ما الدرس الذي تعلمناه من شباب تونس ؟
بقلم: الدكتور جاسم المطوع
مسألة أن يحرق شخص واحد نفسه تسبب خروج حاكم من بلده مسألة تحتاج إلي تأمل وتفكير ، ولكن هذا ما تردده وسائل الإعلام ، إلا إن المتأمل يجد أن الموضوع أكبر من حرق شخص نفسه (بالمناسبة يعد ذلك انتحارا في الشريعة الاسلامية ) وقد قلده شخص في مصر واخر في الجزائر ولم يحدث شيء ، ولكن الامر أكبر من ذلك وهناك أسباب جوهرية دعت إلي الإنتفاضة في تونس مثلما يغضب رجل علي زوجته فيطلقها فنقال ان الغضب سبب الطلاق ، ولكن هذا غير صحيح وإنما هناك ملفات قديمة كانت سببا في حدوث الطلاق وهكذا،
الأمر الآخر وهو تفاعل الشباب وتناديهم عبر الفيس بوك حول الإوضاع في تونس في آخر اسبوعين حيث كان عدد رواد الفيس من التونسيين قبل الأحداث تسعمائة وسبعون ألف مستخدم وآخر اسبوعين وصل العدد إلي مليونين وأغلبهم من فئة الشباب وصار التنسيق بينهم والتنظيم عبر المجتمع الإفتراضي بالفيس حتي حدث ما حدث وخرج الرئيس من بلده ، ولعل في ذلك لفتة لأهمية الشباب ودورهم في نهضة مجتمعاتهم وكيف أن الأسرة ينبغي لها أن تهتم بالشباب فتنمي قدراتهم وتوجههم التوجيه الحسن ، وكذلك كيف استفاد الشباب من علاقاتهم الإجتماعية وحولوها لتكون ظاهرة قوة يغير فيها ما يريد وهذه لفته أخري ، فلو أجتمع شبابنا عبر الفيس لتغيير أي منكر بالمجتمع فانهم قادرون علي تغييره ولكن عليهم أن يتبنون ذلك لتكون قضيتهم وهدفهم وهذا درس عظيم نستفيده من شباب تونس وهي رسالة إلي كل شباب المسلمين في العالم ، فما تعليقكم ؟