونه لنا جليًّا ظاهرًا نعرف به روعة ماضينا ونخطط به لعزة مستقبلنا.



إننا نبحث بين الشباب عن عقول مبدعة في إعداد الأعمال الفنية التي تنمو بعقول الشباب وترتقي بالمجتمع في وسط هذا الغثاء من مرضى الفكر، نحتاج إلى مثل هذا الشاب "بلال فضل" ومَن يفكر بمثل عقله، يخرجون لنا ما نعلم الناس من خلاله من أعمال الفن الراقي لا الهابط، النافع لا الضار يوجه الناس إلى الكتاب ويدعوهم إلى القراءة في أكثر مقالاته وكتاباته.



نبحث عن مَن يرسمون البسمة على شفاه الناس بكتاباتهم الساخرة الهادفة مثل جلال أمين، ما زالت أمتنا تبحث عن عقول منفتحة مبدعة قوية الحجة في القول والرد مثل عبد المنعم أبو الفتوح وعصام العريان، نشتاق ونحتاج تلاميذ مبدعين مثل هويدي والخضيري وبشارة ورفيق حبيب وجورج إسحاق، وغيرهم ممن ملئوا الدنيا بقوة كلمتهم وصمودهم.



يا شباب إن هؤلاء رصيد عظيم يدخر لنصرة مصر، وواجبنا أن لا ينفد ويكون من بعده أضعاف وأضعاف.



نحتاج أن نقرأ ونسمع لكلمات رائعة تهزُّ النفس وتوقظ الهمم وتطرب السامع من شعراء جدد يخلفون أحمد شوقي وحافظ إبراهيم والبارودي وجويدة، نحتاج لمثل الرافعي والعقاد وسيد قطب ومصطفى محمود وعلي محمود طه وعلي الجارم وعبد الله شمس الدين وغيرهم الكثير، لا أدري لِمَ خلت منهم الساحات وفضت من أمثالهم الديار، فانهار الشعر والأدب وصار ما نسمع اليوم ونرى من إسفافٍ أدبي وفني لا علاقةَ له بالذوق والطرب؟!.



يا شباب أين أبناء زغلول النجار وعائض القرني والسويدان ومحمد حسان وصلاح سلطان وعبد الله الخطيب ومَن على دربهم يسير؟!.



تكثر النداءات حتى لا يتسع المقام ولا المقال فانتفضوا يا شباب إننا مستقبل العرب والأمة، وشعلة النور التي لن يبدد ظلام العرب غيرها، وفي نفس الوقت نحن الهدف الأعلى عند الشعوب المسلمة وعند أعدائها، فالعدو أكبر آماله أن يفسد الشباب ويبدد قدراتهم وأعظم آمال أمتنا تنصب على عاتقنا.



تعالوا يا شباب نقرأ ونتعلم ويبحث كلُّ منَّا في مجالٍ من المجالات التي يجد فيها نفسه وقدراته يقرأ فيها ويتعلم من أساتذتها ويتابع مفكريها ومعلميها؛ حتى يأتي اليوم الذي يكون هو المعلم والمبدع والمفكر، هيا نبني مستقبل الأمة بالعلم والاطلاع ونشر الثقافة بين أقراننا نهدي مَن حولنا الكتب، ونوزع ما أحسنَّا قراءته على مَن لا يملك كتبًا، حتى نشيع بيننا روح العلم فننهض ونرتقي، فتابعوا وتواصلوا مع أساتذة الفكر وعلماء العصر وتيقنوا أنهم لن يدخروا جهدًا في مساعدتكم، ولن يعلنوا الحرب عليكم، بل ستسعد قلوبهم وتبتهج نفوسهم حين يرون لهم نسلاً يمتد، يحيي ثقافة أمتهم ويعلم أبناء وطنهم، وعندها ستبدأ مرحلة الخلاص لتلك الأمة التي علَّمت الدنيا كلَّها.

بقلم: حسين رضا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فداء
فريق الإدارة
فريق الإدارة
فداء


التكاليف مدير المنتدى
الأوسمة لا شيء
انثى

الولاية الولاية : 29- معسكر
عدد المساهمات : 1475
نقاط : 120176
السٌّمعَة : 16
تاريخ التسجيل : 17/09/2010
الموقع : دعوتنا حياتنا

الاخوان  المسلمون: تربية..جهاد و دعوة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الاخوان المسلمون: تربية..جهاد و دعوة   الاخوان  المسلمون: تربية..جهاد و دعوة Emptyالإثنين 7 مارس 2011 - 12:20

الشباب وقصة غلام


أحبائي..هذه قصة من قصص السنة حدثت في التاريخ البعيد قصها علينا رسولنا صلي الله عليه وسلم فأصبحت بذلك تراثا لنا نحكيه لأبنائنا مما يمكن أن نسميه التاريخ الإسلامي.

...
إنها قصة غلام الأخدود...وقد أوردها الإمام مسلم من حديث صهيب الرومي.فأوصيك أخي الحبيب أن ترجع الي نص الحديث في كتاب من كتب السنة، كرياض الصالحين مثلا.


1)"كان ملك فيمن كان قبلكم وكان له ساحر، فلما كبر قال للملك: إني قد كبرت فابعث الي غلاما أعلمه السحر فبعث اليه غلاما يعلمه".

وهكذا يحرص أهل الباطل علي توارث باطلهم وهو في قصتنا هذه السحر..يكبر ساحر الملك فيبحث عن غلام شاب يعلمه قيمه ومبادئه لأنه هو المستقبل...هو الامتداد..وفهم هذا الملك أيضا فاختار غلاما وأرسله الي الساحر ليرث منه ميراث الباطل..ولربما كان السحر هو رمز لكل ما تطمس به هوية المسلمين ثقافة واعلاما وتعليما...

فاذا كان هذا هو دأب أهل الفساد والافساد في الأرض فكيف يقعد أهل الحق عن حقهم؟ كيف لا يورثون قيمهم وأخلاقهم لجيلهم الواعد الذي عقدنا عليه آمال التغيير والاصلاح.


2)"وكان في طريقه ـ اذا سلك ـ راهب،فقعد اليه وسمع كلامه فأعجبه وكان اذا أتي الساحر مر بالراهب وقعد اليه فاذا أتي الساحر ضربه فشكا ذلك الي الراهب فقال :إذا خشيت الساحر فقل حبسني أهلي واذا خشيت أهلك فقل حبسني الساحر".

إنه موضع من مواضع جواز الكذب فان سألتني أي موضع هذا؟ فسأرد قائلا: قالت أم كلثوم رضي الله عنها في رواية للإمام مسلم:سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول:"ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس فينمي خيرا أو يقول خيرا،ولم أسمعه يرخص في شئ مما يقول الناس الا في ثلاث:تعني:الحرب،والإصلاح بين الناس،وحديث الرجل امرأته ،وحديث المرأة زوجها".

فكأنه يجوز الكذب أو المداراة أو التورية لمصلحة الإسلام والإصلاح عندما يطغي الباطل وعندما تكمم الأفواه وعندما يحارب الدين ويمنع الناس من تعلم أحكامه وأداء شعائره..عندها أد ما عليك ولو اضطررت الي المداراة والكذب أحيانا واعلم أن "الحرب خدعة "كما قال رسول الله صلي الله عليه وسلم في الصحيح.


3)"فبينما هو علي ذلك اذ أتي علي دابة عظيمة قد حبست الناس فقال: اليوم أعلم الساحر أفضل أم الراهب أفضل؟فأخذ حجرا فقال: اللهم إن كان أمر الراهب أحب اليك من أمر الساحر فاقتل هذه الدابة حتى يمضي الناس، فرماها فقتلها ومضي الناس، فأتي الراهب فأخبره فقال له الراهب: أي بني، أنت اليوم أفضل مني، قد بلغ من أمرك ما أري وانك ستبتلي فان ابتليت فلا تدل علي، وكان الغلام يبرئ الأكمه والأبرص ويداوي الناس من سائر الأدواء.

لاحظ أن الداعية الحق ليس فقط من يلجأ اليه الناس في تعلم دينهم ولكنه أيضا من يمد يديه الي الناس بطعام أو بدواء أو بقضاء حوائجهم...ولعل الدابة التي قطعت طريق الناس هي رمز لكل مشكلة تنغص علي الناس حياتهم في أي مجال والغلام الذي قتلها انما قتلها بسم الله وبالإستعانة به فالغلام استخدم الإسلام اذن حلا لمشكلة من مشكلات مجتمعه وهذا ما يرفضه أعداء الإسلام في كل زمان ومكان.انهم يرفضون أن يتقدم الإسلام بحلول لمشكلاتهم ويفضلون حلول الغرب المستوردة من ثقافات غيرنا وشرائعهم..ان كانت لهم شرائع!!ولاحظ أخي الحبيب أن الراهب أقر للغلام بأنه أفضل منه برغم أن الراهب هو المعلم والمرجع والموجه..ولكن تحرك الغلام بدعوته بين الناس وحله لمشكلاتهم باسم الله جعله في الصدارة.


ابني الحبيب..تحتاج دوما الي مربي..لابد لك من مربي ترجع إليه وتستشعر الأمن والأمان بين يديه..تستمد منه العلم والرأي والطمأنينة..واسمع الي قول ابن قيم الجوزية وهو يحكي عن شيخه ومعلمه ابن تيمية:"وكنا إذا ضاقت بنا الدنيا وساءت منا الظنون هرعنا اليه فما هو الا أن نراه ونجلس اليه حتي يتبدل همنا فرجا وضيقنا سعة وانشراحا".

انه دور علماء الصحوة الإسلامية الذين أسميهم "رهبان الدعوة" أنادي عليهم..تقدموا وخذوا أماكنكم في مقدمة الصفوف وخذوا بأيدي شباب الدعوة ورجالها الي بر الأمان والنجاة فلن يتقدم الشباب بغير المربين والعلماء.


4- وانك ستبتلي..فان ابتليت فلا تدل علي: تري من أين علم الراهب أن الغلام سيبتلي؟ انه طريق أصحاب الدعوات وقد سلكه الغلام فأصبحت النتيجة الحتمية "وانك ستبتلى" .. ألم يقلها بحيرة الراهب لرسول صلي الله عليه وسلم يوم التقاه مع خديجة رضي الله عنها في أيام الدعوة الأولي لما قال له: "ليتني فيها جذعا اذ يخرجك قومك"فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم:"أومخرجي هم؟!". . فقال الراهب:ما جاء أحد بمثل ما جئت به الا عودي".

انها سنة من السنن الإلهية لا تتخلف أبدا: ما دعى إلى الله داع بصدق واخلاص الا ابتلي وأوذي حتي يعلم الله الذين صدقوا ويعلم الكاذبين وليميز الله الخبيث من الطيب.


5- فالطغاة أسلوبهم واحد لا يتغير علي مر العصور: لما اكتشف الملك الظالم أمر الغلام حاول أن يثنيه عن مقولته:"اني لا أشفي أحدا انما يشفي الله تعالي" وهي محاولة من الطاغية لتفريغ دعوة الغلام من بعدها الإسلامي وجعلها بدون مضمون عقائدي.. ولما لم يفلح في ذلك كشف عن وجهه القبيح..:"فأخذه فلم يزل يعذبه حتي دل علي الراهب،فجئ بالراهب فقيل له: ارجع عن دينك،فأبي،فدعا بالمنشار فوضع المنشار في مفرق رأسه فشقه حتي وقع شقاه ثم جئ بجليس الملك فقيل له: ارجع عن دينك فأبي فوضع المنشار في مفرق رأسه فشقه به حتي وقع شقاه.

وهكذا يكشف الطاغوت عن وجهه الحقيقي وتسقط الأقنعة المزيفة...والملك في قصتنا هذه.."قصة الغلام" هو رمز للظلم والطغيان في كل العصور لذلك لا يهم يا بني أن تعرف اسمه ولازمانه فليس هذا مقصود النبي صلي الله عليه وسلم وهو يقص علينا القصة.

إن الحرية والديموقراطية التي يزعمونها تتهاوي عند أول مواجهة مع صاحب الدعوة الصادقة..فكن علي وعي وادراك.


6- ثم جئ بالغلام فقيل: ارجع عن دينك، فأبي،.. وهنا لم يضع الملك المنشار علي رأس الغلام كما فعل مع الراهب وكما فعل مع جليسه... فلماذا؟ الإجابة هي أن الغلام أصبح الآن شخصية عامة..وذاع صيته..وأحبه الناس..لقد تترس الغلام بالمجتمع وأصبح محتميا به فلابد للطاغية إذن من التخلص المبرر من الغلام..لابد من طريقة قتل لا يستفز الظلمة بها الشعوب..من أجل ذلك أرسل الملك الغلام مع الجنود للتخلص المستتر من الغلام... مرة في سفينة في البحر، ومرة من فوق جبل ليبدو الأمر وكأنه قضاء وقدر.. وفي كل مرة يعلمنا الغلام درسا في التوكل وهو يقول "اللهم اكفنيهم بما شئت" وفي كل مرة يرجع الغلام سالما بحفظ الله له.

