أمام التطورات الأخيرة التي شهدتها البلاد والتي كانت القطرة التي أفاضت كأسها وأشعلت شرارتها الزيادة الأخيرة في الأسعار والتي تحولت بسرعة إلى كل أشكال التعبير الذي مس العديد من المؤسسات العمومية والخاصة وذهب ضحيتها قتلى وجرحى من أبناء الجزائر.
بسم الله الرحمن الرحيم
حركة الدعوة والتغيير
الجزائر في: 03 صفـر 1432 هـ
الموافق: 09 ينايـر 2011م
بيان حول معالجة الأحداث الأخيرة في البلاد
أمام التطورات الأخيرة التي شهدتها البلاد والتي كانت القطرة التي أفاضت كأسها وأشعلت شرارتها الزيادة الأخيرة في الأسعار والتي تحولت بسرعة إلى كل أشكال التعبير الذي مس العديد من المؤسسات العمومية والخاصة وذهب ضحيتها قتلى وجرحى من أبناء الجزائر.
إن الوضع في البلاد أصبح مرشحا لاستمرار عملية تهديد الاستقرار الوطني بشكل كبير أمام أبسط الهزات التي لا يمكن أن يخلو منها وطن أو دولة أو مجتمع وهو ما يعني ضرورة تضافر جميع الجهود وبشكل إيجابي من أجل حماية مستقبل البلاد.
إن الجزائر لم تلملم بعد كل جراحها من الأزمة، وهي في غنى عن وضع الملح في بقايا الجراح من أي طرف كان، بل المسارعة بالعلاج الضروري للأعراض والأمراض التي تشهدها البلاد معالجة حقيقية.
والمعالجة الحقيقية تبدأ من إشعار المواطن الجزائري بأنه شريك حقيقي في القرارات الوطنية، يفرح بأفراحه ويتألم بآلامه وإنهاء حالة الانفصال الشعوري بين المواطن ووطنه.
والمعالجة الحقيقية تبدأ من فتح مجال الحريات وتوسيع الفضاء السياسي الذي أصبح يضيق يوما بعد يوم لصالح نمطية سياسية لم تعد مقنعة أبدا للمواطن، وأثبتت الأزمة عدم قدرتها على تأطيره.
إن المعالجة الحقيقية هي القراءة الصحيحة لمختلف التحديات المستقبلية للقرارات التي تصدرها الحكومة والدراسة العميقة والتشاور مع المؤسسات التمثيلية.
إن المعالجة الحقيقية هي فهم الجيل الجديد الذي هو جيل ما بعد الأزمة، أي الجيل الذي لا يمكن مطالبته بتحمل تكاليف وتبعات الأزمة بل هو جيل يتطلع إلى مستوى أقرانه في العالم أمام البحبوحة المالية التي تمر بها البلاد بما لا يبرر انهيار القدرة الشرائية للمواطن.
إن المعالجة الحقيقية هي إيجاد البدائل الحقيقية التي يمكن أن تكون الوسيط الحقيقي والعملي في قيادة الرأي العام والتكفل بانشغالات المواطن الحيوية والعمومية والقدرة على التعامل الجاد مع الأزمات لكيلا تبقى الساحة الوطنية عرضة للعب الجهات والأيدي المشبوهة.
إن المعالجة الحقيقية هي تكريس ثقافة الحوار والتواصل بين مكونات المجتمع وتجنب الإقصاء والجهوية والرؤى المحدودة، وبذلك نتجاوز معا حالات الاحتكام إلى العنف وحل مشكلات البلاد من خلاله.
إن المعالجة الحقيقية في تفعيل القيم الإسلامية على مستوى الدولة والمجتمع والقضاء على الفساد بكل أشكاله ومحاربة من يتستر عليه أو يتحالف معه (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ).
إن المعالجة الحقيقية هي الانتصار لاحتياجات المواطن انتصارا دائما وليس عبر الحلول الظرفية، فالمجتمع في حاجة إلى الدولة التي تحميه وتتكفل بانشغالاته تكفلا يجيب على تساؤلات الأمن من الجوع والأمن من الخوف.
رئيس الحركة
مصطفى بلمهدي
المصدر:
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]