أردوجان: سنتذكر أربكان بالعرفان
الإثنين, 28 شباط/فبراير 2011
نعى رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوجان أمس الأحد 27 فبراير نجم الدين أربكان، أبو الإسلام السياسي في تركيا وأول رئيس حكومة إسلامي في تاريخها، الذي توفي في وقت سابق الأحد عن عمر ناهز 85 عاما.
وقال أردوجان الذي ذاع صيته بصفته واحدا من مساعدي أربكان "كان أربكان عالما كرس حياته للمعرفة، وسنتذكره بالعرفان".
وقال متحدث باسم رئيس المفوضية الأوربية خوسيه مانويل باروسو الأحد إن أردوجان سيغيب عن اجتماع كان مقررا عقده يوم الثلاثاء مع باروسو.
ومن المقرر أن يعود أردوجان الموجود حاليا في ألمانيا للقاء المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في وقت لاحق من اليوم الاثنين إلى تركيا لحضور جنازة أربكان.
وتوفي أربكان الذي يعد مؤسس الحركة الإسلامية الحديثة في تركيا الأحد في أحد مستشفيات أنقرة بعد صراع مع المرض.
وقال أوزغون ألسيتورك -أحد أبرز مساعدي أربكان- في اتصال مع قناة أن تي في "إن تركيا فقدت أبرز شخصياتها".
وكان أربكان (85 عاما) قد نقل في يناير إلى مستشفى غوفن بالعاصمة التركية جراء إصابته بالتهاب.
وقالت وسائل الإعلام التركية إن أربكان المولود عام 1926 سيدفن الثلاثاء المقبل في إسطنبول.
مسيرة حافلة
وبدأ أربكان حياته السياسية بعد تخرجه في كلية الهندسة، وأصبح رئيسا لاتحاد النقابات التجارية، ثم انتخب عضوا في مجلس النواب عن مدينة قونيا، لكنه منع من المشاركة في الحكومات المختلفة بسبب نشاطه المعادي للعلمانية.
ولم يصمد حزبه (النظام الوطني) وهو أول حزب شكل في تركيا الجديدة سوى تسعة أشهر، حيث تم حله بقرار قضائي من المحكمة الدستورية بعد إنذار من قائد الجيش محسن باتور، فقام أربكان بتأسيس حزب السلامة الوطني عام 1972.
شارك أربكان في مطلع العام 1974 في حكومة ائتلافية مع حزب الشعب الجمهوري الذي أسسه أتاتورك ليرعى المبادئ العلمانية.
وفي العام 1983 قام بتأسيس حزب الرفاه الوطني، وواصل جهوده السياسية حتى أفلح في الفوز بالأغلبية في انتخابات عام 1996 ليترأس حكومة ائتلافية مع حزب الطريق القويم برئاسة تانسو تشيلر.
لكن الجيش أرغمه عام 1997 على الاستقالة بدعوى ضمان المبادئ العلمانية في البلاد.
وفي يناير 1998، قررت المحكمة الدستورية حل حزب الرفاه، بحجة أن عمله سيؤدي إلى المساس بمبادئ العلمانية، وحرمت أربكان من حقوقه المدنية.
لكن دعم الحزب الذي كان يضم اكثر من أربعة ملايين عضو لم يتبخر ببساطة، وفتح الحظر المفروض على أربكان الطريق لصعود نجم أردوجان لرفع راية حزب جديد أكثر تنظيما وهو حزب العدالة والتنمية الذي تولى السلطة عام 2002.
حكم على أربكان بالسجن عامين وأربعة أشهر عام 2002، ثم خففت العقوبة إلى الإقامة الجبرية، بعد إدانته بتزوير مستندات في إطار محاكمة تتعلق باختلاس أموال داخل حزب الرفاه.
أسس لاحقا حزب السعادة الذي تولى زعامته من 2003 حتى 2004، ومن 2010 حتى وفاته.
المصدر:
موقع قصة اسلام