ويبدأ الغلام في خطته لأسلمة أمته والتي أصبحت شغله الشاغل ومن أجل ذلك سيدفع ثمنا باهظا غاليا...سيدفع حياته ثمنا لانقاذ قومه من جهالات الكفر في الدنيا ومن عذاب النار في الآخرة..وسيضحي الغلام بأحلام الشباب في مسكن فسيح وزوجة جميلة وسيارة فارهة مما هو حق مشروع لكل شاب لينصر دعوته وينقذ أمته، فقال بعزة المسلم متحديا الملك الظالم.


7- "انك لست بقاتلي حتي تفعل ما آمرك به.قال: ما هو؟ قال: تجمع الناس في صعيد واحد وتصلبني علي جذع ثم خذ سهما من كنانتي ثم ضع السهم في كبد القوس ثم قل: بسم الله رب الغلام ثم ارمني فانك اذا فعلت ذلك قتلتني."

وفي ذلة فعل الطاغية ما أمره به الغلام وقال بسم الله رب الغلام ثم رماه فوقع السهم في صدغه فمات الغلام شهيدا فقال الناس: آمنا برب الغلام..آمنا برب الغلام..فيالها من تضحية ويالها من بطولة! لقد نجح الغلام..وأسلمت القرية عن بكرة أبيها فيا أبناء الدعوة...يا شباب الإسلام..هكذا يكون البذل وهكذا يكون الفداء...لقد ضحي الغلام بحياته..وما قيمة الحياة ما دام الثمن احياء أمة من الموات واخراج الناس من ظلمات الكفر الي نور الإيمان والعجيب أن هذا التحول الكامل للأمة قام به ...غلام!!!فما أروعه من غلام وما أعظمه من عمل!.


8- والظلمة عادة لا يستسلمون الا بعد التنكيل بأقوامهم.. وهم لا يستحون.. حتي لو قتلوا شعوبهم فلم يغادروا منهم أحدا واسمع ما حدث في قصتنا هذه :"فأمر بالأخدود بأفواه السكك فخدت وأضرم فيها النيران وقال: من لم يرجع عن دينه فأقحموه فيها ففعلوا حتي جاءت امرأة ومعها صبي لها فتقاعست أن تقع فيها فقال لها الغلام: يا أماه اصبري فانك علي الحق".

وهكذا آمن الناس بالدعوة الصادقة وتعلموا من الغلام درسا في الشجاعة والتضحية وقذفوا بأنفسهم في نار الدنيا..فاذاهم في جنات النعيم .. ونعم أجر العاملين.


أسأل الله لي ولكم صدق الغلام وشجاعته واقدامه وأسأله عيشة الكرماء وميتة الشهداء ومردا اليه غير مخز ولا فاضح وصلي الله وسلم وبارك علي سيد المجاهدين محمد بن عبد الله وعلي آله وصحبه وسلم.


بقلم / د. أحمد حسن
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فداء
فريق الإدارة
فريق الإدارة
فداء


التكاليف مدير المنتدى
الأوسمة لا شيء
انثى

الولاية الولاية : 29- معسكر
عدد المساهمات : 1475
نقاط : 120176
السٌّمعَة : 16
تاريخ التسجيل : 17/09/2010
الموقع : دعوتنا حياتنا

الاخوان  المسلمون: تربية..جهاد و دعوة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الاخوان المسلمون: تربية..جهاد و دعوة   الاخوان  المسلمون: تربية..جهاد و دعوة Emptyالإثنين 7 مارس 2011 - 12:31

الإخوان يريدون الإسلام ولا يرون سواه منقذًا للأمة



تظل رسائل الإمام الشهيد حسن البنا- يرحمه الله- النبعَ الذي ينهل منه كل من أراد معرفة فكر وثوابت وحقيقة منهج الإخوان المسلمين، فالرسائل في مجملها حاويةٌ لفكر الإخوان ومنهجهم ومواقفهم الثابتة من القضايا المصيرية، وفي كل رسالة كان الإمام- يرحمه الله- يتناول عدة محاور بالحديث عنها، وتوضيحها...، وترسيخها في نفوس الإخوان؛ لتوضيح ثوابتهم الفكرية، ولنا مع رسالة إلى الشباب عدة وقفات:


ففي اختيار الإمام للشباب توضيح لأهمية دور الشباب في نهضة الأمة عمومًا وفي العمل الإسلامي خصوصًا، فهم الوقود الدافع للعمل، وهم الذين تتحقق بجهودهم وطاقاتهم وعملهم الدؤوب الآمال العظام والأهداف الكبرى، "ومن هنا كان الشباب قديمًا وحديثًا في كل أمة عمادَ نهضتها، وكل نهضة سرَّ قوتها، وفي كل فكرة حاملَ رايتها"..، وأحسب أن الشباب ليس المرحلة السنية فقط، وإن كانوا هم المستهدفين، ولكنه القدرة على البذل والتضحية والعمل في سبيل الله، فكل من يقدِرُ على هذا فهو شاب ومعنيٌّ بكل كلمة في هذه الرسالة.


عوامل النجاح

بدأت الرسالة بتحديد عوامل النجاح، وفي هذا تحفيزٌ للهمم، وإيقاظٌ للمشاعر والأحاسيس لاستشعار عظمة المسئولية ورفع الروح المعنوية، "إنما تنجح الفكرة إذا قوي الإيمان بها، وتوفر الإخلاص في سبيلها، وازدادت الحماسة لها، ووُجد الاستعداد الذي يحمل على التضحية والعمل لتحقيقها"، ونجده حدد أركان النجاح الأربعة: الإيمان والإخلاص والحماسة والعمل، وهي تشمل الجانب الروحي والعقائدي "الإيمان والإخلاص" بجوار الجانب العملي والتطبيقي "الحماسة والعمل"، وهذا ضمان لكبح حماسة الشباب، وحسن توجيهه، وترسيخ مفهوم تقديم الجانب العقائدي على ما سواه، كما ورد في آخر الرسالة: "وسيجد كل عامل صادق منكم في ميدان الإسلام ما يرضي همَّته ويستغرق نشاطَه إذا كان من الصادقين".


المسئولية

ثم نجد الإمام- يرحمه الله- يستجيش في نفوس الشباب الحمية، ويُشعرهم بالمسئولية المُلقاة على عاتقهم، حين يقول لهم: "ومن هنا كثرت واجباتكم، ومن هنا عظمت تبعاتكم، ومن هنا تضاعفت حقوق أمتكم عليكم، ومن هنا ثقلت الأمانة في أعناقكم، ومن هنا وجب عليكم أن تفكروا طويلاً، وأن تعملوا كثيرًا، وأن تحددوا موقفكم، وأن تتقدموا للإنقاذ، وأن تُعطوا الأمة حقَّها كاملاً من هذا الشباب"، فالشباب المسلم لا يقضي شبابه لاهيًا عابثًا كغيره من الشباب، فالأمة المجاهدة لا تعترف بهذا، ومن يتصدى- تطوعًا- للعمل لله عليه أن يعطي الأمةَ حقَّها من شبابه، يعطيها بذلاً وتضحيةً وحركةً ونشاطًا وعملاً دؤوبًا بلا كلل ولا ملل؛ لهذا نجد الإمام أردف هذا ببيان اختلاف التنشئة بين أجيال الأمة، فيصف الجيل الأول بقوله: "قد ينشأ الشباب في أمة وادعة هادئة، قوِيَ سلطانها، واستبحر عمرانها، فينصرف إلى نفسه أكثر مما ينصرف إلى أمته"، ثم يبيِّن الجيل الآخر: "وقد ينشأ في أمة جاهدة عاملة قد استولى عليها غيرها، واستبدَّ بشئونها خصمُها، فهي تجاهد ما استطاعت في سبيل استرداد الحق المسلوب، والتراث المغصوب، والحرية الضائعة، والأمجاد الرفيعة، والمثُل العليا، وحينئذ يكون من أوجب الواجبات على هذا الشباب أن ينصرف إلى أمته أكثر مما ينصرف إلى نفسه، وهو إذ يفعل ذلك يفوز بالخير العاجل في ميدان النصر، والخير الآجل من مثوبة الله"، وهو بهذا يوضح طريق التضحية للشباب وبذله لشبابه وطاقته، دون نظر لمقابل من أي أحد دون الله سبحانه.


ويختتم هذا المعنى ببثِّ روح الأمل والثقة في النفوس- حتى لا يصيبها القنوط- ببيان حقيقة النصر وقوانينه الثابتة القائمة على الإيمان والعمل، فيوضح أن النصر يكون للمؤمنين بعملهم الدؤوب، فلا يكفي الايمان وحده ولا العمل وحده.. "واستعدوا يا رجال، فما أقرب النصر للمؤمنين!! وما أعظم النجاح للعاملين الدائبين!!"


عمق الجذور

ثم ينتقل لمحور آخر لبيان حقيقة دعوتنا في العصر الحديث ومشروعيتها، وعمق جذورها، وبيان أن هذه الدعوة من صميم الإسلام.. "لقد آمنَّا إيمانًا لا جدال فيه ولا شكَّ معه، واعتقدنا عقيدةً أثبت من الرواسي وأعمق من خفايا الضمائر، بأنه ليس هناك إلا فكرة واحدة هي التي تنقذ الدنيا المعذبة وترشد الإنسانية الحائرة، وتهدي الناس سواء السبيل؛ وهي لذلك تستحق أن يضحَّى في سبيل إعلانها والتبشير بها، وحمْل الناس عليها بالأرواح والأموال وكل رخيص وغال، هذه الفكرة هي الإسلام الحنيف الذي لا عوجَ فيه ولا شرَّ معه ولا ضلالَ لمن ابتعه"..

إنه الإسلام، روح هذه الدعوة ومنهجها وسبيل نهضتها وهدايتها، ولعل في هذا أبلغ رد للمشكِّكين في نوايا الإخوان وتوجهاتهم، فهم لا يريدون سوى الإسلام فقط، ولا يريدون ولا يرون في سواه منقذًا للأمة.. "ففكرتنا لهذا إسلامية بحتة، على الإسلام ترتكز، ومنه تستمد، وله تجاهد، وفي سبيل إعلاء كلمته تعمل، لا تعدل بالإسلام نظامًا، ولا ترضى سواه إمامًا، ولا تطيع لغيره أحكامًا".


واجب الإخوان

ثم تحدث- يرحمه الله- عن واجب الإخوان ألا وهو بيان الدعوة ونشرها للناس في قوله: "فأول واجباتنا نحن الإخوان أن نبين للناس حدود هذا الإسلام واضحةً كاملةً بينةً لا زيادةَ فيها ولا نقصَ بها ولا لبسَ معها، وذلك هو الجزء النظري من فكرتنا، وأن نطالبهم بتحقيقها ونحملهم على إنفاذها ونأخذهم بالعمل بها، وذلك هو الجزء العملي في هذه الفكرة"، ونجده هنا أرسى مبدأً مهمًا ألا وهو تغليب الجانب العملي على الجانب النظري في الدعوة؛ حيث وضح أن الواجب هو البيان بجلاء وهذا هو الجانب النظري، أما العملي فشمل "نطالبهم.. نحملهم.. نأخذهم"، وفي هذا بيان لأهمية العمل والعطاء والتجرد، وتغليب الجانب العملي وتقديمه على مجرد التنظير وقوة الحجة والبيان.


المنهج والغاية

ثم يوضح المنهج والدستور الذي يعمل الإخوان له وبه ومن أجله.. "وعمادنا في ذلك كله كتاب الله، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، والسنة الصحيحة الثابتة عن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- والسيرة المطهرة لسلف هذه الأمة"، ثم يوضح الإمام هنا السبب والغاية من هذا.. "لا نبغي من وراء ذلك إلا إرضاء الله، وأداء الواجب، وهداية البشر، وإرشاد الناس"، فهذه هي غايات الإخوان على مر الأجيال، بلا مواربة أو مداهنة، وهذه هي المبادئ التي يزرعونها في نفوس شبابهم منذ اللحظة الأولى.


الغاية إرضاء الله وأداء الواجب وهداية الناس


ثم يوضح السبيل لتحقيق هذه المبادئ، وفيها أيضًا نجد تغليب الجانب العملي وروح البذل والتضحية في النفوس.. "وسنجاهد في سبيل تحقيق فكرتنا، وسنكافح لها ما حيينا، وسندعو الناس جميعًا إليها، وسنبذل كل شيء في سبيلها، فنحيا بها كرامًا، أو نموت كرامًا، وسيكون شعارنا الدائم: الله غايتنا، والرسول زعيمنا، والقرآن دستورنا، والجهاد سبيلنا، والموت في سبيل الله أسمى أمانينا"، فهذه الشعارات التي يرددها الإخوان في منتدياتهم ليست للدعاية.. بل شعارات للعمل الجاد، ولتنزل منزل التنفيذ والتطبيق العملي في النفوس وواقع الحياة.


بعض المبشرات

وينتقل بعد ذلك للحديث عن بعض المبشرات، ولغرس روح العزة في النفوس: "إن الله قد أعزكم بالنسبة إليه، والإيمان به، والتنشئة على دينه، وكتب لكم بذلك مرتبةَ الصدارة من الدنيا، ومنزلة الزعامة من العالمين، وكرامة الأستاذ بين تلامذته.. "كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنَهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللهِ" (آل عمران:110).


وكأن الإمام- يرحمه الله- بين ظهرانينا اليوم وهو يقول: "فأول ما يدعوكم إليه أن تؤمنوا بأنفسكم، وأن تعلموا منزلتكم، وأن تعتقدوا أنكم سادةُ الدنيا وإن أراد لكم خصومكم الذل، وأساتذة العالمين وإن ظهر عليكم غيرُكم بظاهرٍ من الحياة الدنيا، والعاقة للمتقين"، فهذه هي روح الإسلام الحقيقية، روح العزة والإباء والكرامة، لا روح الذل والانكسار التي يريدها لنا أعداؤنا.. إنها روح الإسلام التي لو تحلَّينا بها لما استطاعت قُوى الأرض قاطبةًً أن تنال من عزيمتنا ولا كرامتنا، ولو وقفنا بعقيدتنا في وجه شتَّى أنواع التحديات: "فجددوا أيها الشباب إيمانكم، وحددوا غاياتكم وأهدافكم، وأول القوة الإيمان، ونتيجة هذا الإيمان الوحدة، وعاقبة الوحدة النصر المؤزَّر المبين، فآمِنوا وتآخُوا واعمَلُوا وترقَّبوا بعد ذلك النصر.. وبشر المؤمنين".


نجده هنا قد حدَّد معالم طريق النصر المبين في قوة الإيمان والعقيدة والارتباط بحبل الله المتين، ثم وحدة وتآخٍ وعمل، وفي هذا- إن طُبِّق بحق- سبيلُ النصر المبين والحاسم إن شاء الله، ولو رُبِّي الشباب على هذا لتحقَّق للأمة نصرُ الله، فكيف لمجتمع مؤمن متوحد متآخ، يعمل لوجه الله أن ينهزم أمام قوى الباطل مهما كانت قوتها وجبروتها؟!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فداء
فريق الإدارة
فريق الإدارة
فداء


التكاليف مدير المنتدى
الأوسمة لا شيء
انثى

الولاية الولاية : 29- معسكر
عدد المساهمات : 1475
نقاط : 120176
السٌّمعَة : 16
تاريخ التسجيل : 17/09/2010
الموقع : دعوتنا حياتنا

الاخوان  المسلمون: تربية..جهاد و دعوة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الاخوان المسلمون: تربية..جهاد و دعوة   الاخوان  المسلمون: تربية..جهاد و دعوة Emptyالإثنين 7 مارس 2011 - 12:34

الإخوان المسلمون جماعة من المسلمين، أخذت على عاتقها الفهم الشمولي للإسلام، والقيام بواجب الدعوة والبلاغ في سبيل نشر الفهم الصحيح للإسلام، والعمل على عودة تحكيم الشريعة الإسلامية في كل جزء من العالم الإسلامي، فالله غاية لهم، وقائدهم رسول الله، والقرآن دستورهم والجهاد بالمفهوم الواسع سبيلهم لتحقيق أمانيهم، ويضحُّون بكل غالٍ ورخيصٍ لتح...قيق أهدافهم، وهم في هذا كله يرجون رحمةَ الله ويخافون عذابَه، ولا يفصلون السياسة عن الدين، فما السياسة إلا جزءٌ من الدين"


فضيلة الشيخ عبد الخالق حسن الشريف
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فداء
فريق الإدارة
فريق الإدارة
فداء


التكاليف مدير المنتدى
الأوسمة لا شيء
انثى

الولاية الولاية : 29- معسكر
عدد المساهمات : 1475
نقاط : 120176
السٌّمعَة : 16
تاريخ التسجيل : 17/09/2010
الموقع : دعوتنا حياتنا

الاخوان  المسلمون: تربية..جهاد و دعوة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الاخوان المسلمون: تربية..جهاد و دعوة   الاخوان  المسلمون: تربية..جهاد و دعوة Emptyالجمعة 18 مارس 2011 - 19:47

أهمية العلم وقيمته في الإسلام

باتت الحقيقة الأولى التي ظهرت في الأرض عند نزول جبريل لأوَّل مرَّة على رسول الله أن هذا الدين الجديد (الإسلام) دينٌ يقوم على العلم ويرفض الضلالات والأوهام جملةً وتفصيلاً؛ حيث نزل الوحي أوَّل ما نزل بخمس آيات تتحدَّث حول قضية واحدة تقريبًا، وهي قضية العلم، قال تعالى: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ... * خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} [العلق: 1-5].

إن هذا النزول الأوَّل بهذه الكيفيَّة ليُعَدُّ عجيبًا؛ وذلك من عِدَّة وجوه: فهو عجيب لأن الله قد اختار موضوعًا معيَّنًا من آلاف المواضيع التي يتضمَّنها القرآن الكريم وبدأ به، مع أن الرسول الذي يتنزل عليه القرآن أُمِّيٌ لا يقرأ ولا يكتب، فكان واضحًا أن هذا الموضوع الأوَّل هو مِفتاح فَهْمِ هذا الدِّين، ومفتاح فهم هذه الدنيا، بل وفهم الآخرة التي سيئول إليها الناس كلهم.



ثم هو عجيب كذلك لأنه نزل يتحدَّث عن قضية ما اهتم بها العرب كثيرًا في تلك الآونة، بل كانت الخرافات والأباطيل هي التي تحكم حياتهم من أوَّلها إلى آخرها، فكانوا يفتقرون إلى العلم في كل المجالات، اللهم إلا في مجال البلاغة والشعر، فكان هذا هو الميدان الذي تفوَّق فيه العرب وبرعوا، ولذلك نزل القرآن -وهو الأعجب- يتحدَّاهم في هذا الذي برعوا فيه، معلنًا لهم أنه ينادي بالعلم والتفوُّق فيه في كل الجوانب، بما فيها تلك التي يجيدونها.


الإسلام والعلم

يعد ظهور الإسلام بمنزلة ثورة علميَّة حقيقيَّة في بيئة ما أَلِفَتْ رُوح العلم وما تعوَّدت عليه، لدرجة أن المرحلة السابقة لنزول أولى كلمات القرآن صارت تُعْرَف باسم (الجاهلية)! فصفة الجهل ترتبط بما هو قبل الإسلام، ثم جاء الإسلام ليبدأ العلم، ولِتُنَار الدنيا بنور الهداية الربانيَّة، فقال تعالى: {أَفَحُكْمَ الْـجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} [ المائدة: 50].



فليس هناك مكانٌ في هذا الدين للجهل أو الظنِّ أو الشكِّ أو الرِّيبَة.


القرآن والعلم
لم تكن البداية فقط في هذا الكتاب المعجز (القرآن) هي التي تتحدَّث عن العلم وقيمته وأهميته في قوله سبحانه: {اقرأ}، بل كان هذا منهجًا ثابتًا في هذا الدستور الخالد، فلا تكاد تخلو سورة من سوره من الحديث عن العلم، سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.



و المفاجأة الكبرى عند بإحصاء عدد المرات التي جاءت فيها كلمة (العلم) بمشتقاتها المختلفة في كتاب الله ؛ تجد-بلا مبالغة- قد بلغت 779 مرَّة، أي بمعدَّل سبع مرَّاتٍ -تقريبًا- في كل سورة!



وهذا عن كلمة (العلم) بمادَّتها الثلاثية (ع ل م)، إلا أن هناك كلمات أخرى كثيرة تشير إلى معنى العلم ولكن لم تُذكر بلفظه؛ وذلك مثل: اليقين، والهدى، والعقل، والفكر، والنظر، والحكمة، والفقه، والبرهان، والدليل، والحجة، والآية، والبينة، وغير ذلك من معانٍ تندرج تحت معنى العلم وتحثُّ عليه. أمّا السُّنَّة النبويَّة فإحصاء هذه الكلمة فيها يكاد يكون مستحيلاً.



بل إن الملاحظ أن اهتمام القرآن بقضيَّة العلم لم يتبدَّ في أولى لحظات نزوله فقط، وإنما كان ذلك منذ بداية خلق الإنسان نفسه، كما حكى ذلك القرآن الكريم في آياته؛ فالله خلق آدم وجعله خليفة في الأرض، وأمر الملائكة أن تسجد له، وكرَّمه وعظَّمه ورفعه، ثم ذكر لنا وللملائكة سبب هذا التكريم والتعظيم والرِّفعة، فعيَّن أنه (العلم)؛ يقول تعالى في تقرير ذلك: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْـمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ * وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْـمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلاَءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * قَالُوا سُبْحَانَكَ لاَ عِلْـمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْـحَكِيمُ * قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَـمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ * وَإِذْ قُلْنَا لِلْـمَلاَئِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ} [البقرة: 30-34].



ومن هنا لم يكن الأمر من باب المبالغة حين أشار الرسول في حديثه إلى أن الدنيا بكاملها لا قيمة لها -بل هي ملعونة- إلا إذا ازدانت بالعلم وذِكْر الله ، فقد قال رسول الله : "الدُّنْيَا مَلْعُونَةٌ، مَلْعُونٌ مَا فِيهَا إِلاَّ: ذِكْرَ اللهِ وَمَا وَالاَهُ، أَوْ عَالِمًا، أَوْ مُتَعَلِّمًا"[1].



وقد كان لذلك كله أثر بعيد المدى في الدولة الإسلاميَّة بعد ذلك، حيث ولَّد نشاطًا علميًّا واسعًا في مختلَف ميادين العلم والمعرفة، نشاطًا لم يعهد له التاريخ مثيلاً، ممَّا جعله يحقِّق ازدهارًا حضاريًّا عظيمًا على أيدي علماء المسلمين، ويمدُّ التراث الإنساني بذخيرة علميَّة رائعة، يظلّ العالم بأسره مدينًا لها.


د.راغب السرجاني
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فداء
فريق الإدارة
فريق الإدارة
فداء


التكاليف مدير المنتدى
الأوسمة لا شيء
انثى

الولاية الولاية : 29- معسكر
عدد المساهمات : 1475
نقاط : 120176
السٌّمعَة : 16
تاريخ التسجيل : 17/09/2010
الموقع : دعوتنا حياتنا

الاخوان  المسلمون: تربية..جهاد و دعوة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الاخوان المسلمون: تربية..جهاد و دعوة   الاخوان  المسلمون: تربية..جهاد و دعوة Emptyالجمعة 18 مارس 2011 - 19:54

أهمية القدوة في التربية الإسلامية

لا شك أن موضوع القدوة في التربية الإسلامية هو موضوع الساعة وكل ساعة، فهو مرتبط بنمو المجتمعات الإسلامية وتطورها إلى الأفضل، والفرد المسلم رجلاً كان أو امرأةً هو أساس هذا النمو وذلك التطور، وبدونه فإن الغرباء لا يخدمون غيرهم ولا يقيمون لهم بناءً ولا كيانًا.. ولأمر ما كان وصف المولى سبحانه وتعالى لنبيه ص...لى الله عليه وسلم بالخُلُق العظيم تبيانًا لأهمية الخُلُق في تكوين الفرد المسلم، وصناعة مستقبله: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4)﴾ (القلم).

والخلق العظيم لدى النبي صلى الله عليه وسلم تربية ربانية نموذجية فريدة يتأسَّى بها المسلمون في بناء مجتمعاتهم الإسلامية وتربية أبنائهم؛ حيث تنطلق القدوة الصالحة أو الأسوة الحسنة منه صلى الله عليه وسلم؛ ليسير على هداها بقية المسلمين في كلِّ زمان ومكان: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا (21)﴾ (الأحزاب).

المسلمون في كلِّ زمان ومكان محتاجون إلى استدعاء النموذج النبوي الشريف؛ ليقتدوا به في تعليم أبنائهم ورجالهم ومجتمعاتهم، وتربيتهم التربية الصالحة التي تمكّنهم من التمكين في الأرض، والعزة في الدنيا، والنجاة في الآخرة، والفوز برضا الله في كلِّ الأحوال ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا﴾ (النور: من الآية 55).

والقدوة المحمدية تتمثل في اللفظ العفِّ، والسلوك الحميد، والمنهج اليقظ الواعي الجاد الذي لا يركن إلى الكسل، أو يميل إلى التراخي أو التواكل، أو الرضا بالقصور المفتعل الناتج من الجهل أو الفساد أو عدم الوعي بضرورات الحياة، القدوة المحمدية قدوة تُقَدِّم الجد والدأب والإصرار، وحب العلم والعمل إلى جانب العبادة والذكر والطاعة والرضا بقدر الله، والتوبة والاستغفار، ومراجعة النفس، أو ما يسمَّى في أدبيات عصرنا الحالي بالنقد الذاتي.

والقدوة تبدأ من المنزل والأسرة، فالوالدان هما أول من يقابل الطفل في حياته غالبًا، مع إخوته وأخواته وأعمامه وبقية الأقارب، وهؤلاء جميعًا مصدر تربيته وتعليمه وقدوته التي يقتدي بها، ويمشي وراءها، وخاصة الأب والأم، ولذا فهؤلاء مطالبون أن يكونوا على مستوى المسئولية الخُلُقِية في كلامهم وتصرفاتهم؛ لأن الطفل يقلِّدهم، ويحاول أن يسلك سلوكًا مشابهًا لسلوكهم، ويتكلم بمنطقهم وحديثهم.

وبلا شكٍّ فإن القدوة الحسنة في التربية هي القدوة التي لا تعاني انفصامًا أو ازدواجيةً أو تناقضًا، فالأب والأم ينبغي أن يتطابق قولهما مع فعلهما، ولا يجوز أن يقول أحدهما شيئًا، ويمارس نقيضه، فالتناقض هنا يكون خطره عظيمًا على الطفل الذي ينعكس عليه ما يجري في البيت مثل المرآة تمامًا.

إن تطابق القول والفعل لدى الأب والأم وبقية أفراد الأسرة من الأسس التربوية التي يحبذها الإسلام، وهو في الوقت نفسه من أسس أحكام الشريعة الإسلامية.

والطفل ينشأ متأثرًا بما يراه من أقوال وسلوكيات، فإذا رأى فصامًا أو تناقضًا من الأبوين أو الأقارب، فإن ذلك يفتح أمامه باب الانحراف والاضطراب، ويعطي الفرصة لوقوع أخطاء وسلوكيات يصعب معالجتها فيما بعد.

إن التناقض بين الأقوال والأفعال يشكِّل بصفة عامة معصية لله سبحانه، ومخالفة شرعية تستوجب العقاب الإلهي، ولذا نجد التحذير الإلهي من الفصام أو التناقض، بل نجد اللوم والتبكيت لهذا العمل المشين: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (2) كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ (3)﴾ (الصف)، ويقول سبحانه: ﴿أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (44)﴾ (البقرة).

ولذا يكون التناقض في مرآة الطفل أشد خطرًا وتأثيرًا؛ لأنه يضع أساسًا للسلوك الشاذ الذي لا يعبأ بقيمة، ولا يحرص على فضيلة، ولا يتجنب رذيلة، بل يفسد المجتمع من أساسه؛ حيث تسود قيم الانتهازية والكذب والاستباحة والتضليل والزور والبهتان، وغيرها من الرذائل التي تعطل مسيرة الأمة، وترتد بها إلى مجاهل التخلف والانحطاط.

ولعل أبشع الصفات التي ينشئها التناقض بين القول والفعل صفة الكذب، وهي صفة ذميمة قبيحة، وتتناقض مع ما ينبغي أن يتحلى به المسلم من فضيلة عظيمة وهي الصدق التي يأمر بها الحق سبحانه: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ (119)﴾ (التوبة)، وقد بيِّن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الصدق دليل حي، يهدي إلى البر، وهو الخير بكلِّ أنواعه وألوانه، وبالتالي فإنه يقود إلى الجنة، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [["إن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وإن الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله صديقًا، وإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذابا"]] (متفق عليه).

إن فضيلة الصدق هي أساس نهضة الأفراد والمجتمعات والأمم، ولا ريب أن النماذج المتقدمة في عالم اليوم قد قامت على أساس الصدق في داخلها وبين أفرادها، فحققت إنجازات عظيمة استطاعت أن تطاول بها العالم، صحيح أن هذه المجتمعات تستبيح الكذب والخداع والمكر مع الأمم الأخرى؛ لتحقق مكاسب ومصالح أنانية- وهو ما يستنكره أصحاب الضمائر في العالم- ولكنها في الداخل لا تقرُّ الكذب، وتتعاون من خلال الصدق، وهو ما يحقِّق لها التماسك والنمو والازدهار.

المجتمع الإسلامي ينهض بفضيلة الصدق مع نفسه ومع الآخرين، وقد حقَّق به تقدمًا عظيمًا في القرون الأولى من صدر الإسلام، وظل كذلك حتى دهته الداهية الكبرى بالاجتياح التتري من الشرق، والإعصار الصليبي من الغرب، فتأثرت القيم وتغيرت الفضائل، وانهارت الأخلاق بعامة، وعانى الناس الأمرّين في الداخل والخارج.

ولا شك أن المدرسة تمثل القدوة الثانية بعد البيت، فالمعلم قدوة لتلميذه، ويجب أن يتحلى بالأخلاق الرفيعة والقيم السمحة والسلوك الحسن، فهو راعٍ في فصله مثلما الأب أو الأم راعية في بيتها، وفي الفترة التي تعقب الطفولة المبكرة يجلس الطفل في المدرسة والكلية أكثر مما يجلس مع أهله في البيت، وهو ما يجعل لمكان العلم دورًا محوريًّا في بناء الشخصية الإنسانية للطفل؛ حيث تكون المدرسة أو الكلية أو المعهد مجتمعًا تطبيقيًّا للسلوك الإسلامي، ونتيجة صادقة لمدى انعكاس التربية الإسلامية للطفل، وهو ينمو نحو الصبا والشباب والرجولة.. والمشكلة اليوم أن الأمة تعاني في كثير من الأماكن ضعفًا واضحًا في مستوى الأداء التعليمي والتربوي، وهو ما يوجب النهوض بالتعليم والتربية نهوضًا حقيقيًّا، يعيد للأبناء صورة التربية الصالحة والعلم النافع؛ لأن ذلك طريق الأمة الوحيد للتعايش مع العالم الذي يتقدم ويتفوق من حولنا.

وقد دخلت إلى المجال التعليمي والتربوي أجهزة الإعلام بصورة مؤثرة غير مسبوقة، وأضحى للتليفزيون خاصة؛ تأثيره الذي لا يقاوم؛ حيث تمثِّل الصورة على الشاشة إبهارًا لا يقاوم، ومن ثم كانت المادة التي تعرض على الشاشة الصغيرة من أخطر وأهم ما يعرض على أطفالنا وشبابنا، الذين يتأثرون في سلوكهم وتفكيرهم وأقوالهم ولغتهم بما يرونه ويسمعونه؛ ما يعني أن هذه المادة لا بد أن توظف توظيفًا جيدًّا وحسنًا؛ للحفاظ على الهوية العربية الإسلامية من ناحية، وللبناء السلوكي والفكري للأبناء من ناحية أخرى.

لقد شبَّه بعضهم التليفزيون بالأب الحاضر دائمًا الذي لا يجد الأبناء مفرًّا من تقليده والتأسي به، ولذا فإن المواد المستوردة من الغرب، والمنتجة محليًّا يجب أن تكون على مستوى الأب القدوة الذي يتحرك بمفاهيم الإسلام وتصوراته، وإلا فإن النتائج ستكون غير طيبة على المستويين الفردي والجمعي.

يضاف إلى ما سبق من أهمية دور المسجد، وخاصة خطبة الجمعة، والدروس الدينية اليومية، التي تنقل الثقافة الإسلامية والاجتماعية إلى الطفل والشاب والشيخ، وهو ما يوجب أن يكون الخطيب والإمام عمومًا على مستوى راقٍ من الفكر والسلوك، وحفظ القرآن الكريم، والاستعداد لتحفيظه وتفسيره بما يتناسب مع مستوى الأطفال والشباب والكبار جميعًا.

إن القدوة في التربية الإسلامية مسألة في غاية الأهمية، وبلغة الصراع العسكري فهي إستراتيجية؛ أي أساسية نحتاج إلى تجويدها عمليًّا باستمرار، وتحسين أداء القائمين عليها في البيت والمدرسة والجامعة، والمسجد، وأجهزة الإعلام؛ حتى يكون للأمة مكانها تحت الشمس

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فداء
فريق الإدارة
فريق الإدارة
فداء


التكاليف مدير المنتدى
الأوسمة لا شيء
انثى

الولاية الولاية : 29- معسكر
عدد المساهمات : 1475
نقاط : 120176
السٌّمعَة : 16
تاريخ التسجيل : 17/09/2010
الموقع : دعوتنا حياتنا

الاخوان  المسلمون: تربية..جهاد و دعوة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الاخوان المسلمون: تربية..جهاد و دعوة   الاخوان  المسلمون: تربية..جهاد و دعوة Emptyالجمعة 18 مارس 2011 - 19:56

سؤال يتردد .. ما أهداف الإخوان المسلمين ؟؟

أهدافنا..

تحرر و إصلاح .. من منظور إسلامى شامل
...
ان "الإخوان المسلمون" يهدفون إلى إصلاح سياسي واجتماعي واقتصادي من منظور إسلامي شامل في مصر وكذلك في الدول العربية التي يتواجد فيها الإخوان المسلمون مثل الأردن والكويت وفلسطين كما أن الجماعة لها دور في دعم عدد من الحركات الجهادية والتي تعتبر حركات مقاومة في العالمين العربي والإسلامي ضد كافة أنواع الإستعمار أو التدّخل الأجنبي، مثل حركة حماس في فلسطين، وحماس العراق في العراق، وغيرها من الحركات التي تنشد الإستقلال لبلادهم.


وتسعى الجماعة في سبيل الإصلاح الذي تنشده إلى تكوين الفرد المسلم والأسرة المسلمة والمجتمع المسلم، ثم الحكومة الإسلامية، فالدولة فأستاذية العالم وفقاً للأسس الحضارية للإسلام عن طريق منظورهم. وشعار الجماعة "الله غايتنا، والرسول قدوتنا، والقرآن دستورنا، والجهاد سبيلنا، والموت في سبيل الله اسمي أمانينا".

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فداء
فريق الإدارة
فريق الإدارة
فداء


التكاليف مدير المنتدى
الأوسمة لا شيء
انثى

الولاية الولاية : 29- معسكر
عدد المساهمات : 1475
نقاط : 120176
السٌّمعَة : 16
تاريخ التسجيل : 17/09/2010
الموقع : دعوتنا حياتنا

الاخوان  المسلمون: تربية..جهاد و دعوة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الاخوان المسلمون: تربية..جهاد و دعوة   الاخوان  المسلمون: تربية..جهاد و دعوة Emptyالجمعة 18 مارس 2011 - 19:59

رؤية الإخوان المسلمين لما تسمى (إسرائيل) ...


«إسرائيل في نظر الجماعة مجرد كيان صهيوني مغتصب لأراضينا العربية والإسلامية المقدسة، قام علي (الجماجم) والدماء، وسنعمل على إزالته مهما طال الزمن»

...و رفض الإخوان اى نوع من انواع الاعتراف بهذا الكيان و أكدوا أنه مصيره المحتوم الزوال و أن الجهاد لإستعادة المقدسات و نصرة المسلمين فريضه إسلاميه على عاتق كل مسلم على وجه الأرض

و قد أكد على ذلك المرشد العام السابق محمد مهدى عاكف و قال إن ذلك من ثوابت الجماعه و ليس محل جدل أو نقاش و قد أكد ما قاله المرشد الحالي الدكتور محمد بديع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فداء
فريق الإدارة
فريق الإدارة
فداء


التكاليف مدير المنتدى
الأوسمة لا شيء
انثى

الولاية الولاية : 29- معسكر
عدد المساهمات : 1475
نقاط : 120176
السٌّمعَة : 16
تاريخ التسجيل : 17/09/2010
الموقع : دعوتنا حياتنا

الاخوان  المسلمون: تربية..جهاد و دعوة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الاخوان المسلمون: تربية..جهاد و دعوة   الاخوان  المسلمون: تربية..جهاد و دعوة Emptyالجمعة 18 مارس 2011 - 20:07

الإخوان ونشر الإسلام في الصين

ساهم الإخوان المسلمون في نشر الإسلام في دولة الصين في الثلاثينيات والأربعينيات من القرن العشرين، من خلال رسائلهم ومطبوعاتهم وأنشطتهم المختلفة، فقد أسهمت مجلات الإخوان (النذير) و(الإخوان المسلمين) وغيرها في تعريف المسلمين في العالم الإسلامي بتاريخ دخول الإسلام إلى الصين، والاهتمام بشأن مسلمي الصين؛ باعتبار...هم جزءًا لا يتجزأ من الوطن الإسلامي الكبير.



وبمناسبة زيارة نائب زعيم مسلمي الصين لمصر، نشرت مجلة (الإخوان المسلمين) في أحد أعدادها مقالاً، فصَّلت فيه تاريخ اتصال العالم الإسلامي بالدولة الصينية، وكيف سمح للمسلمين الوافدين على الصين من بلاد العالم الإسلامي بأن يكونوا جاليةً إسلاميةً، وينشئوا مساجدهم ومدارسهم، ويعينوا قضاتهم ومفتيهم، ويديروا شئونهم بأنفسهم تحت زعامة شيخ الإسلام.



كما ندَّد الإخوان بالممارسات الشيوعية في تركستان الصينية؛ حيث اجتاحت الشيوعية أقاليمها، واستولت على مقاطعها أمام مرأى ومسمع الحكومة الوطنية الصينية التي تراجعت أمام السيل الجارف الذي أعدته روسيا لاجتياح الشرق الأقصى كله.



كما قام قسم الاتصال بالعالم الإسلامي لجماعة الإخوان المسلمين الذي أُنشئ في أوائل عام 1944م للعمل على ربط الأقطار الإسلامية بعضها ببعض، وتوحيد السياسة العامة لها، والعمل على تحرير العالم الإسلامي من كل سلطان أجنبي، والاهتمام بشأن الأقليات الإسلامية في كل مكان بتأليف رسالة عام 1945م بعنوان: "الصين والإسلام"، والذي قام بتأليفها الأستاذ محمد تواضع، رئيس البعثات الصينية بالأزهر الشريف، والعضو بقسم الاتصال بالعالم الإسلامي.



ولقد أثمرت جهود الإخوان الطيبة في الاتصال بالشعب الصيني عن انتظام أحد رجال الصين وعلمائها في صفوف الإخوان المسلمين، وهو الأستاذ محمد تواضع؛ الذي ساهم بجهد كبير في تبليغ دعوة الإسلام إلى الشعب الصيني، إنه أحد أهم أعلام الإخوان المسلمين بالصين، وهو سفير الصين في مصر، ورئيس بعثة الصين إلى الأزهر، وهو صاحب كتاب "الإسلام والصين" الذي نشره قسم الاتصال بالعالم الإسلامي عام 1945م قبل أن تجتاح الثورة الشيوعية الصين، ذلك الكتاب الذي يستعرض تاريخ الصين قبل دخول الإسلام وبعده، ثم يتحدث بإسهاب عن أوضاع المسلمين والشخصيات البارزة وعدد المساجد والجمعيات فيها. وقد كتب مقدمة الكتاب الإمام البنا، وشرح فيها بجلاء وصفاء جوهر فكرة الإخوان المسلمين، وقال في مقدمته: "من الواجب على المسلمين مهما تباعدت أوطانهم، أو نأت ديارهم، أو اختلفت أجناسهم وألوانهم، أن يشعروا بأنهم أمة واحدة، وشعب واحد، وحدته هذه العقيدة، وألّف بين قلوب أبنائه الإسلام، لا تفرق بينهم أبدًا الحواجز الطبيعية، ولا الحدود الجغرافية، ولا العوامل السياسية، ولا المنافع الشخصية؛ لأن الله أرادهم هكذا أمة واحدة، كما قال تبارك وتعالى: (وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ (52)) (المؤمنون).



كما تطرق الإمام البنا إلى بيان نشاط الإخوان في الاتصال بالمسلمين في الصين فقال: "وكان من مقتضيات إنفاذ هذه الرؤية إنشاء قسم الاتصال بالعالم الإسلامي والبلاد العربية، وإسناده إلى أحد الإخوان العاملين من أعضاء مكتب الإرشاد، يعاونه فيه نخبة من الشباب المؤمن الغيور، وجعل مهمة هذا القسم الاتصال بالإخوان الأحبة من نزلاء مصر وضيوفها، من العرب ومن الأوطان الإسلامية المختلفة؛ لمعرفتهم، وتعرف أحوال بلادهم وأوطانهم، والتعاون معهم على الخير المشترك الذي يأمله الجميع باتحاد جهودهم، مع توثيق الصلة بالتزاور والمراسلة، وبكل وسيلة ممكنة بالهيئات الإسلامية العاملة، والشخصيات المجاهدة الفاضلة في تلك الأوطان جميعًا، ثم نشر المعلومات النافعة إلى الشعب المصري عن أفراد العالم الإسلامي والبلاد العربية، حتى يكون التعارف في أوسع دائرة ممكنة، وحتى نهيئ النفوس بذلك للدعوة العالمية المقبلة إن شاء الله".



ولقد ترجم له الأستاذ فهمي هويدي في كتابه "الإسلام في الصين"، وقال في شأنه: الشيخ محمد تواضع بانغ شي، المتوفى سنة 1958م، وهو عالم أزهري، كان ضمن المجموعة الأولى التي التحقت بالأزهر من أبناء مسلمي الصين، وقد عمل إمامًا ومعلمًا ومحررًا، فضلاً عن أنه أول من جلب حروف الطباعة العربية إلى الصين؛ مما قدَّم مساهمات كبيرة في نشر الثقافة الإسلامية بالصين، وإضافة إلى ذلك فقد ألف كتابًا بعنوان" ذكريات تسع سنوات في مصر"، وترجم كتاب "تاريخ التشريع الإسلامي" إلى الصينية، وكتاب "مذاهب الدين الإسلامي" وغيرها من الكتب.



كما نشر عددًا من المقالات في مجلة (هلال الصيني) المطبوعة آنذاك، وقد كان الشيخ تواضع على اتصال بجماعة الإخوان المسلمين خلال سنوات دراسته في الأزهر، حتى أرسلت الجماعة إليه في الثلاثينيات رسالة باسم "المسلمون في الصين".

بقلم: السيد شعيب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فداء
فريق الإدارة
فريق الإدارة
فداء


التكاليف مدير المنتدى
الأوسمة لا شيء
انثى

الولاية الولاية : 29- معسكر
عدد المساهمات : 1475
نقاط : 120176
السٌّمعَة : 16
تاريخ التسجيل : 17/09/2010
الموقع : دعوتنا حياتنا

الاخوان  المسلمون: تربية..جهاد و دعوة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الاخوان المسلمون: تربية..جهاد و دعوة   الاخوان  المسلمون: تربية..جهاد و دعوة Emptyالجمعة 18 مارس 2011 - 20:16

منهج الإخوان المسلمين

وصف الامام حسن البنا جماعة الإخوان في رسالة المؤتمر الخامس على أنها جماعة إصلاحية شاملة تفهم الإسلام فهما شاملاً وتشمل فكرتهم كل نواحي الإصلاح في الأمة وأنها:

* دعوة سلفية، إذ يدعون إلى العودة إلى الإسلام، إلى أصوله الصافية القرآن والسنة النبوية.
...
* طريقة سنية لأنهم يحملون أنفسهم علي العمل بالسنة المطهرة في كل شيء، وبخاصة في العقائد والعبادات ما وجدوا إلى ذلك سبيلا.

* حقيقة صوفية، يعتقدون أن أساس الخير طهارة النفس، ونقاء القلب، وسلامة الصدر، والمواظبة على العمل، والإعراض عن الخلق، والحب في الله، والأخوة فيه الله.

* هيئة سياسية، يطالبون بالإصلاح في الحكم، وتعديل النظر في صلة الأمة بغيرها من الأمم، وتربية الشعب على العزة والكرامة.

* جماعة رياضية، يعتنون بالصحة، ويعلمون أن المؤمن القوي هو خير من المؤمن الضعيف، ويلتزمون قول النبي: "إن لبدنك عليك حقًا"، وأن تكاليف الإسلام كلها لا يمكن أن تُؤدى إلا بالجسم القوي، والقلب الذاخر بالإيمان، والذهن ذي الفهم الصحيح.

* رابطة علمية ثقافية، فالعلم في الإسلام فريضة يحض عليها، وعلى طلبها، ولو كان في الصين، والدولة تنهض على الإيمان، والعلم.

* شركة اقتصادية، فالإسلام في منظورهم يُعنَى بتدبير المال وكسبه، والنبي يقول: "نعم المال الصالح للرجل الصالح" و(من أمسى كالاً من عمل يده أمسى مغفورًا له).

* كما أنهم فكرة اجتماعية، يعنون بأدواء المجتمع، ويحاولون الوصول إلى طرق علاجها وشفاء الأمة منها. أي أن فكر الأخوان مبني على شمول معنى الإسلام، الذي جاء شاملاً لكل أوجه ومناحي الحياة، ولكل أمور الدنيا والدين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فداء
فريق الإدارة
فريق الإدارة
فداء


التكاليف مدير المنتدى
الأوسمة لا شيء
انثى

الولاية الولاية : 29- معسكر
عدد المساهمات : 1475
نقاط : 120176
السٌّمعَة : 16
تاريخ التسجيل : 17/09/2010
الموقع : دعوتنا حياتنا

الاخوان  المسلمون: تربية..جهاد و دعوة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الاخوان المسلمون: تربية..جهاد و دعوة   الاخوان  المسلمون: تربية..جهاد و دعوة Emptyالجمعة 18 مارس 2011 - 20:19

فهم الإخوان للإسلام


ذكر الإمام حسن البنا في رسالة المؤتمر الخامس تحت عنوان (إسلام الإخوان المسلمين) "أن الإسلام عقيدة وعبادة، ووطن وجنسية، وروحانية وعمل، ومصحف وسيف".

...وذكر أيضاً: "أن فكرة الإخوان المسلمين نتيجة الفهم العام الشامل للإسلام، قد شملت كل نواحي الإصلاح في الأمة، فهي دعوة سلفية، وطريقة سنية، وحقيقة صوفية، وهيئة سياسية، وجماعة رياضية، ورابطة علمية ثقافية، وشركة اقتصادية، وفكرة اجتماعية".

وذكر أيضا في نفس الرسالة أن خصائص دعوة الإخوان التي تميزت بها عن غيرها من الدعوات:

1. البعد عن مواطن الخلاف.

2. البعد عن هيمنة الأعيان والكبراء.

3. البعد عن الأحزاب والهيئات.

4. العناية بالتكوين والتدرج في الخطوات.

5. إيثار الناحية العملية الإنتاجية على الدعاية والإعلانات.

6. شدة الإقبال من الشباب.

7. سرعة الانتشار في القرى والمدن.

ووضع حسن البنا عشرة أركان للبيعة لدي الإخوان في رسالته الشهيرة رسالة التعاليم وهي (الفهم والإخلاص والعمل والجهاد والتضحية والطاعة والثبات والتجرد والأخوة والثقة)، وذكر ضمن ركن الفهم الأصول العشرين لفهم الإخوان للإسلام والتي تعتبر الرؤية والأرضية التي تقوم عليها الجماعة في كل مكان، وقام العديد من مفكري الجماعة بشرح هذه الأصول مثل الدكتور يوسف القرضاوي والشيخ جمعة أمين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فداء
فريق الإدارة
فريق الإدارة
فداء


التكاليف مدير المنتدى
الأوسمة لا شيء
انثى

الولاية الولاية : 29- معسكر
عدد المساهمات : 1475
نقاط : 120176
السٌّمعَة : 16
تاريخ التسجيل : 17/09/2010
الموقع : دعوتنا حياتنا

الاخوان  المسلمون: تربية..جهاد و دعوة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الاخوان المسلمون: تربية..جهاد و دعوة   الاخوان  المسلمون: تربية..جهاد و دعوة Emptyالجمعة 18 مارس 2011 - 20:22

الدعوة فطرة

إنَّ الدعوة إلي الله والإسلام ليست أمرا صعبا ثقيلا همَّا علي المسلم والمسلمة ! لأنها جزء من فطرته وفطرتها ، فكلّ منهما مفطور ومخلوق من خالقه بصفة حب البشر حوله وحُسْن التعامُل معهم ، حيث ذلك يُسْعِد حياته هو أولا ، ثم حياة الجميع معه وبعده .


...ولذا ، فهو حين يراهم قد بعدوا عن ربهم وإسلامهم ، واللذان هما المصدران الرئيسان للسعادة في الحياة ، إذ يُوجِّهان لكل خير وأمان وهناءة ويحفظان من كل شر وقلق وتعاسة ، فإنه بفطرته يسعي بالحُسنيَ وبكل حب وحرص واجتهاد لإعادتهم لهما ، لأنه يحب نفسه ويحبهم ، يحب سعادته وسعادتهم في الدنيا والآخرة .. هكذا بكل بساطة وعمق ووضوح .


إنه يحب نفسه فلا يريد أن يُتعسها بالتعامل مع أناس ٍتعساء بسبب بُعدهم عن الله ونظامه ، قد يؤذونه بالكذب أو الغدر أو الخداع أو الخيانة أو الكراهية أو الأنانية أو الظلم أو الغلظة أو غيرها من الصفات السيئة المُتْعِسَة .. وهو يحبهم فلا يريدهم أشقياء مُكتئبين بهذه الصفات والتعاملات ، بل يريد لنفسه ولهم مجتمعا متواصلا مع ربه مُعِينه ومُوَفقه ومُؤّيده ، مجتمعا صادقا ودودا شفافا أمينا عادلا متعاونا متحاورا منتجا متطورا ... مجتمعا سعيدا في الداريْن


إنَّ الأدلة علي فطرية الدعوة كثيرة ، أشهرها :


بمجرد أن أسلم أبو بكر الصديق رضي الله عنه دعا مَنْ يثق بهم ويحبهم ويتعامَل معهم حوله لِمَا هو عليه من الخير والسعادة ، فأسلم بدعوته عدد مِمَّن أصبحوا صحابة كراما بُشرِّبعضهم بعد ذلك بالجنة أثناء حياته ، وهو لم يعلم بَعْدُ إلا القليل عن تفاصيل الإسلام !! .. ولكنه الحب الفطري له ولخالقه مُنْزله ولدعوة البشر إخوانه في البشرية المحيطين به إليه ... جاء في سيرة ابن هشام : " قال ابن اسحق : فلما أسلم أبو بكر أظهر إسلامه ودعا إلي الله وإلي رسوله ، وكان أبو بكر رجلا مألوفا لقومه محببا سهلا ... فجعل يدعو إلي الله وإلي الإسلام مَنْ وَثَقَ به مِن قومه مِمَّن يغشاه ويجلس إليه ..... فأسلم بدعائه – فيما بلغني – عثمان ابن عفان .. وعبد الرحمن ابن عوف .. وسعد ابن أبي وقاص .. وطلحة ابن عبيد الله .. "


كذلك ، بمجرد أن أسلم سحرة فرعون ، لمَّا رأوا آيات الله العظمي ، تذكروا ، فتحوَّلوا فورا ، وبمجرد أن تخلصوا من سيطرة سوء تفكيرهم ، إلي نداء العقل والفطرة المُبَرْمَجَان أصلا من خالقهما علي الخير ، تحوَّلوا إلي دعاة يدعون قومهم ، بل ورئيسهم المُعانِد المُتجبِّر المُتعالِي ، بأفضل وأنسب وسائل الدعوة ، رغم أنهم لم تمرّ علي لحظة إسلامهم إلا لحظات !! وهُم لم يتعلموا بَعْدُ شيئا عنه أو كيفية الدعوة له!

قالوا مثلا لفرعون :"قالوالن نؤثرك علي ما جاءنا من البينات والذي فطرنا ، فاقض ما أنت قاض ، إنما تقضي هذه الحياة الدنيا . إنا آمنا بربنا ليغفر لنا خطايانا وما أكرهتنا عليه من السحر والله خير وأبقي . إنه من يأت ربه مجرما فإنَّ له جهنم لا يموت فيها ولا يحي . ومن يأته مؤمنا قد عمل الصالحات فأولئك لهم الدرجات العلا . جنات عدن تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك جزاء مَن تزكي " ( طه : 72 – 76 )


بل وأبدوا استعدادً تاما للتضحية بكل ما يملكون إذا احتاج الأمر لذلك ، عندما هدَّدهم فرعون بالإيذاء ، مقابل عودة غالبية قومهم للخير وللسعادة : " قالوا لا ضير إنا إلي ربنا منقلبون . إنا نطمع أن يغفر لنا ربنا خطايانا أن كنا أول المؤمنين " ( الشعراء : 50 ، 51 ) ، فإن عاشوا بعد هذا كانت حياتهم كلها عِزّة وتقدّم وإنجاز وسعادة ، وإن ماتوا كانوا شهداء في أعلي الجنان مع أول قطرة من دمائهم ، فكلاهما خير ، وهي إحدي الحُسنييْن


يقول الإمام ابن عاشور في تفسيره " التحرير والتنوير " عند شرحه لقوله تعالي : " فألقي السحرة سجدا قالوا آمنا برب هارون وموسي " ( طه : 70 ) ما يُفيد أنَّ الدعوة فطرية ، وأنه بمجرد أن تزول عن العقل والقلب مؤثرات البيئة الخارجية التي تدعو إلي الكفر والشر والبعد عن الإيمان والخير ، فإنهما سرعان ما يعودان إلي الخير الذي برمجهما خالقهما عليه ، بل وبحكمة وموعظة حسنة ولين ورفق مع ثبات دون تراجُع أو تردّد يدعوان الغير حولهما له ، كما في الآيات السابقة .. يقول : " .. أصبحوا أهل إيمان ويقين ، وكذلك شأن المؤمنين بالرسل إذا أشرقت عليهم أنوار الرسالة ، فسرعان ما يكون انقلابهم عن جهالة الكفر وقساوته إلي حكمة الإيمان وثباته ، ولنا في عمر بن الخطاب ونحوه مِمَّن آمنوا بمحمد (ص) مَثلَ صِدْق "


إنَّ معرفة ما سبق ذكره سيُعَجِّل بإذن الله بانتشار الإسلام وأخلاقه ، لأن كل مسلم سيَستسْهِل الدعوة إليه قدْر استطاعته ، بل وسيُجيدها بقليل من العلم والتدريب ، وسيُؤدِّيها بالصورة التي سيراها مناسِبَة مُثمِرَة حسب بيئته وظروفه وأحواله هو ومَنْ حوله .. بل هذه المعرفة ستجعله واثقا من أنه سيُحْسِن أداءها ، بل وسيَجدها بكل سهولة مُصاحِبة له علي مَسَار حياته وفي كل شئونها وتخصصاتها ، كما يُفهَم ضمنا من قوله (ص) المعروف : " الدين النصيحة " قلنا لمن ؟ قال : " لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم " ( رواه مسلم وغيره ) ، أي أنَّ كل نظام الإسلام ينبني علي النصيحة الصادقة الودودة والتذكرة به وبدونها لن يكون هناك دين !


فالمسلم لأنه مُتديِّن ، أي مرجعيته في تصرفاته وأقواله هو الدين وأخلاقه ، دين الإسلام ، والذي كله أو معظمه التناصح بالخير ، هو ينصح غيره بالحسني بكل خير ، وبكل صدق ووُدّ ، وبما يناسب ، وفي توقيت ملائم ، حتي يسعد الجميع دائما


إنَّ الإسلام ورسوله (ص) لن يطلب دوام التناصح بالخير إلا إذا كان مُتيقنا من أنَّ الإنسان يستطيع ذلك بكل حب وسهولة واقتدار لأن خالقه قد فطره وبَرْمَجه عليه منذ خلقته


إنَّ في هذا الدوام بالنصيحة حفظا لدوام الأخلاق ، وبالتالي حفظا لدوام سعادة البشر في الداريْن ، وحفظا لهم من كل الزلل والخطأ وتعاساته


يقول الإمام النووي في " شرح مسلم " عند شرحه للحديث " الدين النصيحة " : " قال الخطابي : ... مِن نصح الرجل ثوبه إذا خاطه ، فشبَّهوا فعل الناصح فيما يتحراه من صلاح المنصوح له بما يَسدّه من خلل الثوب ، وقيل النصيحة مأخوذة من نصحت العسل إذا صفيته من الشمع ، فشبَّهوا تخليص القول من الغش بتخليص العسل من الخلط ، ومعني الحديث أنَّ عماد الدين وقوامه النصيحة كقوله (ص) : " الحج عرفة " أي عماده ومعظمه عرفه ... والنصيحة لله معناها الإيمان به .. والقيام بطاعته واجتناب معصيته .. والإخلاص في جميع الأمور والدعاء (الدعوة) إلي جميع الأوصاف المذكورة والحث عليها والتلطف في جمع الناس أو مَنْ أمكن منهم عليها ... والنصيحة لرسوله (ص) ... بثّ دعوته ونشر شريعته ... وأما نصيحة عامة المسلمين فإرشادهم لمصالحهم في آخرتهم ودنياهم .. والشفقة عليهم .. وأن يحب لهم ما يحبه لنفسه من الخير ويحثهم علي التخلق بجميع ما ذكرناه ..... قال ابن بطال : النصيحة ُتسمَّي دينا وإسلاما ... والنصيحة لازمة علي قدْر الطاقة إذا علم الناصح أنه يُقبَل نصحه ويُطاع أمره وأمن علي نفسه المكروه ، فإن خشي علي نفسه أذي فهو في سعة .. "


ويقول فيه الإمام المناوي في " فيض القدير " : " .. والناصح في دين الله هو الذي يؤلف بين عباد الله وبين ما فيه سعادتهم .. "


ويقول فيه الإمام العيني في " عمدة القاري شرح صحيح البخاري " : " حديث عظيم جليل حفيل عليه مدار الإسلام ... ومنهم من قال يُمكن أن يُستخرج منه الدليل علي جميع الأحكام "


ويقول الإمام السندي في حاشيته علي شرح سنن النسائي : " .. فالنصيحة لله تعالي أن يكون عبدا خالصا له في عبوديته عملا واعتقادا .. " فهو يعمل بنظام الإسلام الذي يُسعده خالصا دون اتباع أيّ نظام آخر يُتعسه أو لو أسعده سيُسعده جزئيا لا كُليّا


هذا ، وإذا كانت دعوة الغير للخير فطرية ، فإنَّ هذا يعني تلقائيا وبديهيا وبالضرورة أنَّ استقبالها أيضا فطريّ ، فهناك صفة موجودة مغروسة وخلق مخلوق من الخالق الكريم في نفس كل مدعو يدعوه للبحث عن الخير ، حتي يعود لأصله ، فالخير هو أصل خلقته ، وما جاءه من شر هو استثناء حينما يُلغِي عقله ويستجيب لوساوس شيطانه ، حتي يرتاح ويطمئن ويَسعد " فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكنَّ أكثر الناس لا يعلمون " ( الروم : 30 ) ( برجاء مراجعة مقالة " النفس المظلومة " ومقالة " برمجة العقل إلي الخير أم الشر "


بهذا ، سيجد المسلم المتعة في الدعوة إلي الله و الإسلام ، وسيرَيَ فيها إسعادً لنفسه وللآخرين ، حيث هي تُصَوّبهم لكل خير وسعادة ، ولن يجدها أبدا يوما ما هَمَّا ثقيلا وعِبئا .. لأنها فطرية ... ولأنَّ الاستجابة لها أيضا فطرية


فكن مطمئنا واثقا أيها المسلم أنك ستدعو ، وبحب وبجدية وبجودة وبسهولة ، وستجد الدعوة مُصاحبة لك مُيَسَّرَة سَلِسَة في كل قول وفعل من حياتك ، وسيُحْسِن المدعوين استقبال دعوتك ، لأنهم ينتظرونها ، ليطمئنوا وليسعدوا ، لأنَّ الأمر كله فطري مغروس موجود ... فإلي مزيد ٍمنها أيها الداعي ... إلي مزيد ٍمن السعادة والاطمئنان في الدنيا ... وأعظم وأخلد في الآخرة.

بقلم: الدكتور/محمد منصور


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فداء
فريق الإدارة
فريق الإدارة
فداء


التكاليف مدير المنتدى
الأوسمة لا شيء
انثى

الولاية الولاية : 29- معسكر
عدد المساهمات : 1475
نقاط : 120176
السٌّمعَة : 16
تاريخ التسجيل : 17/09/2010
الموقع : دعوتنا حياتنا

الاخوان  المسلمون: تربية..جهاد و دعوة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الاخوان المسلمون: تربية..جهاد و دعوة   الاخوان  المسلمون: تربية..جهاد و دعوة Emptyالجمعة 18 مارس 2011 - 20:26

يقول القرضاوى فى مذكراته فى بداية انضمامه للدعوة :

وبانضمامي إلى دعوة الإخوان، انتقلت من الهموم الصغيرة إلى الهموم الكبيرة، ومن المطامح التي تتعلق بشخصي إلى الآمال المتعلقة بأمتي. لم يعد كل طموحي أن أتخرج، ثم أتوظف، ثم أتزوج، وأكون لنفسي مستقبلا خاصا، بل أصبح طموحي أعمق وأكبر من ذلك، وغدت آمالي أعرض وأوسع من مجرد المكاسب الشخصية، والمس...تقبل الفردي.

أصبحت أطمح إلى تحرير وادي النيل وديار العرب والإسلام من كل سلطان أجنبي.

وأطمح إلى طرد الأفكار والأنظمة والقوانين الوضعية المستوردة، وإحلال الأفكار والأنظمة والأحكام الإسلامية محلها.

وأطمح إلى أن تتقدم الأمة المسلمة، وتأخذ مكانها في ركب العلم والتكنولولجيا، وتخرج من سجن التخلف الرهيب.

وأطمح إلى أن تتوحد الأمة بعد أن فرقتها العصبيات الجاهلية، والمذاهب المستوردة، والأنانيات الحاكمة، ناهيك بالفتن الاستعمارية التي كان شعارها: فرق تسد.

وأطمح إلى أن تعود الخلافة الإسلامية، لتقود الأمة تحت راية القرآن، وزعامة محمد صلى الله عليه وسلم.

لقد استحالت همومي الصغيرة، إلى هموم كبيرة، هموم أمة كبرى من المحيط إلى المحيط.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فداء
فريق الإدارة
فريق الإدارة
فداء


التكاليف مدير المنتدى
الأوسمة لا شيء
انثى

الولاية الولاية : 29- معسكر
عدد المساهمات : 1475
نقاط : 120176
السٌّمعَة : 16
تاريخ التسجيل : 17/09/2010
الموقع : دعوتنا حياتنا

الاخوان  المسلمون: تربية..جهاد و دعوة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الاخوان المسلمون: تربية..جهاد و دعوة   الاخوان  المسلمون: تربية..جهاد و دعوة Emptyالجمعة 18 مارس 2011 - 20:28

موقف الناس من دعوة الإخوان

قسم الإمام البنا الناس من حيث موقفهم من دعوة الإخوان إلي أربع فئات رئيسية:


...مؤمن
إما شخص آمن بدعوتنا وصـدق بقـــولنا وأعجب بمبادئنا، ورأى فيهــا خيراً اطمأنت إليه نفسه، وسكن له فؤاده.

فهذا ..

ندعوه أن يبادر بالانضمام إلينا والعمل معنا حتى يكثر به عدد المجاهدين ويعلوا بصوته صوت الداعين. ولا معنى لإيمان لا يتبعه عمل..

ولا فائدة في عقيدة لا تدفع صاحبها إلى تحقيقها والتضحية في سبيلها..

وكذلك كان السابقون الأولون ممن شرح الله صدورهم لهدايته فاتبعوا أنبيائه وآمنوا برسالاته وجاهدوا فيه حق جهاده،

ولهؤلاء من الله أجزل الأجر وأن يكون لهم مثل ثواب من اتبعوهم لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا.





متـردد

وإما شخص لم يستبين وجه الحق، ولم يتعرف في قولنا معنى الإخلاص والفائدة.

فهذا..

•نتركه لتردده ونوصيه بأن يتصل بنا عن كثب.

•ويقرأ عنا من قريب أو بعيد، ويطالع كتاباتنا.

•ويزور أنديتنا ويتعرف إلى إخواننا.

•فسيطمئن بعد ذلك لنا إن شاء الله.

•وكذلك كان شأن المترددين من أتباع الرسل من قبل.





نفـعي

وإما شخص لا يريد أن يبذل معونته إلا إذا عرف ما يعود عليه من فائدة وما يجره هذا البذل له من مغنم.

فنقول له:

•حنانيك ليس عندنا من جزاء إلا ثواب الله إن أخلصت، والجنة إن علم فيك خيرا.

•أما نحن فمغمورون جاها فقراء مالا.

•شأننا التضحية بما معنا وبذل ما في أيدينا.

•ورجاؤنا رضوان الله سبحانه وتعالى وهو نعم المولى ونعم النصير.

فإن كشف الله الغشاوة عن قلبه وأزاح كابوس الطمع عن فؤاده فسيعلم أن ما عند الله خير وأبقى، وسينضم إلى كتيبة الله ليجود بما معه من عرض الحياة الدنيا لينال ثواب الله في العقبى، وما عندكم ينفد و ما عند الله باق.

وإن كانت الأخرى فالله عني عمن لا يرى لله الحق الأول في نفسه وماله ودنياه وآخرته وموته.

وكذلك كان شأن قوم من أشباهه حين أبوا مبايعة رسول الله ^ إلا أن يجعل لهم الأمر من بعده, فما كان جوابه (ص) إلا أن أعلمهم أن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده, والعاقبة للمتقين.




متحامـل

•وإما شخص أساء فينا ظنه وأحاطت بنا شكوكه.

•فهو لا يرانا إلا بالمنظار الأسود القاتم.

•ولا يتحدث عنا إلا بلسان المتحرج المتشكك.

•ويأبى إلا أن يلج في غروره ويسدر في شكوكه ويظل مع أوهامه.

فهذا..

•ندعو الله لنا وله أن يرينا الحق حقا و يرزقنا اتباعه والباطل باطلا و يرزقنا اجتنابه، و أن يلهمنا وإياه الرشد.

•ندعوه إن قبل الدعاء ونناديه إن أجاب النداء وندعو الله فيه وهو أهل الرجاء، ولقد أنزل الله على نبيه الكريم في صنف من الناس :

إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ [القصص:56].

وهذا سنظل نحبه ونرجو فيئه إلينا واقتناعه بدعوتنا، وإنما شعارنا معه ما أرشدنا إليه المصطفى (ص) من قبل : – اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِقَوْمِى فَإِنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ •





وصنف الإمام الشهيد أصحاب التساؤلات والإتهامات الظالمة للدعوة من الناس إلى أنواع خمسة:

إما شخص متهكم مستهتر:

* لا يعنيه إلا أمر نفسه.

* ولا يقصد من إلقاء هذا السؤال إلا أن يهزأ بالجماعات والدعوات والمبادئ والمصلحين.

* لأنه لا يدين بغير مصلحته الشخصية.

* ولا يهمه من أمر الناس إلا الناحية التي يستغلهم منها لفائدتهم فقط ..


أو هو شخص غافل عن نفسه وعن الناس جميعا:

* فلا غاية..

* ولا وسيلة..

* ولا فكر..

* ولا عقيدة ..


وإما شخص مغرم بتشقيق الكلام:

* وتنميق الجمل والعبارات وإرسال الألفاظ فخمة ضخمة..

* ليقول السامعون إنه عالم..

* وليظن الناس أنه علي شئ وليس هو علي شئ..

* وليلقي في روعك أنه يود العمل ولا يقعده عن مزاولته إلا أنه لا يجد الطريق العملي إليه ، وهو يعلم كذب نفسه في هذه الدعوى..

* وإنما يتخذها ستارا يغطي به قصوره وخوره وأنانيته وأثرته..


وإما شخص يحاول تعجيز من يدعوه:

* ليتخذ من عجزه عن الإجابة عذراً للقعود بالعلة للخمول والمكسلة..

* وسبباً للانصراف عن العمل للمجموع..

* وآية ذلك عند هؤلاء جميعاً..

* أنك إذا فاجأتهم بالطريق العمليّ..

* وأوضحت لهم مناهج العمل المثمر ..

* وأخذت بأبصارهم وأسماعهم وعقولهم وأيديهم إلى الطريق المستقيم..

* لوّوا رؤوسهم وحاروا في أمرهم وأسقط في أيديهم..

* وظهر الاضطراب والتردد في ألفاظهم وحركاتهم وسكناتهم..

* وأخذوا ينتحلون المعاذير..

* ويرجئونك إلى وقت الفراغ..

* ويتخلصون منك بمختلف الوسائل..

* ذلك بعد آن يكونوا أمضوك اعتراضاً وأجهدوك نقاشاً ومحاوره..

* ورأيتهم بعد ذلك يصدون وهم مستكبرون .

* وإنما مثلهم في ذلك..

كالذي حدثوا أن رجلاً أعد سيفا قاطعاً ورمحاً نافذاً وعدةً وسلاحاً، وأخذ كل ليلة ينظر إليها ويتحرق أسفا ً لأنه لا يرى خصما أمامه يُظهر في نزاله براعته ويؤيد بحربه شجاعته، فأرادت امرأة أن تختبر صدق قوله، فأيقظته ذات ليلة مع السحر ونادته بلهجة المستغيث : قم أبا فلان فقد طرقتنا الخيل، فاستيقظ فزعا تعلوه صفرة الجبن وتهز أوصاله رعدة الخوف، وأخذ يردد في ذهول واضطراب: الخيل.. الخيل.. لا يزيد على ذلك ولا يحاول أن يدفع عن نفسه، وأصبح الصبح وقد ذهب عقله خوفاً وإشفاقا، وطار لبه وجلا ورعبا، وما نازل خصما ولا رأى عدوا، وذلك كما قال القائل:

وإذا ما خلا الجبان بأرض

طلب الطعن وحده والنزالا

بل كما قال الله تبارك وتعالى :

قَدْ يَعْلَمُ اللهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ وَالْقَائِلِينَ لإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا وَلا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلا قَلِيلاً . أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَإِذَا جَاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ أُولَئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللهُ أَعْمَالَهُمْ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيراً[الأحزاب:18-19].

وليس لنا مع هذا الألوان من الناس قول وليس لهم عندنا جواب إلا أن نقول لهم:

* سلام عليكم لا نبتغى الجاهلين.

* وما لهؤلاء كتبنا ولا إياهم خطبنا .

* فلقد أملنا فيهم الخير طويلا، انخدعنا بمعسول دعاويهم وعذب ألفاظهم حينا..

* ثم تكشف أمرهم عن وقت أضيع، ومجهود عقيم، وتعويق عن الطريق..

* ورأينا منهم ضروبا وألوانا وأصنافا وأشكالا جعلت النفس لا تركن إليهم ولا تعتمد في شأن من الشؤون مهما كان صغيرا عليهم.


وهناك صنف آخر من الناس:

* قليل بعدده كثير بجهده ..

* نادر ولكنه مبارك ..

* يسألك هذا السؤال إذا دعوته المشاركة والتشجيع بغيرة وإخلاص..

* إنه غيور تملأ الغيرة قلبه..

* عامل يود لو علم طريق العمل المثمر ليندفع فيها ..

* مجاهدا ولكنه لا يرى الميدان الذي تظهر فيه بطولته..

* خبر الناس ودرس الهيئات وتقلب في الجماعات فلم يرى ما يملأ نفسه ويشبع نهمته ويسكن فؤاده ويقر ثأر شعوره ويرضي يقظة ضميره، ولو رآه لكان أول الصف ولعد في الميدان بألف، ولكان في حلبة العاملين سابقا مجليا سائل الغرة ممسوح الجبين ..

* هذا الصنف.. هو الحلقة المفقودة والضالة المنشودة.. وأنا على ثقة.. أنه إن وقع في أذنه هذا النداء.. وتلقى فؤاده هذا النجاء لن يكون إلا أحد الرجلين :

* إما عامل مع المجدين..

* وإما عاطف من المحبين، ولن يكون غير ذلك أبدا. .

* فهو إن لم يكن للفكرة فلن يكون عليها .. ولهذا الصنف نكتب .. وإياه نخاطب ومعه نتفاهم ..

وأن الله وحده هو الذي يختار جنده وينتخب صفوة العاملين له: إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ [القصص:56] ولعلنا نوفق إلى ما قصدنا إليه .. والله يقول الحق وهو يهدى السبيل•.

نحب أن يكون الناس معنا واحدا من هؤلاء ، وقد حان الوقت الذي يجب فيه على المسلم أن يدرك غايته ويحدد وجهته، ويعمل لهذه الوجهة حتى يصل إلى غايته المنشودة، أما تلك الغفلة السادرة والخطرات اللاهية والقلوب الساهية والانصياع الأعمى وإتباع كل ناعق فما هو من سبيل المؤمنين في شيء.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فداء
فريق الإدارة
فريق الإدارة
فداء


التكاليف مدير المنتدى
الأوسمة لا شيء
انثى

الولاية الولاية : 29- معسكر
عدد المساهمات : 1475
نقاط : 120176
السٌّمعَة : 16
تاريخ التسجيل : 17/09/2010
الموقع : دعوتنا حياتنا

الاخوان  المسلمون: تربية..جهاد و دعوة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الاخوان المسلمون: تربية..جهاد و دعوة   الاخوان  المسلمون: تربية..جهاد و دعوة Emptyالجمعة 18 مارس 2011 - 20:33

حتى لا يذوب الداعية في المجتمع


إذا كانت دعوة الإسلام دعوة منفتحة ، تدعو للحوار مع الجميع وتقبل الآخر والتعايش معه ، رغم اختلاف الأفكار و تنوع الآراء وحتى تعدد الديانات ، فإنها في الوقت ذاته تحذر من الانجراف وراء ألفاظ و سلوكيات وعادات يلتقطها الداعية من هنا وهناك ، ويحاول تطبيقها كنوع من التقارب و الانفتاح ، ومع الوقت وتكرار المواقف و... الأحداث ، سيجد الداعية نفسه قد فقد شيئاً من الشخصية الإسلامية التي تستمد قوتها من الإسلام ذاته بعقيدته و تعاليمه و عاداته ، وسيجد نفسه قد تجاوز الخط الفاصل بين أن يكون منفتحاً على الجميع مشاركاً لهم في مساحات الاتفاق و المناطق المشتركة ، وبين أن يتأثر بسلوكهم وأفكارهم ، وهنا تحدث مشكلة يمكن وصفها بالخطيرة ، اسمها : الذوبان في المجتمع.

وعندما يذوب الداعية في المجتمع تصبح هويته مهددة ، وتصبح شخصيته أضعف ، وينتقل هذا الضعف تلقائياً إلى دعوته نفسها ، فيصبح أقل مصداقية وأقل تأثيراً وأقل نجاحاً .

ورغم قلة عدد المسلمين في بداية الدعوة ، ورغم أنه يمكن وصف كل المسلمين بعد مرور ثلاث عشر سنة في مكة أنهم ( أقلية مسلمة) ، إلا أنهم كانوا من الحنكة والمهارة الدعوية و الذكاء الاجتماعي و الفهم لمضمون الرسالة وجوهرها ، بحيث يظلون محتكين بالمجتمع متعايشين معه ، يتعاملون في كل شئون الحياة في البيع والشراء والتواصل الاجتماعي ، حتى الزواج ( قبل أن تنزل التشريعات المحددة للزواج من غير المسلمين ) ، فكان الصحابي يعيش مع أب كافر و أم كافرة وأخوة كافرين ، لكنه يبر والديه ويعامل إخوته بالحسنى ، ويدعو أصدقائه و أقاربه ، ولكنه من قوة العقيدة والإيمان ، ما يجعله لا ينساق إلى تصرف يتنافى مع إيمانه تحت أي مسمى أو مبرر ، ومن الشجاعة وقوة الشخصية ما يجعله لا يذوب في مجتمع هو مسئول عن دعوته وتغييره و الارتقاء به .

والأصعب من ذلك هو موقف المسلمين المهاجرين للحبشة ، والذين كانوا يتعرضون لغربة الأهل بالإضافة إلى غربة العقيدة ، وفى الغربة يضعف الإنسان وتفتر همته و تتغير مفاهيمه وقناعاته ، فيبدأ في قبول التنازلات واحداً تلو الآخر ، لكن السنوات الطوال في الحبشة ، لم تنجح في أن تغير المسلمين ، أو تشوه عقيدتهم ، أو تبلبل أفكارهم ، لأنهم كانوا يتذكرون دائماً أنهم أصحاب رسالة إلى العالم ، جاءوا ليغيروا الدنيا لا لتغيرهم الدنيا ، وظلوا كذلك حتى أذن لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعودة إلى المدينة .
أنواع من الذوبان

لا ينتبه البعض للخط الفاصل بين الانفتاح على المجتمع و الذوبان فيه، فيفاجئ من حوله، ويفاجأ هو نفسه، بأنه يكتسب سلوكيات و أفكار المفروض أنها لا تتفق مع دعوته وهويته، وربما تأخذ هذا الأخطاء الأشكال الآتية:
أولا ً: الألفاظ

هناك فئات من المجتمع ضحلة الثقافة و بعيدة عن التدين ، لديها هواية بين الحين والآخر أن تخرج على المجتمع بألفاظ غريبة ، تهين الذوق و اللغة العربية وتجرح الفطرة ، وأحيانا تخدش الحياء ، وللأسف يأخذ جهابذة الفن هذه الألفاظ ليسوقوها عبر أفلام لا تقل ضحالة وتفاهة عن مخترعيها ، لتخرج للعالم كله ، فيسمعها الكبير و الصغير ، ونفاجأ أنها انطلقت في الشوارع كفيروس يصعب السيطرة عليه ، وتنتقل هذه الألفاظ الغريبة من الفئات الضحلة الثقافة إلى الفئات المتعلمة من شباب الجامعات ، حتى أنني فوجئت في إحدى المرات بكتاب يشبه القاموس ، يحوى عدداً هائلاً من الألفاظ الغريبة التي يتناولها لشباب ، حتى أنها لتصبح لغة جديدة للشباب لا يمكن أن تتحاور معهم بها ، إلا إذا درستها وفهمت معناها .

إلى هنا يصبح ألأمر ظاهرة سلبية ينبغي على الداعية أن يتصدى لها بثقافته و شخصيته ، إلا أن المفاجأة المحزنة ، هو أننا نجد عدداً من الدعاة الشباب ، ممن ينطق بهذه الألفاظ ، ويتناولها في أحاديثه سواء مع هؤلاء الشباب أو غيرهم ، بمعنى انه لم يقر الأمر فقط ، بل ساعد في انتشارها أيضاً . وبمرور الوقت ، سيجد هذا الداعية الشاب نفسه قد اعوج لسانه ، وانحط مستوى مفرداته ، وأصبح صعباً عليه أن ينطق اللغة العامية المهذبة الرفيعة ، التي تليق بداعية يجرى القرآن على لسانه ليل نهار .

إن الله يرفع شأن الداعية إلى أقصى مدى ، لأنه هو الذي يضئ طريق الناس و يبصرهم ، يقول تعالى : ( إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا) [الأحزاب:45- 46]،
ثانياً : السلوكيات

لا يتصور أبداً أن يقبل شاب ملتزم دعوة أصدقاء له يدعونه لفيلم في احد دور السينما مثلاً ، أو الجلوس معه في مقهى مشبوه بدعوى التقارب و الألفة بينهم، فهنا لابد أن تظهر الخطوط الفاصلة ، وأن تتضح بشجاعة ولطف في نفس الوقت ، دون أن تقطع روابط الصداقة والود بين الأطراف .

كما لا يتصور أيضاً أن يشاهد احد سائقي التاكسي الملتزمين وهو يتعارك مع زملائه السائقين وزبائنه من الركاب بنفس ألألفاظ و نفس التصرفات التي يراها من زملائه غير الملتزمين .

وهنا يتنازل الداعية عن مبدأ الخيرية الذي شرف به الله أمة محمد صلى الله عليه وسلم ، لأنها هي التي تحافظ علي مبدأ الأمر بالمعروف و النهى عن المنكر حتى و إن تنازل عنه كل الناس :

يقول تعالى :

( كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَر)ِِ[آل عمران:110]، وربما يعد نموذج الزواج من النماذج الواضحة في الذوبان في المجتمع ، فبعض الدعاة قد ينادى يتيسير الزواج على الشباب وعدم التحامل عليهم ، إلا انه عند التعرض لنفس الموقف ، يجد نفسه يحاكى المجتمع بدلاً من أن يقدم نموذجاً حياً لمواجهة عادات أسهمت في مشكلة اجتماعية خطيرة .
ثالثاً :الأفكار

في عصر الفضائيات والسماوات المفتوحة والانترنت ، و العالم الذي تحول إلى قرية صغيرة ، انطلقت الأفكار - كل الأفكار- بلا قيود أو حدود ، وأصبح لزاماً علينا أن نمرر ما يرد إلينا من أفكار وبسرعة على الإسلام بأصوله و ثقافته و حدوده ، دون أن ننبهر بأفكار وافدة ، قبل أن نغربلها وندرك تأثيرها وخطورتها ، ولعل فكرة الحرية ( رغم جمالها وموافقتها للإسلام ) والتي ضغطت بقوه على المجتمع العربي في العشر سنوات الأخيرة ، والتي تدخلت فيها السياسة الأمريكية بشكل رئيسي ، هي من أكثر الأفكار التي تثير الجدل و البلبلة ، وهى فكرة عدم فهمها جيداً في إطار الإسلام ، وعدم دراستها بعلم وروية ، سيجنح بنا إلى مشكلات أخرى ربما تعانى مجتماعتنا منها الآن ، خصوصا أنها مجتمعات مكبوتة ، لم تتربى على الحرية ، و لم تعرف ان لها ضوابط ، وان الله وضع حداً بين الحرية والفوضى ، و أن المسئولية والواجب هما اللذان يحميان الفرد والمجتمع من هوس الرغبات اللانهائية التي لا تفكر إلا في ( الأنا ) وفقط .
كيف يواجه الداعية الذوبان في المجتمع .

على الداعية أن يتسلح بأسباب ثلاثة ، تجعله قادراً على التواصل مع المجتمع دون أن يـتأثر سلبياً به ، وهى :
أولاً : الروح الإيمانية العالية

تمثل قوة الإيمان والاتصال بالله ، الحصن الحصين ضد الذوبان السلبي في المجتمع ، فالالتزام بالعبادات من الصلاة في جماعة وصلاة النوافل و قراءة الأذكار و الورد القرآني وصيام السنن ، هو الذي يعطى مناعة للمسلم ضد أي أفكار سلبية تفد إليه، فيسهل عليه مقاومتها بما لديه من رصيد إيماني يجعله يرى الله في كل شئ ، ويجعله دائماً على بصيرة بما يرى أو يسمع ، ويرزقه الله الهداية فلا يضل و لا يشقى .قال تعالى : ( و الذين اهتدوا زادهم هدى و أتاهم تقواهم ) محمد 17
ثانياً : قوة الشخصية

لا يمكن أن يؤثر الداعية فيمن حوله إلا إذا كان متمتعاً بشخصية قوية ، لا تقبل التنازلات و لا تنقاد لأفعال خاطئة تحت دعوى الإحراج و الخجل ، أو تحت مبرر أن الكثرة تغلب الشجاعة ، وقوة الشخصية لا تعنى العصبية ولا المشاجرات المستمرة ، بل تعنى إبداء وجهة نظرك بثقة وهدوء ، و عن علم وقدرة على الحوار ، و التمسك بما تراه صحيحاً رغم ما تواجهه من ضغوط ، وأن تفهم الطرف الأخر بأن لديك خطوطا حمراء في التعامل لا يمكن تخطيها ، لأنها تخالف ما تؤمن به من أوامر الإسلام ، وان رضا الله مقدم لديك على رضا الأصدقاء ، وذكاء الداعية يجعله يرسل هذه الرسالة لمن حوله في ود و لطف وهدوء ، بما يحافظ على استمرار العلاقة بينهم ، فلا يقطعها فيفشل في دعوته .
ثالثاً : العلم والثقافة

لكي تستطيع أن تتواصل مع المجتمع بكل أطيافه و تعدد آرائه ، في نفس الوقت الذي تحافظ فيه على هويتك و شخصيتك الملتزمة التي لا تقبل تهاوناً في حق الله ، لابد أن تتسلح بالعلم الشرعي أولاً ، ثم تصقل هذا العلم بالقراءة الحرة في كل المجالات ، و الثقافة التي تجعلك تستطيع أن تقف على أبواب أي موضوع فتستطيع فتحه و الحوار حوله بثقة واتزان ، وهو شئ سيجعل الآخرين يقبلون آرائك حتى لو خالفتهم ، لأنك تتحدث عن علم ودراية ، فيحترمون اختلافك معهم في نفس الوقت الذي يستمرون في الاستماع إلى دعوتك دون ضجر .

قال تعالى : قلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي} [يوسف: 108] إن الداعية الماهر هو الذي يصنع لديه مناعة تحصنه من فيروسات المجتمع ، فهو كالطبيب الذي يعالج المجتمع من وباء منتشر ، في نفس الوقت الذي يحرص فيه جيداً على ألا يصاب بالمرض.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الاخوان المسلمون: تربية..جهاد و دعوة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» عااااجل.....الفيسبوك / الاخوان بوك ...
» الرعيل الاول من الاخوان المسلمين >>>لك الله يا دعوة الخالدين
» تربية القادة لا تربية العبيد
»  تربية الأبناء.. أصول وثوابت
»  من هم الاخوان الخميس 12 أغسطس 2010 - 15:15

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملتقى دعوتنا :: منتدى الأخبار :: دعوتنا في العالم-
انتقل الى: